Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير الأدوية النفسية

مدى تأثير الأدوية النفسية في سقوط كبار السن | تعرف على الرابط

على الرغم من أهمية الأدوية النفسية في الحفاظ على الحالة النفسية لدى جميع من يحتاجها، إلا أن تأثير هذه الأدوية على كبار السن السن قد يأخذ جوانب أخرى. فهي قد تزيد من احتمالية سقوطهم وبالتالي تعرضهم للكسور أو حدوث إصابات خطيرة في الرأس. لذلك لا بد من أخذ الأمر بعين الاعتبار.

 

سبب تأثير الأدوية النفسية على سقوط كبار السن

من المعروف أن الأدوية النفسية لها تأثير سلبي كما هو الحال في الأدوية الأخرى، وتزيد التأثيرات السلبية في حال كان الشخص المريض كبيراً في السن ويتناول أدوية متعددة.

حيث أنه مع التقدم بالسن يصبح أداء أجسامنا وأعضائها ليس بالكفاءة ذاتها التي كان يتميز بها فيما قبل. فمن المعروف أن الكبد والكلى مسؤولتين عن تحليل الأدوية والتخلص منها، إلا أن هذا لا يحصل بالشكل المطلوب لدى الكبار مما يعمل على تراكم المزيد من السموم في الجسم.

وعند هذه الحالة قد يعاني الشخص من الارتباك وقلة التوازن والإدراك المعرفي الصحيح، مما يتركه أكثر تعرضاً للسقوط المتكرر وحدوث الإصابات الخطيرة.

اعرف المزيد: أدوية الأمراض النفسية بين الإيجابيات والسلبيات

ويمكن تفسير سقوط كبار السن بسبب الأدوية النفسية من خلال التأثير التالي:

  • الإفراط في تناول الأدوية النفسية فمثلاً تناول دوائين نفسيين في الوقت ذاته، مما يزيد كم الكمية السمية في الجسم.
  • التفاعلات أو التداخلات الدوائية.

بعد التعرض للسقوط، قد يشعر العديد من كبار السن بالخوف من السقوط مرة أخرى. وهي حالة شائعة لدى كبار السن تتميز بالقلق وانخفاض الثقة بالنفس بشأن المشي بأمان.

 

ما هي أكثر الأدوية النفسية ذات تأثير السقوط لدى كبار السن؟

هناك مجموعة من الأدوية التي تعد خطراً حقيقياً على كبار السن، حيث أنها تزيد من خطر السقوط وما لذلك من تأثير على حالة الشخص الجسدية والحد من جودة الحياة لديه. وبالتالي التأثير مرة أخرى على حالته النفسية. ومن ضمن هذه الأدوية:

البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)

تعتبر المهدئات النفسية بشكل عام والبنزوديازيبينات بشكل خاص من الأدوية التي تزيد من تأثير خطر السقوط بشكل مباشر لدى كبار السن. لذلك لا بد من أخذ النقاط التالية في عين الاعتبار قبل البدء في تناول كبير السن لهذه الأدوية:

  • تعد جميع أدوية البنزوديازيبينات ذات تأثير على التوازن والسقوط، بما في ذلك الأدوية قصيرة المفعول مثل ألبرازولام (Alprazolam).
  • لا يمكن علاج اضطرابات القلق لدى كبار السن بأدوية نفسية بجرعات محددة بحيث تكون آمنة وتحميهم من السقوط.
  • إن كان كبير السن يشعر بالخدر بعد تناوله لهذه الأدوية أو خلال فترة النهار فهم أقل قدرة على السيطرة على ردود فعله والتحكم بوضعيته.
  • كلما زادت الجرعة العلاجية من البنزوديازيبينات القوية كلما كان احتمال السقوط أكبر. فمثلاً جرعة 1 ملغ مرتين يومياً من كلونازيبام (Clonazepam) قد لا تعتبر جرعة عالية، لكنها ذات تأثير كبير مقارنة مع ألبرازولام (Alprazolam) أو لورازيبام (Lorazepam).
  • تناول أكثر من دواء مهدئ في الوقت ذاته يجعل مستويات المواد الفعّالة في الجسم كبيرة جداً لا يستطيع الجسم التعامل معها.

قد ينتج تراكم المادة الدوائية في الجسم ناتج عن تناول دواء مهدئ بالإضافة إلى تناول الكحول.

