Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تطبيق العلاج النفسي

تطبيق العلاج النفسي على الأطفال | أهم الأساليب والتحديات

يعاني الأطفال من المشكلات النفسية كما هو الحال في الكبار أو البالغين، لذلك من الضروري أن يتلقى الطفل العلاج النفسي المناسب وذلك من خلال تطبيق أكثر الأساليب فاعلية للحصول على النتائج المرجوة وضمان تمتع الطفل بالمزيد من العافية النفسية.

اكتشف أكثر أكثر أساليب العلاج النفسي فاعلية للأطفال وتعرف على ما يواجهها من تحديات يجب مواجهتها.

 

أساليب تطبيق العلاج النفسي على الأطفال

هناك الكثير من الأساليب العلاجية الفعالة التي يتم استخدامها وتطبيقها على الأطفال للحصول على النتائج المتوقعة. ومن أهم هذه الأساليب:

العلاج باللعب

يعتبر اللعب من الأمور الأساسية في حياة الطفل، ومن خلاله يمكن للمعالج النفسي التواصل بشكل أفضل معه وبالتالي معالجة مشاعره وأفكاره وتجاربه. حيث يساعد هذا النوع من العلاج في:

  • التعبير غير اللفظي: لن يتمكن الطفل من التعبير عن تجاربه المؤلمة أو مشاعره القاسية بالكلمات. لذلك تعتبر الألعاب والمواد الفنية والوسائط الإبداعية طريقة مناسبة لاكتشاف ما يخفيه بداخله.
  • تفريغ الكبت العاطفي: عندما يعاني الطفل من مشكلة نفسية فهو غالباً ما يكون لديه الكثير من المشاعر السلبية المكبوتة. لكن من خلال اللعب يتمكن من تفريغها بطرق آمنة دون اللجوء إلى العنف.
  • توفير البيئة الآمنة: ما أن يستطيع الطفل من ممارسة اللعب حتى يتمكن من الشعور بالمزيد من الراحة ويبدأ يثق بشكل أكبر بالمعالج النفسي. مما يعمل على انفتاح الطفل على المعالج وتعبيره عن مشاعره بحرية دون قيود نفسية.
  • استخدام الرموز: غالباً ما يعكس الطفل ما يجول داخله من مخاوف ومشاعر على الدمى. حيث يبدأ بتكوين سيناريو مطابق تماماً لما يعانيه وبالتالي يتمكن المعالج من التوصل إلى داخل الطفل.
  • زيادة الوعي العاطفي: يستطيع الطفل من خلال تطبيق اللعب في العلاج النفسي من الربط بين مشاعره وسلوكياته. مما يزيد من الوعي العاطفي لديه مع مرور الوقت واكتشاف المزيد من استراتيجيات التكيف الصحية وبالتالي الوصول إلى التنظيم العاطفي.

يستطيع الطفل من الشعور بالاستقلالية من خلال تحكمه باللعبة، مما يتيح له اكتشاف عواطفه بالسرعة التي تناسبه وبطريقته الخاصة.

العلاج التفاعلي بين الوالدين والطفل

يتم تطبيق هذا النوع العلاج النفسي على الأطفال من خلال تفاعل الوالدين مع طفلهما في الجلسة العلاجية، حيث يكون الطفل ووالديه في غرفة بمفردهم أثناء العلاج ويكون المعالج خلف مرآة يمكنه المراقبة وتقديم الإرشاد والتوجيه الضروري للوالدين من خلال سماعة الأذن. وغالباً ما يستخدم هذا النوع من العلاج في الحالات التالية:

  • عندما يعاني الطفل من مشاكل سلوكية أو لديه مشكلات في التواصل مع والديه أو مقدمي الرعاية له.
  • عندما يتعرض الطفل لصدمة أو يعاني من عدوان سلوكي شديد، أو اضطراب في الارتباط في مرحلة ما من حياته.

غالباً ما يستخدم هذا العلاج النفسي في حال كان الطفل يتلقى الرعاية من قبل أحد الأقرباء أو في حالات التبني أو الحضانة، أو حتى عندما يكون أحد الوالدين بعيداً عن الطفل لفترة طويلة من الزمن.  

