عندما يتعرض الشخص لصدمة نفسية في حياته قد يُصاب بـ فقدان الذاكرة، الذي يمحي الذاكرة لوقت مؤقت حتى يخرج الشخص من الصدمة، ومن الممكن أن تؤدي الصدمة النفسية للإصابة في اضطراب ما بعد الصدمة أيضًا.[مرجع1]
فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية
يُمكن أن تؤثر الصدمة النفسية أو العاطفية على خسارة الذاكرة؛ حيث يستخدمها الإنسان كآلية دفاع لحماية النفس من الأضرار النفسية، وقد تؤدي لفقدان الذاكرة الانفصالي، الذي يسمح للشخص في نسيان تفاصيل معينة حتى يُصبح جاهزًا للتعامل معها.[مرجع1]
ما هو فقدان الذاكرة الانفصالي (فقدان الذاكرة التفارقي) ؟
هو حالة تجعل الشخص ينسى معلومات مهمة في حياته مثل تاريخ حياته، أو اسمه، وتاريخه، وهو واحدة من الاضطرابات الانفصالية التي تحصل بسبب انهيار وظائف العقل مثل الذاكرة، والإدراك، والوعي، ويعتبر من الحالات النادرة، والذي ينتج عن الإجهاد الشديد الذي ربما يكون بسبب الصدمة النفسية بسبب الحرب، أو سوء المعاملة، أو الكوارث.[مرجع2]
تأثير الصدمة النفسية على الدماغ
من الممكن أن تؤثر الصدمة النفسية على الدماغ بعدة طرق من حيث الوظيفة والبُنية، وغالبًا ما يلجأ الدماغ لحجب أو حظر جزء من الذكريات إذا ما كانت ترتبط في حادثة مؤلمة أو صادمة حتى يكون الشخص مستعدًا لاستعادة هذه الذكريات والتعامل معها.[مرجع3]
كيف تؤثر الصدمة النفسية على الذاكرة؟
بالإمكان أن تؤثر الصدمة النفسية على الذاكرة بطرق مختلفة، ومنها:
الإجهاد المزمن
يشعر الشخص بسبب الإجهاد المزمن الذي يتعرض له بسبب الصدمة النفسية أنه لم يعد قادرًا على الاحتفاظ بالمعلومات أو تعلم مهارات جديدة؛ حيث أن هرمون التوتر يؤثر على منطقة الحُصين في الدماغ، وهي المسؤولة عن صنع الذكريات وحفظها.[مرجع4]
تشوّه الذاكرة
ليس دائمًا يفقد الشخص ذاكرته بسبب التعرض لصدمة نفسية، في بعض الأحيان من الممكن أن تتشوه ذاكرة الشخص حول الصدمة أو الحادث الذي تعرض له.[مرجع4]
تشوّه الذاكرة الرضحي
ربما يُصاب الشخص في تشوّه الذاكرة الرضحي الذي يجعل الشخص يُفرط في تذكر تفاصيل الحادث أو الموقف الذي سبب له الصدمة، وقد يتذكر تفاصيل أكثر مما حدث بالفعل.[مرجع4]
فقدان الذاكرة والصدمات المختلفة
قد تتأثر الذاكرة والدماغ في أنواع الصدمات المختلف بجانب الصدمة النفسية، وذلك مثل:
الصدمة الجسدية
التعرض لصدمات جسدية أو حالات طبية صعبة مثل السكتة الدماغية تؤثر بشكل كبير على الدماغ، وقد تسبب تلف في مناطق مختلفة من الدماغ، والتي تؤدي لانخفاض أو ضعف في الذاكرة قصيرة المدى.[مرجع3]
صدمات الطفولة
الصدمات في مرحلة الطفولة تصيب الدماغ في الإجهاد الشديد، والتي تجعل الطفل يفقد الذكريات المتعلقة في صدمة أو حادث ما لفترة زمنية مؤقتة، وربما يستعيد هذه الذكريات في وقت لاحق من حياته بشكل مفاجئ، والتي تُدعى الذكريات المستردة، أو تعود على شكل ذكريات غير دقيقة ومشوهة، ويتم استعادتها عن طريق:[مرجع3]
- قراءة قصص مشابهة لصدمة الطفولة.
- مشاهدة البرامج التلفزيونية أو الأفلام ذات الأحداث المشابهة.
- التحدث مع العائلة أو الأصدقاء عنها.
- مواجهة نفس الحدث الصادم مرة أخرى.
علاج فقدان الذاكرة
يمكن علاج فقد الذاكرة بسبب الصدمات النفسية بطرق متعددة بمساعدة الطبيب النفسي أو المُعالج، وذلك مثل:[مرجع5]
- علاج سلوكي معرفي (CBT).
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT).
- العلاج بالتعرّض المطول (PE).
- إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR).
طرق التعامل مع فقدان الذاكرة بسبب الصدمة النفسية
هناك بعض الأمور التي يُمكن فعلها لاستعادة الذاكرة أو تحسينها بعد التعرض لصدمة نفسية، وبشكل خاص عند الإصابة في اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ومنها:
تحسين النوم
مشاكل النوم من أكثر الأمور التي تؤثر سلبًا على التركيز خلال اليوم، والتي تؤثر على الذاكرة، وعند تحسين النوم، والالتزام في عادات النوم الجيدة من الممكن تحسين الذاكرة وصحة الدماغ.[مرجع4]
اليقظة الذهنية
تدور اليقظة الذهنية حول الحاجة للتركيز على الحاضر وتجاوز الماضي، وعدم القلق بشأن المستقبل، والتركيز على الحاضر تُساعد بشكل كبير في تحسين الذاكرة، وزيادة الوعي الذاتي، والتحكم في الانتباه، وتنظيم العواطف بشكل أفضل.[مرجع4]
زيارة طبيب مُختص
مواجهة فقدان الذاكرة بسبب صدمة نفسية قد لا يكون من السهل التعامل معه إلا بمساعدة طبيب أو مختص، والأفضل طلب المساعدة وزياة طبيب مُختص بمجرد الشعور بالحاجة لذلك، والحصول على العلاج المناسب لذلك.[مرجع4]
ما هي أسباب فقدان الذاكرة الجزئي؟
في بعض الأحيان قد تحصل خسارة الذاكرة الجزئية أو الكلية لأسباب وعوامل متنوعة غير التعرض للصدمات، وذلك مثل:[مرجع5]
- الاصابات في الدماغ.
- الأمراض المزمنة أو العدوى الفيروسية.
- الشيخوخة.
- الحمّى ودرجات الحرارة المرتفعة.
- النوبات.
- تناول المواد المخدرة والعقاقير.
- السكتات الدماغية أو أي إصابة في الأوعية الدموية الدماغية.
- اضطرابات الصحة النفسية.
- التعب والإجهاد.