عادةً ما يحتاج العلاج النفسي للوسواس القهري ما يُقارب 10 ساعات من الجلسات العلاجية مع المُعالج، ويتم إضافة مجموعة من التمارين والواجبات المنزلية للمريض حتى يحصل على نتائج أفضل.[مرجع1]
تشخيص الوسواس القهري (OCD)
قبل بدء العلاج النفسي للوسواس القهري أو أي نوع علاج آخر يحدده الطبيب، يجب الحصول على التشخيص المناسب من الطبيب، والذي يتم بناءً على:
التقييم النفسي
في التقييم النفسي يتم مناقشة أفكار، ومشاعر، وسلوكيات، وأعراض الوسواس القهري التي يعاني منها الشخص مثل الهواجس والسلوكيات القهرية التي تُعيق الحياة اليومية، وقد يشمل ذلك التحدث للعائلة، والأصدقاء بعد موافقة المريض.[مرجع2]
الفحص البدني
يتم إجراء بعض الفحوصات البدنية لاستبعاد أي أمراض أو اضطرابات أخرى يعاني منها الشخص وتكون هي السبب في ظهور الأعراض، وللتأكد من عدم وجود أي مضاعفات أخرى.[مرجع2]
معايير تشخيص الوسواس القهري
لتشخيص الوسواس القهري يتم استخدام المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)،[مرجع2] والذي ينص على تواجد الأمور التالية:[مرجع4]
- هواجس وأوهام أو كليهما.
- استمرار الهواجس والأوهام لمدة تزيد عن ساعة يوميًا.
- الشعور بالضيق والضغط بسبب الوساوس والأفكار.
- التأثير المباشر للأعراض على الحياة اليومية للشخص، ومشاركته في الأنشطة الاجتماعية، ومسؤوليات العمل.
- عدم تناول المخدرات، أو الكحول، أو الأدوية، أو أي مشاكل طبية أخرى قد تكون هي السبب في ظهور الأعراض.
- استبعاد ظهور الأعراض بسبب الإصابة في اضطراب نفسي آخر مثل اضطراب القلق العام، أو اضطراب الأكل.
طرق العلاج النفسي للوسواس القهري (OCD)
من أبرز طرق العلاج النفسي للوسواس القهري:
التعرض التخيلي
قد لا يتمكن الشخص من التعرض للمحفزات والعناصر بشكل مباشر، لذا يتم الاعتماد على التخيل لتقليل القلق من التعرض للمحفزات، وذلك من خلال:[مرجع3]
- يساعد المُعالج المريض على إنشاء سيناريو يثير الوسواس القهري عنده، مثل المشي في الردهة.
- يبدأ المريض في تخيل نفسه يتعرض لهذا المحفز، مثل التخليل أنه يمشي في الردهة لعدة دقائق.
- يتم تكرار التخيل يوميًا، وتسجيل مستوى القلق في كل مرة.
- عند ملاحظة تراجُع القلق مع مرور الوقت يتم تعريض الشخص للموقف الواقعي، وتجربة علاج التعرض ومنع الاستجابة.
التعرض ومنع الاستجابة (ERP)
وهو من أشكال العلاج السلوكي المعرفي الذي يعمل على تعرض الشخص تدريجيًا لأي محفز أو عنصر يثير التصرفات القهرية، ومن ثم تعلم وسائل مقاومة السلوكيات القهرية، وعلى الرغم من أنه يحتاج الجهد والاستمرارية إلا أنه يساعد الشخص في الاستمتاع بنوعية حياة أفضل.[مرجع2]
التدريب على عكس عادة
من طرق العلاج النفسي للوسواس القهري هي تدريب الشخص على ممارسة العادات التي تثير القلق بالعادة، وتحديد المحفزات التي تزيد من أعراض الوسواس القهري عند الشخص، ومن ثم تغييرها، ويتضمن هذا العلاج الأمور التالية:[مرجع3]
- التدريب على التوعية والإدراك.
- تقديم استجابة منافسة.
- الحصول على الدعم الاجتماعي.
- التعزيز الإيجابي.
- تقنيات الاسترخاء.
- التركيز على المشاعر والسلوكيات عند التعرض للمحفز.
- تعلم طرق للسيطرة على السلوكيات، وتغييرها.
