Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الصرع البؤري

الصرع البؤري وأنواعه

في بعض الأحيان يصيب الشخص نوبة صرع دون أن يدرك أنه أصيب بها، وذلك لمحدودية تأثيرها وقصر مدتها، حيث أن بعض أنواع الصرع البؤري لا يتجاوز مدته نصف الدقيقة، مما لا تترك المجال للشخص للتعرف على ما جرى له على وجه التحديد.

 

ما هو الصرع البؤري؟

الصرع البؤري (Focal Seizure) الصرع الجزئي هو نوبات من الصرع تنشأ في منطقة محددة من الدماغ يمكن لها أن تنتشر فتسبب أعراضاً مختلفة أو قد لا تنتشر وينتج عن ذلك أعراضاً محددة، إلا أن الأساس في هذه النوبات بدء حدوث النشاط الكهربائي في جزء واحد من الدماغ.

 

أنواع الصرع البؤري

تختلف أنواع الصرع البؤري باختلاف المنطقة التي ينشأ فيها النشاط الكهربائي، وهذه الأنواع هي:

صرع بؤري مجهول السبب (ILRE)

هو نوبات صرع تحدث للشخص دون تحديد السبب الكامن ورائها، حيث أن جميع الدلائل تشير إلى أن دماغ الشخص ووظيفته تبدو طبيعية، إلا أن العلماء يعتقدون أن هذا النوع من الصرع البؤري هو متوارث.

صرع الفص الجبهي (Frontal Lobe Epilepsy)

تنشأ نوبات صرع الفص الجبهي في المنطقة الواقعة خلف الجبهة المسؤولة عن الشخصية والحركة والتخطيط، لذلك فإن تأثير هذا الصرع على المريض يعتبر كبير، مع ملاحظة سرعة انتهاء هذه النوبات، إذ أنها لا تتجاوز 30 ثانية، غالباً ما تميل للحدوث ليلاً، على الرغم من احتمالية بقائها غير منتشرة، إلا أنه يصعب تحديد أي المناطق المتأثرة بها لارتباط الفص الجبهي مع الفص الصدغي، وفي معظم الأحيان تحدث هذه النوبات بشكل مجموعات متتالية وبوقت قصير، ومن أعراض هذا الصرع:

    • الحركات العشوائية مثل الركل أو الاهتزاز أو الارتعاش أو شد إحدى اليدين مع انحناء للجسم.
    • القيام بالصراخ أو السب أو الضحك بصوت مرتفع.
    • عدم القدرة على التحكم بالمثانة.
    • ميل الرأس إلى جانب معين، كما يمكن توجيه العين جانباً.
    • تصلب عضلات منطقة معين من الجسم ثم الانتقال إلى باقي الأجزاء.

    الصرع الصدغي (Temporal Lobe Epilepsy)

    يحدث هذا الصرع في الفص الصدغي الواقع خلف عظام الصدغ والخد على جانبي الرأس، وبسبب تنوع الوظائف المسؤولة عنها هذه المنطقة والمناطق المرتبطة بها (في حال انتشارها) فهي تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للشخص، ومن أعراض هذا الصرع:

      • الشعور بالخوف.
      • الشعور بأن هذه الأحداث التي يعاني منها الشخص قد مر بها بشكل مسبق (ظاهرة ديجا فو).
      • حدوث بعض الهلاوس مثل الهلاوس الشمية والسمعية والذوقية.
      • اضطراب بالمعدة.
      • فقدان الوعي.
      • القيام بحركات في الفم مثل المضغ أو البلع المتكرر أو ارتجاف الشفاه.
      • شحوب لون البشرة واضطراب ضربات القلب.
      • القيام ببعض السلوكيات غير الواعية مثل الركض أو التململ أو خلع الملابس.

      قد تبقى النوبات التي تبدأ في الفص الصدغي هناك، أو قد تنتشر إلى مناطق أخرى من الدماغ.

      صرع الفص الجداري (Parietal Lobe Epilepsy)

      يقع الفص الجداري في المنطقة العلوية من الدماغ على كلا الجانبين، وهي المنطقة المسؤولة عن ربط الحواس بالإدراك، وبالتالي التعرف على الأشياء بشكل أفضل، إلا أن هذا الصرع يعمل على:

        • حدوث اضطرابات حسية مثل التنميل أو اضطراب الحرارة أو الإحساس بالكهرباء أو اضطراب الأحاسيس الجنسية.
        • الشعور بالضعف.
        • الهلاوس الحسية.
        • حدوث تشوهات في نظرة الشخص للمكان والحيز وعدم التمكن من إدراك الحجم الحقيقي للأشياء.
        • صعوبات في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية البسيطة أو فهم اللغة.

