ما ستجده في هذا المقال:
تؤثر أعراض متلازمة القولون العصبي على جميع تفاصيل الحياة اليومية، الأمر الذي يستدعي البحث على أفضل علاج يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض والحد من شدتها.
إن كنت جديد على هذه الحالة، تعرف معنا على الخيارات العلاجية المتاحة.
ما هي العلاجات النفسية المناسبة لعلاج القولون العصبي؟
قد تستغرب من الطرح، إلا أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن الحالة النفسية وأعراض القولون العصبي ترتبط بشكل وثيق. حيث أن كل منها تؤثر على الأخرى بطريقة يصعب تفسيرها.
لذلك إن كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي فقد تجد أنه من المفيد اللجوء إلى بعض أنواع العلاجات النفسية. فقد يتبع الأخصائي النفسي أحد الأساليب العلاجية التالية:
العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على القناة الهضمية (GI-CBT)
يعتبر GI-CBT واحداً من أكثر الأساليب السلوكية التي تمت دراستها جيداً لعلاج القولون العصبي، وسواء كان هذا العلاج فردي أو جماعي أو عن بعد فقد أثبت فائدته. حيث يساعد المعالج النفسي في هذا العلاج المريض على:
- تحديد تفكيره وسلوكياته المتعلقة بأعراضه. فمثل قيام المريض بتجنب بعض الأطعمة أو البيئات التي يشعر أنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل القولون. ينتج عن ردود الفعل الطبيعية هذه إلى العزلة والوحدة أو الشعور بالضيق وتقييد الطعام.
- المساعدة في ضبط ردود الفعل هذه للتقليل من تأثيراتها النفسية، وتحسين ثقته في قدرته على إدارة المواقف الصعبة أو غير المريحة.
- تعليم المريض مهارات الاسترخاء لمساعدته على تقليل التوتر أو الانزعاج. وهو ما يستهدف بشكل مباشر كيفية استجابة جهازه العصبي لأفكاره ومشاعره وسلوكياته.
يساعد العلاج المعرفي السلوكي (CBT) في تطوير مهارات التأقلم لدى المريض وتمكينه من فهم المحفزات الداخلية والخارجية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض.
العلاج بالتنويم المغناطيسي الموجه للأمعاء (GDH)
يعرف التنويم المغناطيسي بمدى قدرته على الغوص في داخل الشخص والعمل على تغيير معتقداته الثابتة. ولفائدته تم تطوير نوع خاص منه ليتم توجيهه بشكل مباشر للأمعاء.
وقد أثبتت الدراسات مدى فاعلية هذا النوع من العلاج في العلاج الحالات الخفيفة إلى الشديدة من مشاكل القولون. حيث أنه قادر على:
- معالجة الاتصال الذي يحدث بين الدماغ والأمعاء، وبالتالي إظهار المزيد من التحكم في الأعراض المزعجة المرافقة للقولون العصبي.
- تنظيم عمل العقل والأمعاء على حد سواء من خلال تعليم المريض كيفية استرخاء جسمه، والتفكير بشكل مختلف في الأحاسيس التي يمر بها.
- العثور على تناغم أكبر بين العقل والأمعاء وذلك من خلال إيضاح العلاقة بينهما.
ما يصل إلى 80% من مرضى القولون العصبي لديهم استجابة إيجابية للتنويم المغناطيسي، حيث تعتبر هذه النتيجة أفضل من الأدوية التقليدية.
علاج القبول والالتزام (ACT)
تم تصميم هذا النوع من العلاج لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية مثل القلق والاكتئاب، ومع ذلك فقد أثبت فاعليته في علاج الحالات المزمنة مثل القولون العصبي أيضاً.
حيث يهدف علاج القبول والالتزام إلى مساعدة المرضى على فهم أفضل لكيفية تعاملهم مع جوانب الحياة المختلفة، وبالتالي تأثير ذلك على ظهور الأعراض لديهم. مما يمكنهم من التعايش بشكل أفضل مع أعراض القولون العصبي المزمنة.
ولتحقيق المزيد من المرونة النفسية، يتم التركيز خلال العلاج على ستة مبادئ هي:
- التفكيك المعرفي (عدم الانشغال بأفكارك لضمان عدم سيطرتها عليك).
- اليقظة الذهنية أو محاولة التواجد في اللحظة الحالية قدر الإمكان.
- تتبع أو مراقبة الذات وكيفية التفاعل للتقليل من الأعراض.
- توضيح القيم التي يهدف الشخص للسير عليها.
- العمل الملتزم نحو تحقيق الأهداف.
