الهلاوس السمعية والبصرية

الهلاوس السمعية والبصرية

أحيانًا تكون الهلاوس السمعية والبصرية شديدة وقوية حتى يشعر بها الشخص كأنها واقعية أو حقيقية مثل الإدراكات الحسية، وتزيد احتمالية مواجهتها عند الإصابة في أحد الأمراض أو الاضطرابات النفسية.[مرجع1]

ما هي الهلاوس السمعية والبصرية؟

الهلاوس السمعية والبصرية كلاهما يشيران إلى تجربة أشياء غير موجودة، ولكن الاختلاف في ما يتم تجربته، وذلك على النحو الآتي:

الهلوسة السمعية 

وهي سماع الأصوات في العقل ولكنها غير موجودة في الحقيقية، وقد يكون صوتها مرتفع للغاية أو هادئ، وذلك مثل:[مرجع1]

  • صوت شخص يتحدث عن أمور خاصة أو شخصية.
  • سماع صوت الحيوانات.
  • رنين الهاتف.
  • الموسيقى.

الهلوسة البصرية

رؤية الصور والأشكال كأنها حقيقية على الرغم من عدم وجودها في الواقع، وقد تشمل ومضات، أو أشكال هندسية، أو وجوه، أو حيوانات، وأحيانًا يُطلق عليها بين الناس “الرؤى”.[مرجع1]

ما الفرق بين الهلاوس والأوهام؟ 

الأوهام في معتقدات غير صحيحة ثابتة في العقل لا يُمكن تغييرها، وذلك مثل اعتقاد الشخص أنه يمتلك قوى خارقة، أو أنه يتعرض للتسمم، أو أن هناك شخص ما يراقبة أو يتحكم به، بينما الهلاوس هي تجربة حسية تنطوي على رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية.[مرجع4][مرجع5]

أسباب الهلاوس السمعية والبصرية الشائعة

هناك أكثر من سبب للهلاوس السمعية والبصرية، وأبرزها:

فصام الشخصية

أكثر من 70% من الأشخاص المصابين في الهلاوس السمعية والبصرية بسبب فصام الشخصية، والنسبة الأكبر تعاني من الهلاوس السمعية.[مرجع3]

باركنسون (مرض الشلل الرعاش)

ما يُقارب نصف الأشخاص الذين يواجهون مرض باركنسون يعانون من الهلاوس البصرية، ويرو أشياء غير موجودة.[مرجع3]

الزهايمر

الخَرف بأنواعه المختلفة بشكل خاص خَرَف أجسام ليوى والزهايمر تسبب تغيرات كبيرة في الدماغ، والتي ينتج عنها الهلاوس، وغالبًا ما تحدث في مراحل متقدمة من المرض.[مرجع3]

الصداع النصفي

يُعاني حوالي ثلث المصابين في الصداع النصفي من الهلاوس البصرية التي يرونها على هيئة هالة تشبه الهلال متعدد الألوان من الضوء الشديد.[مرجع3]

ورم في المخ

حسب مكان وجود الورم في المخ قد يكون السبب في الهلاوس السمعية والبصرية؛ حيث إذا كان الورم في منطقة لها علاقة بالرؤية يسبب الهلاوس البصرية، ورؤية البقع أو أشكال من الضوء.[مرجع3]

متلازمة تشارلز بونيه

تتسبب هذه المتلازمة في الهلاوس البصرية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، وغالبًا لا يتم تمييز أنها هلاوس إلا بعد مرور وقت طويل، ومشاكل الرؤية مثل:[مرجع3]

  • التنكس البقعي.
  • الجلوكوما.
  • إعتام عدسة العين.

الصرع

النوبات التي تصاحب الصرع تزيد من مخاطر إصابة الشخص في الهلاوس، وذلك حسب أي مناطق من الدماغ تؤثر عليها نوبة الصرع.[مرجع3]

أسباب الهلاوس السمعية والبصرية عند الأطفال

في مرحلة الطفولة قد تكون الهلاوس جزء طبيعي من عملية التطور، ولكنها في قد تحدث للأسباب التالية:

الضغط العاطفي الشديد

التعرّض لضغط عاطفي شديد وبشكلٍ خاص عند الأطفال قد يؤدي للهلاوس، وذلك مثل موت أحد الوالدين، أو التعامل مع الكثير من الضغوطات في الحياة.[مرجع2]

الأمراض الجسدية

بعض الأمراض الجسدية التي تسبب الهلاوس:[مرجع2]

  • الصداع النصفي.
  • النوبات المرضية.
  • الالتهابات.
  • الحمى الشديدة.
  • مشاكل الغدة الدرقية والغدة الكظرية.

التأثيرات الجانبية للأدوية

استخدام بعض الأدوية قد يسبب الهلاوس السمعية والبصرية كأحد الأعراض الجانبية ، وذلك مثل:[مرجع2]

  • الستيرويدات.
  • مسكنات الألم.
  • العقاقير غير القانونية مثل الكحول، والماريجوانا، والأمفيتامينات، والكوكايين.

