ما ستجده في هذا المقال:
هناك الكثير من الأمراض العقلية والنفسية التي قد يعاني من الأطفال، حيث أن الوراثة والمواقف المؤلمة والهيكلة البيولوجية غالباً ما تكون أسباباً كافية لذلك.
تعرف معنا على أنواع الأمراض النفسية التي قد يعاني منها طفلك وتوقع حالته قبل الحصول على التشخيص الدقيق.
الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال
تحدث الأمراض العقلية والنفسية لدى الجميع دون التفريق بين الأعمار. حيث الأطفال غالباً ما يعانون من:
اضطراب طيف التوحد (ASD)
عادة ما يصاب الطفل باضطراب طيف التوحد في سن مبكر من مرحلة طفولته، حيث أن غالبية الأطفال تبدأ الأعراض لديهم في سن الثالثة. على الرغم من اختلاف أعراض التوحد، فإن الطفل المصاب بهذا الاضطراب يعاني دائماً من صعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين.
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)
من الطبيعي أن يمتاز الأطفال بالحركة الكثيرة وتشتت الانتباه السريع. لكن في حال كان الطفل يعاني من نقص الحركة أو فرط النشاط فإن الأمر يصبح غير محتملاً. حيث غالباً ما يلاحظ على هذا الطفل:
- عدم قدرته على الانتباه وإن كان لفترة قصيرة.
- قيامه بسلوكيات اندفاعية أو الخطيرة.
- فرط الحركة بشكل مبالغ به.
اعرف المزيد: اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)
اضطراب ما بعد الصدمة
لا ينحصر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة على الأشخاص البالغين، حيث أن الأطفال الذين عايشوا مواقف مؤلمة يكونوا عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
فقد يعاني الطفل في هذه الحالة من مجموعة من الأعراض، مثل:
- الشعور بالقلق.
- امتلاك ذكريات محزنة.
- رؤية الكوابيس أو الأحلام المزعجة ليلاً.
- القيام بسلوكيات مدمرة.
يصاب الطفل باضطراب ما بعد الصدمة كاستجابة للعنف أو سوء المعاملة أو الإصابة الجسدية أو التحرش الجنسي أو أحداث مؤلمة أخرى.
الاضطرابات التخريبية
يمكن أن يعاني الطفل من الاضطرابات التخريبية والتي تعد من ضمن الأمراض العقلية أو النفسية أيضاً، وفيها يصعب على الطفل التحكم بردود أفعاله والانفعالات والسلوكيات التي يبديها.
ووفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) تضم هذه الاضطرابات ما يلي:
- اضطراب التحدي المعارض (Oppositional Defiant Disorder).
- الخلل الانفعالي المتقطع (Intermittent Explosive Disorder).
- اضطراب السلوك (Conduct Disorder).
- هوس الحرائق (Pyromania).
- هوس السرقة (Kleptomania).
اضطرابات القلق
بسبب المخاوف أو القلق الذي يعاني منها الطفل فهو لا يستطيع المشاركة في اللعب أو النشاطات المدرسية أو المواقف الاجتماعية المتناسبة مع عمره. ومن اضطرابات القلق التي قد تصيب الطفل اضطرابات القلق الاجتماعي أو القلق المعمم أو اضطراب الوسواس القهري.
أمراض عقلية ونفسية أخرى قد تصيب الأطفال
لا تقتصر الأمراض العقلية والنفسية التي تصيب الأطفال على القائمة السابقة فقط. فقد يعاني الطفل من:
- الاكتئاب: عندما يعاني الطفل من الاكتئاب ينتابه شعور مستمر بالحزن وفقدان الاهتمام، الأمر الذي يقلل من أدائه الأكاديمي أو تفاعله مع الآخرين.
- اضطراب ثنائي القطب: هو اضطراب يسبب تقلبات مزاجية شديدة بين الاكتئاب والارتفاعات العاطفية أو السلوكية المتهورة التي غالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر وغير الآمنة.
- اضطرابات الشهية: تعتبر اضطرابات الشهية أكثر شيوعاً لدى المراهقين منها لدى الأطفال. ومن ذلك فإن الطفل يقوم بسلوكيات من شأنها التركيز على شكل جسمه والتفكير بشكل مضطرب في لوزنه. ومن الأمثلة عليها فقدان الشهية العصبي أو الشره العصبي أو تناول الطعام بنهم.
