Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تأثير الحالة النفسية على حدوث الحمل

تأثير الحالة النفسية على حدوث الحمل وعلاقتها بالعقم

دائماً ما يتم الربط بين الصحة النفسية والجسدية، حيث أن تأثير الحالة النفسية ينعكس على كل وظائف الجسم ليشمل أيضاً إمكانية حدوث الحمل لدى النساء أو العقم في بعض الحالات.

تعرفي على الرابط بين خصوبتك وحالتك النفسية وحاولي أن تتمتعي بالمزيد من الهدوء والاسترخاء.

 

تأثير الحالة النفسية على حدوث الحمل

على الرغم من عدم الحديث عن الأمر بشكل كبير، إلا أن هناك بعض الروابط المعقدة بين الحالة النفسية ومدى صعوبة حدوث الحمل أو استمراره. وبالعكس تماماً، فإن حالات العقم تؤدي إلى ردود فعل واستجابات تشتمل على الغضب أو الشعور بالحزن أو الخجل أو الأسى.

حيث غالباً ما تترافق مشاكل الخصوبة مع القلق أو الاكتئاب أو ارتفاع مستويات التوتر أو كل ما سبق. فقد لاحظت مجموعة من الدراسات أن الأزواج الذين يكافحون من أجل الحمل لديهم مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق.

ومع ذلك فقد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت صعوبة الحمل ناجمة عن الحالة النفسية، أو إذا كانت صعوبة الحمل تسبب القلق والاكتئاب والضيق.

يعاني واحد من كل ثمانية أزواج أو 12% من النساء المتزوجات من صعوبة في الحمل.

 

العلاقة بين حدوث الحمل والحالة النفسية

ولأن عدم القدرة على حدوث الحمل ترتبط بشكل وثيق مع التوتر والحالة النفسية لكل منها تأثير كبير على الأخرى، فقد لاحظ العلماء أن الطريقة التي تتعامل بها المرأة المتوترة أو المكتئبة مع حالتها لها تأثيرها في القدرة على الحمل. لذلك قبل أي تدخل طبي لعلاج العقم ينبغي التفكير في الحصول على استشارة نفسية.

 

دور الحالة النفسية في التأثير على حدوث الحمل

قد يميل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية أو العاطفية مثل الإصابة بالاكتئاب أو التوتر المفرط إلى اتباع عادات تلقائية غير صحية تعمل على التقليل من الخصوبة أو تقلل من الدافع الجنسي. ومن هذه العادات:

  • اضطرابات نمط تناول الطعام مما قد يتسبب في السمنة المفرطة أو انخفاض وزن الجسم بشكل ملحوظ.
  • شرب الكثير من الكحول.
  • تناول الكثير من الكافيين.
  • التدخين المفرط.
  • عدم النوم أو الأرق.

 

أساليب تقلل من تأثير الحالة النفسية على حدوث الحمل

للتقليل من تأثير الحالة النفسية التي يعانيها الأشخاص على مدى قدرتهم على الإنجاب أو حدوث الحمل بشكل عام، فلا بد من اتباع بعض الأساليب التي تساعدهم على التأقلم أو الحد من المشاعر السلبية. ومن ضمن الأساليب المفيدة:

  • ممارسة اليوغا أو التأمل.
  • اللجوء إلى العلاج بالإبر الصينية.
  • الحصول على المساعدة المتخصصة، حيث غالباً ما يلجأ الأخصائي النفسي في هذه الحالة إلى العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
  • الخضوع للتنويم المغناطيسي.

ترتبط الصحة النفسية والصحة الجسدية بكل ما فيها بشكل مباشر لدرجة لا يمكن الفصل بينها، لذلك لا تحاولي تجاهل ما تشعرين به، سواء كنت تسعين إلى الحمل بشكل طبيعي أم أنك تلجئين إلى برنامج المساعدة في الإنجاب.

من الواضح أنه كلما كنت أكثر استرخاء وإيجابية، كلما كان ذلك أفضل في برامج الإخصاب المساعدة.

 

هل إدارة التوتر تحسن مستويات الخصوبة؟

مع وجود مشكلات في الإنجاب، فقد يكون الاسترخاء ليس بالأمر السهل نهائياً. لكن معرفة كيفية التحكم بالتوتر غالباً ما يؤدي إلى تحسين الخصوبة وزيادة فرصة حدوث الحمل. 

