على الرغم من معرفتها من منذ زمن بعيد، إلا أن اليوغا ما زالت إلى الآن تأخذ بالانتشار لما لها من فوائد جسدية ونفسية متعددة، الأمر الذي يحفز غالبية الأخصائيين النفسيين على تشجيع مرضاهم بممارستها بشكل منتظم، فما هي فوائد اليوغا على الصحة النفسية؟ هذا ما نتناوله في السطور التالية.
فوائد اليوغا للصحة النفسية
بغض النظر عن الفوائد الرائعة لليوغا على الصحة الجسدية، فإن الأمر الذي لا يخفى على أحد مدى تأثيرها على الصحة النفسية للشخص، وتتمثل هذه الفوائد بما يلي:
إدارة الإجهاد
لا تخلو الحياة اليومية من المواقف المجهدة التي يتعرض لها الشخص، مما يزيد من حدة التوتر والإجهاد والقلق الذي يعاني منه، إلا أنه من خلال اليوغا يمكن السيطرة على الأمر بشكل أفضل، وغالباً ما يظهر الإجهاد على شكل:(المرجع 1)
- ألم في الأكتاف والرقبة.
- مشكلات النوم.
- الصداع.
- عدم القدرة على التركيز.
- تعاطي المخدرات.
زيادة وعي الذات
تلعب اليوغا دوراً أساسياً في قدرة الشخص التعرف على وعيه بذاته وبجسده على حد سواء، مما يسمح له باتخاذ الإجراءات الاستباقية للتحسين من هذا الوعي قدر الإمكان.(المرجع 1)
تطوير مهارات التأقلم
من خلال ممارسة اليوغا بانتظام، يتمكن الشخص من تطوير مهارات جديدة للتأقلم مع المصاعب الحياتية بشكل صحي، مما ينعكس على نظرته الإيجابية للحياة.(المرجع 1)
المحافظة على حدة الدماغ
تعمل اليوغا على تطوير روابط جديدة بين الخلايا الدماغية، بالإضافة إلى إحداث بعض التغييرات في البنية الدماغية، مما يساعد في زيادة الصفاء الذهني والهدوء والسلام الداخلي، الأمر الذي ينعكس على قدرة الشخص على:(المرجع 1) (المرجع 3)
- زيادة التركيز في الأمور المهمة بشكل ملحوظ.
- تحسين عمل الذاكرة والقدرة على التعلم.
- التفكير بشكل إبداعي وواعي، بالإضافة إلى التمكن من معالجة المعلومات وحل المشكلات واتخاذ القرارات بنبّاهية عالية.
- التقليل من الوقت اللازم لاتخاذ ردود الأفعال.
- التقليل من التدهور المعرفي المتعلق بالتقدم بالعمر.
تحسين الحالة المزاجية
تساعد اليوغا في إحداث تغييرات كبيرة على الهرمونات، حيث أنها:(المرجع 2)
- تخفض من هرمونات التوتر والخوف بشكل واضح.
- وترفع من الهرمونات الدماغية مثل الإندورفين وحمض غاما أمينوبوتيريك، مما يعمل على تحسين الحالة المزاجية للشخص بشكل كبير.
التقليل من المشاعر السلبية
يمكن لهذا النوع من تمارين الاسترخاء أن تحد من استجابة الهروب أو القتال، وذلك من خلال تنظيم عمل الجهاز العصبي السمبثاوي لدى الشخص، بالإضافة إلى تنظيم التفاعلات العاطفية، وبالتالي:(المرجع 2) (المرجع 3)
- التقليل من المشاعر السلبية.
- تحسين أعراض الاكتئاب.
- التقليل من القلق والغضب.
- الاستجابة بشكل متوازن للمواقف العصيبة.
التقليل من الذكريات التطفلية
في بعض الحالات النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإن المشكلة الأكبر تكمن في الذكريات التطفلية التي يعاني منها الشخص، فمن خلال ممارسة اليوغا يمكن الحد من هذه الذكريات وإعادة التوازن للإثارة العاطفية.(المرجع 3) (المرجع 5)
الشعور بالسعادة
تساهم جميع تقنيات الاسترخاء في زيادة شعور الشخص بالمزيد من السعادة والمشاعر الإيجابية بشكل عام، حيث أنها تحفز الدماغ على إفراز المزيد من الهرمونات الدماغية المتعلقة بالسعادة، ومن ضمن هذه الهرمونات:(المرجع 4)
- السيروتونين.
- الدوبامين.
- النورادرينالين.
