يعتبر الحفاظ على مستويات متوازنة من الكوليسترول من الأمور المهمة للتمتع بحياة صحية قدر الإمكان، إلا أن الأمر يتعدى الصحة الجسدية، حيث تم الربط بينه وبين الاكتئاب بشكل واضح في الآونة الأخيرة، فما العلاقة بينهما، وكيف يمكن أن يؤثر الكوليسترول على صحة الشخص النفسية.
الكوليسترول والاكتئاب
يُعد الدماغ من أكثر الأعضاء غنى بالكوليسترول (Cholesterol) في الجسم، لذلك فإن وجود أي خلال في مستوياته الطبيعية قد يكون له التأثير المباشر على صحة الشخص النفسية، ويتضح ذلك من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)
- يعمل انخفاض مستويات الكوليسترول على إصابة الشخص بالاكتئاب، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الانتحار وأعمال العنف.
- تم ملاحظة ارتباط وجود مستويات أقل من 130 مغم / ديسيليتر من هذه الدهون في الدم مع حالات الاكتئاب المقاوم للعلاج.
- غالباً ما يتم ملاحظة بعض الأعراض السلوكية والمزاجية لدى الشخص الذي يعاني من مستويات منخفضة من الكوليسترول.
- يعتبر الشخص ذو التاريخ المسبق من الاكتئاب أو القلق أكثر عرضة للإصابة مرة أخرى بالأمر في حال تناول الأدوية الخافضة للكوليسترول.
- تحسن مستويات Cholesterol بشكل ملحوظ بعد العلاج الناجح للاكتئاب من خلال الأدوية المضادة الاكتئاب.(المرجع 4)
كيف تؤثر مستويات الكوليسترول على الدماغ؟
يتواجد الكوليسترول في أغلب المناطق الدماغية، الأمر الذي يسبب اختلاف الوظائف لهذه المناطق في حال اختلال مستوياته فيها، حيث أنه تم ملاحظة:
المادة الرمادية في القشرة الأمامية للدماغ
التأثير على القشرة الأمامية للدماغ والتي تتحكم بالوظائف التنفيذية مثل:(المرجع 1) (المرجع 2)
- التخطيط.
- المرونة المعرفية.
- التفكير المجرد.
- التميز ما بين السلوكيات المناسبة وغير المناسبة.
- اتخاذ القرارات الصحيحة.
- عدم التحكم بالانفعالات.
كيميائية الدماغ
يعمل هذا النوع من الدهون على تغيير كيميائية الدماغ، وبالتالي تغيير وظائف خلايا الدماغ من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)
- التقليل من إنتاج أو توفير السيروتونين بالكميات المطلوبة، وما ينتج عن ذلك من التأثير على الحالة المزاجية للشخص.
- عدم قدرة الدماغ على الاستفادة من كميات السيروتونين الموجودة فعلياً.
الهرمونات الجنسية
يؤثر هذه الدهون على مستويات الهرمونات الجنسية في الجسم، كما أن هذه الهرمونات سواء الذكرية منها (التستوستيرون) أو الأنثوية (الإستروجين) لها دوراً هاماً في التأثير على الحالة المزاجية وتقلباته، وبالتالي على احتمالية التعرض للاكتئاب.(المرجع 1)
الفيتامينات المهمة
يساهم الكوليسترول في تركيب فيتامين دال المفيد للجسم بشكل خاص، حيث أنه وُجد أن فيتامين دال يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإصابة بالاكتئاب في حال نقصان مستوياته الطبيعية.(المرجع 1)
ما هي مستويات الكوليسترول الطبيعية في الدم؟
لا بد من المحافظة على مستويات متوازنة من Cholesterol في الدم لضمان المحافظة على جودة الحياة الجسدية والنفسية على حد سواء، بحيث لا تقل عن (165 مغم / ديسيليتر).(المرجع 1)
طرق رفع مستويات الكوليسترول في الدم؟
ينصح بشكل دائم بالحفاظ على المستويات المتزنة من هذه الدهون في الدم لاستقرار الصحة الجسدية والنفسية للشخص، ويمكن رفع المستويات المنخفضة منه من خلال:(المرجع 1)
- تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول على حد سواء.
- تناول المكملات الغذائية الخاصة بالكوليسترول عدة مرات يومياً.
طرق لخفض Cholesterol دون أدوية
يمكن التقليل من مستويات Cholesterol المرتفعة جداً للمحافظة على الصحة القلبية دون التأثير على الصحة النفسية من خلال:(المرجع 4) (المرجع 5)
- زيادة التمارين الرياضية والتي تعمل على زيادة نسبة الدهون الجيدة في الجسم والتقليل من الضارة.
- التقليل من التدخين لما له من تأثيرات سلبية على الدهون الجيدة.
- التقليل أو تجنب الأطعمة الجاهزة المعتمدة على الدهون المشبعة بشكل أساسي.
- الاعتماد على الأطعمة الصحية المحتوية على الدهون المفيدة، مثل الأفوكادو وزيت الزيتون، والمحتوية على أوميغا 3.
- تناول المزيد من الحبوب الكاملة التي تساعد في تحسين مستويات الدهون المفيدة في الجسم.
- الابتعاد عن تناول الكحول قدر الإمكان.
تأثير الأدوية الخافضة للكوليسترول على الحالة المزاجية
على الرغم من أن تناول الأدوية الخافضة للدهون مهمة للصحة القلبية في الكثير من الأحيان، إلا أنها ترتبط بالحالة المزاجية لسببين هما:(المرجع 2) (المرجع 4)
- تعمل هذه الأدوية على تقليل Cholesterol بمستويات أقل من تلك الآمنة من الإصابة بالاكتئاب والقلق، وبالتالي التأثير على الحالة المزاجية.
- في حال انخفاض مستويات السيروتونين لدى الشخص، فإن هذه الأدوية تعمل على انخفاضها بشكل حاد أكثر مما سبق.
ارتباط Cholesterol بالاضطرابات النفسية
سواء كان بارتفاع مستويات Cholesterol أو انخفاضها، فإن للأمر تأثيرات متعددة على الحالة النفسية والمزاجية للشخص، حيث تعمل على:
ارتفاع Cholesterol
أثبتت الدراسات أن ارتفاع الكوليسترول يساهم في ظهور أو تطور الأعراض للكثير من الاضطرابات والأمراض النفسية، منها:(المرجع 3)
- مرض فصام الشخصية.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب الهلع.
- الخرف.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب القلق المعمم.
- التوتر.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
انخفاض Cholesterol
ارتبطت المستويات المنخفضة من Cholesterol بالإضافة إلى الاكتئاب بمجموعة أخرى من الاضطرابات النفسية والعصبية منها:(المرجع 3)
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
- اضطراب الفصام.
- الصرع.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- الذهان.