Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هي الإيجابية السامة؟ وما مدى خطورتها؟

ما هي الإيجابية السامة؟ وما مدى خطورتها؟

ربما تكون الإيجابية السامة على هيئة إنكار مشاعرك أو إنكار شخص آخر لمشاعرك، مع الإصرار على التفكير بشكل إيجابي بدلًا من قبول وجود مشكلة أو حصول خطأ ما.

 

ما هي الإيجابية السامة؟

تعرف بأنها سلوكيات تجنب، أو قمع، أو رفض المشاعر أو التجارب السلبية، وقد يكون على هيئة إنكار المشاعر السلبية، ولكن على المدى الطويل قد تكون ضارّة. لأنها قد تمنعك من معالجة عواطفك أو حل مشاكلك، وتتضمن علامات الايجابية السامة:

  • إنكار أي مشاعر سلبية، أو إنكار العواطف الطبيعية.
  • الشعور بالذنب بسبب العواطف أو الشعور بأي طريقة.
  • عدم القدرة على احترام التجارب العاطفية أو مشاعر الآخرين.

 

متى تصبح الإيجابية سامة؟ 

قد يكون من الصعب في بعض الأحيان التمييز بين الإيجابية الجيدة أو السلبية منها، وعلى الرغم من أن الإيجابية والتفاؤل مهمين للغاية. وتصبح الإيجَابية سامّة عندما يتم إنكار مشاعرك السلبية، أو إذا كنت تشعر باستمرار بتعليمات حول كيف عليك الشعور أو التصرف حول موقف سلبي. بالإضافة إلى أنّ الكبت العاطفي لن يساعد على حل أي مشكلة، ويمكن أن يولّد الشعور بالذنب أو العار.

العلاقة بين الصحة النفسية والطاقة الإيجابية

 

هل الإيجابية السامة خطيرة؟

نعم، يمكن أن تكون الإيجابية السامة خطيرة؛ لأنها من الممكن أن تسبب الضرر العاطفي أو النفسي للأشخاص الذين يمرون بأوقات صعبة. حيث يشعر الشخص بأن مشاركة مشاعره الحقيقية مرفوضة أو مُتجاهلة، ومن تأثيراتها:

الخزي

تلقّي الإيجابية السامّة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعار أو الخزي؛ حيث يخبرك الناس أن المشاعر التي تشعر بها غير مقبولة. ولكن في تلك المرحلة أنت بحاجة فقط للدعم والشعور بالحب وأن مشاعرك مقبولة.

كونك إيجابيًا بشكل سام يمكن أن يسبب أيضا الشعور بالذنب؛ حيث يجعلك تشعر أنه إذا لم تجد طريقة للشعور بالإيجابية فأنت تفعل شيئًا خاطئًا

تجنّب المشاعر الأصيلة

تعمل الإيجابية السامّة كأنها آلية تجنب، وعندما تنخرط في هذا النوع من السلوك بإنك تسمح لنفسك بتجنب المواقف العاطفية التي تجعلك تشعر بعدم الارتياح. ولكن أحيانًا يجعلك ذلك تقتنع أنك لا تعاني من أي مشاعر سلبية، وترفض أو تنكر مشاعرك الحقيقية.

توقّف النمو الشخصي

عندَما تبدأ تجنب الشعور بالأشياء أو إنكار مشاعرك الحقيقية عندها سوف تتجنب الشعور بالألم. وبالتالي لن تكون قادرًا على مواجهة المشاعر الصعبة التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى النمو الشخصي والبصيرة.

 

هل يمكن الوقاية من الإيجابية السامة؟ 

نعم، يمكنك تتجنب الوقوع بالإيجابيّة السامّة، وذلك من خلال الآتي:

  • طّور موقفًا داخليًا مفاده أنه “لا بأس أن لا تكون بخير” أو أن تشعر بطريقة سلبية.
  • ذكّر نفسك باستمرار أنه لا بأس من أن تشعر بطريقة سلبية، وأنه من المقبول أن تشعر بطريقة سيئة بين الحين والآخر.
  • تحكّم في مشاعرك السلبية، ولكن لا تنكرها؛ حيث يمكن أن تسبب المشاعر السلبية الإجهاد عند عدم السيطرة عليها.
  • قم بإجراء التغييرات على حياتك إذا أصبحت تشعر بالسلبية بشكل كبير أو منتظم.
  • ركز على الاستماع إلى الآخرين وإظهار الدعم لهم، وبشكل خاص عندما يعبر شخص ما عن عاطفة صعبة.
  • انتبه إلى ما تشعر به جيدًا، ولا تحاول إنكار مشاعرك أو قمعها.
  • اعرَف دائمًا أن الآخرين حتى لو تصرفوا بإيجابية مفرطة هم يعانون من بعض السلبية، ولكن لا يشاركونها مع الآخرين، لذا أنت لست لوحدك.

