يعتبر اضطراب قلق الانفصال أمرًا طبيعيًا في مرحلة الطفولة، وينتشر بشكل كبير بين الرضّع والأطفال الصغار؛ حيث يتم تشخيص 3-4% من الأطفال في هذا الاضطراب، وينتشر بشكل أقل بين البالغين.[مرجع1]
اضطراب قلق الانفصال
هو الخوف والقلق المفرط من الانفصال عن الأشخاص الذين يكون الشخص معهم أي نوع من أنواع الارتباط مثل الأحباء، والأصدقاء، والحيوانات الأليفة، وعادةً تبدأ أعراضه في الاختفاء في عمر 3 سنوات، وقد يستمر حتى مراحل الطفولة المتأخرة، أو المراهقة، وفي بعض الأحيان يُمكن أن يحدث عند البالغين.[مرجع1]
الفرق بين اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال والبالغين
يبدأ قلق الانفصال عند الأطفال عادةً في عمر 8 أشهر حتى عمر السنتين، والذي يظهر على هيئة الخوف عند رؤية أشخاص غرباء، وعدم القدرة على الابتعاد عن الوالدين، بينما قلق الانفصال عند البالغين يظهر على هيئة الخوف من الانفصال عن أطفالهم أو العلاقات المهمة مثل الزواج.[مرجع3]
أسباب اضطراب قلق الانفصال
هناك أسباب عديدة متنوعة للإصابة في قلق الانفصال، ومنها:
العوامل الوراثية
أغلب الأشخاص الذين يواجهون قلق الانفصال لديهم تاريخ من الإصابة في اضطرابات نفسية أخرى، أو أحد أفراد العائلة يعاني من قلق الانفصال.[مرجع2]
خلل في كيميائية الدماغ
من أسباب إصابة الشخص في اضطراب قلق الانفصال هو وجود اختلال في مستويات الناقلات العصبية، التي تسبب تعطل في آلية التنظيم التي تتحكم في مستويات المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والنورابينفرين.[مرجع2]
العوامل البيئية
تساهم العوامل البيئية المحيطة في الشخص بإصابته في قلق الانفصال، وذلك مثل النشوء في أسرة شديدة القلق ومفرطة الحماية، أو التعرض لتجارب انفصال سابقة مثل الانفصال عن مقدم رعاية، أو موت الحيوان الأليف.[مرجع2]
التغيرات الكبيرة في الحياة
يُمكن أن يصاب الشخص في قلق الانفصال بسبب تعرّضه لأحد تغييرات الحياة المُجهدة، ومنها:[مرجع1][مرجع3]
- الانتقال إلى منزل جديد.
- تغيير المدرسة.
- الطلاق أو انفصال الوالدين.
- وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين أو الأصدقاء.
- غياب أحد الوالدين أو كلاهما.
- تشخيص القلق عند أحد الوالدين.
- إدمان الكحول من قبل أحد الوالدين.
- النشوء في أحد دور الرعاية أو بالتبني.
التعلّق غير الآمن
وهو الارتباط العاطفي الذي ينشأ بين الطفل الرضيع ومقدم الرعاية الخاص به، وعلى الرغم من أهمية هذا الارتباط في تعزيز الأمان والهدوء عند الطفل إلا أنه قد يسبب له اضطراب قلق الانفصال.[مرجع5]
أعراض اضطراب قلق الانفصال
هناك أعراض كثيرة ومتنوعة لقلق الانفصال، ومنها:
الأعراض الشائعة
تشمل أبرز الأعراض العلامات التالية:[مرجع1]
- ضغوط متكررة ومفرطة حول الابتعاد عن الأحباء أو المنزل.
- القلق المستمر والمفرط بشأن فقدان أحد الوالدين أو المقربين بسبب مرض أو كارثة.
- استمرار الخوف والقلق من الضياع، أو الاختطاف، أو التسبب في الانفصال عن أحد الوالدين أو المقربين.
- رفض الابتعاد عن المنزل؛ خوفًا من الانفصال.
- عدم الرغبة في البقاء بالمنزل وحيدًا أو بدون أحد الوالدين أو المقربين.
- تكرر الكوابيس التي تتعلق في الفراق والانفصال.
- كثرة الصداع والآم المعدة عند توقع حدوث انفصال.
- الغثيان والاستفراغ.[مرجع3]
- الإسهال.[مرجع3]
أعراض قلق الانفصال عند الأطفال
من أبرز الأعراض عند الأطفال:[مرجع3]
- الخوف من حدوث شيء سيء لأحد أفراد الأسرة أثناء الانفصال.
- القلق من الاختطاف أو الضياع.
- اللحاق في مقدم الرعاية أينما ذهب.
- عدم تقبل البقاء وحيدًا.
- التبول اللاإرادي (سلس البول الليلي) والكوابيس.
