Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
رهاب الخلاء

رهاب الخلاء: عندما يكون منزلك ملاذك الآمن الوحيد!

يشعر بعض الأشخاص بالذعر عند خروجهم من المنزل، وقد تكون هذه الحالة شديدة لدرجة أنهم لا يستطيعون التحكم بالموقف ولا بأنفسهم، عندها قد يكونوا يعانوا من رهاب الخلاء، لذلك ما هو رهاب الخلاء وما هي أسبابه.

 

ما هو رهاب الخلاء

رهاب الخلاء أو الساح (Agoraphobia) هو نوع نادر من أنواع اضطرابات القلق، وهو الخوف الشديد من المواقف التي يمكن أن يشعر فيها الشخص بالمحاصرة وعدم القدرة على تلقي المساعدة، وغالباً ما تحدث في:

  • الأماكن المفتوحة أو المغلقة.
  • الحشود أو التجمهر.
  • الأماكن خارج المنزل.
  • في المواصلات العامة.

 

أسباب رهاب الخلاء

لم يتم التعرف على العوامل الحقيقية المسببة لرهاب الخلاء، ولكن بعض العوامل قد تلعب دوراً فعالاً في ظهور الرهاب لدى الشخص، ومن هذه العوامل:

  • الإصابة بنوبات الهلع غير المعالجة.
  • إصابة أحد أفراد العائلة برهاب الخلاء، مما قد يكون العامل الجيني له دور أو بسبب اكتساب الرهاب كسلوك لدى الأطفال.
  • إصابة الشخص بأنواع أخرى من الفوبيا.
  • الإصابة بأنواع أخرى من اضطرابات القلق، مثل اضطرابات الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام.
  • تعرض الشخص لمواقف مجهدة أو صدمة مؤلمة واعتداء جنسي.
  • الاختلالات الكيميائية المحتمل وجودها في الدماغ.
  • تعاطي المخدرات.
  • التقلبات المزاجية أو نوبات الغضب.
  • الإصابة بالاكتئاب أو قلة الثقة بالنفس.

تزيد احتمالية الإصابة به لدى النساء مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالرجال.

 

أعراض رهاب الخلاء

عند التواجد الشخص في مكان من الأماكن التي تشعره برهاب الخلاء قد تظهر عليه مجموعة من الأعراض التالية:

أعراض رهاب الساح الجسدية

قد تكون الأعراض الجسدية التي يشعر بها الشخص متفاوتة في الشدة، ولكن تشتمل على:

  • خفقان سريع للقلب.
  • التعرق أو الارتجاف.
  • وجود اضطرابات أو مشاكل في التنفس.
  • الشعور بالحرارة أو البرودة.
  • الشعور بالغثيان أو الإسهال.
  • وجود ألم في الصدر.
  • مشاكل في البلع.
  • الشعور بالدوخة أو الإغماء.
  • سماع طنين في الأذن.

الكثير من أعراض فوبيا الخلاء هي نفس أعراض حالات طبية مثل أمراض القلب ومشاكل المعدة.

أعراض رهاب الخلاء المعرفية

أما الأعراض النفسية لرهاب الخلاء فهي:

  • الشعور بعدم القدرة على النجاة من نوبة الهلع.
  • الإحساس بعدم السيطرة والتحكم بالأمور.
  • الإحساس بأن الآخرين ينظرون للشخص نظرات سيئة.
  • الشعور العام بالرهبة.
  • الشعور بالحراج أمام الآخرين عند التعرض للأعراض.
  • عند القدرة على الهروب أو الخروج من الموقف عند التعرض لنوبة من الهلع.
  • الشعور بفقدان العقل.

أعراض رهاب الخلاء السلوكية

وتتمثل الأعراض السلوكية لرهاب الساح بما يلي:

  • تجنب البقاء وحيداً في المواقف الاجتماعية.
  • تجنب الذهاب إلى الأماكن التي تثير الذعر في نفس الشخص.
  • لا يمكن الخروج دون مرافقة أحد المقربين لفترات طويلة.
  • تجنب الابتعاد عن المنزل.

قد يتجنب الشخص المصاب بفوبيا الخلاء السفر بالطائرة بسبب الخوف من التعرض لنوبة ذعر على متن طائرة.

 

أنواع رهاب الخلاء

يمكن تقسيم أنواع رهاب الخلاء بناءً على نوع الأعراض التي يخشاها الشخص، حيث أنه:

  • قد لا يعاني الشخص من اضطرابات الهلع عند التواجد في الأماكن التي تثير الذعر، بل يمكن أن يفقد السيطرة على المثانة، والصداع النصفي الشديد والتقيؤ أو الإغماء دون أي مساعدة.
  • الإصابة باضطرابات الهلع الشديدة.

