ما ستجده في هذا المقال:
يتأثر كل شخص بطريقة مختلفة عند تعرضه للمواقف المؤلمة، فمن الأشخاص من لا يسبب له الموقف أي تحدٍ، ولكن للبعض الآخر فقد يغير الموقف الصادم من طريقة تفكيرهم، من هنا ما هو تأثير الصدمة النفسية على الدماغ.
تأثير الصدمة النفسية على الدماغ
يبقى تأثير الصدمة النفسية على الدماغ واضحاً لفترة من الزمن، وذلك بسبب تأثيرها على عدة مناطق دماغية وليست منطقة واحدة، ويظهر هذا التأثير من خلال:
منطقة اللوزة الدماغية The Amygdala
تعتبر منطقة اللوزة في الدماغ مركز العاطفة والغريزة، فعندما تتعرض للصدمة يحدث فيها فرط نشاط، يؤدي إلى تذكير الشخص بالموقف الصادم أو بأي موقف ذي علاقة، فتتغير طرقة تفاعل هذه المنطقة الدماغية، حيث إنها:
-
- تتعامل مع الموقف وكأنها تعيشه لأول مرة، وتعيد الكرة من الأحاسيس السابقة.
- لديها فرط تحسس للخوف من الضغوطات المؤلمة.
- ينتج عن كل ذلك إجهاد وتوتر وانفعال أكثر، وبالتالي لا يمكن للشخص النوم أو الشعور بالهدوء.
منطقة الحصين The Hippocampus
أما الحصين فهي المنطقة المسؤولة عن التذكر، ولأن الموقف الصادم عمل على تقليل نشاط الحصين وتقليل حجم هذه المنطقة بشكل عام، فقد أدى إلى:
-
- عدم التمكن من التمييز بين ما هو ماضٍ وما هو حالي، حيث أن الدماغ لا يستطيع التمييز عند تذكر الشخص الموقف الصادم أن ما يحصل هو مجرد تذكير وليس المرور بالموقف من جديد.
- تذكر المواقف المؤلمة بشكل دائم، مما يحفز الشخص على البقاء في حالة استعداد لمواجهة التهديد.
منطقة قشرة الفص الجبهي The Prefrontal Cortex
هذه القشرة مسؤولة عن تنظيم العواطف أو النبضات لدى الشخص، وتؤثر الصدمة فيها من خلال:
- جعل الدماغ دائماً في حالة يقظة.
- السيطرة على الانفعالات العاطفية، وجعلها متمركزة على العواطف الحادة والقوية.
- عدم قدرة الشخص في التحكم بالخوف.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2006 من قبل المعاهد الوطنية للصحة. الصدمة تؤثر بشكل أساسي على ثلاثة أجزاء مهمة من دماغك: اللوزة، والحُصين، وقشرة الفص الجبهي.
كيف يتفاعل الدماغ مع الصدمة النفسية
عندما يتعرض الشخص لموقف صادم في حياته، فإن تسلسل الأحداث التالية هو ما يحصل له بالتفصيل، الأمر الذي يؤثر عليه جسدياً أو عقلياً، وهذه الأحدث هي:
-
- اندفاع كميات كبيرة من الأدرينالين عبر الجسم.
- تبدأ منطقة اللوزة في الدماغ بطباعة الذاكرة وتكوين العواطف المسؤولة عن الموقف، حيث يتم تخزين الذكرى من خلال إحساس الحواس الخمسة بالموقف.
- بعد الموقف الصادم، يفقد الدماغ قدرته على التمييز بين المواقف المهددة والمواقف الطبيعية، لذلك فإن تجربة المرور بأي محفز قد تكون بمثابة الشرارة الملقاة في الذاكرة.
- يتبع ذلك الاستجابة الفورية للمحفز والاستعداد الدائم للمواجهة.
التأثير طويل الأمد للصدمة النفسية على الدماغ
تمكن العلماء من ملاحظة تأثير حقيقي وبيولوجي على الدماغ بعد أكثر من عشرة أعوام للأشخاص الذين تعرضوا للصدمة النفسية، مما أثبت زيادة احتمالية هؤلاء الأشخاص للإصابة بالأمراض النفسية مستقبلاً.
كيفية تقليل تأثير الصدمة النفسية على الدماغ
يتميز الدماغ البشري بالقدرة الهائلة على التكيف، حيث يمكن التقليل من هذا التأثير من خلال:
-
- إضافة مسارات دماغية جديدة.
- زيادة الوظائف المتعلقة بمنطقة دماغية معينة.
- تقوية الروابط بين المناطق الدماغية.
- عكس وظائف مناطق الدماغ المتأثرة بالصدمة النفسية.
علاج الصدمة النفسية بالأدوية
تتنوع الأدوية الموصوفة لحالة الصدمة النفسية باختلاف الأشخاص، حيث يمكن أن تكون أحد الأدوية التالية أو مجموعة منها:
-
- مثبطات النواقل العصبية في الدماغ، والتي تعمل على إعادة التوازن لهذه المواد الدماغية الأساسية.
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- حاصرات بيتا.
- أدوية مونوامين أوكسيديز.
- البنزوديازيبينات.
طرق أخرى لعلاج الدماغ بعد الصدمة النفسية
يمكن من خلال العلاج الحسي الحركي تهدئة الأطراف،بالإضافة إلى ملاحظة الاستجابة الحسية للجسم، حيث يتم الجمع بين التعافي الجسدي والتعافي العقلي، وقد تساعد بعض الخطوات في تهدئة الأطراف عند التعرض للمحفزات، ومن هذه الخطوات:
-
- القيام بتحريك الجسم صباحاً ومساءً لمدة 5 دقائق، يتم فيه تحريك الجسم للأمام أو الخلف وعلى كلا الجانبين.
- الاستماع إلى الموسيقى أو الأصوات المريحة والتي تبعث الهدوء النفسي.
- التدرب على استراتيجية التنفس العميق المقسم لثلاث مجموعات.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 15 دقيقة بشكل يومي مما يزيد من مستويات السيروتونين والدوبامين في الدماغ.
- القيام ببعض النشاطات الروحية مثل الصلاة، حيث أن المنطقة الروحية في الدماغ لها التأثير الكبير في تحفيز المنطقة العميقة فيه.
نصيحة عرب ثيرابي
تتنوع الطرق العلاجية المتبعة في علاج الصدمة النفسية، مما ينعكس إيجاباً على وظائف الدماغ المتغيرة، حيث يرى الأخصائيون في عرب ثيرابي أن أنجح هذه الطرق هي العلاج المعرفي السلوكي وإزالة التحسس، والذي يتم فيه:
-
- تحديد سبب الشعور بالصدمة.
- تحديد المحفزات التي تجعل الذكريات مستثارة.
- العمل على تغيير طريقة التفكير أو المشاعر بأخرى أكثر إيجابية وعقلانية، وبالتالي التغلب على الصدمة.