حيث أنه من خلال الجلسات العلاجية يتمكن المعالج من مساعدتك على تحقيق المزيد من المرونة والتأقلم من خلال المبادئ السابقة.
يعمل علاج القبول والالتزام على تحصين المريض بمهارات تساعده على التقليل من سلوكيات التجنب للحد من القلق المرافق لأعراض القولون العصبي لديه.
علاج دوائي للتقليل من أعراض القولون العصبي
على الرغم من أن متلازمة القولون العصبي هي حالة مزمنة، إلا أنه من خلال العلاجات الدوائية يمكن العمل على التقليل من حدة أعراضها أو اختفائها في بعض الأحيان. ومن ضمن هذه الأدوية:
- مضادات الإسهال: قد تختلف أعراض متلازمة القولون العصبي من شخص إلى آخر، فإن كنت تعاني من الإسهال فإن الأدوية المضادة للإسهال تساعدك في الحد منه والتقليل بالتالي الشعور بالمغص.
- الملينات: على عكس الإسهال قد تعاني في بعض الأحيان من الإمساك المزعج عند اشتداد نوبة القولون. في هذه الحالة تفيدك الملينات في تسهيل عملية الإخراج لديك والتقليل من الألم المرافق لها.
- المضادات الحيوية: تنتج متلازمة القولون العصبي عن فرط نمو البكتيريا في الأمعاء، الأمر الذي يتسبب في حدوث الإسهال. وللقضاء على هذه البكتيريا يتم استخدام المضادات الحيوية.
- مضادات الكولين: تساعد مضادات الكولين في الحد من التشنجات المعوية المؤلمة التي تحدث بالتزامن مع القولون العصبي.
- مسكنات الألم: من أعراض القولون العصبي الشعور بالألم سواء الناتج عن الإمساك أو بسبب التشنجات المعوية. لذلك غالباً ما يتم وصف مسكنات الألم لإيقاف الألم والتمكن من أداء المهام اليومية المطلوبة على أكمل وجه.
اعرف المزيد: علاج التهابات القولون التقرحية بالنظام الغذائي
الأدوية النفسية لعلاج القولون العصبي
بسبب الارتباط الوثيق بين أعراض القولون العصبي والحالات النفسية بما فيها الاكتئاب والقلق، فإن مضادات الاكتئاب غالباً ما تساعدك في التخفيف من أعراض القولون أو علاجه في بعض الأحيان. ومن ضمن هذه الأدوية:
- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): وتستخدم في علاج الحالات التي يعاني فيها المريض من الإمساك. ومن بينها بروزاك (Prozac) أو سيبراميل (Cipramil).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: أما إذا كان الشخص يعاني من الإسهال، فإن فإن هذه الفئة من مضادات الاكتئاب غالباً ما تكون أفضل. ومن الأمثلة عليها ديسيبرامين (Desipramine) أو نورتريبتيلين (Nortriptyline).
على الرغم من أن مضادات الاكتئاب تعمل على علاج الأعراض النفسية للقولون العصبي، إلا أنه يتم اختيارها بناءً على الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص.
أدوية موصوفة لعلاج القولون العصبي
في الكثير من الأحيان يقوم الطبيب المعالج بوصف مجموعة من الأدوية ذات المفعول المباشر. ومن بينها:
- ألوسيترون (Lotronex): على الرغم من آثاره الجانبية المزعجة، إلا أن الطبيب قد يقوم بوصفه لتهدئة القولون وبشكل خاص لدى النساء اللاتي لم يستجبن للعلاجات الأخرى.
- ريفاكسيمين (Xifaxan): يعمل هذا الدواء على تقليل من نمو البكتيريا في الأمعاء بالشكل المفرط.
- لينا كلوتيد (Linzess): يستخدم هذا الدواء لزيادة إفراز السوائل في الأمعاء، وبالتالي التقليل من الإمساك المرافق لحالة القولون العصبي.
- مضادات التشنج: تعمل هذه المضادات على التقليل من ألم المعدة والجهاز الهضمي بشكل عام. ومن الأمثلة عليها ديسيكلومين (Dicyclomine)، أو هيوسين بوتيل بروميد (Hyoscine Butylbromide)، أو هيوسيامين (Hyoscyamine).
كلمة من عرب ثيرابي
بسبب اعتبار متلازمة القولون العصبي من الحالات العضوية والنفسية في آن واحد، فإن العلاجات والأدوية النفسية تأتي بنتائج إيجابية في الكثير من الحالات. كما أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن طرق التعامل اليومية مع الحالة من شأنه الحد من الأعراض. لذلك قم بتجربة:
- الحصول على قدر كافي من النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- شرب المزيد من الماء.