ما ستجده في هذا المقال:
تحدث الضيقة المفاجئة أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عندما يتراكم سائل في الأكياس الهوائية المرنة الصغيرة الموجودة في الرئتين. مما يمنع الرئتين من الامتلاء بكمية كافية من الهواء وهذا يعني وصول كمية أقل من الأكسجين إلى الرئتين. ولكن ما أسباب الضيقة المفاجئة؟
تحدث هذه المتلازمة عادة عند الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة أو الذين يعانون من إصابات خطيرة. وفي بعض الأحيان تكون هذه المتلازمة من الحالات المهددة للحياة ويمكن أن تتفاقم بسرعة ولكنها قابلة للعلاج بشكل عام. وأسباب هذه المتلازمة في الفقرة التالية.
أسباب الضيقة المفاجئة
السبب الرئيسي من أسباب الضيقة المفاجئة هو تسرب السوائل من الأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين إلى الأكياس الهوائية الصغيرة حيث يتم تأكسج الدم. ولكن يمكن أن تساهم أسباب أخرى في هذه الحالة ما أبرزها:
- الإنتان: وهو السبب الأكثر شيوعاً وهو عدوى خطيرة وكبيرة تحدث في مجرى الدم.
- استنشاق المواد الضارة: يمكن أن يؤدي استنشاق الدخان أو الأبخرة الكيميائية بكميات كبيرة إلى الإصابة بالمتلازمة. كذلك يمكن أن يكون استنشاق القيء أو حالات الغرق الوشيكة سبباً في ذلك.
- الالتهاب الرئوي الشديد: يؤثر الالتهاب الرئوي الشديد على الفصوص الخمسة الموجودة في الرئتين.
- إصابات الرأس أو الصدر: يمكن أن تؤدي الحوادث مثل السقوط أو حوادث السيارات إلى تلف الرئتين أو جزء الدماغ الذي يتحكم في التنفس بشكل مباشر.
- كوفيد-19: يمكن أن تحدث الإصابة بكوفيد-19 متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
- جرعة زائدة من المخدرات: يمكن أن تسبب الجرعات الزائدة من المخدرات مثل الكوكايين أو المواد الأفيونية هذه الضيقة.
- أسباب أخرى: مثل التهاب البنكرياس أو عمليات نقل الدم بكميات كبيرة أو الحروق. أو بعض الأدوية، أو التدخين، أو السمنة، أو الجراحة عالية الخطورة. أو العلاج الكيميائي أو استخدام الأكسجين في أمراض الرئة.
تعتمد أعراض الضيقة المفاجئة أو هذه المتلازمة على سبب الحالة وشدتها إضافة إلى أمراض الرئة أو القلب الموجودة عند الشخص نفسه. ولكن ما هي أبرز أعراض هذه المتلازمة؟
أعراض الضيقة المفاجئة
تشمل أبرز أعراض الضيقة المفاجئة ما يأتي:
- ضيق في التنفس أو انخفاض في ضغط الدم.
- تنفس سريع وبشكل غير عادي أو السعال.
- سرعة في ضربات القلب أو الحمى.
- ألم في الصدر خاصة عند التنفس العميق أو الدوخة.
- الارتباك أو الإرهاق.
- تلون الشفاه أو الأظافر باللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين في الدم.
- التعب العضلي.
تتطور متلازمة الضائقة التنفسية الحادة في غضون ساعات قليلة إلى بضعة أيام بعد السبب أو العدوى. ويمكن أن تتفاقم بسرعة كبيرة.
يمكن أن يعاني المصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة من مشكلات أو مضاعفات طبية أخرى أثناء البقاء في المستشفى للعلاج. فما هي أبرز هذه المضاعفات أو المشكلات؟
مضاعفات الضيقة المفاجئة
تشمل مضاعفات الضيقة المفاجئة ما يأتي:
جلطات الدم
يمكن أن يؤدي الاستلقاء في المستشفى أثناء استخدام جهاز التنفس الصناعي إلى زيادة خطر الإصابة بالجلطات خاصة في الساقين. وإذا تشكلت جلطة في الساق فمن الممكن أن ينتقل جزء منها إلى إحدى الرئتين أو كلتيهما مما يسبب الانصمام الرئوي. الأمر الذي يمنع تدفق الدم.
استرواح الصدر (انهيار الرئة)
في معظم حالات هذه المتلازمة يستخدم جهاز التنفس الصناعي لزيادة الأكسجين في الجسم وخروج السوائل من الرئتين. ومع ذلك فإن ضغط وحجم الهواء الموجود في جهاز التنفس يمكن أن يجبر الغاز على المرور عبر ثقب صغير في الجزء الخارجي من الرئة مما يسبب انهيارها.
