تلعب الكثير من العوامل في ظهور الأمراض النفسية لدى الشخص، حيث أن بعض الأشخاص أكثر عرضة للأمر، إلا أن معرفة أساليب الوقاية الصحيحة تساعد في الحد من تأثير هذه العوامل وفي بعض الأحيان عكس مفعولها والتمتع بحياة نفسية رائعة.
مستويات الوقاية من الأمراض النفسية
لا تنحصر أساليب الوقاية من الأمراض النفسية في الأشخاص المعرضين بشكل مباشر لهذه الأمراض، حيث يتم تقسيم طرق الوقاية إلى مستويات ثلاثة تتنوع في التخصصات بناءً على الفئة المستهدفة، وهذه المستويات:
إيقاف المشكلات النفسية قبل حدوثها
وتضم مجموعة من الإجراءات التي تستهدف المجتمع المحلي بشكل عام، بحيث تنشر الوعي في أمور متنوعة، مما يضمن تقليل ما يمكن أن يواجه الأشخاص من مشكلات وأمراض نفسية، وتتضمن:(المرجع 1) (المرجع 2)
- حملات التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات.
- طباعة البروشورات المتعلقة بالإرشادات والتوجيهات المختصة بالصحة النفسية، وتقليل مشاعر العار الملازمة لها، سواء في المدارس أو المراكز الصحية.
- إنشاء المراكز والأندية الشبابية التي تساهم من تكوين الروابط المجتمعية وتستغل أوقات فراغهم بما هو مفيد.
دعم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية
في الكثير من الأحيان تلعب الوراثة دوراً أساسياً في الإصابة ببعض الأمراض النفسية، إلا أن الظروف البيئة تساهم في الأمر بشكل كبير أيضاً، ويمكن للوقاية الكشف المبكر عن هذه الاضطرابات النفسية والعمل على علاجها قبل تفاقمها، حيث أن عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بالأمراض النفسية يزيد عند تعرضهم إلى:(المرجع 1) (المرجع 2)
- الصدمات النفسية الناتجة عن المواقف الحياتية أو الحروب أو الكوارث الطبيعية.
- التعرض للتنمر بأنواعه المختلفة.
- الإصابة بالأمراض الجسدية المزمنة.
ويمكن أن تتضمن إجراءات الوقاية التي تقلل من تدهور الحالة النفسية ما يلي:(المرجع 2)
- الفحص النفسي والتشخيص.
- تقديم العلاج الأولي.
- وجود مراكز أزمات وخطوط ساخنة للأمور المتعلقة بعمليات الانتحار، كما يمكن من خلال موقع عرب ثيرابي الحصول على الدعم النفسي اللازم عند توارد الأفكار الخاصة بالانتحار.
إبقاء المرضى النفسيين بحالة نفسية جيدة
وتستهدف هذه الإجراءات وقاية الأشخاص الذين يعانون من المشكلات النفسية، وتساعد في التقليل من أعراض مرضهم، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة لديهم وضمان عدم تعرضهم لانتكاسات جديدة، ويمكن أن تتضمن:(المرجع 1) (المرجع 2)
- وصف الأدوية العلاجية النفسية المناسبة.
- المتابعة بشكل مستمر أو دوري للتأكد من حالة المريض، بحيث يضمن ملاحظة حدوث أي تغيرات بشكل مستمر.
- المشاركة في مجموعات الدعم النفسي، مما يوفر للشخص الحصول على الخبرات المتنوعة من الأشخاص المشاركين.
كيفية الوقاية من الأمراض النفسية
باختلاف المستويات المذكورة أعلاه، فإن الشخص يمكنه من خلال بعض الإجراءات المتبعة أن يقلل من خطر الأمراض النفسية والوقاية منها بشكل كبير، ومن هذه الإجراءات:
زيادة الانتباه والتركيز على الدلالات
لا بد أن يكون الشخص أكثر وعياً بالعلامات التي تشير إلى تحفيز الأعراض لديه، فمن خلال الحديث مع مقدم الرعاية يمكن وضع استراتيجية تضمن تتبع المحفزات وكيفية مواجهتها، بالإضافة إلى:(المرجع 3)
- عدم الحرج في الحصول على الدعم النفسي المتخصص في حال الشعور بالحاجة لذلك.
- إطلاع المقربين بالأمر لمراقبة العلامات التحذيرية في حال ظهورها.
عدم إهمال الأعراض
في حال ظهور بعض الأعراض التي تشير إلى مشكلة نفسية، يجب عدم إهمال الأمر والحصول على المشورة النفسية، فقد تكون:(المرجع 3)
- دليلاً على مشكلة حقيقية.
- بسبب الآثار الجانبية لبعض الأدوية ويمكن حلها بشكل بسيط.