العلاج المعرفي
يركز العلاج المعرفي على تجربة الأفكار السلبية التي تحفز السلوكيات القهرية، والعمل على تعلم طرق جديدة للتعامل مع هذه الأفكار، والابتعاد عنها، وتغييرها لأفكار أكثر واقعية وإيجابية.[مرجع3]
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
من أنواع العلاج النفسي للوسواس القهري هو العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد المريض على فهم أفكاره، ومشاعره، وسلوكياته، والعادات السلبية التي تستخدم في التعامل مع الوسواس القهري، واستبدالها بطرق صحية أكثر للتعامل.[مرجع4]
أماكن العلاج النفسي للوسواس القهري
يُمكن الحصول على العلاج النفسي للوسواس القهري في أماكن غير عيادة الطبيب، ومنها:
العيادات الخارجية التقليدية
يُمكن للمرضى حضور جلسات علاج نفسي فردية أو جماعية حسب ما يوصي به المُعالج، وغالبًا ما يوصي في جلسة أو اثنتين خلال الأسبوع لمدة 45-50 دقيقة.[مرجع5]
العيادات الخارجية المكثفة
بعض العيادات الخارجية تقدم جلسات علاجية مكثفة، جماعية أو فردية، ويكون هناك جلسة واحدة يوميًا لعدة أيام في الأسبوع، وتساعد بشكل كبير في العلاج النفسي للوسواس القهري.[مرجع5]
برنامج اليوم
من الممكن حضور العلاج اليوم في مراكز علاج الصحة النفسية، والتي غالبًا ما يتكون متاحة من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءًا، لمدة 5 أيام في الأسبوع، والعديد من العيادات تقدم هذه الخدمات العلاجية بشكل جماعي أو فردي.[مرجع5]
الاستشفاء الجزئي
الاستشفاء الجزئي يُشبه إلى حدٍ ما برنامج اليوم إلا أن العلاج يكون في مستشفى للصحة النفسية.[مرجع5]
السكني (الإقامة الطوعية)
في العلاج النفسي للوسواس القهري بالإقامة الطوعية يختار المريض طوعيًا أن يتم علاجه أثناء إقامته في أحد المراكز أو المستشفيات المخصصة لعلاج الاضطرابات النفسية.[مرجع5]
المريض الداخلي
أحيانًا يحتاج المريض للحصول على العلاج في وحدة مغلقة في مستشفى الأمراض النفسية، ويتم ذلك بطريقة طوعية أو إجبارية في حال رفض المريض العلاج، وتهدف إلى تحقيق الاستقرار للمريض، ونادرًا ما تزيد عن أسبوع، ومن ثم يتم نقل المريض إلى مستوى رعاية أقل، ويتم استخدامه في الحالات التالية:[مرجع5]
- عندما يكون المريض غير قادر على رعاية نفسه.
- حالما يشكل المريض خطرًا على نفسه.
- عندما يبدأ المريض في تشكيل خطر على الآخرين.
مجموعات الدعم لعلاج الوسواس القهري
الكثير من الأشخاص يساعدهم الانضمام لمجموعات الدعم في العلاج النفسي للوسواس القهري، وذلك من أجل:[مرجع1]
- الحصول على الطمأنينة ونصائح التأقلم من المشاركين.
- تقليل الشعور بالعزلة.
- تقديم فرصة للاختلاط مع الآخرين.
- تلقي النصائح والمعلومات المهمة لأفراد الأسرة والأصدقاء.
علاجات أخرى للوسواس القهري
في بعض الأحيان لا يستجيب المريض مع العلاج النفسي للوسواس القهري، ولا تتحسن حالته، وعندها يُمكن اللجوء لعلاجات أخرى، وذلك مثل:
الأدوية
غالبًا ما توصف مضادات الاكتئاب لعلاج اضطراب الوسواس القهري، ويتم وصفها على يد الطبيب بناءً على العمر، والحالة الصحية، والأعراض، وتستغرق ما يقارب الشهرين حتى يبدأ تأثيرها في الظهور.[مرجع6]
الصدمات الكهربائية
في حال لم تنجح أي من طرق العلاج النفسي للوسواس القهري يُمكن اللجوء للعلاج بالصدمات الكهربائية؛ حيث يتم وضع أقطاب كهربائية في رأس المريض، وتمرير تيار كهربائي لبدء نوبة تساعد في إفراز هرمون السيروتونين، وغيرها.[مرجع6]
التنبيه العميق للدماغ (DBS)
في هذه الطريقة يتم زرع مسارات كهربائية في مناطق محددة من دماغ المريض تعمل على إصدار نبضات كهربائية تعمل على تنظيم النبضات غير الطبيعية، ولا يُسمح في هذا العلاج لمن هو أقل من 18 عامًا.[مرجع2]
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)
إذا لم ينجح العلاج النفسي للوسواس القهري أو العلاجات التقليدية عند البالغين ما بين 22-68 عامًا يُمكن إجراء تحفيز مغناطيسي عبر الجمجمة، وذلك عن طريق:[مرجع2]
- توضع خشبة أو قصبة (وشيعة) على فروة الرأس بالقرب من الجبين.
- إصدار نبض مغناطيسي لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ.
- يُفترض بعد انتهاء الجلسة أن يظهر تحسن في أعراض اضطراب الوسواس القهري.
