Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
القلق الاستباقي

القلق الاستباقي: أعراضه وطرق التعامل معه

نشعر بالقلق في الكثير من المواقف الحياتية، حيث أن بعض الأحداث المستقبلية والاستعداد لها أو ترقبها يجعل الشخص يعيش بشكل استباقي للقلق ويترقب الأسوء، لكن من خلال تعلم الطرق الصحيحة للتأقلم مع الأحداث يمكن تفادي الكثير من المشاعر السلبية وتوتر لما هو مترقب.

 

ما هو القلق الاستباقي؟

القلق الاستباقي أو التوقعي (Anticipatory Anxiety) هو شعور الشخص بقلق مفرط بشأن الأحداث والمواقف المستقبلية وقضاء المزيد من الوقت في توقع النتائج السلبية للأمر، وقد تطول الفترة التي يترقب بها الشخص لهذا الحدث، مما ينتج عنه معايشة القلق بكميات كبيرة، وعلى الرغم من أن هذا القلق لا يُعد اضطراباً قائماً بذاته، إلا أنه يعتبر أحد أعراض اضطرابات القلق الأخرى.

يمكن أن يكون القلق الاستباقي مقيدًا لقدرتك على العمل بكفاءة إذا كنت مشتتًا باستمرار.

 

أعراض القلق الاستباقي

تختلف أعراض القلق الاستباقي الذي قد يشعر به الشخص باختلاف الشخص ومدى تأثره بالموقف، حيث قد تشتمل على أعراض جسدية وأخرى نفسية على النحو التالي:

الأعراض النفسية

غالباً ما تتضمن هذه الأعراض التفكير المفرط، كما يعاني الشخص من:

    • اجترار الأفكار.
    • صعوبة التركيز.
    • الشعور بالخوف الشديد.
    • اليقظة وترقب الأحداث السيئة.
    • الانفعال والعصبية المفرطة.
    • عدم القدرة على إدارة العواطف، أو الشعور بخدر العواطف.
    • الإحباط أو اليأس.

    الأعراض الجسدية

    في حالة القلق بشأن حدث مستقبلي فإن ذلك ينعكس على الحالة الجسدية للشخص، حيث يمكن أن يعاني في هذه الأثناء من:

      • التنفس السريع أو تسارع ضربات القلب.
      • ألم في الصدر.
      • تشنجات عضلية.
      • الشعور بالتعب والصداع.
      • عدم التمكن من النوم.
      • التعرق والارتعاش.
      • اضطراب المعدة، وكثرة التبول والإسهال.

       

      أسباب القلق الاستباقي

      غالباً ما يعاني الشخص من القلق الاستباقي في حال إصابته بأحد أنواع اضطرابات القلق الأخرى وتوقع تعرضه للموقف المحفز، ومن هذه الاضطرابات:

        • اضطراب الهلع: قد يبقى الشخص قلقاً بشأن إصابته بنوبة هلع أخرى بعد تجربته الأولى للأمر، حيث يخشى الشخص فقدان السيطرة على الموقف.
        • اضطراب القلق الاجتماعي: في حال ترتيب الشخص المصاب بهذا النوع من القلق لحدث ما أو مشاركته به، فإن يبقى في حالة قلق تتعلق باحتمالية تعرضه للإحراج أو حكم الآخرين عليه بالفشل.
        • الأنواع المختلفة للفوبيا: عند معرفة الشخص بإصابته بفوبيا محددة، فإنه يقلق بشأنه تعرضه لمحفز الفوبيا الخاصة به.
        • اضطراب ما بعد الصدمة: بعد الموقف الصادم، فإن الذكريات المؤلمة المتطفلة والمحفزات المحيطة تُبقي الشخص بقلق من التعرض لموقف مشابه.
        • اضطراب القلق المعمم: حيث يخشى هذا الشخص من قلق غير محدد السبب، إلا أنه يبقى بحالة ترقب لوقوع حدث سلبي.
        • الوسواس القهري: قد يخشى الشخص من عدم تمكنه القيام بالسلوكيات القهرية التي تفرضها عليه أفكاره التطفلية، الأمر الذي يبقيه قلقاً.
        • تعاطي المخدرات: سواء كان الأمر يتعلق باكتشاف الآخرين لأمره، أو عدم تمكنه من الحصول على الجرعة أو عدم تمكنه من الإقلاع عن تعاطي المخدرات، فإن جميعها تؤدي إلى قلقه بشكل استباقي.

