ما ستجده في هذا المقال:
كثير من الأشخاص يلجأون تلقائياً إلى العض على الشفاه أو إزالة بعض قطع الجلد حول الأظافر في محاولة لتقليل التوتر، ولكن قد يؤدي هذا السلوك إلى التأثير على حياة الشخص، عندها يصبح الشخص يعاني من اضطراب كشط الجلد.
اضطراب كشط الجلد
اضطراب كشط الجلد أو هوس الجلد أو اضطراب التسحج (Dermatillomania)، هو اضطراب يقوم فيه الشخص بإيذاء جلده مما يسبب الإصابات أو الندبات، وهو نوع من أنواع اضطرابات الوسواس القهري.
اضطراب كشط الجلد هو حالة غير شائعة ، حيث يقدر أن 2٪ – 5.4٪ من الناس يعانون منه فقط.
أسباب اضطراب كشط الجلد
لم يتوصل العلماء إلى السبب الحقيقي خلف هذا الاضطراب، إلا أن بعض العوامل قد تزيد من احتمالية ظهور اضطراب كشط الجلد، ومن هذه العوامل:
- العامل الوراثي: في معظم الحالات يعاني أحد أفراد العائلة (من الدرجة الأولى) من هذا الاضطراب.
- العامل البيولوجي: أظهرت الدراسات اختلافاً في بنية بعض المناطق في الدماغ والمسؤولة عن تكوين العادات والتعلم.
- العامل النفسي: يمكن أن يكون القلق والتوتر سبباً رئيسياً لهذا الاضطراب، إذ يلجأ من خلاله للتخلص من توتره.
- العامل الصحي: إصابة الشخص بحب الشباب أو الإكزيما يشكل حافزاً قوياً.
- دون سبب: حيث إن الملل أو عدم القيام بأي شيء قد يؤدي إلى كشط الجلد.
أعراض اضطراب كشط الجلد
يعتبر العارض الأساسي لهذا الاضطراب بملازمة الجلد وعدم التمكن من تركه، ومن أعراضه:
- كشط أو نتف الجلد بشكل مستمر ولأوقات طويلة.
- عمل حفر في الجلد قد ينتج عنه نزيف أو كدمات.
- قرص الجلد.
- فرك الجلد أو حكة.
- عض الجلد مثل عض الشفتين.
- استخدام بعض الأدوات مثل الدبابيس والملاقط.
- اختيار بعض العلامات المحددة في محاولة لتسويتها مع بقية الجلد، مثل الشامات والنمش والندبات.
- اضطراب وتوتر وإلحاح قبل ممارسة السلوك.
- الشعور بالراحة والمتعة بعد الانتهاء من سلوكيات كشط الجلد.
- محاولات متكررة لوقف هذه السلوكيات.
- عدم التمكن من التوقف عن هذه السلوكيات.
أنواع اضطراب التسحج
يوجد نوعان لهذا الاضطراب، وهما:
- التلقائي: وهو يحدث بعفوية، بحيث يتم مسح الجلد باليدين أو بأطراف الأصابع لتحسس أي اختلافات في الجلد، وما تلبث إلى أن يتحول إلى النوع الآخر (المركز).
- المركز: في هذا النوع يحدث انتقاء لمنطقة معينة، وقد يستمر البحث لعدة ساعات، إلى أن يصل إلى المنطقة المطلوبة، وغالباً ما ينتج تلف الجلد في هذا النوع.
الأماكن المستهدفة اضطراب كشط الجلد
في معظم الأوقات يحدث التركيز على أماكن محددة من الجسم، نتيجة سهولة الوصول إليها، وهذه المناطق هي:
- الرأس: بما فيه الوجه والرقبة وفروة الرأس.
- الذراعان: سواء كان الأصابع أو الساعدان أو الكفين.
- الأرجل: وتشمل الساق من الخلف أو الفخذين أو القدمين أو الأصابع.
- الظهر: حيث يمكن القيام بذلك بقدر وصول اليد إلى المنطقة.
محفزات اضطراب كشط الجلد
غالباً ما يحدث سلوك كشط الجلد بسبب وجود محفزات محددة، وهي:
- وجود قشرة جرح أو نتوءة ناتجة عن تقرح أو إصابة أو طفح جلدي، مما يحفز الشخص على مساسها ومن ثم القيام بتقشيرها.
- الشعور بالتوتر والقلق، مما يجعل الشخص تلقائياً يبحث عن المكان المناسب من جلده للتقليل من حدة توتره.
اضطرابات أخرى مرتبطة باضطراب هوس الجلد
يترافق إصابة الشخص باضطراب كشط الجلد في معظم الأوقات مع الإصابة بأحد الاضطرابات التالية:
- أنواع أخرى من اضطراب الوسواس القهري (OCD)، مثل نتف الشعر أو قضم الأظافر.
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- اضطراب ثنائي القطب.
