Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تكرار الكلام

تكرار الكلام في علم النفس

في كثير من الأحيان نقوم بتكرار الكلام الذي نسمعه قبل إجابتنا عن الأسئلة الموجهة، ويعود ذلك إلى تشتتنا وقلة انتباهنا، ولكن الأمر قد يتعدى ذلك بكثير، ويسبب مشكلة للطفل ولأهله، مما يستدعي العلاج المتخصص لذلك.

 

تكرار الكلام في علم النفس

تكرار الكلام (Echolalia)، هو ميل الشخص إلى تكرار الحديث أو الأصوات الصادر عن البيئة المحيطة به، وعلى الرغم من أنها عملية مهمة لتطور الكلام لدى الطفل حتى سن الثالثة من عمره، ولكن قد تشير إلى وجود أحد أنواع الاضطرابات بعد ذلك، حيث إنها:

عند الأطفال

يشير تكرار الكلام لدى الأطفال فوق عمر 3 سنوات إلى الإصابة باضطراب طيف التوحد أو الإعاقة في نمو الطفل، أو مشكلات في التواصل، كما يمكن للطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه أن يعاني من تكرار الكلام.

ما يقارب 75٪ من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) قد تظهر عليهم علامات تكرار الكلام.

عند البالغين

عند ملاحظة تكرار الكلام لدى البالغين، فقد يكون السبب عائداً إلى أحد الاضطرابات العصبية أو النفسية التالية:

    • اضطرابات اللغة، والتي قد تتضمن فقدان قدرة الشخص على الكلام.
    • التعرض لإصابة في الرأس أو صدمة.
    • الاضطرابات العصبية المتنوعة.
    • حدوث هذيان أو ارتباك للشخص.
    • تعرض الشخص لفقدان ذاكرته أو إصابته بالخرف.
    • الإصابة بالتهاب أنسجة الدماغ.
    • متلازمة توريت.
    • وجود صعوبات تعلم لدى الشخص.
    • الشلل.
    • فصام الشخصية.
    • الإصابة بالسكتة الدماغية.
    • الإصابة بالصرع.

     

    أعراض تكرار الكلام

    على الرغم من أن الأمر الواضح هو تكرار الكلام لدى الشخص، ولكن قد يرافقه مجموعة من الأعراض النفسية عند قيامه بهذا السلوك، منها:

      • الشعور بالإحباط.
      • الإصابة بالاكتئاب.
      • الشعور بالقلق أو التوتر.
      • سرعة الانفعال، خاصة عند طرح الأسئلة عليه.
      • الرغبة بالصمت.

       

      أنواع تكرار الكلام

      عند مراقبة السلوك التكراري للكلام، فقد تم تقسيمه إلى عدة أقسام اعتماداً على الهدف من التكرار أو وقت حدوث التكرار أو تكرار الكلام مع بعض التغييرات، على النحو التالي:

      تكرار الكلام التفاعلي أو غير التفاعلي

      ويقصد بالتكرار هنا، هل يتبعه الطفل كطريقة للتواصل مع الآخرين، أم أنه يستخدمه دون وجود هدف محدد، فعلى سبيل المثال:

        • النمط التفاعلي: لا بد أن يحدث على شكل حوار تبادلي، حيث يلتقط الطفل كلمة أو جملة قد سمعها مسبقاً، ويقوم بالربط بينها وبين بعض المواقف التي يمر بها، فيقوم بتكرارها في سبيل توصيل رسالة معينة للشخص المقابل، ويقع على عاتقه فهم ما هو مقصود.
        • النمط غير التفاعلي: ويحدث عندما يستخدم الطفل كلمة أو جملة التقطها فيما قبل ويوجهها لذاته، فقد تبدو بلا معنى للشخص المقابل، لكن الطفل يستخدمها لأهدافه الخاصة الذاتية، سواء كان تحفيزاً أو توجيهاً أو تدريباً.

        تكرار الكلام المخفف

        قد يقوم الطفل المصاب بالتوحد بالتقاط بعض الجمل، ثم يخففها أو يعدل عليها بشكل بسيط، ففي هذه الحالة يتمكن في النهاية إلى تطوير أسلوبه في الحديث بشكل واضح.

        التكرار الفوري أو المؤجّل

        يمكن للطفل تكرار الكلام بشكل فوري وقت سماعه الجملة أو الكلمة، أو قد يقوم بتكرارها بوقت آخر من اليوم، أو يؤجل الأمر لفترة أطول،

          • الفوري: يعيد الطفل الكلام الأخير الذي سمعه، فإن كان سؤالاً، فإنه يجيب عليه بالسؤال ذاته دون تغيير الضمائر المستخدمة.
          • المؤجل: يستخدم الطفل جملة قد سمعها مسبقاً، ويقوم بتكرارها في مواقف وأوقات لاحقة غير مناسبة لها.

