ما ستجده في هذا المقال:
تعديل السلوك باللعب هو الأساليب التي تستخدم في تعديل سلوكيات الطفل الخاطئة التي تؤثر على أنماط نموه، وتؤثر على الأشخاص المحيطين به بصورة سلبية.
ما هو تعديل السلوك باللعب؟
تعديل السلوك باللعب أو العلاج باللعب أحد طرق العلاج النفسي التي يتم استخدامها في تعديل سلوك الطفل، باستخدام تخيلات الطفل أو رمزية اللعب عنده، من خلال توصيل أفكار الطفل ومشاعره بشكل طبيعي من خلال اللعب بدلًا من الكلام. والتي تساعد على علاج نوبات الغضب، والسلوكيات العدوانية أو غيرها من المشكلات التي تواجه الأطفال.
آلية عمل تعديل السلوك باللعب
يعمل العلاج باللعب بالطريقة التالية:
- ملاحظة تصرفات سلوكية غير لائقة عند الأطفال بسبب مواجهة مشاكل شخصية غير متوقعة.
- زيارة الطبيب أو المعالج والحصول على تشخيص واستشارة نفسية للطفل. ومن ثم تحديد نوع العلاج الأفضل إذا ما كان فرديًا أو ضمن مجموعة.
- يبدأ المعالج في توفير بيئة مريحة وآمنة حتى يلعب بها الطفل بأقل قدر ممكن من القيود.
- يتعرف المعالج على أفكار أو مشاعر محددة عند الطفل يصعب عليه التعبير عنها لفظيًا.
- يتم تقييد نوع الألعاب التي يلعب بها الطفل حتى تخدم القضايا التي يواجهها الطفل.
تستغرق جلسة العلاج باللعب النموذجية عادةً ما بين 30 إلى 45 دقيقة.
أهداف تعديل السلوك باللعب
يهدف العلاج باللعب إلى الأمور التالية:
- تنمية حس المسؤولية في السلوك.
- وضع استراتيجيات لمعالجة المخاوف أو التعامل معها.
- تطوير حلول فريدة ومبتكرة للمشاكل.
- تعلم كيفية احترام النفس أو قبولها، واحترام وقبول الآخرين.
- تعلم الطرق الأنسب للتعبير عن النفس والمشاعر.
- تنمية التعاطف تجاه الآخرين.
- تعزيز الاحترام حول مشاعر الآخرين.
- معرفة الاستراتيجيات الاجتماعية للتفاعل مع العائلة أو الأصدقاء.
الهدف الأساسي من العلاج باللعب هو تعليم الطفل كيفية التعبير عن نفسه ومشاعره.
أنواع تعديل السلوك باللعب
يوجد نوعان رئيسيان لتعديل السلوك باللعب، وهما:
- العلاج التوجيهي: حيث يقوم المُعالج بتوجيه الطفل أو منحه التعليمات حول الألعاب التي تُساعده في التعبير عن مشاعره.
- العلاج غير التوجيهي: حيث يُترك الطفل يلعب في بيئة أقل تقييد حتى يعبر عن نفسه مع تدخل محدود من المُعالج.
الاضطرابات التي يعالجها تعديل السلوك باللعب
العلاج باللعب يساعد في علاج المشاكل السلوكية في الحالات التالية:
- اضطراب طيف التوحد.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الصدمات الجسدية أو العاطفية.
- العنف الجنسي.
- الإساءة الجسدية أو العاطفية.
- الأمراض العقلية.
- الحزن والخسارة.
- الهواجس.
- اضطرابات المزاج.
- توقف النمو العاطفي.
فوائد تعديل السلوك باللعب
من أهم فوائد العلاج باللعب:
- مساعدة الأطفال الذين يواجهون صعوبة في التواصل اللفظي للتعبير عن أنفسهم من خلال اللعب.
- خلق مساحة للطفل يشعر بها بالراحة، ويكون على طبيعته، ومختلفة عن أشكال العلاج النفسي التقليدية.
- السماح للطفل باختيار الألعاب التي يشعر براحة أكبر معها، ويكون بذلك مسؤولًا عن عملية علاجه.
- مساعدة الطفل في فهم عواطفه أو مشاعره.
- تحسين مهارات التواصل أو المهارات الاجتماعية عند الطفل.
- زيادة معرفة النفس أو توسيع طرق التعبير عنها.
- نقل الأفكار إلى واقع الحياة.
- تحسين مهارة حل المشكلات.
- التقليل من التوتر أو الملل.
أهمية تعديل السلوك باللعب
يساعد اللعب على تطوير الترابط بين الخلايا العصبية في دماغ الطفل، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تنمية المجالات الرئيسية في حياة الطفل مثل التعلم أو التنمية الاجتماعية، والنمو العاطفي، والذاكرة. ويعتبر مهم للغاية في تعزيز النمو الصحي للأطفال الذين مروا في صدمات أو أحداث مرهقة.
فعالية تعديل السلوك باللعب
يكون العلاج باللعب أكثر فعالية عند الأطفال من عمر 3 سنوات حتى 12 عامًا، ولكن يستخدم أيضًا في علاج البالغين ممن يعانون من بعض الإعاقات المعرفية، ويساعد الرضع من خلال التدخل المبكر.
العلاج باللعب هو الأنسب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (3 – 12) عامًا.
