Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الأدوية النفسية على الحمل

هل تؤثر الأدوية النفسية على الحمل؟

بسبب انتشار بعض المشكلات النفسية خلال الفترة الإنجابية للمرأة، فقد تحتار المريضة في حالة الحمل هل تتناول الأدوية النفسية أو ما إذا كانت لها تأثير على الحمل بشكل عام وعلى الجنين بشكل خاص، لذلك غالباً ما يعود القرار إلى الطبيب النفسي، الذي بدوره يقارن ما بين درجة خطورة الأعراض ومدى فائدة هذه الأدوية.

 

هل تؤثر الأدوية النفسية على الحمل؟

يتم تصنيف الأدوية النفسية حسب مدى الخطورة على الحمل إلى عدة فئات، حيث أن الفئة A تُشير إلى عدم وجود تأثيرات مضرة لهذه الأدوية على الحمل، ولكن لا يوجد ضمنها أي دواء نفسي، مما يعني أن جميع الأدوية النفسية لها تأثيرات سلبية مختلفة على الحمل بشكل عام، حيث أن هذه التأثيرات تختلف في النوعية والحدة، وتظهر الآثار على النحو التالي:

في الثلث الأول من الحمل

ترتبط آثار الأدوية النفسية في الثلث الأول من الحمل بالتشوهات الخلقية لدى الجنين، خاصة بين الأسبوعين الثاني والثامن من الإخصاب، حيث يمكن أن يحدث تشوهات في الأعضاء أو البنية الهيكلية للجنين.

في الثلثين الثاني والثالث من الحمل

أما في المراحل المتبقية من الحمل، فإن التأثير يكون من خلال تعرض الجنين لسمية الأدوية أو متلازمة ما حول الولادة، والتي تظهر بالعصبية والبكاء الشديدين لدى الطفل حديث الولادة.

تزيد مخاطر ولادة طفل بتشوهات خلقية إذا كانت الأم تتناول بعض أنواع مضادات الاكتئاب في أول 3 أشهر من الحمل.

 

ما تأثير الأدوية النفسية على الحمل؟

باختلاف أنواع الأدوية النفسية فإن آثارها المترتبة على الحمل تختلف أيضاً، ويمكن توضيح ذلك كما يلي:

أدوية مضادات القلق Antianxiety Drug

مثل أدوية زاناكس والفوليوم، حيث أن الاعتماد عليها في تقليل القلق لدى المرأة الحامل في فترة متأخرة من الحمل يعمل على:

    • ردود فعل مبالغ فيها لدى الطفل حديث الولادة، بالإضافة إلى التهيج أو الارتعاش المفرط.
    • متلازمة ما حول الولادة، وفيها يعاني الطفل من انخفاض درجة الحرارة أو مشاكل التغذية، ونقص قوة العضلات لديه.

    الأدوية المضادة للاكتئاب Antidepressant Drug

    غالباً ما ترتبط هذه الأدوية بالولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة، بالإضافة إلى زيادة خطر نزيف الأم بعد الولادة، وتختلف الآثار الناتجة عن الأدوية المضادة للاكتئاب باختلاف الفئة التابعة لها، حيث يمكن تقسيمها كما يلي:

    مثبطات امتصاص السيروتونين

    مثل زولفت وبروزاك وسيليكسا، ولها بعض الآثار الخطيرة على صحة الطفل أو الجنين، حيث ترتبط هذه الأدوية بحدوث:

      • ارتفاع ضغط الدم الرئوي عند حديثي الولادة عند تناوله في المراحل الأخيرة من الحمل، وتعتبر هذه الحالة خطيرة.
      • تشوهات قلبية لدى الجنين في حال تناول بعضها (مثل باكسيل) خلال الأشهر الأولى من الحمل.
      • إصابة الطفل خلال الثلاث أيام الأولى من عمره بأعراض تشتمل على تسارع ضربات القلب، سوء التغذية، التهيج، ونادراً ما تحدث النوبات.

      مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

      مثل أميتريبتيلين ونورتريبتيلين، على الرغم من وجود بعض الدراسات التي تربط بين هذه الأدوية وحدوث تشوهات في أطراف الجنين، ولكن تعتبر من الأدوية المستخدمة خلال الحمل، كما أن:

        • دواء كلوميبرامين قد يسبب تشوهات قلبية وعائية في حال تناوله في الأشهر الأولى من الحمل.
        • دواء ميرتازابين قد يرتبط بمشاكل الجهاز التنفسي وانخفاض السكر في الدم لدى الطفل حديث الولادة.
        • كما يمكن أن تحدث متلازمة ما حول الولادة للطفل، وتشتمل في هذه الحالة التعرق واحتباس البول وتسارع في ضربات القلب.

        مثبطات مونوامين أوكسيديز

        مثل فينيلزين وترانيلسيبرومين، ويعد من الأدوية الخطيرة، حيث يسبب ارتفاعاً حاداً في ضغط الدم قد ينتج عنه سكتة دماغية.

        أدوية أخرى

        مثل بوبروبيون والذي يعد من الأدوية غير محددة المخاطر، لذلك يمكن استخدامه خلال فترة الحمل.

        يمكن أن يؤدي الاكتئاب غير المعالج أثناء الحمل إلى مضاعفات لكل من الأم والطفل.

