عند علاج أي مرض أو اضطراب فإنّ ذلك يعني أن المرض ذهب للأبد ولن يعود مجددًا، ولكن هل علاج الأمراض النفسية ممكن مثل علاج أي مرض آخر، أو يخضع لقوانين وقواعد مختلفة؟[مرجع1]
هل يمكن علاج الأمراض النفسية؟
لا يُمكن علاج الأمراض النفسية بحد ذاتها، ولكن يُمكن علاج أعراضها، والتعافي منها، والتأقلم معها، كما يتم تعلم مهارات السيطرة عليها، والتقليل من آثارهه الجانبية،[مرجع1] ومع التقدم الطبي أصبح من الممكن اكتشاف علاج للمرض النفسي؛ حيث تم تحديد عدد من الجينات التي تساهم في الإصابة بمرض نفسي، واختلافات في بعض مناطق الكروموسومات.[مرجع3]
هل يُمكن الشفاء من المرض النفسي؟
يُمكن شفاء أعراض المرض النفسي، والتعافي منها، وعيش حياة طبيعية دون التأثر بأي من الأعراض، ويتم اختيار نوع علاج الأمراض النفسية فيما يتناسب مع احتياجات وأعراض كل مريض.[مرجع2]
عوامل الإصابة في مرض نفسي
يوجد العديد من العوامل التي تؤدي للإصابة بالاضطرابات النفسية، وأبرزها:[مرجع3]
- العوامل الوراثية.
- الاختلالات الكيميائية.
- إصابات الدماغ الرضحية.
- تعرض الأم للمواد الكيميائية السامّة والمواد الضارة قبل الولادة.
- تعاطي الكحول أو المخدرات.
- الحالات الطبية الخطيرة مثل السرطان.
- العزلة الاجتماعية دون الحصول على المساعدة المناسبة.
الطرق النفسية لعلاج الأمراض النفسية
تساعد طرق العلاج النفسي على منح المريض فرصة للتحدث عن مشاعره وأفكاره مع أخصائي مُعتمد، كما تُساهم في علاج الأعراض، والتقليل من آثارها، وأبرزها:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يعمل العلاج السلوكي المعرفي على مساعدة المريض للتعرّف على أفكاره، ومشاعره، وسلوكياته غير المنطقية، وتغييرها لأفكار أكثر إيجابية، وتعلم طرق التعامل معها، ويُعتبر فعالًا في علاج الاكتئاب، واضطرابات القلق، والاضطرابات الذهانية مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام.[مرجع4]
العلاج النفسي الشخصي (IPT)
في هذا العلاج يتم تفحص الطريقة التي تؤثر بها علاقات المريض الشخصية على أفكاره، وسلوكياته، ومشاعره؛ حيث أن العلاقات الصعبة تسبب ضغوط زائدة على الشخص المصاب في اضطراب نفسي، وبالأغلب يساعد في علاج الاكتئاب.[مرجع4]
علاج سلوكي جدلي (DBT)
يتم استخدامه في علاج الأمراض النفسية من خلال مساعدة المريض في التعرف على عواطفه، وإدارتها والتحكم بها بشكل أفضل، وتساعد بشكل كبير في اضطراب الشخصية الحدية.[مرجع4]
مجموعات الدعم
تقدم مجموعات الدعم فرصة للأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب أو المرض النفسي لتبادل التجارب بين بعضهم البعض، والتي توفر الكثير من الدعم للمرضى، ومعرفة أكبر في معرفة طرق التأقلم.[مرجع2]
علاج الأمراض النفسية بالأدوية
بعض الاضطرابات النفسية تحتاج للعلاج بالأدوية، بحيث تعمل الأدوية على تغيير المواد الكيميائية في الدماغ، وتقلل من الأعراض التي يصاب بها المريض، ويجب الانتظام في تناول الأدوية كما يصفها الطبيب، وعدم التوقف عنها دون توصية الطبيب،[مرجع5] ويتم استخدام أحد الأدوية التالية:
مضادات الاكتئاب
توصف أدوية الاكتئاب مع طرق العلاج النفسي لعلاج الاكتئاب، والقلق، والرهاب، وبعض اضطرابات الأكل.[مرجع4]
مضادات الذهان
الأدوية المضادة للذهان تستخدم في الأغلب لعلاج الأمراض الذهانية مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، وأحيانًا توصف للاكتئاب الشديد والقلق الشديد.[مرجع4]
أدوية استقرار المزاج
أكثر ما تساعد به هذه الأدوية هي علاج الاضطراب ثنائي القطب، الذي كان يُعرف في الاكتئاب الهوسي، وتساعد من خلال تقليل تكرار الإصابة في الاكتئاب الشديدة، وتقليل نوبات الهوس، والنوبات الشديدة.[مرجع4]
العلاجات البديلة
من الممكن أن تساعد العلاجات البديلة في تحسين بعض أعراض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، وذلك من خلال:[مرجع5]
- العلاجات العشبية.
- التدليك.
- الوخز بالإبر.
- اليوجا.
- التأمل.
علاجات تحفيز الدماغ
بعض أنواع الاضطرابات النفسية لا يُمكن علاجها بالطرق التقليدية، ويتم علاجها من خلال علاج الأعصاب والخلايا الأخرى في الدماغ التي تحتوي على المواد والعناصر الكيميائية، مثل العلاج بالصدمات الكهربائية، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS).[مرجع5]
أهمية علاج الأمراض النفسية
تكمُن أهمية علاج الأمراض النفسية في الأمور التالية:[مرجع6]
- التعرف على طرق إدارة المرض النفسي والتحكم به.
- تحسين نوعية الحياة للمريض.
- تسهيل التعايش مع المرض النفسي مهما كان نوعه.
- القدرة على الاستمتاع بالحياة مع المرض النفسي.
- تحسين عادات النوم، والجهاز المناعي، وخفض مستويات الألم، وتحسين الصحة البدنية بشكل عام.
- تقوية وزيادة الإنتاجية.
- زيادة التركيز على المهام اليومية، ورفع الدافع لإنجاز الأمور بالوقت المناسب.
- إطالة متوسط العمر المتوقع.
لماذا لا يسعى الناس للعلاج النفسي؟
أحد الأسباب الأساسية التي تجعل أغلب الأشخاص لا يسعون للحصول على العلاج هو وصمة العار التي تحيط بالأمراض والاضطرابات النفسية، والتي تجعل من الصعب على أي شخص الاعتراف بأنه يعاني من أحد الأمراض النفسية.[مرجع6]
ما هي وصمة العار المحيطة بالأمراض النفسية؟
هي المواقف السلبية والآراء السلبية التي يتبناها الأشخاص في المجتمع بأن من يعاني من مرض نفسي يكون شخص ضعيف، وغير كفؤ، وأنه لا يُمكنه رعاية نفسه.[مرجع6]