ما ستجده في هذا المقال:
النسيان أمر شائع ومنتشر بشكل كبير بين الأشخاص، وغالبًا ما يتم تفسيره على أنه إهمال أو قلة تركيز، ولكن هل يعتبر النسيان مرض نفسي في أي حالة من الحالات؟
هل النسيان مرض نفسي؟
على الرغم من أن النسيان قد يكون بسبب الإهمال أو عدم التركيز؛ ولكن يمكن أن يكون النسيان علامة مبكرة للإصابة في الاضطرابات النفسية مثل الخرف أو الزهايمر، أو حتى الاكتئاب. ولكن لا يعتبر النسيان مرض نفسي في حد ذاته؛ ليس من الضروري أن يكون النسيان مرض نفسي أو مرتبط في اضطراب نفسي؛ حيث يمكن أن يكون نتيجة لحالات طبية أساسية مثل إصابة الدماغ، أو العدوى في الدماغ، أو الكحول.
الأسباب النفسية للنسيان
مع أنه لا يعتبر النسيان مرض نفسي ولكن هناك العديد من الاضطرابات والأسباب النفسية للنسيان، ومنها:
الإجهاد النفسي
الكثير من التوتر أو الإجهاد النفسي قد يؤثر سلبًا على عقلك، ويؤدي إلى حدوث مشكلة مؤقتة في الذاكرة، بينما قد يؤدي التعرض المزمن طويل الأمد للتوتر إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.
الاكتئاب
الاكتئاب يمكن أن يثبط العقل، أو يجعلك غير مهتم بالمحيط من حولك، وقد يكون عقلك أو عواطفك مرهقة لدرجة أنك لا تستطيع الانتباه كثيرًا لما يحدث من حولك. لذا تذكر شيء لم تكن منتبهًا له أمر صعب، كما يمكن أن يسبب لك مشاكل في النوم؛ مما يزيد من صعوبة تذكر المعلومات.
القلق
يعتقد الأشخاص أحيانًا أن النسيان مرض نفسي لأنه يكون من أعراض الأوقات التي يكون بها القلق مرتفع عند الشخص؛ مثل أثناء إجراء الاختبار حتى لو كنت تعرف الإجابات، وفي مثل هذه الحالات يكون القلق هو السبب خلف النسيان.
الحزن
يتطلب الحزن قدرًا كبيرًا من الطاقة الجسدية، أو العاطفية، أو كلاهما؛ مما يقلل من قدرتك على التركيز على الأحداث والأشخاص من حولك.
نظرًا لأن عقلنا وجسمنا مرتبطان ويؤثران على بعضهما البعض، فإن عواطفنا وأفكارنا يمكن أن تؤثر على دماغنا.
الحرمان من النوم أو التعب
النوم الجيد ضروري لتعزيز القدرة على التركيز أو التفكير بشكل أفضل، ولكن إذا لم تنَم جيدًا سوف تبقى متعبًا، ولن تكون قادرًا على التركيز، والذي بدوره يجعلك كثير النسيان.
توقف التنفس أثناء النوم
إن توقف التنفس أثناء النوم يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالخرف؛ حيث ربطت الدراسات انقطاع النفس النومي بمشاكل الذاكرة نظرًا لأن الحرمان من النوم يمكن أن يتسبب في النسيان وتقليل وظائف الدماغ.
الشيخوخة
مع التقدم بالعمر تنخفض المعالجة المعرفية عمومًا، وقدرة الذاكرة قد تنخفض أيضًا؛ حيث أن الشخص كلما كبر كلما ضعفت ذاكرته.
الاضطراب ثنائي القطب المتأخر
مِن الأمور الأخرى التي تجعل الأشخاص يعتقدون أن النسيان مرض نفسي هو أنه يحدث لكبار السن، وتكون أعراضه مشابهة كثيرًا لأعراض الاضطراب ثنائي القطب المتأخر، مما يجعل من الصعب تمييزه عن الخرف.
الأسباب المعرفية للنسيان
أحيانًا المشاكل التي تتعلق بالدماغ تؤدي إلى النسيان، وذلك مثل:
الإفراط في التفكير
هل تفكر كثيرًا في الكثير من الأشياء مرة واحدة؟ أو تحاول القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت؟ يمكِن أن تؤدي محاولات تعدد المهام من أجل أن تكون فعالة إلى التأثير على الذاكرة، وتصبح أكثر نسيانًا.
طبيعة الذاكرة
بَعض الناس بطبيعة الحال ليس لديهم ذاكرة قوية، بينما يتمتع أشخاص آخرين في ذاكرة قوية، لذا أحيانًا لا يكون النسيان مرض نفسي أو بسبب مرض نفسي؛ بل تكون طبيعة الشخص كثير النسيان أو ذاكرته ليست قوية بطبيعتها.