قلل من تعرضك للإيجابية السامة، وأحط نفسك بأشخاص إيجابيين بشكل طبيعي وداعمين

 

كيفية التعامل مع الإيجابية السامة 

بإمكانك التعامل مع الإيجابية والتخلص منها بأحد الطرق التالية:

الواقعية

عندَ مواجهة موقف صعب من الطبيعي أن تشعر بالتوتر أو القلق، أو حتى الخوف، لذا لا تتوقع الكثير من نفسك. ومارس تمارين الرعاية الذاتية واعمل على اتخاذ الخطوات التي يمكن أن تساعد في تحسين وضعك.

لَا تخف من تحدي أو رفض السلوكيات الإيجابية السامّة، ولا تسمح للآخرين في التعامل بها معك

اقبل مشاعرك

اعلم أنه لا بأس أن تشعر بأكثر من شيء واحد في نفس الوقت، ومن الممكن أن يكون أحدها سلبيًا. على سبيل المثال عندَما تواجه تحديًا فمن المحتمل أن تشعر بالتوتر بشأن المستقبل، ولكن تتمنى وتتأمل أن تنجح به.

الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي

لاحظ كيف تشعر عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا كنت تشعر بالإيجابية المفرطة أو السامة تنتشر بالأجواء لا بأس من الانسحاب منها.

الحصول على الدعم

في حين أن التغلب على المواقف السلبية يمكن أن يبني المرونة، ولكن لا بأس من الحصول على المساعدة وقبولها. لذا فكّر في طلب المساعدة اللازمة من الأخصائيين النفسيين لدعمك ومساعدتك.

التزم في التفاؤل حتى بالمواقف الصعبة، وذلك من خلال أن تبحث عن المعنى وراء ما تمر به، أو الغاية منه

 

أمثلة على الإيجابية السامة

من الأمثلة الشائعة على الإيجابية السامة، والتي قد تكون مررت بها:

رفض المشاعر الصعبة

تتضمن الإيجابية السامة رؤية بعض المشاعر على أنها “مشاعر سلبية” مثل الغضب، أو الحزن، أو أي شعور آخر غير مريح. وعندما تنشأ هذه المشاعر الصعبة فإنك تقمعها، وتصرّ على البقاء إيجابيًا.

الشُعور بالذنب تجاه مشاعرك

إذا كنت تتعامل مع إيجابية سامة قد تلاحظ إحساسًا بالذنب أو تأنيب الضمير كلما ظهرت أي مشاعر غير سارّة بالنسبة لك. وربما تطلق الأحكام على نفسك عندها تواجهها.

التظاهر بالامتنان

إحدى العلامات المنبهة للإيجابية السامّة هي التركيز على الامتنان كوسيلة لتجاوز عواطفك، ولكن هذا لا يعني أن الامتنان أمر سيء. ومع ذلك لا يجب أن تستخدمه في جميع المواقف، أو أن تقارن مصائبك مع الآخرين لتشعر بالامتنان لها.

فقط لأن شخصا آخر يبدو أنه يتعامل مع وقت عصيب أفضل منك هذا ليس سببًا حتى تقارن نفسك به. ليس جميع الأشخاص يتمتعون بنفس الظروف وبنفس الاستجابة أو العواطف، ولذلك المظاهر قد تكون خادعة.

مقارنة النفس بالآخرين هل هي جيدة أم سيئة؟

“كل شيء يحدث لسبب ما”

حتَى لو كنت تعتقد حقًا أن كل شيء يحدث لسبب ما لا زال من المهم أن تهتم لمشاعرك، وأن تعترف بها كما هي. دون أن تبررها أو تحاول الإفراط في الروحانية أو في تفسير مشاعرك لنفسك أو للآخرين.

 

نصيحة عرب ثيرابي

استخدم صوتك والكلمات للتعبير عن مشاعرك عندما تشعر بشكل غير جيد، بإمكانك التواصل مع أحد الأصدقاء المقربين منك أو مع أطباء عرب ثيرابي. والتعبير عن كل ما تشعر به بسريّة عالية وأريحية. أو يمكنك أن تكتب كل ما تشعر به، سوف يساعدك ذلك في التخلص من السلبية بطريقة آمنة دون الحاجة لإنكار مشاعرك أو قمعها.