Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
السادية الجنسية

تعرف على السادية الجنسية

قد يلجأ الشخص لبعض التخيلات العنيفة والسلوكيات الضارة التابعة لها للتمكن من الوصول إلى الإثارة الجنسية المرغوبة لديه، إلا أن هذه السلوكيات قد تسبب الموت للطرف المقابل عند يكون الشخص يتصف بالسادية الجنسية. وعلى الرغم من اختلاف ما هو مقبول من هذه السلوكيات وما هو غير مرغوب، يقع الكثيرين ضحية للسلوكيات الجنسية المختلفة.

 

ما هي السادية الجنسية؟

السادية الجنسية (Sexual Sadism) هي سمة شخصية يسعى الشخص من خلالها إلى الحصول على الإثارة الجنسية والنشوة عن طريق التخيلات والأوهام العنيفة أو إخضاع الشخص المقابل للألم والإذلال والمعاناة. سواء كان على الصعيد الجسدي أو النفسي، حيث يكون الشخص في هذه الحالة مهوس بالسلوكيات الجنسية غير المعتادة.

 

هل تعتبر السادية الجنسية اضطراباً؟

يمكن اعتبار السادية الجنسية اضطراباً من ضمن اضطرابات السلوك الجنسي القهري (Paraphilic Disorder) في حالات محددة، وهي:

    • أن تطبق السلوكيات العنيفة على شريك غير موافق على هذه السلوكيات، أي أنها تحدث بعدم التراضي.
    • التسبب بضرر جسدي كبير للطرف المقابل.
    • استمرار الأوهام والتخيلات العنيفة أو السلوكيات المسيئة للطرف المقابل لمدة تزيد عن 6 أشهر. 
    • الشعور بضائقة نفسية نتيجة لما يقوم به الشخص من سلوكيات.

     

    السلوكيات المتضمنة في السادية الجنسية

    على الرغم من أن السلوكيات قد لا تكون مضرة جسدياً بالشخص المقابل، إلا أنها تشعره بالإذلال والإهانة الكبيرتين. فقد تتنوع هذه السلوكيات في الحدة لتصل إلى السلوكيات الإجرامية والتي ينتج عنها في بعض الأحيان الموت. حيث تشتمل على ما يلي:

      • التقييد: من خلال الحبس مستخدماً في ذلك الأصفاد أو الأقفاص أو السلاسل أو الحبال.
      • الإيذاء الجسدي: بحيث يقوم الشخص بضرب أو عض أو حرق أو الجلد أو الصعق الكهربائي أو الاغتصاب أو التشويه والقطع.
      • الإيذاء النفسي: يقوم الشخص ببعض السلوكيات المهينة للطرف الآخر مثل التبول أو التغوط عليه.

      غالباً ما يتم الإشارة إلى هذه الشخصية في الحياة اليومية بالشخصية الشريرة، حيث يتم الشعور بالرعب والاشمئزاز عند السماع عن سلوكياتها.

       

      الفرق بين السادية الجنسية والاغتصاب

      يمكن أن تشتمل السلوكيات المتعلقة بالسادية الجنسية على الاغتصاب، إلا أنه لا يمكن اعتبار كل حالة اغتصاب هي تمثيل لهذه السادية، ويتضح ذلك من خلال:

        • غالباً لا ينطوي الاغتصاب على رغبة المغتصب بإحداث معاناة للضحية أو التلذذ أو الإثارة الجنسية من خلال ألم الضحية.
        • يرغب المغتصب الحصول على الإثارة الجنسية من خلال العملية الجنسية بحد ذاتها، بالإضافة إلى شعوره بالقوة على الضحية.

         

        قابلية السادية الجنسية للعلاج

        لا تنجح جميع حالات علاج السادية الجنسية، حيث أنه:

          • يمكن للشخص السادي جنسياً والمتصف بالقسوة والذي لا يظهر أي تعاطف في حياته أن يستخدم أوهامه وتخيلاته العنيفة ويطبقها على ضحاياه. ففي هذه الحالة لا ينجح العلاج.
          • في الحالات التي يستغرب الشخص من تخيلاته العنيفة ويشعر بالقلق اتجاهها، فهو غالباً ما يكون مستعداً وقابلاً للعلاج النفسي.

          تشير بعض النظريات إلى أن الشذوذ الجنسي يتطور لأن الشخص مطالب بقمع التخيلات الجنسية غير المناسبة.

