ما ستجده في هذا المقال:
قد يظن البعض أن الأغذية لها تأثير على الحالة الصحية فقط، ولكن الأمر يتعدى ذلك، حيث أنها تؤثر على الصحة النفسية بشكل مباشر وقوي. لذلك لا بد من الاهتمام بما يتم تناوله يومياً لضمان التمتع بالحالة النفسية الجيدة التي يمكن من خلالها تحسين جودة الحياة لدى الشخص.
هل تؤثر الأغذية على الصحة النفسية؟
أثبتت الكثير من الدراسات أن الأغذية مرتبطة بشكل وثيق بما يشعر به الشخص، حيث أنها تؤثر على الصحة النفسية لديه بطرق مختلفة، ويتضح ذلك كما يلي:
السيروتونين والدوبامين
يعتبر السيروتونين والدوبامين من النواقل العصبية التي تؤثر على مدى الشهية لدى الشخص ويتم إنتاجه في الجهاز العصبي، وبالتالي فهو يتأثر بما يلي:
- البكتيريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضمي، لما لها من دور أساسي في القضاء على البكتيريا الضارة والتقليل من الالتهابات الحاصلة في الجسم.
- احتواء الجهاز الهضمي على كم هائل من الخلايا العصبية التي تسهل نقل السيروتونين إلى الدماغ، وبالتالي التقليل من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية.
- تُحسّن البكتيريا النافعة من مستوى الطاقة في الجسم، من خلال تحسين العملية الهضمية بشكل عام، مما ينعكس بالإيجابية على الصحة النفسية.
- تعمل البكتيريا النافعة أيضاً على زيادة امتصاص المواد المفيدة للدماغ، وبالتالي تحسين الترابط بين الأمعاء والدماغ.
- في حال تعطل ارتباط القناة الهضمية مع الدماغ، فإن كميات أقل من السيروتونين تتمكن من الانتقال إلى الدماغ.
حوالي 95% من الدوبامين والسيروتونين يتم إنتاجه في الجهاز العصبي
الأطعمة المضرة
إن تناول الأطعمة السكرية عالية المعالجة بشكل كبير يؤدي إلى الإصابة ببعض المشكلات الدماغية، مثل:
-
- التهاب الدماغ.
- حدوث حالات عصبية تنكّسيّة.
- الالتهابات في الجسم، وما لذلك من تأثير على الحالة النفسية للشخص.
الأطعمة الصحية
على الرغم من قلة وزن الدماغ، حيث أن لا يشكل سوى 2% من وزن الجسم، ولكن:
- يحتاج إلى حوالي 20% من السعرات الحرارية التي يكتسبها الجسم للتمكن من القيام بمهامه.
- يستفيد بشكل أكبر من هذه السعرات الحرارية عندما يكون مصدرها الأطعمة الصديقة للدماغ، مثل الأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة.
اعرف المزيد: أطعمة يجب تجنبها في حالة القلق أو الاكتئاب
التأثيرات السلبية للأغذية على الصحة النفسية
ترتبط الأغذية السيئة بشكل مباشر بالأطعمة السريعة أو Junk Food، والتي أظهرت الدراسات ارتباطها بالكثير من الاضطرابات النفسية المتنوعة والتأثير المباشر على الصحة النفسية أو الجسدية. ومن ضمن هذه التأثيرات:
المشكلات الفكرية أو الذاكرة
تسبب الأطعمة المحتوية على السكريات والدهون المشبعة بنسبة عالية في تراجع مستويات القدرة على التعلم أو التذكر، وقد تزيد من:
-
- مشكلات الذاكرة اللفظية لدى الأطفال.
- الإصابة بمرض ألزهايمر.
- مرض باركنسون.
- عدم القدرة على حل المشكلات.
- انخفاض القدرات العقلية بشكل عام.
- انخفاض المستوى الأدائي في تمارين الذاكرة البسيطة.
انخفاض مستوى المرونة العصبية بشكل كبير، مما يمنع الدماغ من تخزين الذكريات بالطريقة الصحيحة
اضطراب شراهة الطعام
يُعد اضطراب شراهة الطعام من اضطرابات الأكل التي قد يعاني منها الشخص، وقد يؤدي إلى ذلك تناول الوجبات السريعة بشكل متكرر، مما يساعد في تطور الإدمان على هذه الوجبات.
التقلبات المزاجية
بسبب عدم تمكن الدماغ من الحصول على الكميات المناسبة من السيروتونين المصنع في الأمعاء، فقد يعاني الشخص من نوبات من التقلبات المزاجية.
ترتبط الدهون العالية والسكريات المتواجدة في الأغذية السريعة بالاكتئاب، حيث يصبح الشخص أكثر عرضة للاكتئاب بشكل ملاحظ.
القلق
غالباً ما تزداد الأعراض المرافقة للقلق عند تناول الأغذية السريعة بشكل متكرر، فعلى الرغم من حاجة الدماغ إلى الدهون المفيدة. ولكن الحصول على كميات كبيرة من الدهون المشبعة يساعد في حدوث الالتهابات. أما الكربوهيدرات فهي ترفع مستويات السكر في الدم، مما يؤثر على:
- زيادة عدد وحدة نوبات الهلع التي يعاني منها.
- الإصابة بالأرق.
نفاذ الصبر والانفعال
يعتاد الأشخاص على تناول الوجبات السريعة بشكل سريع، مما يؤثر أيضاً على سرعة قيامهم بالمهام الحياتية أيضاً، وعدم تمكنهم من الشعور بالصبر عند تأخر الأمور عن الوقت المتوقع، مما يؤدي إلى الانفعال أو التهيج السريعين.
اعرف المزيد: اضطراب السيطرة على الانفعال
الإدمان على السكريات
بسبب احتواء هذه الأطعمة المضرة على كميات كبيرة من السكر، فإن دماغ الشخص قد يحثه بشكل مستمر على الحصول على كميات أكبر منه، مسبباً في ذلك الإدمان على السكر.
فرط النشاط
تؤدي بعض المواد الموجودة في هذه الوجبات إلى الشعور بالمتعة المؤقتة، وبالتالي زيادة النشاط أو التوتر، أو كلاهما معًا. أما الكميات الكبيرة منه لها تأثيرات نفسية حادة، ومن أهم المواد التي تسبب ذلك هي:
- مركبات الصوديوم.
- الألوان الاصطناعية.
- المواد الحافظة.
تعمل هذه الأطعمة على زيادة شعور الشخص بالكسل والخمول، وبالتالي انخفاض الطاقة والدافعية للقيام بالأعمال، وما يترتب على ذلك تولد مشاعر سلبية لدى الشخص.
الإصابة بالخرف
أثبتت الدراسات وجود علاقة ما بين الإصابة بالسكر أو مقاومة الأنسولين المرتبط بتناول الوجبات السريعة أو المضرة وما بين القدرة على تكوين الذكريات وتخزينها. وبالتالي الإصابة بالخرف مع مرور الوقت.
عدم القدرة على التحكم بالشهية
تعمل هذه الأطعمة على منع الشخص من القدرة على الإحساس بالشبع الحقيقي، فقد لا يستطيع التمييز ما بين عدم الشبع أو الرغبة في تناول المزيد من الطعام.
التأثيرات الإيجابية للأغذية على الصحة النفسية
الكثير من الأغذية الصحية من شأنها تحسين الحالة المزاجية والعقلية لدى الشخص، وما على الشخص إلا المحافظة على نظامه الغذائي متوازن قدر الإمكان، ومن ضمن التأثيرات الإيجابية للأغذية على الصحة النفسية:
- تحسين مستويات الطاقة
إن الاعتماد على الأطعمة الصحية من شأنه أن يحافظ على مستويات الطاقة العالية في الجسم، وبالتالي التقليل من الشعور بالخمول والكسل، وما يرافق ذلك من مشاعر سلبية.
كلما زاد الاعتماد على الأطعمة الصحية والغنية بالأوميغا 3 والفيتامينات B, D, E كلما كانت وظائف الدماغ الإدراكية أكثر كفاءة
- تحسين الحالة المزاجية
وذلك من خلال تعزيز الدماغ بما يحتاجه من الهرمونات الدماغية (السيروتونين والدوبامين)، مما ينعكس إيجاباً على جميع النواحي النفسية.
كلمة من عرب ثيرابي
تلعب الكثير من الفيتامينات دوراً أساسياً في التقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وترتبط بعضها بتقليل الأعراض المرافقة لهما، لذلك يعتبر التنظيم الغذائي والغذاء الصحي أساسيًا للصحة النفسية.
غالبًا يكون الأكل العاطفي مرافقًا للاضطرابات النفسية، ويجعلنا نتناول الطعام بلا وعي أو إدراك، وهنا يأتي دور الدعم النفسي لنفهم متى يكون الأكل عاطفي ومتى نتوقف عنه. لا تتردد بالحصول على الدعم من أطباء وأخصائي عرب ثيرابي للتغلب على التحديات النفسية وتنظيم غذائك.