         

        عوامل الخطر للتعرض للقلق التوقعي

        قد تزيد بعض العوامل من احتمالية حدوث القلق بشكل عام (ومن ضمنه القلق التوقعي) لدى الشخص، ومن هذه العوامل:

          • العامل الوراثي، حيث يتم تناقل الأمر جينياً في العائلة الواحدة.
          • تجارب الحياة القاسية والتعرض لدرجات عالية من التوتر في المواقف المتنوعة.
          • تعمل بعض الأدوية العلاجية على زيادة القلق كأثر جانبي لتناولها أو كأعراض انسحابية.
          • في حال كان الشخص يعاني من بعض الأمراض العضوية مثل أمراض القلب واضطرابات الغدة الدرقية.
          • تناول الشخص للكحول أو المخدرات.

           

          هل يتشابه القلق الاستباقي مع القلق المرحلي؟

          في الوقت الذي يعتبر أمراً طبيعياً أن يعاني الشخص من القلق اللحظي عند تعرضه لموقف معين، فإنه يعاني من القلق الاستباقي قبل تعرضه لموقف أو حدوث أي شيء معين، وقد أثبت التصوير الدماغي ذلك، حيث يحدث نشاطاً دماغياً في منطقة مختلفة في كل حالة من هاتين الحالتين.

           

          متى يجب مراجعة الطبيب في حالة القلق الاستباقي؟

          قد يستطيع الشخص التعامل أو التأقلم مع ما يعانيه من القلق التوقعي، إلا أنه في حالات أخرى يصبح الأمر أكثر شدة، لذلك يجب مراجعته للطبيب في الحالات التالية:

            • يعاني من توتر وقلق استباقي مفرط تمنعه من ممارسة النشاطات الحياتية بالشكل الطبيعي.
            • عدم التمكن من السيطرة على القلق.
            • استخدام الكحول كأسلوب للتأقلم مع القلق.
            • إن تسبّبَ القلق في مشكلات صحية وعضوية للشخص.
            • الشعور بالتوتر والقلق المستمر.
            • عدم القدرة على النوم أو تناول الطعام بأنماط اعتيادية.
            • اتباع أسلوب التجنب أو الابتعاد عن المواقف التي تثير القلق.

            لا بأس من التفكير بالمستقبل والتحضير له، ولكن باعتدال وتوازن دون تهميش الحاضر.

             

            كيفية التعامل مع القلق التوقعي

            يمكن التقليل من هذا القلق ومساعدة الشخص على التفكير بشكل أفضل للمواقف الحياتية، بالإضافة إلى تمكنه من الاستمتاع بالحياة بشكل أكبر من خلال النصائح التالية:

              • البحث عن المزيد من المعلومات، مع التوقف عن التفكير بالأمر إلى أن يحصل الشخص على المعلومات، للتمكن من التفكير بشكل سليم.
              • مقاومة توقع حدوث الأمور السلبية بشكل مستمر.
              • محاولة ممارسة الروتين الحياتي بشكل طبيعي عند توارد الأفكار المتعلقة بالقلق، لإيهام الدماغ أن الأمور تسير بالشكل المطلوب.
              • عند البدء باتباع نمط التفكير (ماذا لو) يجب استبداله بنمط (حتى لو) للشعور بالمزيد من التحكم بالأمور والاستعداد بشكل أفضل.
              • استبدال الأساليب التي تعزز الأفكار السلبية المتوقعة بأساليب للتأقلم، فبدلاً من تجنب المواقف يجب التعامل بهدوء أكثر مع الموقف.
              • ممارسة التمارين الرياضية وزيادة النشاط لإعادة التوازن للمواد الكيميائية الدماغية والتقليل من الطاقة العصبية المتراكمة من الأفكار السلبية.
              • تدوين المخاوف للتمكن من تقليل ازدحامها في الدماغ، كما يمكن أن يساعد ظهورها أمام الشخص بإعادة النظر لها من زاوية أخرى.
              • ممارسة تمارين الاسترخاء للتقليل من القلق والتوتر المستمر.
              • المشي في المناطق الطبيعية وبين المساحات الخضراء، مما يعود على الشخص بتحسين حالته المزاجية والتقليل من قلقه.
              • بدلاً من قضاء المزيد من الوقت في التفكير بالموقف المقلق، يمكن ممارسة إحدى النشاطات الممتعة الأكثر تسلية للشخص في محاولة لإلهاء الذات وعدم توفير المزيد من الوقت لهذه الأفكار.
              • التحدث مع أحد المقربين بشأن القلق الاستباقي من المواقف، حيث يمكن أن يعطي منظوراً جديداً للأمور والتقليل من حدة الأمر في النفس.

              قد تزيد محاولات التخلص من القلق الاستباقي من الشعور بالقلق الناتج عنها، لذلك يفضل في بعض الأحيان ترك الشخص نفسه ينخرط بهذه الأفكار إلى حد معين.

               

              نصيحة عرب ثيرابي

              قد يدل التفكير المفرط أو القلق بشكل مسبق على وجود مشكلة نفسية حقيقية لدى الشخص تحتاج إلى معالجة ماهرة، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على الاستشارة النفسية لمعرفة السبب وراء قلق الشخص.