ما ستجده في هذا المقال:
يعتبر الليثيوم من العلاجات المستخدمة لعلاج اضطرابات المزاج مثل اضطراب ثنائي القطب وحالات الهوس، لكنه أظهر فاعليته في علاج الاكتئاب الشديد أيضاً عند استخدامه كعلاج معزز.
ولأهمية الأمر، فلا بد من تناوله بشكل أكثر تفصيلاً من حيث طريقة عمله والجرعة المناسبة له. تابع القراءة إن كان الأمر يهمك.
فاعلية الليثيوم في علاج الاكتئاب
عند الإصابة بالاكتئاب فإن الطبيب النفسي غالباً ما يصف إحدى أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب بشكل أساسي، إلا أن بعض الحالات الشديدة من الاكتئاب قد تحتاج إلى علاج معزز في حال لم تكن هناك استجابة للدواء أو إذا كانت الاستجابة جزئية. ويعد الليثيوم من الخيارات الأولى المقترحة لدعم علاج الاكتئاب، كما يوجد أنواع أخرى من الأدوية المعززة مثل:
- أدوية هرمونات الغدة الدرقية.
- مضادات الذهان غير التقليدية.
- مضادات الاختلاج مثل لاموتريجين.
- المنشطات.
- البوسبيرون.
على الرغم من توفر العديد من الأدوية لعلاج الاكتئاب الشديد، فإن ما لا يقل عن (30 – 50)% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد لا يستجيبون بشكل كافٍ للعلاج بمضاد واحد للاكتئاب.
لكن كيف يمكن لهذا المعدن التأثير على الحالة المزاجية للمريض؟ اكتشف آلية عمل الدواء فيما يلي.
كيفية عمل الليثيوم في علاج الاكتئاب
على الرغم من عدم معرفة الآلية الأساسية لعمل الليثيوم. ولكن التوقعات تشير إلى:
- يعمل الليثيوم على تعديل الناقلات العصبية من فئة السيروتونين وأنظمة الغدد الصماء. حيث أن التجارب التي أقيمت على الحيوانات أظهرت أن هناك زيادة في مستويات السيروتونين والنورإبينفرين والدوبامين المسؤولة عن تحسين الحالة المزاجية عند إضافة الليثيوم إلى خطة العلاج مع سيتالوبرام.
- يعزز الليثيوم الروابط العصبية في الدماغ التي تتحكم بالحالة المزاجية أيضاً، ويعود ذلك إلى احتواء هذه الأعصاب على البروتينات.
كما أن الكثير من الدراسات أثبتت أن تناول جرعة 600 ملغ يومياً من الليثيوم على مدار 7 أيام كانت ذات فعالية كبيرة في في تحسين فاعلية أدوية الاكتئاب، حيث يبدأ المفعول بالظهور لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض اكتئاب لا تتحسن عند العلاج من خلال أدوية الاكتئاب فقط خلال 48 ساعة. لذلك فإن علاج الاكتئاب باللثيوم يعد علاجاً سريعاً ويقلل من التعرض لنوبات انتكاسية.
يمكن الاعتماد على الليثيوم في علاج الاكتئاب بدلاً من التحول إلى دواء اكتئاب آخر والتعرض للفترة الانتقالية بين نوعي الدواء.
إن كان الطبيب قد وصف لك الليثيوم للبدء في استخدامه فلا بد من معرفة ما قد تجربه من آثار جانبية للبقاء أكثر حذراً. تابع القراءة لمعرفة المزيد.
الآثار الجانبية للعلاج بالليثيوم
قد يكون العلاج بالليثيوم من الأمور الصعبة نوعاً ما، فبالإضافة إلى الآثار الجانبية التي يسببها الدواء، فإن هناك حاجة ملحة لإجراء فحوصات دم باستمرار (كل 3 – 4 أشهر على الأقل) لما له من تأثيرات سلبية على بعض الأعضاء. ومن ضمن هذه الآثار الجانبية:
الآثار الجانبية الشائعة
غالباً ما يجرب جميع من يستخدم الليثيوم في العلاج آثاراً جانبية سواء كانت مجموعة قليلة منها أو معظمها. تعرف على أكثر هذه الآثار شيوعاً:
- الشعور بالضعف أو التعب أو التخدير.
- فقدان القدرة على التركيز واح دوث ما يسمى البلادة المعرفية. كما قد يعاني من مشكلات في الذاكرة قصيرة الأمد.
- الشعور بالعطش المفرط والحاجة إلى التبول المتكرر والشعور بجفاف الفم.