التعاطف مع النفس
يوجد الكثير من الطرق التي من شأنها أن يتعاطف الشخص مع ذاته، مما يقلل من التوتر والأفكار السلبية المتراكمة، وبالتالي تحسين الحالة المزاجية بشكل عام، حيث يمكن القيام بما يلي:(المرجع 4) (المرجع 6)
- كتابة رسائل امتنان للنفس.
- تذكير النفس بالصفات الإيجابية التي يمتلكها الشخص.
- الاستماع إلى الموسيقى المفضلة.
- ممارسة الهوايات المحببة للنفس.
الاعتناء بالنفس
يمكن للكثير من الأمور التي يقوم بها الشخص أن تنعكس بشكل إيجابي على حالته النفسية، وتعمل على الوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية المختلفة، ومنها:(المرجع 4) (المرجع 6)
- الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي، وتضمين مجموعة من الأغذية التي من شأنها تحسين الحالة النفسية لديه، حيث أن انخفاض مستويات بعض العناصر والفيتامينات له الدور الكبير في التعرض للإصابة بالاكتئاب.
- شرب الكثير من الماء.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، مما يقلل من التوتر ويحسن الحالة المزاجية للشخص بشكل كبير.
- الحصول على قسط كافي من النوم بشكل دائم، مما يساهم في القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية في اليوم التالي.
التواصل مع الآخرين
يعتبر العقل الإنساني عقل اجتماعي يزدهر ويتفتح بالعلاقات الاجتماعية، لذلك لا بد من إحاطة الشخص نفسه بمجموعة من الأشخاص المقربين، بحيث يمكن:(المرجع 4)
- الترفيه عن النفس بممارسة النشاطات الجماعية معهم.
- الفضفضة والتقليل من الكبت النفسي.
البقاء إيجابياً
إن النظرة الإيجابية للحياة تعد من الركائز الأساسية في الوقاية من الأمراض النفسية، ويمكن ذلك من خلال:(المرجع 6)
- الموازنة بين المشاعر الإيجابية والسلبية التي يشعر بها الشخص.
- عند امتلاك العواطف الإيجابية يجب التمسك بها والاستشعار بها بشكل كبير.
- التعرف على كيفية تأثير مشاهدة الأخبار على الصحة النفسية والتوقف عن ذلك في الوقت المناسب.
- تحديد وقت معين لقضائه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن المزيد من ذلك له الكثير من التأثيرات النفسية والإصابة بالخوف من الضياع.
التطوع في الأعمال الخيرية
عند القيام ببعض الأعمال الخيرية غير الإجبارية، يشعر الشخص بمزيد من الرضا الذاتي، بالإضافة إلى إتاحة المجال للتعرف على مزيد من الأشخاص.(المرجع 5)
التعامل مع الضغوط الحياتية
لا يمكن الاستمرار في الحياة دون التعرض للإجهاد والتوتر، لذلك فإن تعلم أساليب التأقلم الصحية تضمن للشخص الوقاية من التعرض للكثير من الأمراض النفسية والجسدية.(المرجع 4)
الابتعاد عن المخدرات والكحول
قد يحاول الشخص التغلب على أعراضه بالهروب إلى الكحول والمخدرات، إلا أنها تعمل على زيادة الأمور سوءاً.(المرجع 5)
ممارسة تمارين الاسترخاء
من أكثر الأمور فائدة هي تمارين الاسترخاء، حيث أنها تساعد في تحرير التوتر المتراكم في الجسم، بالإضافة إلى التقليل من الشعور بألم العضلات، ومن ضمن هذه التمارين:(المرجع 6)
- التنفس العميق.
- الاسترخاء التدريجي.
- التأمل.
- الارتجاع البيولوجي.
- التنويم المغناطيسي الذاتي.
إعطاء الحياة المزيد من المعاني
عند الشعور بوجود هدف سواء كان طويل الأمد أو قصير الأمد، فإن الشخص يبقى يسعى إلى تحقيقه بجميع الطرق، مما يعمل على:(المرجع 6)
- زيادة الدافعية والإصرار والرغبة بالحياة لديه.
- الانعكاس بالإيجابية على حالته النفسية والوقاية من الإصابة بالأمراض النفسية المتنوعة.
ما هي أهمية الوقاية من الأمراض النفسية؟
تترابط الحالة النفسية مع الحالة الجسدية بشكل متوازي، لذلك لا بد من الاهتمام الكبير بالحالة النفسية للتمتع بحياة صحية ومتوازنة، حيث أن:(المرجع 7)
- الإصابة بالأمراض النفسية من شأنه التأثير على الجسم والتعرض للتعب والإرهاق الجسدي.
- الأمراض الجسدية تعمل على زيادة قلق الشخص وتعرضه للمزيد من المشاعر السوداوية.