كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟

كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟

يمكن أن تكون آثار الطفولة المؤلمة مدمرة على حياتك كشخص بالغ حتى لو لم تشعر بأنها السبب بذلك؛ لأن صدمات الطفولة تبقى عالقة في ذهنك حتى عندما تصبح بالغًا.[مرجع3]

ما هي آثار الطفولة المؤلمة؟ 

يختلف تأثير صدمات الطفولة أو تجارب الطفولة المؤلمة على الأشخاص باختلاف نوع الصدمات التي تتعرض لها، ولكن من أبرز تأثيراتها:[مرجع1]

  • صعوبة إقامة علاقات صحية: غالبًا ما تواجه مشكلة في إقامة علاقات صحية مع الأشخاص الآخرين.
  • اليقظة المفرطة: وهو رد فعل يجعلك تشعر بالتهديد المستمر، وتخاف من أي علاقة أو تفاعل اجتماعي جديد بالنسبة لك.
  • الاكتئاب والقلق: يمكن أن تعاني من الاكتئاب أو القلق بسبب صدمات الطفولة، والذي بدوره يجعلك تفضل العزلة أو تشعر باليأس.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يحدث هذا الاضطراب للأشخاص بعد التعرض لأحداث صادمة في الطفولة بسبب ذكريات التجارب المؤلمة التي مررت بها.

كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟

إليك 3 خطوات عليك فعلها للتعافي من صدمات الطفولة:

أولًا: تعرّف على الصدمة

أول ما يجب عليك فعله هو أن تتعرف على صدمات الطفولة التي تعاني منها، وأن تعترف بها وتأثيرها عليك،

سوف يساعدك ذلك على الاعتراف بوجود مشكلة، ومن ثم السعي للبحث عن حلول لها.[مرجع1]

ثانيًا: كن صبورًا مع نفسك

النقد الذاتي والشعور بالذنب يمكن أن يكون شائعًا جدًا مع صدمات الطفولة، ولكن أنماط التفكير هذه قد تؤدي بك للإحباط واليأس،

لذا عليك أن تصبر على نفسك قليلًا أثناء مرحلة التعافي، وأن تتأكد من أنك لست مسؤولًا عن ما حدث معك في طفولتك.[مرجع1]

ثالثًا: احصل على الدعم

اعتمد على أحبائك للحصول على الدعم العاطفي؛ حيث من المهم أن تشعر بأنك مسموع ومفهوم من الأشخاص من حولك، كما أن الدعم يقلل من شعورك بالوحدة والعزلة.[مرجع1]

هل يمكن علاج آثار الطفولة المؤلمة؟ 

نعم، في منصة عرب ثيرابي نقدم لك أنواع مختلفة من العلاج الذي يساعد في تخطي وتجاوز آثار الطفولة المؤلمة، ومنها:

علاج الإجهاد الناتج عن صدمات الطفولة والأسرة (CFTSI)

تتمثل أهداف هذا العلاج في:[مرجع4]

  • الحد من أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة.
  • دَعم الآباء أو  مقدمي الرعاية من خلال زيادة التواصل بينهم.
  • توفير استراتيجيات تكيف صحية للأطفال للتعامل معها على الرغم من ردود الفعل التي قد يواجهونها لاحقًا.

المعالجة المعرفية (CPT)

تهدف المعالجة المعرفية إلى مساعدتك على تقليل الأفكار والحواجز التي تحد من قدرتك على الإنجاز والازدهار في حياتك.[مرجع4]

العلاج بالتعرض السردي (NET)

يعمل من خلال  إعادة صياغة الصدمة بطريقة تسمح لك بتجاوز تجارب الطفولة المؤلمة، وذلك من خلال سرد أحداث حياتم مع التركيز على الأفكار الإيجابية عنها وعن نفسك.[مرجع4]

العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمات (TF-CBT)

يجمع هذا العلاج بين التثقيف النفسي والتقنيات المعرفية لتعليم الأطفال والآباء الأمور التالية:[مرجع4]

  • كيفية التعبير عن النفس و التعبير عن المشاعر.
  • تعلم مهارات التأقلم المعرفية للتعامل مع الضغوطات.
  • تطوير مهارات الاسترخاء.
  • إدارة السلوكيات التي قد تسبب الضرر أو التأثير السلبي على مرحلة التعافي.

