قد يظن البعض أن الأغذية لها تأثير على الحالة الصحية فقط، إلا أن الأمر يتعدى ذلك، حيث أنها تؤثر على الصحة النفسية بشكل مباشر وقوي، لذلك لا بد من الاهتمام بما يتم تناوله يومياً لضمان التمتع بالحالة النفسية الجيدة التي يمكن من خلالها تحسين جودة الحياة لدى الشخص.
هل تؤثر الأغذية على الصحة النفسية؟
أثبتت الكثير من الدراسات أن الأغذية مرتبطة بشكل وثيق بما يشعر به الشخص، حيث أنها تؤثر على الصحة النفسية لديه بطرق مختلفة، ويتضح ذلك كما يلي:
السيروتونين والدوبامين
يعتبر السيروتونين والدوبامين من النواقل العصبية التي تؤثر على مدى الشهية لدى الشخص، بالإضافة إلى أن حوالي 95% منه يتم انتاجه في الجهاز العصبي، وبالتالي فهو يتأثر بما يلي:(المرجع 1) (المرجع 5)
- البكتيريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضمي، لما لها من دور أساسي في القضاء على البكتيريا الضارة والتقليل من الالتهابات الحاصلة في الجسم.
- احتواء الجهاز الهضمي على كم هائل من الخلايا العصبية التي تسهل نقل السيروتونين إلى الدماغ، وبالتالي التقليل من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية.
- تُحسّن البكتيريا النافعة من مستوى الطاقة في الجسم، من خلال تحسين العملية الهضمية بشكل عام، مما ينعكس بالإيجابية على الصحة النفسية.
- تعمل البكتيريا النافعة أيضاً على زيادة امتصاص المواد المفيدة للدماغ، وبالتالي تحسين الترابط بين الأمعاء والدماغ.
- في حال تعطل ارتباط القناة الهضمية مع الدماغ، فإن كميات أقل من السيروتونين تتمكن من الانتقال إلى الدماغ.(المرجع 4)
الأطعمة المضرة
إن تناول الأطعمة السكرية عالية المعالجة بشكل كبير يؤدي إلى الإصابة ببعض المشكلات الدماغية، مثل:(المرجع 2) (المرجع 5)
- التهاب الدماغ.
- حدوث حالات عصبية تنكّسيّة.
- الالتهابات في الجسم، وما لذلك من تأثير على الحالة النفسية للشخص.
الأطعمة الصحية
على الرغم من قلة وزن الدماغ، حيث أن لا يشكل سوى 2% من وزن الجسم، إلا أنه:(المرجع 2)
- يحتاج إلى حوالي 20% من السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم للتمكن من القيام بمهامه.
- يستفيد بشكل أكبر من هذه السعرات الحرارية عندما يكون مصدرها الأطعمة الصديقة للدماغ، مثل الأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة.
التأثيرات السلبية للأغذية على الصحة النفسية
ترتبط الأغذية السيئة بشكل مباشر بالأطعمة السريعة أو Junk Food، والتي أظهرت الدراسات ارتباطها بالكثير من الاضطرابات النفسية المتنوعة والتأثير المباشر على الصحة النفسية والجسدية، ومن ضمن هذه التأثيرات:
المشكلات الفكرية والذاكرة
تسبب الأطعمة المحتوية على السكريات والدهون المشبعة بنسبة عالية في تراجع مستويات القدرة على التعلم أو التذكر، وقد تزيد من:(المرجع 2) (المرجع 3)
- مشكلات الذاكرة اللفظية لدى الأطفال.
- الإصابة بمرض ألزهايمر.
- مرض باركنسون.