أعراض اضطراب قلق الانفصال عند البالغين
أبرز أعراض قلق الانفصال عند البالغين:[مرجع3]
- الفزع من حدوث شيء سيء لأحد المقربين مثل الاختطاف.
- تتبع الشريك أو المقربين في جميع أنحاء المنزل.
- الخوف من أن يُترك وحيدًا.
- الإصابة في نوبات الهلع عندما لا يستطيع الوصول لأحبائه.
- الانسحاب الاجتماعي.
- مواجهة صعوبة في التركيز.
مخاطر اضطراب قلق الانفصال
يستحسن الحصول على علاج لقلق الانفصال لأنه مخاطره على المدى البعيد قد تكون خطيرة، وذلك مثل:[مرجع3]
- القلق الشديد.
- مشاكل واضطرابات النوم.
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق مثل اضطراب القلق الاجتماعي، واضطراب القلق العام.
- اضطراب الوسواس القهري.
علاج اضطراب قلق الانفصال
يتم علاج قلق الانفصال في أكثر من طريقة، وأبرزها:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تعليم الأشخاص طرق مختلفة للتفكير في الأفكار المرتبطة في الانفصال، وطريقة تصرفهم معها، وقد يتم بشكل فردي أو جماعي، ويُعتبر من أفضل أنواع العلاج لاضطراب قلق الانفصال عند الأطفال والبالغين.[مرجع4]
العلاج السلوكي العاطفي المعرفي (ECBT)
وهو نوع علاج يعتمد على التعرف على نقاط الضعف المتعلقة في العاطفة، وتم تطويره من العلاج السلوكي المعرفي التقليدي، ويُستخدم بشكل أكبر مع الأطفال؛ حيث يتم تعريض الأطفال لمواقف تثير قلق الانفصال لديهم، وملاحظة المشاعر التي يصعب عليهم تنظيمها وتسبب القلق.[مرجع4]
علاج التفاعل بين الوالدين والطفل (PCIT)
من طرق علاج اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال، والتي تسعى إلى إعادة تشكيل أنماط التفاعل بين الوالدين والطفل، وبشكل خاص التفاعلات التي تؤدي لسلوكيات التعلّق.[مرجع4]
التعرّض
من أنواع العلاج الأكثر شيوعًا في علاج اضطرابات القلق بشكل عام، ويتضمن:[مرجع4]
- الشخص الذي يعاني من قلق الانفصال مع والديه أو مقدمي الرعاية، وتعلم كل ما يلزم عن العلاج بالتعرض.
- تجربة مجموعة من المحفزات للقلق تدريجيًا.
- تعريض الشخص بالترتيب لسلسلة من مواقف الانفصال.
- تعلم الطرق الأفضل للتعامل مع قلق الانفصال والتغلب عليه.
الأدوية
نادرًا ما يتم وصف الأدوية لعلاج قلق الانفصال، وبشكل خاص عند الأطفال؛ نظرًا لآثارها الجانبية، ولكن في بعض الأحيان قد يصف الطبيب أدوية الاكتئاب مع اتباع طرق العلاج الأخرى.[مرجع4]
التعامل مع اضطراب قلق الانفصال
هناك طرق واستراتيجيات عديدة للتعامل مع قلق الانفصال، وإحداها:
تهدئة النفس
حالما تبدأ أفكار القلق التي تتعلق في الانفصال في السيطرة على عقل الشخص عليه أن يهدئ نفسه وأفكاره، ويُنصح بأن يقول لنفسه العبارات التالية:[مرجع5]
- أنا لست محاصرًا وبإمكاني التحسن.
- التغيير دائمًا يكون غير مريح ولو قليلًا.
- شعوري بالقلق أو الخوف لا يعني أن هناك شيء سيء سوف يحصل.
- معظم الأشخاص عندما يخرجون من المنزل يرجعون له بأمان.
- كل شيء سيكون بخير، ولن يحصل أي شيء سيء.
تشتيت الانتباه
بعد تهدئة النفس بالعبارات التشجيعية والمهدئة يُنصح بتشتيت الانتباه في أي شي آخر، مثل:[مرجع5]
- توجيه كل التركيز على العمل أو الفصل الدراسي.
- طرح أسئلة على الأشخاص المحيطين أو المدرّس.
- الانخراط في محادثة مع أحد الأصدقاء أو زميل في العمل أو المدرسة.
- قراءة كتاب أو أي شيء يحسن من استرخاء الشخص.
- مشاهدة برنامج تلفزيوني أو فيلم.
- لعب ألعاب الفيديو.
- الاستماع إلى القرآن أو الترانيم أو الموسيقى.
- التلوين أو الرسم.
تجهيز الخطة
مهم جدًا تجهيز خطة مسبقة للسيطرة على أفكار الانفصال التي قد تراود الشخص، والأمور التي يُمكن للشخص فعلها لتهدئة نفسه والاسترخاء؛ لتسهيل الحصول عليها بمجرد بدء القلق.[مرجع5]