مضادات الاكتئاب (Antidepressants)

ربطت الكثير من الدراسات الرصدية أم مضادات الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs) ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبيفرين (SNRIs) لها علاقة كبيرة في تعرض كبار السن للسقوط. 

وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي في ذلك، إلا أن التوصيات الناتجة عن هذه الدراسات تنصح بالحد من تناول الأدوية النفسية الخاصة بالاكتئاب وحصرها للحالات ذات التأثير الشديد فقط. وبدلاً من ذلك التحول إلى العلاجات النفسية كونها لا تنطوي على تأثيرات سلبية نهائياً.

مضادات الذهان (Antipsychotics)

يمكن أن يسبب الاستخدام طويل الأمد للأدوية النفسية الخاصة بالذهان في حدوث خلل حركة متأخر لدى كبار السن، الأمر الذي يزيد من خطر السقوط أو التعرض للحوادث. 

هناك المزيد من الأدوية التي قد تسبب السقوط لدى كبار السن، ومنها مضادات الكولين ومضادات الهيستامين.

الأدوية المنومة (Sleeping Medications)

بعض كبار السن يحتاجون إلى الأدوية المنومة لتحسين أنماط النوم لديهم. وسواء كانت هذه الادوية بوصفة طبية أو دونها فإنها تعمل على زيادة خطر السقوط لما لها من تأثير سلبي على الدماغ. كما أن الشعور بالنعاس المفاجئ يقلل من سيطرة الشخص على حركته.

ومن ضمن هذه الأدوية التي يمكن أن تشكل خطر:

  • زولبيديم (Zolpidem).
  • إزوبيكلون (Eszopiclone).
  • ديفينهيدرامين (Diphenhydramine).

إن الحد من هذه الأدوية أو إيقافها هو قرار الطبيب النفسي، حيث أن القيام بذلك يقلل من خطر سقوط المريض ويحسن وظائفه الإدراكية، ويقلل من خطر الهذيان والتدهور المعرفي. 

 

نصائح للحد من خطر تأثير السقوط المتعلق بالأدوية النفسية

إن كان لا بد من تناول كبار السن للأدوية النفسية، فهناك بعض النصائح التي تحد من تأثير أو احتمالية السقوط لديهم. فمثلاً:

  • إعداد قائمة شاملة بالأدوية التي يتناولها كبير السن، تحتوي على عدد مرات تناول الدواء والجرعة ولماذا يستخدم. يجب الاحتفاظ بهذه القائمة لضمان عدم حدوث أي خطأ أو تناول جرعة زائدة. قد يكون من الأفضل ترك نسخة من هذه القائمة لدى أحد الأشخاص المقربين
  • سؤال الطبيب المعالج بشكل منتظم ما إذا كانت الجرعة الدوائية لا زالت مناسبة للحالة أم يجب تقليلها أو إيقاف الدواء.
  • توزيع الدواء في علبة خاصة لحفظ الدواء تساعد في التقليل من خطر تناول الدواء أكثر من مرة.
  • التخلص من الأدوية التي لم تعد تتناولها. حيث أن وجود الكثير من الادوية أمامك قد يثير ارتباكك ويقلل من تركيزك في دوائك الفعلي.
  • طلب المساعدة من المقربين خاصة في حال كنت تواجه مشكلات في التذكر أو تنسى بشكل مستمر. هذا الأمر يساعدك في تناول الدواء بشكل آمن.
قد يهمك: أهم النصائح للتغلب على الأعراض الجانبية لأدوية الاكتئاب

 

كلمة من عرب ثيرابي

سواء كان كبير السن يعاني من مرض نفسي خطير أو بسيط، فإن العلاجات النفسية والدوائية غالباً ما تكمل بعضها البعض. لذلك لا تخشى من السقوط إن وصف الطبيب النفسي الدواء لكبير السن.

حيث يقول الأطباء النفسيين في عرب ثيرابي أن هناك مجموعة من الأمور يتم الاستفسار عنها دائما قبل وصف أي دواء لكبار السن، منها:

  • السؤال عن السقوط الأخير وما إذا كان ذلك خلال الأشهر الستة الماضية.
  • تقييم مدى استقرار طريقة المشي لدى كبير السن خلال الزيارات السابقة.
  • في حال كان هناك حالات سقوط في الفترات السابقة لا بد من التعرف على الأسباب الحقيقية ورائها. خاصة تلك التي يمكن إدارتها نفسياً.