        مضادات الاختلاج Anticonvulsants

        تختلف تأثيرات مضادات الاختلاج باختلاج نوع الدواء المستخدم على النحو التالي:

        دواء كاربامازيبين أو دواء فينوباربيتال أو دواء فينيتوين

        يرتبط هذا الدواء ببعض التشوهات لدى الجنين، بالإضافة إلى حدوث نزيف لدى الطفل حديث الولادة، ولكن يمكن تجنب هذا النزيف من خلال تناول الأم لفيتامين K قبل شهر من الولادة. أو إعطاء الطفل إبرة فيتامين K بعد الولادة. 

        دواء تريميثاديون

        وتعتبر آثاره واضحة بشدة وخطيرة على حد سواء، حيث أنه يعمل على:

          • زيادة خطر الإجهاض لدى المرأة الحامل بشكل كبير.
          • نسبة حدوث التشوهات الخلقية فيه تصل إلى 70%، بما في ذلك تشوهات في القلب أو الوجه أو الحنك أو الجمجمة أو اليدين أو أعضاء البطن الداخلية.

          دواء فالبروات

          ويرتبط بشكل بسيط بالعيوب الخلقية المتعلقة بالقلب أو الوجه أو الجمجمة أو الأطراف أو العمود الفقري، لذلك يتم نصح المريضة بتجنب الحمل قدر الإمكان في فترة تناول هذا الدواء.

          مثبتات الحالة المزاجية Mood Stabilizing Drug

          مثل الليثيوم وكاربامازيبين، والذي يرتبط بمجموعة من المشكلات لدى الطفل حديث الولادة، من ضمنها:

            • التشوهات الخلقية المرتبطة بالقلب بشكل أساسي.
            • خمول الطفل.
            • انخفاض قوة عضلات الطفل.
            • مشكلات سوء التغذية.
            • كسل الغدة الدرقية لدى الطفل.
            • الإصابة بمرض السكري الكاذب.

            أما دواء لاموتريجين فغالباً لا يرتبط بأي نوع من التشوهات الخلقية، لذلك يُعد من أكثر أدوية مثبتات الحالة المزاجية أماناً للاستخدام في حالة الحمل لدى النساء.

            مضادات الذهان Antipsychotic Drug

            غالباً ما تزيد احتمالية الإصابة بسكري الحمل لدى المرأة الحامل التي تتناول هذه الأدوية منذ بداية الحمل، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الولادة المبكرة كلما زادت الجرعة الموصوفة من الدواء، وبالتالي بقاء الطفل في الحاضنة فترة أطول، وتقسم هذه الأدوية إلى قسمين أساسين هما الأدوية النمطية وغير النمطية، حيث أن لكل منهما تأثيرات مختلفة كما يلي:

            مضادات الذهان النمطية

            يعتبر كل من هالوبيريدول وكلوبرومازين وبروكلوربيرازين من الأدوية الأقل خطورة في حدوث التشوهات الرئيسية لدى الأجنة.

            مضادات الذهان غير النمطية

            مثل أولانزابين وكويتيابين، والتي ترتبط بالمخاطر التالية على الطفل حديث الولادة:

              • انخفاض وزن الطفل.
              • الولادة المبكرة ومضاعفاتها.
              • حدوث بعض التشوهات الخلقية المرتبطة بالأنبوب العصبي في حالات قليلة جداً.

               

              الأعراض الانسحابية لدى الطفل حديث الولادة

              غالباً ما يرتبط تناول الأدوية النفسية وخاصة الأدوية المضادة للاكتئاب في حال تناولها في الأشهر الأخيرة من الحمل بظهور الأعراض الانسحابية لدى الطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ولادته، والتي تتمثل  بما يلي:

                • ضيق التنفس.
                • التهيج والتوتر.
                • سوء التغذية وانخفاض الوزن.

                 

                هل تسبب الأدوية النفسية اضطرابات نفسية لدى الطفل بعد الولادة؟

                أظهرت بعض الدراسات أن تناول الأم الحامل لبعض الأدوية النفسية خلال فترة الحمل يزيد من خطر إصابة الطفل ببعض الاضطرابات أو المشكلات النفسية. ولكن الأمر لا يزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات، ومن ضمن هذه الاضطرابات:

                 

                نصيحة عرب ثيرابي

                قد تكون المرأة الحامل تعاني من أحد الاضطرابات النفسية دون أن تدرك ذلك. فما عليها إلا التعرف على العلامات التي تساعدها في معرفة حاجتها للمساعدة المتخصصة، ومن ضمن هذه العلامات:

                • الشعور بالتعب والإعياء أو الحزن لمدة تزيد عن أسبوعين بشكل متواصل.
                • تأثير المشاعر السلبية على إمكانية إنجاز المهام اليومية.
                • ظهور علامات الاكتئاب، مثل فقدان الاهتمام أو الشعور باليأس أو عدم القدرة على التأقلم.
                • الشعور بالقلق معظم الأوقات.

                عند ملاحظتك أي من العلامات السابقة لا تتردد في الحصول على الدعم والمساعدة اللازمة للتمكن من تجاوز الأمر منذ بدايته. الأخصائيون والأطباء النفسيون في عرب ثيرابي على استعداد تام لمساعدتك في جميع الأوقات بسرية وفاعلية تامة لزيادة شعورك بالعافية النفسية وتحسين صحتك النفسية.