 

في أي عمر يمكن تطبيق العلاج النفسي على الطفل؟

يمكن تطبيق العلاج النفسي على الأطفال في أي عمر كان، فلا يوجد حد عمري معين يمكن من خلاله الانطلاق. الهمه هنا توفير أقصى مساعدة للطفل ليستمتع بحياته اليومية كسائر أقرانه. ومع ذلك غالباً ما يكون هناك أهداف يهدف العلاج النفسي إلى تحقيقها تتناسب مع الفئة العمرية للطفل، مثل:

  • الأطفال الصغار (1 – 3) سنوات: يسعى العلاج النفسية للتعامل مع المخاوف مثل تأخر النمو أو السلوكيات التخريبية. وفي هذه الأثناء غالباً ما يتم الاعتماد على تقنيات العلاج باللعب وبمشاركة الوالدين.
  • الأطفال (3 – 13) سنة: من خلال تطبيق العلاج النفسي يتم معالجة المخاوف مثل اضطرابات التعلم والقلق. وذلك باستخدام الأنشطة العملية وكذلك التواصل اللفظي.
  • المراهقون (13 – 18) سنة: غالباً ما يتم التعامل مع مشكلة أكبر في هذه المرحلة، حيث يتم معالجة التنمر والاكتئاب والضغوط الاجتماعية والتوتر. ولتحقيق ذلك يقدم المعالج النفسي أدوات التكيف والتوجيه غير المتحيز والدعم المناسب.

 

تحديات أمام تطبيق العلاج النفسي المتعلق بالأطفال

على الرغم من أن لجوء الوالدين لعلاج الطفل الذي يعاني من اضطراب نفسي يعد أمر في غاية الأهمية. إلا أن الأمر ينطوي على بعض التحديات والاعتبارات الواجب التعامل معها بالشكل الصحيح. حيث أن مواجهة هذا الأمر بأفضل الطرق يضمن تمتع الطفل بالمزيد من الرفاهية والعافية النفسية. ومن ضمن هذه التحديات:

المخاوف المتعلقة بالسرية والخصوصية

سواء كان المريض النفسي طفلاً أم شخصاً بالغاً، فإن السرية والمحافظة على الخصوصية تعد أمر لا بد من التركيز والاهتمام به بشكل كبير. لكن عندما يتعلق الأمر بالأطفال فإن الحالة تختلف، ففي الوقت الذي يحتاج الطفل فيه إلى المساحة الآمنة للتعبير عن مشاعره ومخاوفه وأفكاره بسرية، إلا أنه في الوقت ذاته لا بد من الإبلاغ عن حالات سوء المعاملة أو الإهمال أو الأذى. لذلك يجب أن يجد المعالج النفسي الطريقة لموازنة كلا الأمرين دون الإخلال بأحدهما.

التواصل الفعّال مع الطفل

لا يمتلك جميع الأطفال المهارات اللغوية والتعبيرية بالشكل ذاته. مما يخلق تدياً حقيقياً أمام المعالج للتوصل إلى بيئة يمكن من خلالها أن يشعر بالراحة والثقة، وبالتالي تحقيق الانفتاح المطلوب للاستفادة من العلاج. ولتجاوز الأمر يسعى المعالج النفسي إلى تسخير جميع الإمكانيات وتكييف الأساليب لتتناسب مع مستوى نمو الطفل مما يحقق تواصل أكبر معه.

مشكلات التنوع والثقافات المختلفة

بسبب البيئات الثقافية المختلفة فإن الأطفال لا يتمتعون جميعهم برؤى أو تجارب متشابهة، مما يحتم على المعالج النفسي تفهم الأمر على حقيقته. لذلك يجب عليه:

  • تجنب وضع افتراضات أو إدامة الصور النمطية وتطبيقها على جميع الأطفال.
  • ضمان الشمولية واحترام السياق الثقافي الفريد لكل طفل.

التعامل مع المقاومة العلاجية

بسبب طبيعة الأطفال وما قد ينتج أيضاً عن حالتهم النفسية، فقد يبدي الطفل مقاومة للانفتاح أو المشاركة في التواصل اللازم لتحقيق أهداف العلاج. مما يحتم على المعالج النفسي تطوير استراتيجيات لتحفيز الطفل وتشجيعه على المشاركة باتباع الأساليب الإبداعية التي تركز عليه. 

غالاً ما يكون التعاون مع الوالدين أو مقدمي الرعاية أمراً ضرورياً لتحديد ومعالجة المشكلات الأساسية التي تساهم في مقاومة الطفل.

 

نصيحة عرب ثيرابي

على الرغم من أن الأطفال قد يبدون غريبون بتصرفاتهم، إلا أن هناك إطار معين لا يمكن الخروج عنه في تحديد ما يمكن اعتباره طبيعياً أم لا. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي عدم إهمال بعض العلامات الدالة على وجود مشكلة نفسية لدى الطفل. ومن ضمن هذه العلامات:

  • فقدان أو زيادة ملحوظة في الوزن.
  • صعوبة في النوم.
  • ملاحظة اضطراب في نمط تناول الطعام.
  • التراجع الأكاديمي.
  • إظهار السلوك المعادي للمجتمع، مثل العزلة الاجتماعية أو الانطواء الشديد أو صعوبة التواصل مع الآخرين.
  • القيام بإيذاء نفسه.