قد يواجه الشخص الكثير من المواقف المؤلمة في حياته، حيث يتعرض للخيانة والغدر في بعضها، أو قد يؤدي الاختلافات في الآراء إلى مشكلات كبيرة، إلا أن طريقة تعامله مع هذه المواقف وإظهار التسامح للآخرين يعود على الشخص بفوائد جمة، مما يستدعي السعي لتعزيز هذه السمة لدى الشخص، فكيف يمكن مساعدة النفس على التسامح؟ هذا ما نتناوله في هذه المقالة.
كيف أساعد نفسي على التسامح؟
غالباً ما يبدو أن التسامح من الأمور الصعبة على الشخص، حيث أنه يتعامل مع المواقف والآخرين من خلال التجارب الشخصية والنظرة الخاصة للأمور، لكن من خلال اتباع بعض النصائح يمكن للشخص تعلم مهارة التسامح وتطبيقها بشكل أكبر، ومن هذه النصائح:
تغيير النظرة إلى الأمور
عند تغيير الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى الأمور التي تزعجه، فهو يساعد في هذه الأثناء على زيادة المرونة النفسية لديه، وبالتالي قدرته على نشر التسامح في علاقاته، حيث يحدث ذلك من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)
- تغيير الشخص نظرته للموقف، حيث لا يوجه شعوره نحو الشخص بل إلى السلوك ذاته، فبدلاً من قول أن هذا الشخص أزعجني، يجب القول أن سلوك هذا الشخص أزعجني.
- إدراك أن الشخص المزعج قد لا يكون متقصداً الإزعاج قطعياً، ولا يعرف مدى سوء المشاعر المتسبب بها.
- النظر إلى المواقف أنها لحظية وليست مستمرة، فالموقف المزعج في هذه اللحظة لا يمكنه البقاء أو الاستمرار مهما بقي.
- تفكير الشخص بأنه ليس من الواجب أن يحبه جميع المحيطين، حيث أن معرفة وجود مجموعة من الأشخاص يحبونه تكفي.
- إدراك الشخص أن الانزعاج مشكلته وليست مشكلة الطرف المقابل، فلا يفترض أن يغيير الآخرين سلوكياتهم لأجله.(المرجع 3)
التعرف على الآخرين
تظهر قلة التسامح بسبب عدم امتلاك المعرفة الكافية عن الآخرين وعدم القدرة على فهمهم بشكل أفضل، لذلك فإن التعرف عليهم وفهمهم بوضوح يعمل على:(المرجع 1) (المرجع 4)
- تقبل آراء الآخرين وسلوكياتهم المرفوضة مسبقاً.
- إمكانية تغيير الرأي الخاص بالشخص بمجرد رؤية الأمور بمنظور آخر.
- مقابلتهم بمزيد من التسامح واللين.
وضع المبررات
بعض المواقف التي يمر بها الشخص تجعله يدرك أن الجميع قد يواجه بعض الصعاب الحياتية والتي تؤثر على طريقة تعامله مع المحيطين، لذلك فإن إدراك هذه الحقيقة يساعد في وضع المبررات للطرف المقابل، ومن ثم مسامحته على ما بدر منه.(المرجع 1)
احترام الحقوق
كما للشخص الحق في أن يحترمه الآخرين ويقدرون خصوصيته وطريقة تفكيره، فلا بد أن يتعامل مع الآخرين بالأسلوب ذاته، مما ينتج عنه:(المرجع 1) (المرجع 6)
- الشعور بالكثير من السلام مع الذات ومع الآخرين.
- تقدير التنوع بشكل كبير.
- الحصول على الاحترام المقابل، حيث أن عملية الاحترام غالباً ما تكون عملية تبادلية.
التعرف على سبب المشكلة
يمكن للشخص من خلال الغوص بداخله معرفة حيثيات الموقف وزيادة وعيه الذاتي، فقد لا تكون المشاعر ناتجة عن الطرف المقابل، بل قد يجدها داخلية فقط، الأمر الذي يساعد في اتباع ردود الفعل الصحيحة، ويساعده في ذلك التفكير بما يلي:(المرجع 2) (المرجع 3)
- هل يزعج الشخص عدم حصوله على شيء يرغبه؟
- ما هو سبب الانزعاج الحقيقي؟
- هل فعلاً تجاوز الطرف المقابل الحدود الشخصية؟
التقليل من الأنا
لا يتسامح الشخص مع الآخرين عند تهديد شعوره بالأنا، حيث يحاول الرد بأي طريقة كانت، لذلك للتمتع بالمزيد من التسامح لا بد من تقليل الأنا لدى الشخص إلى حدودها المعقولة.(المرجع 2)
ممارسة التأمل
تساعد تمارين التأمل على تعزيز التركيز على الذات وتقدير النعم التي يمتلكها الشخص، أو التركيز على الموقف الحالي من خلال التأمل اليقظ، الأمر الذي يساعد في:(المرجع 2) (المرجع 3)
- التقليل من شأن الكثير من المشكلات أو المواقف المزعجة.