ضعف الإدراك المعتدل (MCI)
هو انخفاض في القدرات العقلية، والذي يتطور تدريجيًا، ولكن بشكل عام لا يغير من قدرة الشخص على العمل بشكل جيد في المهام اليومية. والنسيان يعتبر من أحد أعراض الاختلال المعرفي المعتدل.
يمكن أن تسبب الارتجاجات وإصابات الرأس المؤلمة ضعفًا في الذاكرة على المدى القصير.
هَل تؤثر الأدوية النفسية على النسيان؟
بالطبع؛ الأدوية مثل المهدئات ومضادات الاكتئاب أو بعض أدوية ضغط الدم قد تؤثر على الذاكرة. وذلك عن طريق التسبب في التخدير أو الارتباك، والذي بدوره يمكن أن يجعل من الصعب عليك الانتباه إلى الأشياء الجديدة.
هل المرأة أكثر عرضة للنسيان من الرجل؟
لا في الحقيقة، ولكن المرأة تمر في حالات خاصة بها تعتبر من أسباب النسيان، ومنها:
الحمل
في بعض الأحيان تعتبر النساء أن النسيان مرض نفسي يتعلق بها بسبب التغيرات في المواد الكيميائية أو الهرمونات في الجسم، بالإضافة للتغيرات العاطفية والجسدية أثناء الحمل، والتي تجعل المرأة كثيرة النسيان.
سن اليأس
في حالة مشابهة للحمل التغيرات الهرمونية في سن اليأس قد تؤدي إلى فوضى في عمليات التفكير وقلق النوم؛ مما يؤثر على العمليات المعرفية عند المرأة، وتصبح أكثر عرضة للنسيان.
متى يصبح النسيان مشكلة؟
تغييرات الذاكرة جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، لذا من الطبيعي أن تنسى المكان الذي تركت فيه المفاتيح، أو تتخذ قرارًا خاطئًا أو تفوتك دفعة شهرية، ولكن إذا لاحظت أي من الآتية عليك مراجعة طبيب:
- نسيان الشهر أو السنة؛ قد يكون علامة على مرض الزهايمر.
- انخفاض في الوظيفة الإدراكية.
- عدم القدرة على التعامل مع الأرقام أو المال بكفاءة.
- اتخاذ قرارات غير مناسبة في أشياء بسيطة مثل ارتداء الملابس المناسبة.
- التغييرات في الشخصية مثل زيادة العدوانية أو الانسحاب الاجتماعي.
التمييز بين النسيان لأسباب الشيخوخة أو لأسباب نفسية
الشيخوخة، أو الخرف، أو الزهايمر من الأسباب الشائعة للنسيان مع التقدم بالعمر، وبإمكانك التمييز بينها وبين النسيان لأسباب نفسية حسب الآتي:
الخرَف هو اضطراب في الدماغ يؤدي إلى فقدان الذاكرة وصعوبة التواصل. ولكن الاكتئاب أو غيره من أشكال الأمراض النفسية التي تسبب النسيان بشكل مفاجئ الخرف يجعل الأشخاص يتراجعون ويفقدون الذاكرة ببطء؛ حسب شكل الخرف الذي يعانون منه.
اضطرابات الذاكرة
هنَاك أكثر من نوع من النسيان أو من الاضطرابات التي ترتبط في فقدان الذاكرة، وأبرزها:
- مرض ألزهايمر.
- خرف أجسام ليوي (DLB).
- الخَرف الجبهي الصدغي (FTD).
- الخَرف الناجم عن فيروس نقص المناعة البشرية.
- الضَعف الإدراكي المعتدل (MCI).
- الخرَف المرتبط باستسقاء الضغط الطبيعي (NPH).
- خَرف وعائي.
- متلازمة كورساكوف.
- فقدَان الذاكرة الشامل العابر (TGA).
نصيحة عرب ثيرابي
حتى لو كان النسيان مرض نفسي أو لأسباب غير نفسية بإمكانك الوقاية منه من خلال النصائح التالية المقدمة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي:
- المحافظة على صحة ونشاط عقلك من الناحية المعرفية، عبر حل الألغاز، أو إجراء العمليات الحسابية، أو لعب الورق، أو قراءة الصحف.
- اتباع روتين يومي، ومن ثم إعداد قوائم مهام.
- استخدام المنبهات للتذكير للقيام بأي مهمة.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول الأطعمة المغذية.
- النَوم يوميًا لمدة 7-8 ساعات يوميًا في الليل.