- عدم القدرة على حل المشكلات.(المرجع 6)
- انخفاض القدرات العقلية بشكل عام.(المرجع 6)
- انخفاض المستوى الأدائي في تمارين الذاكرة البسيطة. (المرجع 7)
- انخفاض مستوى المرونة العصبية بشكل كبير، مما يمنع الدماغ من تخزين الذكريات بالطريقة الصحيحة. (المرجع 7)
اضطراب شراهة الطعام
يًعد اضطراب شراهة الطعام من اضطرابات الأكل التي قد يعاني منها الشخص، وقد يؤدي إلى ذلك تناول الوجبات السريعة بشكل متكرر، مما يساعد في تطور الإدمان على هذه الوجبات.(المرجع 3)
التقلبات المزاجية
بسبب عدم تمكن الدماغ من الحصول على الكميات المناسبة من السيروتونين المصنع في الأمعاء، فقد يعاني الشخص من نوبات من التقلبات المزاجية.(المرجع 4) (المرجع 6)
الاكتئاب
ترتبط الدهون العالية والسكريات المتواجدة في الأغذية السريعة بالاكتئاب، حيث يصبح الشخص أكثر عرضة للاكتئاب بشكل ملاحظ. (المرجع 4) (المرجع 6)
القلق
غالباً ما تزداد الأعراض المرافقة للقلق عند تناول الأغذية السريعة بشكل متكرر، فعلى الرغم من حاجة الدماغ إلى الدهون المفيدة، إلا أن الحصول على كميات كبيرة من الدهون المشبعة يساعد في حدوث الالتهابات، أما الكربوهيدرات فهي ترفع مستويات السكر في الدم، مما يؤثر على:(المرجع 2) (المرجع 4)
- زيادة عدد وحدة نوبات الهلع التي يعاني منها.
- الإصابة بالأرق.
نفاذ الصبر والانفعال
يعتاد الأشخاص على تناول الوجبات السريعة بشكل سريع، مما يؤثر أيضاً على سرعة قيامهم بالمهام الحياتية أيضاً، وعدم تمكنهم من الشعور بالصبر عند تأخر الأمور عن الوقت المتوقع، مما يؤدي إلى الانفعال والتهيج السريعين.(المرجع 2)
الإدمان على السكريات
بسبب احتواء هذه الأطعمة المضرة على كميات كبيرة من السكر، فإن دماغ الشخص قد يحثه بشكل مستمر على الحصول على كميات أكبر منه، مسبباً في ذلك الإدمان على السكر.(المرجع 2) (المرجع 6)
فرط النشاط
تؤدي بعض المواد الموجودة في هذه الوجبات إلى الشعور بالمتعة المؤقتة، وبالتالي زيادة النشاط والتوتر في آن واحد، أما الكميات الكبيرة منه لها تأثيرات نفسية حادة، ومن أهم المواد التي تسبب ذلك هي:(المرجع 2) (المرجع 7)
- مركبات الصوديوم.
- الألوان الاصطناعية.
- المواد الحافظة.
الخمول والكسل
تعمل هذه الأطعمة على زيادة شعور الشخص بالكسل والخمول، وبالتالي انخفاض الطاقة والدافعية للقيام بالأعمال، وما يترتب على ذلك تولد مشاعر سلبية لدى الشخص.(المرجع 6)
الإصابة بالخرف
أثبتت الدراسات وجود علاقة ما بين الإصابة بالسكر أو مقاومة الأنسولين المرتبط بتناول الوجبات السريعة أو المضرة وما بين القدرة على تكوين الذكريات وتخزينها، وبالتالي الإصابة بالخرف مع مرور الوقت.(المرجع 6) (المرجع 7)
عدم القدرة على التحكم بالشهية
تعمل هذه الأطعمة على منع الشخص من القدرة على الإحساس بالشبع الحقيقي، فقد لا يستطيع التمييز ما بين عدم الشبع أو الرغبة في تناول المزيد من الطعام. (المرجع 7)
التأثيرات الإيجابية للأغذية على الصحة النفسية
الكثير من الأغذية الصحية من شأنها تحسين الحالة المزاجية والعقلية لدى الشخص، وما على الشخص إلا المحافظة على نظامه الغذائي متوازن قدر الإمكان، ومن ضمن التأثيرات الإيجابية للأغذية على الصحة النفسية:(المرجع 4)
تحسين مستويات الطاقة
إن الاعتماد على الأطعمة الصحية من شأنه أن يحافظ على مستويات الطاقة العالية في الجسم، وبالتالي التقليل من الشعور بالخمول والكسل، وما يرافق ذلك من مشاعر سلبية.
تحسين الوظائف الإدراكية للدماغ
كلما زاد الاعتماد على الأطعمة الصحية والغنية بالأوميغا 3 والفيتامينات B, D, E كلما كانت وظائف الدماغ الإدراكية أكثر كفاءة.
تحسين الحالة المزاجية
وذلك من خلال تعزيز الدماغ بما يحتاجه من الهرمونات الدماغية (السيروتونين والدوبامين)، مما ينعكس إيجاباً على جميع النواحي النفسية.
التقليل من الاكتئاب
تلعب الكثير من الفيتامينات دوراً أساسياً في التقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب، وترتبط بعضها بتقليل الأعراض المرافقة له.