- الجامود: على الرغم من أن الجامود يمثل مرضاً نفسياً إلا أنه يحدث غالباً نتيجة الحالات الطبية مثل العدوى أو اضطرابات التمثيل الغذائي أو حالات المناعة الذاتية.
عندما يصاب الطفل بالفصام فهو يعاني من فقدان الاتصال بالواقع (الذهان)، حيث يبدأ بالتوهم والهلوسة والتفكير بطريقة مضطربة.
كيف تبدو الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال
تنقسم الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال إلى مجموعة من الفئات، ولكل فئة من هذه الفئات أعراضها الخاصة المميزة لها. ففي حال كان طفلك يبدي أعراضاً غير اعتيادية قارنها بما يلي لتتمكن من معرفة حالته:
- السلوكيات التخريبية:
تتميز بأن الطفل لا ينصاع للأوامر أو التعليمات، وبدلاً من ذلك يظهر عصيانه الوالدين والمعلمين وأي شخص له سلطة عليه. كما يمكن ملاحظة قيامه بالغش أو الكذب أو السرقة أو التهور أو تعاطي المخدرات.
اعرف المزيد: الاضطرابات السلوكية، ما هي وكيف يمكن تمييزها؟
- النكد والكآبة:
إن كان طفلك يعاني من الاكتئاب مثلاً فقد يظهر بمزاج منخفض والتهيج والبكاء المتكرر والتذمر.
- الخوف والقلق:
في هذه الحالة تنتاب الطفل نوبات من العصبية والخوف والبكاء والغضب، وقد يلاحظ انسحابه الاجتماعي.
ما يميز هذه الحالة القصور الأكاديمي بجوانب متنوعة تختلف باختلاف إمكانيات الطفل أو قدراته.
- النمو غير الطبيعي:
ويتمثل بتدني المهارات أو القدرات البدنية أو التنظيم العاطفي أو الأداء الاجتماعي، ويتم ملاحظته عند مقارنة الطفل بأقرانه.
سبب صعوبة تشخيص الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال
يعتمد تشخيص الأمراض النفسية على الأعراض التي يعاني منها الشخص ومدى تأثيرها على الحياة اليومية. ولأن الطفل الصغير غير قادر على فهم أعراضه بالشكل الدقيق أو لا يستطيع التعبير عنها، فقد يستغرق الحصول على تشخيص صحيح لمرضه النفسي بعض الوقت.
مع تطور الطفل تختلف لديه الأعراض التي يعاني منها، الأمر الذي قد يحتم على الطبيب النفسي تغيير التشخيص أو تعديله عدة مرات بمرور الوقت.
العلاجات المتاحة لعلاج الأمراض العقلية والنفسية لدى الأطفال
اعتماداً على المرض النفسي وشخصية الطفل يتم اختيار طريقة العلاج المناسبة والتي قد تتضمن مجموعة من العلاجات معاً. وتشتمل العلاجات والأساليب المتبعة على:
- العلاج باللعب.
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT) ومن خلاله يمكن مساعدة الطفل على تحديد أنماط التفكير الضارة لديه.
- القيام ببعض التغييرات في نمط الحياة اليومي.
- اللجوء إلى برامج لتعديل السلوك المعتمدة على المكافأة.
- تطوير لغة الجسد لدى الطفل أو تعليمه كيفية استخدامها.
- العلاج بالقراءة، وغالباً ما تكون مواضيع هذه الكتب حول المشكلات السلوكية التي يعاني منها الطفل.
- تمكين الطفل من مهارات متعلقة بتحديد العواطف أو السلوك التفاعلي.
- إجراء قوائم المراقبة الذاتية.
- التعلم ووضع الحدود والالتزام بها.
- التدريس أو ممارسة المهارات الاجتماعية.
- العلاج الأسري.
- الأدوية النفسية عند الحاجة.
ما ينفع من العلاجات النفسية والسلوكية مع طفل قد لا يكون العلاج المناسب لطفل آخر.
كلمة من عرب ثيرابي
الكثير من الأدوية النفسية لم يتم ترخيصها لاستخدامها من قبل الأطفال، لذلك فإن العلاجات النفسية أو السلوكية غالباً ما تكون هي الحل الأمثلة لتخلص الطفل مما يعانيه هو والمحيطين به من أعراض مزعجة.
لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنه من الضروري اللجوء إلى المساعدة النفسية المتخصصة فور ملاحظة أي من السلوكيات أو التفاعلات غير الاعتيادية لدى الطفل للتمكن من علاج الأمر في وقت مبكر وقبل تفاقم الحالة.