           

          تشخيص الحالة

          يعتمد المعالج المتخصص في تشخيص حالة تكرار الكلام على مجموعة من الملاحظات عند مقابلة الطفل أو الحديث معه، حيث يركز على:                                     

            • مواجهة صعوبة في التحدث من غير تكرار كلام المعالج.
            • تكرار حديث المعالج دون توجيه من قبل أي شخص.
            • تفكير الطفل بصوت مرتفع.
            • قيام الطفل بتوجيه بعض الأوامر لنفسه.
            • قيام الطفل بإعادة الأسئلة بدلاً من محاولته الإجابة عليها.

            وبناءً على ملاحظات المعالج المتخصص، يتم تحديد شدة أو مرحلة تكرار الطفل للحديث، ليتم تحديد العلاج المناسب والذي قد يشمل العلاج النفسي ودروس النطق المخصصة للمرحلة العمرية.

             

            علاج تكرار الكلام 

            قد يشعر الأهل بالرغبة الشديدة في تخليص طفلهم من عادة تكرار الكلمات، ولكن الأمر يعتبر بالحقيقة نقطة إرتكاز مهمة للعلاج، حيث يتضمن العلاج في هذه الحالة:

            علاج النطق

            يعتبر الأساس في العلاج، حيث ينتظم الطفل بجلسات علاجية وفيها يتم التعرف على السبب الحقيقي الكامن وراء الحالة، ويمكن أن يستخدم المعالج أساليب متعددة للعلاج، منها:

              • التقنيات السلوكية، مثل أسلوب التدخل السلوكي (cues pause point)، وفيه يطلب المعالج من الطفل الإجابة على الأسئلة بشكل واضح أو محدد مستخدماً بطاقات عليها الإجابات الصحيحة.
              • علاجات النطق.
              • الإشارات اللفظية أو البصرية.
              • مراقبة الذات.
              • طرق التعلم.
              • التعزيز الإيجابي للطفل.

              العلاج الدوائي

              غالباً ما يتم وصف مجموعة من الأدوية التي من شأنها المساعدة في تحسين حالة الطفل، ومن هذه الأدوية:

                •  الأدوية المضادة للاكتئاب أو أدوية القلق للتقليل من الأعراض النفسية المرافقة لتكرار الكلام، وتقلل من توتر الطفل.
                • في حالة السكتة الدماغية أو الإصابة بنوبات الصرع، يصف الطبيب الأدوية العلاجية المناسبة.

                الرعاية المنزلية

                تُعد الرعاية المنزلية مكملة للعلاجات السابقة، حيث يمكن من خلال بعض البرامج المتوفرة عبر الإنترنت أو مهارات الاتصال الصحيحة، أن يتعلم الطفل كيفية التعبير السليم عما يريده.

                 

                فريق علاج تكرار الحديث

                اعتماداً على الحالة والسبب وراء حدوثها وشدتها، يمكن أن يتضمن الفريق العلاجي على مجموعة من التخصصات للإلمام بالحالة من جميع جوانبها.

                ويمكن أن يشترك كل من المختصين التاليين في العلاج:

                  • أخصائي اللغة والنطق.
                  • معالجو النطق.
                  • أخصائي التطور العصبي.
                  • المعالج نفسي، حيث إن الحالات التي يعود سبب تكرار الكلام فيها إلى اضطراب نفسي يمكن علاجها من قبل مختصي موقع عرب ثيرابي، فما على المهتم إلا حجز موعد بالوقت المناسب للحصول على الاستشارة أو العلاج.
                  • معلمون مختصون.

                   

                  التعامل مع الطفل المكرر للكلام

                  يمكن للأهل استخدام بعض الاستراتيجيات التي تعمل جنباً إلى جنب في علاج الطفل، ومن هذه الاستراتيجيات:

                    • يفضل من الأهل استخدام كلمات وجمل بسيطة وتكرارها باستمرار على مسامع الطفل.
                    • محاولة تجنب طرح الأسئلة، بل إعطاء جملة خبرية، فمثلاً بدلاً من قول هل تريد شرب العصير، يجب القول أنا عطشان.
                    • يمكن الاستعانة بإخوة الطفل، حيث يعمل ذلك على تشجيعه وأخذ الأمور على محمل التسلية.
                    • عدم التركيز في البداية على الضمائر الصحيحة.