تعديل السلوك باللعب للناضجين
يمكن استخدام اللعب في تعديل السلوك عند الناضجين أيضًا؛ حيث يساعدهم على استكشاف نفسهم من جديد، وإعادة تعلم بعض القيم أو المهارات. وتعزيز السلوكيات المعرفية الجسدية، وغالبًا ما يستخدم لمعالجة بعض المشكلات الصحية، ودعم البالغين في التعامل مع المشاكل الأكثر خطورة في بيئة مريحة وآمنة.
تقنيات تعديل السلوك باللعب
يتم استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات في تعديل السلوك باللعب، ومنها:
اللعب بالأشياء
حيث يتم اللعب في بعض الألعاب والأدوات، وذلك مثل:
- لعب الكرة: في جلسات اللعب الجماعية يتم التناوب على رمي الكرة، وعندما يمسك شخص ما الكرة قول شيء يسعده.
- دمية الطفل: والتي يستخدمها المعالج لنمذجة السلوكيات الإيجابية، أو تقييم الطريقة التي يعامل بها الطفل الدمية.
- الفقاعات: بحيث يركض الطفل حول الفقاعات ويفجرها؛ لتقليل التوتر، ومساعدة الطفل على الاندماج مع الأطفال الآخرين.
الاستعارة ورواية القصص
وذلك بتطبيق طرق عديدة، ومنها:
- المسرحية: يقوم الطفل باختيار شخصيات تمثل أفراد الأسرة، ومعرفة ما يشعر به الطفل تجاه أسرته.
- تبادل القصص: حين يطلب من الطفل أن يروي قصة ما أو شرح الغاية منها، وبعدها المعالج يروي القصة، ويقدم حلول أفضل للتكيف.
- القراءة: من خلال قراءة القصص أو الكتب التي بها مشكلة تشبه مشكلة الطفل.
لعب الأدوار
يقوم المعالج والطفل في لعب أدوار مختلفة في مواقف متنوعة تواجه الطفل ويكون المعالج قلق منها، وذلك مثل أول يوم في المدرسة، أو تمثيل مسرحيات الأزياء، وارتداء الأقنعة، و مسارح الدمى.
الفنون الإبداعية
في هذه التقنية يتم التعبير عن النفس باستخدام الفنون الإبداعية، وذلك مثل:
- الألوان أو الرسم الحر.
- الصلصال أو معجون الأطفال.
- الرقص أو الحركة.
- النحت.
- تمثيل المسرحيات الغنائية.
الألعاب المتنوعة
يتم اختيار مجموعة من الألعاب المتنوعة التي يرى المُعالج أنها تؤثر إيجابًا على سلوك الطفل، ومنها:
- القفز على قدم واحدة.
- الشطرنج.
- الداما.
- التقاط العصا.
- العاب تعاونية.
- الأوراق أو الألعاب الورقية.
الضحك
قد يتناوب المُعالج مع الطفل أو الأشخاص الموجودين في جلسة العلاج على إضحاك بعضهم البعض دون أن يلمس أحد الآخر؛ لتقليل مستويات التوتر، وتحسين العلاقات.
دراسة نتائج تعديل السلوك باللعب
يتم دراسة ومعرفة المشاكل التي تواجه الطفل من خلال الطريقة التي يتفاعل بها مع الألعاب، ومن الأمثلة على ذلك:
رعاية الألعاب
حيث يقوم المعالج بتقديم دمية أو لعبة للطفل، وعندها يقوم الطفل برعايتها، وإطعامها، واحتضانها، والتي تدل على حاجة الطفل للمزيد من الرعاية من الآخرين، ويبدأ الطفل رعاية الدمية لتوفير الرعاية الذاتية لنفسه.
الفوضى
إذا خلق الطفل الفوضى أثناء اللعب، وبدأ برمي الألعاب أو التخلص منها قد يدل ذلك على أنه يشعر بالعجز عن التحكم في حياته اليومية، ولذلك يحاول فرض سيطرته أو يعبر عن غضبه من خلال رمي الألعاب وخلق فوضى.
فرز الألعاب
قد يقضي الطفل وقته في فرز الألعاب ووضعها في ترتيب معين، وهو علامة على أن الطفل يشعر أنه في فوضى ويرغب في تحقيق النظام، والتي تدل أيضًا على رغبة الطفل بالحصول على بعض السيطرة.
النوم أثناء اللعب
في هذه الحالة يقوم الطفل بالتظاهر بالنوم، أو يضع الألعاب في الفراش للنوم، والتي تدل على مشاعر الإرهاق التي تواجه الطفل، وأنه بحاجة للراحة أو الهروب من موقف ما، وربما تدل على إصابة الطفل في قلق الانفصال في الليل.
كلمة من عرب ثيرابي
في معظم الأحيان يختلط الأمر على الوالديان فلا يستطيعان التمييز بين ما إذا كانت سلوكيات الطفل تحتاج إلى تعديل من قبل مختص وما إذا كانت هذه السلوكيات لا تزال تعتبر طبيعية، ولكن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي غالباً ما ينظرون إلى النقاط التالية إلى أنها علامات تحذيرية توجب التدخل المتخصص:
- إذا كانت الاستراتيجيات أو القواعد المتبعة من قبل الوالدين لا نتيجة إيجابية لها.
- ممارسة الطفل سلوكيات تتعارض مع القوانين المدرسية، سواء السلوك داخل الغرفة الصفية أو الأداء الوظيفي.
- تأثير سلوك الطفل على حياته الاجتماعية أو تكوينه للعلاقات.
- عدم تناغم سلوكيات الطفل مع عمره الحقيقي.