- الإصابة بالإسهال.
- ارتباك الجهاز الهضمي والشعور بالغثيان أو التعرض للتقيؤ.
- شعور المريض بالارتباك الواضح أو الانفعال المفاجئ.
- اكتساب المزيد من الوزن.
- الإصابة بالعجز الجنسي.
- ظهور بثور حب الشباب.
- الإصابة بالصدفية.
- الصداع.
- حدوث رعشة خاصة في اليد اليمنى.
- تصلب الأطراف.
اعرف المزيد: أهم النصائح للتغلب على الأعراض الجانبية لأدوية الاكتئاب
الآثار الجانبية الأقل شيوعاً
في بعض الأحيان قد يعاني الشخص من:
- عدم وضوح الرؤية لديه.
- القشعريرة أو الشعور بالبرد.
- الدوار.
- فقدان الشهية.
أعراض سمية الليثيوم
على الرغم من أن سمية الليثيوم نادرة الحدوث، إلا أنها واردة. مما يجعل من المهم اتباع تعليمات الطبيب بعناية. ومن أعراض السمية:
- فقدان السيطرة على العضلات.
- الجفاف.
- الشعور بالنعاس بشكل مفرط.
- عدم وضوح الكلام عند حديث المريض.
- الارتعاش.
يسبب الاستخدام طويل الأمد لليثيوم قصوراً في الغدة الدرقية وأمراض الكلى المزمنة خاصة، لذلك فإن المريض بحاجة إلى إجراء الفحوصات الدورية.
على الرغم من المراقبة والفحوصات المنتظمة التي ترافق علاج الاكتئاب بالليثيوم، فإن بعض الحالات لا ينصح باستخدامه لها، اكتشف إن كنت أنت أو أحد المقربين واحداً منها.
هل يعد الليثيوم آمن لعلاج الاكتئاب لدى جميع الفئات؟
بغض النظر عن الفاعلية الكبيرة والواضحة التي أثبتها الليثيوم في علاج الاكتئاب، إلا أن ينصح باستخدامه في بعض الحالات لما يشكله من خطر حقيقي عليها. ومن ضمنها:
- النساء الحوامل أو المرضعات.
- الأطفال الأقل من عمر 7 سنوات.
- الأشخاص الذين يعانون من حالة قلبية تسمى متلازمة بروجادا (Brugada Syndrome).
- في حال تناول بعض الأدوية النفسية أو المكملات العشبية، لذلك لا بد من إخبار الطبيب المعالج بجميع الأدوية التي تتناولها قبل استخدام الليثيوم.
الجرعة العلاجية من الليثيوم
عند البدء في تلقي العلاج للاكتئاب من خلال الليثيوم فإن الجرعة لا بد من مراقبتها عن كثب. ولتحديد الجرعة المناسبة فإن الطبيب المعالج ينظر في التاريخ المرضي للمريض بالإضافة إلى عمره ووزنه. حيث تبدأ الجرعة بمقدار 450 ملغ كل يومياً لمدة أسبوع واحد، ومن ثم إذا تم تحملها بشكل جيد يتم زيادة الجرعة لتصل إلى 900 ملغ يومياً بعد ذلك.
يجب التركيز على ضرورة إجراء فحص دم بعد 5 أيام من إجراء أي تعديل في الجرعة. وفي حال استقرار الجرعة فإن الفحوصات تصبح روتينية، بحيث تتراوح نسبة مستويات الليثيوم بالدم ما بين (0.5 – 1.0) ملي مكافئ/لتر.
أما مدة العلاج فغالباً ما تكون لمدة 12 شهراً على الأقل في حالة الاكتئاب الشديد، أو أكثر للمرضى الذين يعانون من نوبات اكتئاب متكررة.
لضمان بقاء جرعة الليثيوم آمنة ينصح باستخدام جرعات تعتبر مستويات دون علاجية. وهذا يعني بقاء الجرعة أقل من 0.6 مليمول/لتر والتي لا يزال كافية لتقديم الفائدة المطلوبة.
كلمة من عرب ثيرابي
في معظم الحالات يتم وصف الليثيوم لعلاج نوبات الهوس أو الاكتئاب المرافقة لاضطراب ثنائي القطب. لكن أثبتت التجارب أن العلاج المتكامل الذي يتضمن كل من العلاج الدوائي والنفسي دائماً ما يأتي بالنتائج الأكثر فاعلية.
حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج النفسي يوفر للشخص نظرة أفضل لمكنونات نفسه ويعلمه أفضل الطرق للتعامل مع مجريات الحياة من حوله.