- متلازمة برادر ويلي.
علاج اضطراب كشط الجلد
عادة ما تتضمن الخطة العلاجية علاجاً نفسياً وعلاجاً دوائياً، وذلك من خلال:
العلاج النفسي
يمكن للمعالج النفسي اختيار الطريقة المناسبة من العلاج بحيث يتناسب مع ظروف الحالة وشخصية الشخص، ومن هذه الطرق:
- العلاج بعكس العادة (Habit Reversal Therapy): حيث يعتمد العلاج على معرفة الشخص للمحفزات والأسباب التي تدفعه للقيام بالأمر، ثم تعليمه عادات وسلوكيات جديدة لتحل محل العادة المستهدفة ويتم التخلص منها.
- السيطرة على التحفيز (Stimulus Control): حيث يتم تقليل المحفزات التي يمكن أن تثير الرغبة بممارسة السلوك، ومن ضمن الأساليب لبس القفازات وتغطية المرايا.
- العلاج الجماعي (Group Therapy): يعمل العلاج الجماعية على اكساب الشخص حلول وأساليب جديدة للتعامل من سلوكياته، من خلال جلوسه مع أقرانه والاستفادة من تجاربهم.
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): ويعتمد هذا العلاج على معرفة أسباب هذا الاضطراب الداخلية، والعمل على تعلم سلوكيات أقل ضرراً أو أكثر فائدة.
- علاج القبول والالتزام (ACT): يساعد هذا العلاج الشخص على الاعتراف باضطرابه وقبول المحفزات، وبالتالي العمل على مواجهتها وتغييرها.
العلاج الدوائي
أما قائمة الأدوية التي يمكن أن يصف منها الطبيب النفسي فتتضمن:
- أدوية الاكتئاب: بما فيها مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (Fluoxetine) وفلوفوكسامين (Fluvoxamine).
- مضادات الاختلاج: ومنها لاموتريجين (Lamotrigine)، ويعمل على السيطرة على حركة العضلات التي يصعب السيطرة عليها والتقليل من النوبات.
- مضادات الذهان: والتي تعيد التوازن للمواد الكيميائية في الدماغ.
- المغذيات: ومنها مكمل الأحماض الأمينية (N-acetylcysteine) الذي يقلل من الرغبة في البحث عن منطقة جلدية مناسبة لممارسة السلوك.
الفرق بين اضطراب كشط الجلد واضطراب الوسواس القهري
على الرغم من أن اضطراب كشط الجلد يعتبر نوعاً من أنواع الوسواس القهري، إلا أن هناك اختلافات واضحة بين الاضطرابين، مثل:
- الوساوس: يتميز الوسواس القهري بالوساوس القهري التي تراود الشخص، أما في حالة اضطراب كشط الجلد فلا وجود لهذه الوساوس.
- الأذى: ينطوي اضطراب كشط الجلد على أذى يتسبب به الشخص لنفسه، أما الوسواس القهري فنادراً ما يحدث به أذى.
- الشعور بالراحة: لا يشعر المصاب بالوسواس القهري بالراحة عند ممارسته السلوكيات المميزة، أما في حالة اضطراب كشط الجلد فينتج عنه شعور بالراحة.
مضاعفات اضطراب كشط الجلد
يؤثر هذا الاضطراب على حياة الشخص على أصعدة متنوعة، ومنها:
- قد يشعر الشخص بالإحراج عند قيامه بهذه السلوكيات أمام الآخرين، سواء في العمل أو المدرسة أو أمام الأشخاص المقربين.
- قد يؤدي إلى إصابة الشخص بالاكتئاب والقلق.
- غالباً ما يكون هناك بعض الندوب والجروح الناتجة عن هذه السلوكيات.
- الإصابة ببعض الالتهابات والقروح الناتجة عن الجروح.
- وجود بعض الآلام أثناء هذه الممارسات.
- في الحالات الشديدة والقاسية قد يحتاج الأمر إلى علاج هذه الجروح جراحياً.
كلمة من عرب ثيرابي
يمكن التقليل من أعراض هذا الاضطراب من خلال مجموعة من الاستراتيجيات المقدمة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي، ومن هذه الاستراتيجيات:
- عدم السماح لليدين بالوصول إلى الجلد، من خلال استخدام كرة التوتر المطاطية أو من خلال لبس القفازات.
- محاولة تجنب الأماكن التي يكثر فيها ممارسة السلوك.
- محاولة المقاومة بشكل كبير لهذه السلوكيات.
- العناية بالبشرة من خلال وضع المرطبات لجعلها جذابة، الأمر الذي يقلل من الرغبة بإيذائها.
- إطلاع المقربين بالأمر لمساعدة في تنبيه الشخص في حالة التعرض لنوبة كشط الجلد.
- المحافظة على الجلد نظيفاً وبعيداً عن الجروح والعدوى.