التقليل من الاكتئاب
عند إصابة الشخص بالاكتئاب الشديد، فإن لهذا النوع من تمارين الاسترخاء دوراً أساسياً ومهماً في التخفيف من اكتئابه، حيث أنها تتصف بما يلي:(المرجع 4)
- غير مكلفة، ويمكن تطبيقها ضمن مجموعات أو بشكل منفرد.
- لا يوجد آثار سلبية لاستخدامها، كما هو الحال في الكثير من أدوية الاكتئاب.
تحسين أنماط النوم
أظهرت الدراسات أن لليوغا أثراً رائعاً في تحسين أنماط النوم لدى الأشخاص خاصة كبار السن، حيث أنها تساعد في التقليل من الأرق، وتحسين جودة النوم والحصول على القدر الكافي منه، ويتم ذلك من خلال الاستلقاء قبل النوم، الأمرالذي يحفز الجسم على الشعور بأن وقت الاسترخاء قد حان ومن ثم يبدأ بالاستعداد للنوم.(المرجع 4) (المرجع 5)
تعزيز الحياة الاجتماعية
في حال كانت هذه التمارين على شكل مجموعات، فإن لها الكثير من الفوائد النفسية المتعلقة بالحياة الاجتماعية، حيث أنها:(المرجع 4)
- تُساعد في التفاعل مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية أكثر، مما يقلل من الشعور بالوحدة.
- تزيد من الشعور بالانتماء، حيث أن القيام بحركات تتناسق مع حركات الجماعة يعزز الإحساس بالترابط مع الآخرين.
زيادة الثقة بالنفس
من خلال اليوغا، يمكن للشخص أن يصبح أكثر ثقتاً بنفسه، حيث أنه يتمكن من:(المرجع 6)
- النظر للأمور بشكل أفضل.
- التمتع بمهارات معرفية أكثر فائدة وحيوية.
زيادة اليقظة الذهنية
بسبب الاتصال بالجسد بشكل أكبر خلال هذه التمارين، فإن الشخص يزيد من يقظته الذهنية بشكل واضح، مما يقلل من انفعالاته العاطفية ويحسن من نظرته للأمور.(المرجع 6)
طرق للاستمرار على اليوغا
لا ينبغي أن تكون اليوغا في جلسات جماعية للحصول على الفائدة القصوى منها، بل يكفي الخضوع لجلسات الإنترنت أو التطبيق من خلال الفيديوهات المنتشرة والتي لا تزيد مدتها عن 10 دقائق، حيث أنها:(المرجع 2)
- تضمن للشخص أن يستمر على هذه التمارين بشكل أكبر.
- توفر مجموعة متنوعة من أنواع التمارين للأشخاص المبتدئين بها.
مخاطر اليوغا
على الرغم من اعتبارها من التمارين منخفضة الخطورة، لكنها لا تزال تشكل خطراً خفيفاً في حال القيام بها بأسلوب غير احترافي أو في الظروف غير الملائمة، لذلك لا بد من اختيار أفضل أنماط التمارين بما يتناسب الفئة المستهدفة، حيث أنه:(المرجع 4) (المرجع 5)
- قد يسبب الالتواءات المؤلمة خاصة لكبار السن.
- يشكل بعض أنواع اليوغا خطراً على المرأة الحامل.
- يمكن أن يزيد من الحالة سوءاً في بعض الحالات المصابة.
الحصول على فوائد اليوغا
لا تشكل اليوغا حلاً سحرياً لجميع المشكلات لكن من خلال المواظبة عليها يضمن الشخص الحصول على الفائدة المرجوة، إضافةً إلى:(المرجع 5)
- اختيار نوع اليوغا التي تستهدف المشكلة المحددة.
- العلاج النفسي، حيث لا تعمل هذه التمارين من تلقاء ذاتها دون الحصول على الحل اللازم للمشكلة، حيث أنه في حالة المشكلات النفسية يجب اللجوء إلى العلاج النفسي المناسب للوقوف على الأسباب وأفضل الطرق العلاجية النفسية.
نصيحة عرب ثيرابي
بسبب تكامل الفوائد التي تتمتع بها اليوغا، فإننا في عرب ثيرابي ننصح باختيار أكثر الأنواع ملائمة للشخص وممارستها بشكل منتظم، حيث أن اندماج الحركات الجسدية مع طريقة التنفس والبقاء يقظاً، يساعد الشخص في زيادة المرونة على جميع الأصعدة، فتحافظ على الصحة القلبية والعقلية معاً، ومن ثم تحافظ على الحالة المزاجية مع رفع قوة تحمل العضلات بشكل لافت.