 

تشخيص رهاب الخلاء

بسبب تشابه أعراض هذا الرهاب مع أعراض أمراض القلب أو المعدة والتنفس، فلا بد أن يتأكد الطبيب المعالج من خلو الشخص من الأمراض الطبية، ثم مطابقتها مع المعايير المحددة لرهاب الخلاء، والتي لا بد من توافق الخوف من التواجد في مكانين على الأقل من الأماكن التالية:

  • التواجد في وسائل النقل العامة (القطارات أو الطائرات أو الحافلات).
  • الأماكن الكبيرة والمفتوحة (مثل مواقف السيارات أو الجسور).
  • الأماكن المغلقة (مثل دور السينما أو المتاجر).
  • الأماكن التي يتجمهر بها الآخرين (مثل الطابور).
  • الخروج خارج المنزل بشكل منفرد وإن كان لفترات صغيرة.

 

علاج رهاب الخلاء

يجب على المريض الالتزام بالخطة العلاجية التي يحددها الطبي، حيث يمكن أن تشمل علاجاً نفسياً أو دوائياً أو الإثنين معاً، ويكون ذلك من خلال:

العلاج النفسي

ويتبع المعالج النفسي طرقاً متنوعة في العلاج منها:

  • العلاج المعرفي (Cognitive Therapy): يساعد العلاج المعرفي في حصول المريض على طرق جديدة من التفكير، والقدرة على مواجهة المواقف المسببة للذعر، مما يقلل الخوف الناتج عنها.
  • تقنيات الاسترخاء: تساعد المواظبة على ممارسة طرق الاسترخاء المتنوعة مثل التأمل والتنفس العميق على تقليل القلق والتوتر عند التعرض للمواقف المقلقة.
  • العلاج بالتعرض (Exposure Therapy): وفيه يواجه الشخص مخاوفه من خلال تعرضه المباشر أو غير المباشر للمحفزات بشكل تدريجي إلى أن تصبح ردود أفعاله طبيعية.

العلاج الدوائي

هناك الكثير من الأدوية التي يمكن للطبيب أن يصفها للمريض، ومنها:

  • مضادات الاكتئاب (Antidepressants): والتي تعمل على توازن مادة السيروتونين في الدماغ، ومن الأمثلة عليها سيليكسا Celexa، يكسابرو Lexapro، بروزاك Prozac.
  • مضادات القلق (Anti-Anxiety): مثل البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) وهي لحل الأمور اللحظية، فتعمل على إزالة الأعراض التي يشعر بها الشخص، مع ملاحظة عدم تناولها بشكل مستمر، و إخبار الطبيب عن حالات تناول الكحول والمخدرات.

العلاج البديل

تعتبر العلاجات البديلة من العلاجات المكملة والمساعدة في تحسين الحالة النفسية للمريض، حيث يشارك المريض في جلسة أسبوعية لمدة (12- 15) أسبوع، وفيها يمكن تطبيق:

  • الاسترخاء التطبيقي والذي يساعد في ملاحظة متى يبدأ الشخص الشعور بالتوتر.
  • القيام بتمارين شد العضلات ومن ثم إرخائها بشكل متكرر.

تغيير نمط الحياة

قد تكون تغييرات بسيطة، ولكن لها الدور الأساسي في تقليل التوتر على طوال اليوم، ومن هذه الممارسات:

  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لزيادة إفراز المواد الكيميائية في الدماغ.
  • تناول الغذاء الصحي المعتمد على البروتينات والخضراوات.
  • التقليل من تناول الكافيين قدر الإمكان.
  • الابتعاد عن تناول الكحول والمخدرات.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس بعمق والتخيل والتأمل وخطوات إدارة الإجهاد.

 

مضاعفات رهاب الخلاء

تظهر آثار رهاب الخلاء على الجوانب الاجتماعية والنفسية بشكل كبير، حيث أن الحالات الشديدة من هذا الرهاب تعمل على:

  • انعزال الشخص في منزله وعدم الاختلاط مع الآخرين، بسبب عدم قدرته على خروجه.
  • التأثير على الجانب العملي من حياة الشخص، سواء العمل أو الدراسة.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل إدمان الكحول والمخدرات، الاكتئاب والإصابة باضطرابات القلق واضطرابات الشخصية المتنوعة.

 

كلمة من عرب ثيرابي

عند شعور الشخص ببدء المخاوف والذعر من أماكن محددة، فإن الخبراء في عرب ثيرابي يفضلون طلب الدعم من خلال:

  • اللجوء إلى المساعدة النفسية من قبل أخصائي نفسي متخصص، لتجنب تفاقم المشكلة والتسبب في اضطرابات نفسية.
  • الاعتماد على الآخرين في الحصول على المساعدات.
  • اللجوء إلى المقربين لمرافقة الشخص إلى الأماكن التي تشكل مصدراً للذعر، وذلك في محاولة لمواجهة المخاوف والتعود على المواقف.