فقد أثبتت الدراسات أن برامج العقم النفسي والجسدي تعمل على تحسين معدلات الحمل لدى النساء المصابات بالعقم في الحقيقة.

حيث أن 55% من النساء المشاركات في هذه البرامج يمكن أن يصبحن حوامل، مقارنة بما نسبته 20% من النساء اللاتي لم يشاركن في مثل هذا البرامج. فهذه البرامج تعتمد على تعليم النساء تقنيات الاسترخاء وإدارة التوتر ومهارات التأقلم ودعم النفسي من خلال مجموعات الدعم. تتراوح مدة البرنامج (5 – 10) جلسات، ومعظمها يشمل الأزواج أيضاً في الجلسات.

من خلال ممارسة النشاطات المفضلة أن تساهمي في الحد من مستويات توترك وتشعري بالمزيد من الهدوء والسكينة.

 

نصائح للتكيف مع حالات العقم

من الطبيعي أن تتأثر حالتك النفسي وتشعري بالقلق والتوتر بعد محاولاتك المتكررة للحمل. لذلك للسيطرة على الأمر وإعطاء نفسك المزيد من التحكم على ما تشعرين به حاولي:

  • الاعتراف بالمشاعر والسماح للنفس بالبكاء والتنفيس عن الغضب. فكلما تم كبت المشاعر كلما تأزمت الحالة النفسية.
  • التعبير عما يزيد من مشاعر القلق، وطلب تفهم ذلك. فمثلاً إن كنت لا ترغبين المشاركة بالاجتماعات العائلية التي تضم الكثير من الأطفال الصغار أو البقاء منفردة لبعض الوقت، فلا تترددي في طلب ذلك.
  • جمع المعلومات عن الحالة، بهدف التقليل من الشعور بعدم اليقين. مما يحد من التوتر حول غموض المستقبل.
  • المشاركة في مجموعات الدعم التي تضم الحالات ذاتها. حيث أن التواجد بين أشخاص يمكنهم تفهم ما تمرين به يساعدك في الشعور بالتحسن. كما يمكن الحصول على بعض المعلومات التي تساعدك بشكل أو آخر.
  • الاعتناء بالنفس بشكل أكبر. وفي سبيل ذلك تناولي الطعام الصحي ومارسي التمارين الرياضية المناسبة لك، واحصلي على القدر الكافي من النوم الليلي.

كون الحمل يحدث لدى المرأة، حاول أن تمنح زوجتك الفرصة للتعبير عن مشاعرها بطريقة مختلفة وتعامل مع الأمر بلطف وحنان.

 

تأثير العقم أو عدم حدوث الحمل على الحالة النفسية

بالاتجاه المقابل، فإن عدم القدرة على الحمل له أيضاً تأثير على الحالة النفسية. ويتضح ذلك من خلال:

  • محاولة المرأة غير القادرة على الإنجاب الابتعاد عن اللقاءات الاجتماعية التي تتضمن نساء حوامل أو أطفال صغار. الأمر الذي يزيد من عزلتها ومع مرور الوقت زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
  • التكاليف الباهظة لعلاجات العقم قد تزيد من التحديات والضغوط المالية على الزوجين. مما يعطيهما شعور بعدم السيطرة على حياتهما، وبالتالي الشعور بالكآبة.
  • وجدت إحدى الدراسات أن النساء اللاتي تلقين علاجات الخصوبة قاموا بتجربة أعراض الاكتئاب والقلق، والتي كانت تزداد سوءاً مع تقدم العلاج، مما يشير إلى أن العلاج سبب لهن ضائقة عاطفي.

 

كلمة من عرب ثيرابي

يعتبر العقم أو عدم القدرة على الإنجاب من الأمور المقلقة لكلا الزوجين. حيث تصبح العلاقة الجنسية عبارة عن محاولات متكررة للحمل دون القدرة على الشعور بالمتعة في هذه الأثناء أو أن هذه العلاقة قد تزيد من البعد والغربة بين الزوجين.

في هذه الحالة ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي التعامل مع الإجهاد الجنسي بطرق أكثر فاعلية. فمثلاً إعطاء الزوجين نفسهما فرصة للاستراحة من فكرة الحمل والتمتع مع بعضهما البعض، غالباً ما يعيد العلاقة إلى طبيعتها من جديد.