ما ستجده في هذا المقال:
في الوقت الذي قد لا يدرك فيه من يعاني من اضطراب ثنائي القطب كيفية تفهم حالته وتجاوز الكثير من الأمور، يفضل أن يكون الأشخاص المحيطين منه على دراية بذلك بشكل أفضل. فإن كنت دائم التساؤل كيف أتعامل مع مريض ثنائي القطب المقرب لدي، فإن الإجابة تجدها في السطور التالية.
كيف أتعامل مع مريض ثنائي القطب؟
إن كان شخصاً عزيزاً عليك أو أحد أفراد العائلة يعاني من اضطراب ثنائي القطب فإن التعامل معه يعد مهمة صعبة، حيث أن التقلبات المفاجئة في الحالة المزاجية قد تشعرك بالارتباك. لكن من خلال الانتباه إلى بعض النقطة يمكن أن تصبح الأمور أسهل. ومن ضمن هذه النقاط:
تفهم طبيعة الحالة
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن مريض ثنائي القطب عند التعامل معه أنه لا يستطيع التحكم بنفسه خلال نوباته أو يضبط تصرفاته المستهترة أو مشاعره السلبية. لذلك ابتعد عن توجيه بعض العبارات مثل:
-
- توقف عن التصرف باستهتار خلال نوبة الهوس.
- انظر إلى الجانب المشرق من الحياة خلال نوبة الاكتئاب.
التقليل من التوتر
يساهم التوتر أو الأجواء غير المنتظمة في العائلة في تفاقم الأعراض لدى مريض ثنائي القطب، مما يجعلك دائم التساؤل كيف أتعامل مع هذا الشخص. لذلك يفضل البحث عن محفزات التوتر في بيئة هذا المريض والتقليل منها قدر الإمكان. وقد يساعد تكوين روتين يومي وتنفيذ بشكل مناسب على الحد من هذا التوتر.
تقديم الدعم
إذا كنت تشعر بالارتباك حول ما يمكنك قوله لمريض ثنائي القطب عندما التعامل معه بحيث تظهر له دعمك ومساندتك، فإن العبارات التالية قد تكون مفيدة لك على هذا الصعيد:
-
- اعلم أنني هنا معك في الأمر، فلا تشعر بالوحدة.
- أتفهم أن مرضك هو ما يسبب لك هذه المشاعر والأفكار.
- على الرغم مما تشعر به الآن، إلا أن الأمور سوف تتغير وتشعر بالتحسن.
- قد لا أكون مدركًا تماماً لما تمر به، لكن أريدك أن توقن أنني هنا لمساعدتك ودعمك فيما يفيدك.
- انت شخص مهم بالنسبة لي وحياتك تعنيني.
مراقبة علامات الانتكاسات
لا يعني الالتزام بالدواء والجلسات العلاجية أن مريض ثنائي القطب لن يتعرض إلى انتكاسات. لكن بالانتباه والتيقظ يمكن أن يستطيع الشخص من ملاحظة الأعراض الانتكاسية وإعلام الطبيب بها للقيام بالإجراء المناسب. ومن هذه الأعراض:
أعراض الهوس:
-
- قلة النوم أو الشعور بعدم الحاجة للنوم.
- الشعور بالسعادة والمزاج العالي.
- الأرق.
- التحدث بسرعة.
- مفرط مستويات النشاط.
- التهيج والعدوانية بسرعة.
-
- الشعور بالتعب والخمول.
- الرغبة بالنوم المستمر.
- عدم القدرة على التركيز.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
- الابتعاد عن الآخرين.
- تغير في الشهية.
كيف أتعامل مع مريض ثنائي القطب في المواقف الخطيرة؟
قد ينتج عن حالة اضطراب ثنائي القطب غير المعالجة أو المعرضة للانتكاسات الكثير من المواقف الخطيرة أو الأحداث غير المرغوبة بها. لذلك يجب عليك الاستعداد المسبق للأمر من خلال:
الاتفاق على الحماية
عندما يكون مريض ثنائي القطب في حالة جيدة ويمكنه تفهم الأمر، يجب الحديث معه عن كيفية حمايته من السلوكيات غير المرغوبة، فمثلاً يمكن الاتفاق على:
-
- أخذ البطاقات الائتمانية منه لمنعه من القيام بعمليات شرائية مفرطة.
- إخفاء مفاتيح السيارة لمنعه من القيادة بتهور.
- اصطحابه إلى الطبيب المعالج عند الحاجة لذلك.