الاضطرابات النفسية غير الذهانية

ربما يستمع الأطفال لأصوات تخبرهم بفعل الأشياء أو تأمرهم في تنفيذ أمر ما أو سلوك خاطئ، وهذه قد تحصل بسبب الاكتئاب، بينما إذا كان الطفل أو الشخص يرى أشياء غير موجودة ربما يُعاني من القلق.[مرجع2]

الاضطرابات النفسية الذهانية

تتميز الأمراض الذهانية في الهلاوس والأهام والتصرفات الغريبة وغير المنظمة، مع حالات مزاجية متقلبة، وذلك مثل:[مرجع2]

  • الفصام.
  • الاضطراب الاكتئابي الرئيسي مع سمات ذهانية.
  • الاضطراب ثنائي القطب.

    محفزات الهلاوس السمعية والبصرية المؤقتة

    يوجد بعض الحالات والمواقف التي قد تسبب الهلاوس لفترة مؤقتة، ومنها:[مرجع4]

    • النوم أو الاستيقاظ من النوم.
    • تأثير الكحول أو المخدرات مثل الماريجوانا، والكوكايين، والأمفيتامينات.
    • ارتفاع درجة الحرارة، وبشكل خاص عند الأطفال وكبار السن.
    • الجفاف الشديد.
    • الحرمان من النوم.
    • الألم الحاد.
    • الصدمة أو الحزن.
    • التهابات مثل عدوى المسالك البولية، وبشكل خاص عند كبار السن.
    • التعافي من التخدير بعد عملية أو إجراء جراحي.

    علاج الهلاوس السمعية والبصرية

    يعتمد علاج الهلاوس على نوعها والسبب الكامن خلفها، والصحة العامة للشخص، ومن خيارات العلاج المتاحة:

    العلاج النفسي

    يتضمن العلاج النفسي للهلاوس إشراك المريض في البحث عن تفاصيل الأعراض، ومعرفة المزيد عن الهلاوس، واكتشاف الأسباب خلف الهلاوس.[مرجع5]

    الأدوية

    أغلب الحالات تكون الأدوية المضادة للذهان فعالة في علاج الهلاوس إما عن طريق إنهاء تكرار حدوثها، أو تقليله، أو تهدئتها حتى لا تكون مزعجة للغاية، أول دواء تمت الموافقة عليه لعلاج الهلوسة المرتبطة بالذهان لمرض باركنسون هو دواء نوبلازيد (Nuplazid).[مرجع5]

    التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (rTMS)

    إجراء غير جراحي نسبيًا، ويتم من خلال وضع جهاز مغناطيسي صغير مباشرة على الجمجمة، والذي يساعد في تقليل تواتر وشدة الهلاوس السمعية عند الأشخاص المصابين بالفصام.[مرجع5]

    المساعدة الذاتية

    تعد استراتيجيات المساعدة الذاتية الأفضل في علاج الهلاوس السمعية، وذلك مثل:[مرجع5]

    • النشاط البدني وممارسة الرياضة.
    • غناء أو دندنة أغنية ما عدة مرات.
    • تجاهل الأصوات.
    • الاستماع إلى القرآن، أو الترانيم، أو الموسيقى.
    • القراءة للأمام والخلف.
    • التحدث إلى الآخرين.

    روتين يومي

    بالإمكان أن يساعد المحافظة على روتين يومي على تقليل احتمالية تأثير الهلاوس على الشخص أو ابتعاده عن الواقع والمعاناة من الهلوسة.[مرجع5]

    الوقاية من الهلاوس السمعية والبصرية

    في حين أنه من الصعب الوقاية تمامًا من جميع أنواع الهلوسة إلا أن هناك بعض الأمور التي يُمكن فعلها للتقليل من استمرارها أو تكرارها، ومنها:[مرجع4]

    • المشاركة في أنشطة محفزة في المساء.
    • تعزيز الإضاءة الجيدة في المكان الذي يتواجد به الشخص.
    • التحقق عند سماع أي صوت يُمكن تفسيره بشكل خاطئ مثل أصوات التلفاز.
    • تغطية المرايا أو إزالتها إذا كان الشخص يعتقد أنه ينظر إلى شخص غريب.

    نصائح للتعامل مع الهلاوس السمعية والبصرية 

    النصائح التالية مهمة وفعّالة لمساعدة الشخص على التعامل مع الهلاوس:[مرجع1][مرجع5]

    • التواصل مع الأشخاص الذين لديهم تجارب مشابهة.
    • طلب وقبول الدعم من الأصدقاء والعائلة.
    • البحث عن معنى وهدف لحياة الشخص.
    • قبول هذا الجانب من جوانب شخصية الشخص.
    • التأكد من إمكانية عيش حياة سعيدة وناجحة حتى مع رؤية الهلاوس.
    • التحدث إلى المقربين والأصدقاء الداعمين حول ما يشعر به الشخص، وكيف تكون تجربته بالهلاوس.
    • التعبير عن المشاعر بحرية.
    • ممارسة تقنيات الاسترخاء.
    • فعل أنشطة ممتعة مع العائلة والأصدقاء.
    • الانضمام لمجموعات الدعم.
    • الحرص على توفير بيئة غير محفزة للهلاوس؛ هادئة ومنظمة.
    • تشتيت النفس عن الهلاوس.

    ابدأ العلاج
    بسرية وخصوصية تامة

    عن تسنيم شلبي

    مرحبا، أنا تسنيم شلبي، كاتبة محتوى طبي، ولدي رغبة كبير في طمس بصمة العار حول الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي في المجتمعات العربية. تذكر دائمًا: الحذاء الذي يناسب شخصًا يؤلم الآخر؛ لا توجد طريقة واحدة للعيش تناسب جميع الأشخاص.♥