العِلاج النفسي الحسي الحركي

الهدف من العلاج النفسي الحسي الحركي معالجة الصعوبات النفسية والجسدية المستمرة المتعلقة في صدمات الطفولة، 

وذَلك من خلال دمج حركة الجسم في العلاج النفسي التقليدي.[مرجع4]

كيف أتعامل مع آثار الطفولة المؤلمة؟

للتعامل مع آثار الطفولة المؤلمة بأفضل الطرق افعل الأمور التالية:

تواصل مع الآخرين

لا تنعزل أو تبقى لوحدك أثناء التعافي من صدمات الطفولة؛ حيث أن التواصل مع أشخاص آخرين أو الانضمام لمجموعات الدعم سوف يساعدك على تخطي مشاعر الصدمة.[مرجع2]

التمارين الرياضية

ثبت أن التمارين الرياضية تساعد في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى مساعدتك بشكل مباشر على التعافي، وذلك لأنها تعزز إفراز الإندورفين الذي يقلل من شعورك بالتوتر، وبإمكانك ممارسة التمارين الآتية:[مرجع2]

  • المشي.
  • ركوب الدراجة.
  • التزلج على الجليد.
  • ممَارسة تمارين اليوغا.
  • الرقص.
  • الانضمام إلى نادي رياضي.

تعامل مع مشاعرك

يعد تدوين اليوميات طريقة شائعة لإدارة التوتر وتجاوز الأحداث المؤلمة والمشاعر المرتبطة بها؛

حيث أن التواصل مع مشاعرك يساعدك في قبول هذه المشاعر ومن ثم تخطيها بأفضل طريقة ممكنة.[مرجع2]

ممارسة الرعاية الذاتية

الرعاية الذاتية تقلل من التوتر الناتج عن صدمات الطفولة، والذي بدوره يساعدك على الشعور بالرضا، وحب نفسك بشكل أكبر، 

وذَلك من خلال فعل أي أمور تجعلك تشعر بالراحة والاسترخاء مثل أخذ حمام دافئ.[مرجع2]

تجنب المواد الترويحية

أثناء التعافي من آثار الطفولة المؤلمة ابتعد قدر الإمكان عن تعاطي المخدرات، أو الكحول، أو المواد الترويحية

حتى لو كانت تجعلك بالراحة فإنها مؤقتة، وتأثيرها السلبي يكون أكبر مع مرور الوقت.[مرجع2]

كن لطيفًا مع نفسك

التعاطف مع النفس مهم للغاية لأنه عملية التعافي والشفاء ليست سهلة كما تتوقع، وسوف تحتاج منك الكثير من الطاقة،

ولذلك بين الحين والآخر تعاطف مع نفسك وخذ استراحة من التعافي والشفاء، وذلك من خلال القيام بأشياء ممتعة وتجعلك تشعر بالراحة.[مرجع2]

ممارسة اليقظة أو التأمل

اليقظة والتأمل أو تمارين الاسترخاء بشكل عام تساهم بشكل كبير في تقليل الشعور بالقلق أو التوتر، والتي تزيد من طاقتك وقدرتك على محاربة صدمات الطفولة وتأثيرها عليك.[مرجع2]

نصائح للتعافي من آثار الطفولة المؤلمة 

إليكَ أهم النصائح لمساعدتك في التعافي من صدمات الطفولة:[مرجع3]

  • ابحث عن الأماكن أو المواقف التي تسبب لك ردود فعل قوية، وحاول أن تتجنبها حتى تجد أفضل طريقة لمواجهتها والتقليل من تأثيرها عليك.
  • اكتب في مدونة أو دفتر 10 صدمات مررت بها في مرحلة الطفولة، وكيف ترى تأثيرها عليك.
  • ابحث عن معالج للشفاء من صدمات الطفولة يمكنك أن تثق به وأن تشعر بالراحة في الجلسات العلاجية معه.
  • فكر في الجوانب المختلفة للتجارب المؤلمة التي مررت بها، وحاول إعادة التفكير بها بطريقة مختلفة.
  • لا تلقي باللوم على نفسك أبدًا حول التجارب السيئة التي تعرضت لها في طفولتك، وابحث عن الأسباب الحقيقية لها.
  • تحقق من حقيقة مشاعرك حول التجارب المؤلمة التي مررت بها، ولا تسمح لها بتحديد هويتك أو حقيقتك.
  • إذا كنت تشعر أنك لا تتذكر التجربة كاملة لا بأس من أن تبحث عنها جيدًا؛ لمعرفة حقيقة ما حصل معك.
  • لَا تحاول تجاهل مشاعرك أو قمعها، بل تقبلها كما هي حتى لو كانت مشاعر مؤلمة أو سلبية.
  • اكتب مشاعرك أو ذكرياتك باستمرار؛ حتى تتمكن من التخلي عنها، وحتى تتمكن من تتبع تقدمك بين حين وآخر.
  • أخبر شخص تثق به بالتجربة المؤلمة التي مررت بها، سوف يساعدك ذلك على التعاطف مع نفسك وعلى التخلّص من بعض الضغط الذي تشعر به.

عن تسنيم شلبي

مرحبا، أنا تسنيم شلبي، كاتبة محتوى طبي، ولدي رغبة كبير في طمس بصمة العار حول الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي في المجتمعات العربية. تذكر دائمًا: الحذاء الذي يناسب شخصًا يؤلم الآخر؛ لا توجد طريقة واحدة للعيش تناسب جميع الأشخاص.♥