        صرع الفص القذالي (Occipital Lobe Epilepsy)

        يقع الفص القذالي في المنطقة الخلفية من الرأس وهي مسؤولة عن الرؤية، حيث أن الإصابة بصرع في هذه المنطقة يؤدي إلى رؤية أضواء ساطعة وتغيرات بصرية قوية.، ويعاني الشخص في هذه الأثناء من:

          • تكون صورة بصرية أكثر تعقيداً.
          • عدم القدرة على الرؤية بوضوح بالشكل المعتاد أو عدم القدرة على الرؤية بشكل عام.
          • القيام بحركات غير طبيعية في العين، مثل إغلاق العينين أو توجيه العين جانباً أو حركة العين من جانب إلى آخر بسرعة أو الترميش السريع.

           

          أسباب الإصابة بالصرع البؤري

          يمكن أن يحدث الصرع البؤري لأسباب كثيرة منها:

            • تمدد الأوعية الدموية.
            • عدم انتظام ضربات القلب.
            • الأورام الدماغية.
            • نقص الأوكسجين في الدماغ.
            • الحوادث المباشرة على الدماغ والتي تؤدي إلى ارتجاج أو تلف الخلايا الدماغية.
            • أمراض الدماغ التنكسيية مثل مرض ألزهايمر أو الخرف الجبهي الصدغي.
            • انسحاب المواد الإدمانية، مثل انسحاب الكحول أو المخدرات.
            • ارتفاع الضغط لدى الحامل أو ما يسمى تسمم الحمل.
            • ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء المرض.
            • الاضطرابات الجينية التي يتوارثها الأبناء من الأجيال السابقة في العائلة.
            • التغيرات المرتبطة بالهرمونات.
            • الالتهابات واضطراب الجهاز المناعي.
            • مشكلات البنية الدماغية والمرتبطة بشكل خاص بالولادة.
            • الإصابة بالسكتات الدماغية.
            • الأرق أو اضطرابات النوم الأخرى.
            • مشكلات التمثيل الغذائي في الجسم والتي ترتبط باضطراب مستويات السكر في الدم.
            • التعاطي المزمن للمخدرات أو الكحول أو الأدوية الموصوفة والتي تؤثر على القدرات العقلية.

             

            أنواع نوبات الصرع البؤري

            كما قلنا يمكن أن يبقى النشاط الكهربائي في منطقة نشوء الصرع دون انتشار، بينما في حالات أخرى قد ينتشر هذا النشاط، ومن هنا يمكن تقسيم نوبات الصرع البؤري كما يلي:

              • نوبات صرع بسيطة: تبقى محصورة هذه النوبات في المنطقة المحددة دون انتشار، ومن تأثيراتها الارتعاش وتغير الإحساس.
              • النوبات المعقدة: وهي نوبات تجعل الشخص أكثر ارتباكاً وتشوشاً، حيث أنه لا يتفاعل مع البيئة المحيطة لبضع دقائق.
              • النوبات المعممة: وهي النوبات التي تنتشر في أجزاء أخرى على جانبي الدماغ.

               

              كيفية تشخيص الصرع البؤري

              ليتم تشخيص الحالة بالشكل الدقيق، لا بد من إجراء مجموعة من الإجراءات، منها:

                • التاريخ المرضي: وفيه يحاول الطبيب المعالج معرفة ما إذا كان الشخص قد أصيب بسكتة دماغية أو تعرض لحادث مباشر على الدماغ أو تم تشخيص إصابته بورم دماغي، عندها لا شك في أن الأعراض التي يعاني منها الشخص هي أعراض صرع بؤري.
                • وصف النوبة: في حالة الإصابة بهذا النوع من الصرع يتمكن الشخص من تذكر تفاصيل النوبة التي تعرض لها، كما يمكن وصف ما إذا حدث ارتعاش في جزء واحد من الجسم.
                • الفحص السريري: من خلال الفحص السريري يتمكن المعالج من ملاحظة الدلالات العضوية التي يمكن أن تشير إلى احتمالية التعرض لسكتة دماغية.
                • التصوير الدماغي: على الرغم من عدم فاعليته بالشكل القطعي، إلا أنه في بعض الحالات قد يشير إلى تضرر منطقة محددة من الدماغ.
                • مخطط كهربية الدماغ: في حال تم إجراء مخطط كهربية الدماغ قبل النوبة أو خلالها أو بعدها فقد تشير إلى وجود تأثير لنشاط كهربائي في منطقة محددة.

                الأدوية المضادة للاختلاج هي الخيار الأول الأكثر شيوعًا للعلاج؛ إذا لم تتمكن هذه الأدوية من السيطرة على النوبات، فقد تكون الجراحة خيارًا.