           

          هل يمكن أن تكون المرأة سادية جنسياً؟

          في الوقت الذي تتطور هذه السمة الشخصية أو الاضطراب منذ مرحلة المراهقة، إلا أنها تختلف ما بين الذكور والإناث، حيث تم ملاحظة:

            • يشترك كل من الذكور والإناث في السادية الجنسية المعتمدة على التراضي بين الطرفين.
            • غالباً ما يقوم الذكور دون النساء بتطبيق هذه السادية في حالة عدم موافقة الطرف الآخر.

             

            ما مدى قبول السادية الجنسية؟

            على الرغم من أن الكثيرين ينظرون إلى السادية الجنسية على أنها ألم مجرد ويحتقرون الأمر. إلا أن البعض الآخر يرى الأمر مقبولاً طالما كان بالتراضي بين الطرفين، كما أن له فائدة نفسية، وذلك بسبب:

              • أن الأشخاص يمكنهم الحصول على الإثارة الجنسية المتخيلة، ولا يجدون عائقاً نفسياً يمنعهم من الوصول إليها.
              • قرب المناطق الدماغية المسؤولة من الألم والمتعة من بعضهما، الأمر الذي ينتج عنه تحفيزاً أكبر للمواد الكيميائية التي يتم إفرازها.
              • يمكن أن يصل الشخص من خلالها إلى المزيد من الرفاهية النفسية، أو اتباعها كنوع من التأمل أو زيادة الوعي لديه.

               

              تشخيص هذا الاضطراب

              لا يتم الإفصاح عن الرغبات والسلوكيات المتعلقة بالإثارة الجنسية بشكل دائم، لذلك قد يكون الأمر صعباً نوعاً ما. إلا أنه يجب التركيز على البيئة التي يخضع لها الشخص للتمكن من الحكم على الأمور بشكل أفضل، حيث يمكن أن تكون:

                • التواجد في بيئة لا يسمح فيها الانخراط في سلوكيات السادية النفسية.
                • التواجد في بيئة لا تضع قيود للأمر، وقدرته على عدم إجبار شخص آخر على هذه السلوكيات أو أنه لم يشعر بالضيق أو التأثير بسبب هذه السلوكيات لمدة خمس سنوات متواصلة.

                 

                هل يوجد علاج لهذه السادية؟

                في حالة عدم شعور الشخص بغرابة تخيلاته وسلوكياته فهو لن يبحث عن علاج لنفسه. إلا أنه في الكثير من الحالات ينتج عن هذه السلوكيات قضايا إجرامية تجعل الشخص مجبراً قانونياً على تلقي العلاج، حينها يتم وضع خطة علاجية مكونة من:

                العلاج النفسي

                غالباً ما يتبع العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج النفسي الديناميكي في علاج اضطراب السادية الجنسية، حيث أن العلاج يساعد الشخص في:

                  • تحديد أنماط الهوس الجنسي لدى الشخص والتمكن من التعامل معها بشكل أفضل.
                  • تحديد أنماط التفكير الضارة وتعلم أساليب جديدة للتغلب عليها.

                  العلاج الدوائي

                  يمكن لبعض الأدوية سواء النفسية أو الهرمونية أن تساعد بشكل كبير في التمكن من إعادة الهيكلية المعرفية وتغيير أنماط التفكير لدى الشخص، ومن ضمن هذه الأدوية:

                    • مضادات الاكتئاب التي تساعد في إعادة التوازن للمواد الكيميائية في الدماغ.
                    • الأدوية المضادة للأندروجين، وهي أدوية تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون، وبالتالي التقليل من الدافع الجنسي لديه في فترة العلاج.

                     

                    نصيحة عرب ثيرابي للتعامل مع السادية الجنسية

                    بسبب ما قد يعانيه الشخص نتيجة لتخيلاته المتعلقة بالسادية الجنسية، فإننا في عرب ثيرابي ننصح بما يلي:

                      • التحدث مع الشريك بشأن ما يدور في الأفكار، حيث أنه في معظم الأحيان قد يبدي التعاطف والتفهم المطلوب.
                      • البحث عن علاج نفسي للتمكن من التعامل مع الأفكار المتطفلة والسلوكيات القهرية والتخلص من أي اضطراب نفسي مرافق للحالة.
                      • البحث عن مجموعات الدعم النفسي للحالات المشابهة، حيث أنها غالباً ما تقدم أفكاراًَ وحلولاً واقعية تم تجربتها من أشخاص يعانون الأمر ذاته.
                      • محاولة عدم التكتم عن الأمر ومحاولة التخلص منه في أقرب وقت ممكن، حيث أن أي مشكلة نفسية يتم علاجها بشكل أفضل بشكل مبكر.