الالتهابات
يمكن أن تنتقل الجراثيم إلى الرئتين عبر الأنبوب المتصل في جهاز التنفس الصناعي والذي يتم إدخاله في القصبة الهوائية.
التليف الرئوي
يمكن أن يحدث التندب أو السماكة في الأنسجة الموجودة بين الأكياس الهوائية في الرئة في غضون أسابيع قليلة من ظهور هذه المتلازمة. ثم يؤدي هذا إلى تصلب الرئتين الأمر الذي يزيد من صعوبة تدفق الأكسجين إلى مجرى الدم.
قد يعاني بعض الناس حتى بعد الشفاء من مشكلات في التنفس وتستمر مدى الحياة. وقد يحتاجون إلى أكسجين إضافي في المنزل لبضعة أشهر بعد انتهاء العلاج.
مشكلات في الذاكرة
يمكن أن تؤدي المهدئات وانخفاض مستوى الأكسجين في الدم إلى فقدان الذاكرة أو مشكلات إدراكية بعد الإصابة بالضيقة المفاجئة. في بعض الحالات قد تقل هذه المشكلات مع الزمن لكن قد يكون الضرر دائماً في حالات أخرى.
مضاعفات أخرى
من أبرزها ما يأتي:
- الاكتئاب: مر معظم الناجين من هذه المتلازمة بفترة من الاكتئاب.
- التعب وضعف العضلات: قد يؤدي الوجود الطويل في المستشفى إلى ضعف في العضلات أو التعب الشديد بعد العلاج.
- اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطرابات القلق.
- الارتباك أو الهذيان.
الأشخاص الذين يملكون تاريخاً لإدمان الكحول المزمن هم أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة كما أنهم أكثر عرضة للوفاة بسببها.
يمكن أن يتبع الطبيب إجراءات مختلفة للتعرف أو لتشخيص الضيقة المفاجئة وذلك نظراً لعدم وجود اختبار واحد محدد يمكن استخدامه للتشخيص. والتشخيص السليم هو مفتاح العلاج السليم. فكيف يتم التشخيص؟ وكيف يتم العلاج؟
تشخيص الضيقة المفاجئة
يمكن استخدام الاختبارات التالية للتشخيص:
- الأشعة السينية للصدر: للكشف عن الأجزاء التي تحتوي على الرئتين أو عن تضخم القلب.
- التصوير المقطعي المحوسب: يجمع هذا التصوير صوراً مقطعية للأعضاء الداخلية مثل القلب أو الرئتين.
- التحاليل المخبرية: وذلك لقياس مستوى الأكسجين أو التحقق من العدوى أو فقر الدم.
- تخطيط القلب الكهربائي: يتتبع هذا الاختبار نشاط القلب الكهربائي في القلب.
- تخطيط صدى القلب: يتم تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية، ويمكن أن يكشف هذا الاختبار عن مشكلات في بنية القلب أو وظيفته.
علاج الضيقة المفاجئة
يهدف علاج الضيقة المفاجئة إلى رفع مستويات الأكسجين في الدم حتى يستقر عمل أجزاء الجسم ثم يصبح أفضل. ويمكن العلاج بالطرق التالية:
- الأكسجين: يمكن استخدام الأكسجين الإضافي أو التهوية الميكانيكية واستخدام آلة التنفس لرفع مستويات الأكسجين في الدم.
- السوائل: إن إدارة السوائل الوريدية أمر مهم جداً فالنسبة العالية منها يمكن أن تزيد من تراكم السوائل في الرئتين. والنسبة القليلة قد تسبب الضغط على القلب والأعضاء الأخرى.
- الأدوية: مثل أدوية الالتهابات، أو تخفيف الألم، أو منع التجلط، أو التقليل من ارتجاع المعدة.
قد يستغرق التعافي من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة وقتًا طويلاً. وعادة ما يحتاج إلى دعم كبير.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت قد أصبت مؤخراً بالضيقة المفاجئة فيمكنك اتباع بعض الخطوات لتحسين عملية التعافي. يذكر لك موقع عرب ثيرابي أبرز هذه الخطوات:
- أقلع عن التدخين.
- احصل على لقاح الإنفلونزا كل عام.
- احصل على لقاح الالتهاب الرئوي حسب توجيهات الطبيب.
- اطلب المساعدة المتخصصة إذا كانت لديك أعراض الاكتئاب.