طلب المساعدة
يمكن من خلال وضع قائمة بأسماء وأرقام هواتف الأشخاص المقربين الذين يمكن الاعتماد عليهم، المعالجين النفسيين بالإضافة إلى المستشفى المتوقع نقل مريض ثنائي القطب إليه أن تخفف من ثقل المخاوف المتراكمة لديك والتي تسبب تساؤلات كيف يمكن أن أتعامل معه في المواقف الخطيرة.
التعامل مع الطوارئ
من المحتمل أن يفطر مريض ثنائي القطب بالانتحار أو إيذاء نفسه أو إيذائك. لذلك فإن معرفة كيفية التعامل مع هذه المواقف يساعد في حماية نفسك وحمايته. خطط جيداً بشأن:
-
- الذهاب إلى مكان أكثر أماناً والاتصال رقم الطوارئ في حال كنت معرض لخطر الإيذاء.
- لا تترك مريض ثنائي القطب لوحده في حال كان يهدد بالانتحار أو إيذاء نفسه، وقم بالاتصال برقم الطوارئ بأسرع وقت.
لا تتعامل مع المواقف الخطيرة بشكل منفرد….اطلب المساعدة المتخصصة دائماً للمحافظة على سلامة الجميع.
كيف أقدم الدعم لمريض ثنائي القطب أتعامل معه؟
إن كان مريض ثنائي القطب شخص يعني لك الكثير، فأنت غالباً ما تفكر كيف أتعامل معه ليشعر بالمزيد من الدعم والحب. يمكنك تحقيق ذلك من خلال القيام بما يلي:
-
- قضاء المزيد من الوقت معاً: يشعر مريض ثنائي القطب بالوحدة خلال نوباته المتنوعة، ويمكن التقليل من هذه المشاعر بقضاء المزيد من الوقت معه والمشاركة في بعض النشاطات. مثلاً القيام بجولة مشي للتقليل من طاقته المفرطة أثناء نوبة الهوس.
- الصدق: محاولة الإجابة بصدق على أسئلته مع تجنب الدخول في مجادلات.
- عدم أخذ الأمور على محمل شخصي: قد يبدي هذا الشخص الكثير من الانتقادات. لكن من خلال إدراكك بعدم قدرته على التحكم بنفسه يمكن أن تصبح هذه الانتقادات أقل حدة، لذلك فأنت لست مضطراً لتقديم الحجج.
- الاعتناء بوجبات الطعام: قد لا يستطيع مريض ثنائي القطب الجلوس لتناول الطعام بسبب نشاطه المفرط. فكر في تحضير السندويشات والمقرمشات بدلاً من الوجبات الكاملة في هذه الأثناء.
- توفير بيئة هادئة: تعمل البيئات الصاخبة أو الضوضائية إلى تحفيز الشخص وتنشيطه أكثر من اللازم. على عكس البيئات الهادئة التي تساعد في سكونه وهدوئه.
- مساعدته على النوم: لا يحتاج هذا المريض إلى الكثير من الساعات من النوم للشعور بالراحة. لكن مساعدته على أخذ قيلولة عدة مرات في اليوم قد يكون أمراً جيداً.
- تهدئته وتفهمه: قد يكون من الصعب على مريض ثنائي القطب تفهم نفسه في حالات الغضب والانفعال، إلا أنك يمكنك مساعدته بمعرفة المزيد على المرض وتفهم أعراضه ومشاعره. مما يساعد في تهدئته والتقليل من تهيجه.
في نوبات الاكتئاب يجب الابتعاد عن الأطعمة ذات التأثير السلبي على الحالة المزاجية…أما في نوبات الهوس يجب تجنب الأطعمة التي من شأنها زيادة النشاط.
كيف أتعامل مع رفض مريض ثنائي القطب لمساعدتي؟
قد يرفض مريض ثنائي القطب أي محاولة لمساعدته خلال نوبة الهوس. مما يزيد الأمر صعوبة وتبدأ بالتفكير كيف أتعامل مع موقف كهذا؟ لكن يمكن من خلال تقديمك اقتراحاً بتحدثه مع شخص آخر قد يكون ذو فائدة في هذه الأثناء أو سؤاله بطلب المساعدة المتخصصة من قبل معالج نفسي.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من صعوبة التعامل مع مريض ثنائي القطب، إلا أنه من الجيد معرفتك أن هذه الحالة تستجيب بشكل جيد عند الالتزام بالخطة العلاجية. كما أن طريقة تعاملك مع هذا المريض له التأثير الكبير في المواظبة على العلاج، لكنك بحاجة أيضاً للاعتناء بحالتك النفسية للتمكن من الاستمرار بتقديم الدعم.
لذلك لا تتردد في طلب المساعدة النفسية المتخصصة عند حاجتك لها. الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي متواجدون لمساعدتك والعمل على شعورك بالمزيد من الراحة النفسية.