- التعامل مع الآخرين بتسامح أكثر.
تقبل الأمر
في اللحظة التي لا يستطيع الشخص القيام بأي ردة فعل اتجاه الطرف المقابل وتقبله كما هو دون التفكير بما قام به هو عبارة عن التسامح بذاته، لذلك يساعد تقبل الآخرين أو المواقف الصادرة منهم دون تكوين أي مشاعر على تطوير التسامح بشكل كبير.(المرجع 3)
الاستماع الفعّال
عند الانزعاج من أحد المقربين، يمكن التحدث معه والاستماع إلى تبريراته وما لديه من ظروف أدت لما قام به من سلوك مزعج، الأمر الذي يساعد في تغيير الأفكار والتعاطف معه بشكل أكبر، وزيادة التسامح لدى الشخص، حيث يمكن أن يكون الطرف المقابل:(المرجع 4) (المرجع 6)
- مر بيوم صعب للغاية.
- يعاني من مرض يؤثر على حالته المزاجية.
- يعاني من مشاعر سلبية تجاه الطرف المقابل، حيث يمكن أن تكون المشاعر متبادلة في هذه الحالة.
تذكر المواقف السابقة
لا يمكن نسيان الذكريات الجميلة التي تجمع الشخص بالآخرين، فإن كانوا مسيئين في هذه الأثناء فهم محبين وداعمين في مواقف سابقة، لذلك فإن تذكر مواقفهم السابقة يساعد في التسامح معهم.(المرجع 4)
تحديد الأمور الضارة
عند النظر إلى سلوكيات الآخرين قد لا تعني الشخص بحد ذاته، لذلك يجب عليه تركهم وشأنهم، إلا أن بعض السلوكيات الضارة قد تتمادى في ضررها لتشمل المحيطين، عندها لا بد من تقييم هذا الضرر واتخاذ الموقف المناسب.(المرجع 5)
التحلي بالصبر
يعد الصبر من الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة، كما أن التحلي به له الكثير من الفائدة، حيث أنه يساعد الشخص على عدم الاندفاع وراء الردود اللحظية، وبالتالي التمكن من إعطاء الأمور حجمها المناسب وإظهار تسامحاً أكبر للآخرين، ويمكن ذلك من خلال:(المرجع 7) (المرجع 8)
- التوقف لفترة من الزمن عن القيام بأي عمل.
- التفكير جيداً قبل إظهار أي رد فعل.
لعب الأدوار
يمكن للشخص ذاته أن يقوم بالسلوكيات المزعجة التي يقوم بها الطرف المقابل، لذلك غالباً ما يفيده لعب الأدوار، حيث تساعده الاستراتيجية التالية في زيادة التسامح لديه:(المرجع 7)
- وضع نفسه في مكان الطرف الآخر.
- يرى الطريقة التي يمكن أن يتعامل بها الطرف المقابل والقيام بالمثل.
عدم السماح بالتدخل
قد يحاول الآخرين توجيه سلوك الشخص لاتجاه معين عند تعرضه لموقف مزعج، ففي هذه الحالة لا بد من منع التدخلات الخارجية والاكتفاء بالأفكار الشخصية، فغالباً ما توصل الشخص إلى مزيد من التسامح.(المرجع 7)
نصيحة من عرب ثيرابي
من خلال التسامح يمكن للشخص الحصول على الكثير من الأمور التي تعود عليه بالفائدة النفسية، لذلك ننصح في عرب ثيرابي اتباع النصائح السابقة للتمكن من:
- الحصول على المزيد العلاقات الاجتماعية والتي تقلل من شعور الشخص بالوحدة.
- التعامل مع المشكلات الحياتية بنوع من المرونة والوعي.
- الشعور بالرضا والسلام الداخلي، وعدم امتلاك المشاعر السلبية الداخلية.