نوبات هلع الموت

معظم الأشخاص يخافون من الموت لأسباب مختلفة، ولكن إذا لم يؤثر هذا الخوف على مجرى الحياة اليومية فهو يبقى في طول الطبيعي، أما عند تأثيره على استمرار النشاطات الحياتية فيمكن وصفه في هذه الحالة نوبات هلع الموت، ويعاني حوالي (3-10)% من الأشخاص من نوبات هلع الموت.(المرجع 1)

ما هي نوبات هلع الموت

نوبات هلع الموت وتسمى أيضاً فوبيا الموت (Thanatophobia) أو قلق الموت، هي الخوف الشديد من الموت أو الاحتضار، سواء كان موت الشخص نفسه أو أحد المقربين. وقد أظهرت الدراسات أن كبار السن يخافون من عملية الموت أما الشباب فيخافون من الموت نفسه.(المرجع 1)(المرجع 2)

عوامل الخطورة في نوبات قلق الموت

تزيد احتمالية الإصابة بنوبات هلع الموت لدى فئات متنوعة الأشخاص، ومن ضمن هذه الفئات:(المرجع 1)

  • الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية سيئة، أو الأشخاص الذين يتلقون علاجاً لمرض خطير.
  • الأشخاص الذين ليس لديهم مرجع ديني.
  • الأشخاص الذين الذين يعانون من عدم الرضا عن حياتهم.
  • الأشخاص الذين يعانون من قلة التقدير الذاتي.
  • الأشخاص الذين يشكون من أنواع أخرى من الأمراض النفسية والعقلية.
  • الأشخاص الذين لديهم أقرباء مسنين في حالة مرض أو احتضار.
  • الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة، بحيث ليس لديهم أقرباء أو أصدقاء.
  • الأشخاص الذين تحتم عليهم وظائفهم التعامل مع حالات العنف أو المرض. 

أسباب نوبات فوبيا الموت

غالباً ما تكون التجارب السابقة في الأمر سبب للإصابة بالقلق، حيث يمكن اعتبار الأسباب التالية أسباباً مباشرة في تطور نوبات هلع الموت:(المرجع 1)(المرجع 2)

  • التواجد في موت أحد الأشخاص الذين عانوا وتألموا أثناء موتهم.
  • موت أحد المقربين.
  • يمكن أن يكون كسلوك مكتسب، حيث أن الأطفال يمكن أن يقلدوا أحد الوالدين في حال الإصابة بنوبات هلع الموت، ثم تتطور الحالة مستقبلاً.(المرجع 3)

أعراض نوبات هلع الموت

تظهر على المصاب عدة أعراض تدل على إصابته بفوبيا الموت، حيث تنقسم هذه الأعراض إلى الأقسام التالية:(المرجع 1)(المرجع 2)

أعراض سلوكية

وتتضح نوبات هلع الموت من خلال الأعراض السلوكية التالية:

  • الهوس بالصحة الجسدية.
  • البحث الدائم عن وجود شامات جديدة.
  • قياس ضغط الدم باستمرار.
  • البحث بشكل مستمر على أعراض الأمراض.
  • تجنب المواقف التي يحتمل فيها التفكير بالموت.

أعراض جسدية

أما الأعراض الجسدية لنوبات هلع الموت فتتمثل بما يلي:

  • الشعور القشعريرة.
  • التعرق بغزارة (Hyperhidrosis).
  • الشعور بالدوخة والدوار.
  • خفقان في القلب.
  • الغثيان.
  • الشعور بضيق في الصدر.
  • اضطرابات في المعدة أو عسر في الهضم.
  • ألم الرأس أو الصداع.(المرجع 3)
  • جفاف بالفم.(المرجع 3)

أعراض نفسية

تشمل الأعراض النفسية لنوبات هلع الموت الأعراض التالية:(المرجع 3)

  • الرغبة بالهروب والاختفاء.
  • الشعور بفقدان السيطرة والضعف الكامل.

علاقة نوبات قلق الموت بأنواع من الفوبيا

قد تكون نوبات هلع الموت سبباً مباشراً للإصابة بأنواع محددة من الفوبيا، مثل:(المرجع 1)

  • فوبيا الطيران (Aerophobia).
  • فوبيا الخلاء (Agoraphobia).
  • فوبيا الماء (Aquaphobia).
  • فوبيا العناكب (Arachnophobia).
  • فوبيا الأماكن المغلقة (Claustrophobia).

علاج نوبات فوبيا الموت 

يمكن علاج المصاب بنوبات هلع الموت من خلال خطة علاجية تتضمن:

العلاج النفسي 

حيث يتّبع الأخصائي النفسي أسلوباً للعلاج يتوافق مع حالة المريض، فقد يتبع:(المرجع 1)(المرجع 2)

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز الأخصائي النفسي على تغيير أفكار ومعتقدات المريض المتمحورة حول الموت، مثل الموت مؤلم أو غير عادل، يعلّم المريض بعض الاستراتيجيات التحكم بالانفعالات في المواقف التي تُثار فيها المخاوف، مثل التنفس العميق.
  • العلاج بالتعريض (Exposure Therapy): ويكون من خلال تمكين المريض من مواجهة مخاوفه بالتدريج، حيث يبدأ بكتابة أفكاره عن الموت، إلى أن ينتهي بزيارة أحد المصابين بمرض عضال أو كتابة وصية.
  • العلاج بالكلام (Talking Therapy): يكتفي بعض المرضى بالتحدث عن مخاوفهم أمام أشخاص مختصين، يساعدوهم على مواجهتها بسهولة.

العلاج الدوائي

غالباً لا تفيد الأدوية الخاصة باضطرابات الفوبيا أو الأدوية الأخرى في علاج هذه الحالة، ويكتفي الطبيب النفسي بوصف أدوية للتقليل من الأعراض، وقد يستغرق العلاج فترة تصل إلى الشهرين حتى يظهر التحسن على الحالة، ومن هذه الأدوية:(المرجع 3)

  • مضادات الاكتئاب: مثل زولوفت (Zoloft)، سيليكسا (Celexa).
  • البنزوديازيبينات: والتي تؤخذ في المواقف المحتمل التعرض فيها للأعراض مثل الجنازات، ومن الأمثلة عليها أتيفان (Ativan) والفاليوم (Valium).

الوقاية من نوبات هلع الموت 

في الحقيقة لا يمكن الوقاية من نوبات هلع الموت، ولكن يمكن التقليل من الأعراض المرافقة لها من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • التقليل من تناول الكافيين، وبالتالي التأثير على حدة القلق.
  • تكوين علاقات اجتماعية داعمة.
  • محاولة الحصول على الرعاية والدعم فور الإحساس بالأعراض.
  • تبني معتقدات دينية متعلقة بالموت.
  • ممارسة أساليب الاسترخاء المتعددة (Relaxation Techniques).
  • التدرب على التنفس بعمق (Deep Breathing).(المرجع 3)
  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.(المرجع 3)
  • الحصول على قدر كافي من النوم يومياً.(المرجع 3)
  • ممارسة الهوايات المفضلة وجعلها من الأولويات.(المرجع 3)

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة