قد يشعر البعض بالارتباك عند التواجد بين جمع من الأشخاص، أو في اللقاءات الاجتماعية، إلا أن الشخص الذي يعاني من الخوف من التحديق يتفاعل مع الأمر بارتباك أكبر، حيث يتجنب المواقف الاجتماعية قدر الإمكان.
الخوف من التحديق
الخوف من التحديق أو فوبيا التحديق (Scopophobia أو Scoptophobia)، هو الخوف الشديد والقلق الذي يشعر به الشخص عند نظر الآخرين إليه أو تحديقهم فيه، كما يخشى الشخص من النظر في وجوه الآخرين عند التعامل معهم.(المرجع 1)
أسباب فوبيا التحديق
لا يوجد سبب محدد وراء إصابة الشخص بالفوبيا التحديق، حيث يمكن أن تلعب العوامل التالية دور فعال في الأمر:(المرجع 2) (المرجع 3)
-
- معاناة الشخص من القلق الاجتماعي.
- تعرض الشخص إلى مواقف من التنمر أو الرفض، أو التعرض إلى صدمة نفسية في الماضي.
- إصابة الشخص ببعض الأمراض أو الحالات الصحية التي من شأنها جعله محطاً للأنظار.
- إصابة أحد أفراد العائلة بإحدى اضطرابات القلق تزيد من احتمالية الإصابة بإحدى أنواع الفوبيا.
ارتباط الاضطرابات النفسية الأخرى بالخوف من التحديق
ترتبط الكثير من الاضطرابات النفسية بالخوف من التحديق، على الرغم من قلة شيوع بعضها، إلا أن الأمر وارد، ومن هذه الاضطرابات النفسية:(المرجع 1) (المرجع 4)
-
- القلق الاجتماعي: حيث أن العلاقة بين الخوف من التحديق والقلق الاجتماعي متبادلة، إحداهما يؤدي إلى الآخر.
- رهاب الخلاء: عند خوف الشخص من التحديق، قد يؤدي به الأمر إلى تجنب الخروج من المنزل.
- اضطراب طيف التوحد: حيث أن المصاب يجد صعوبة في التعرف على تعابير الوجه والتواصل الإيجابي مع الآخرين.
- اضطراب الهلع: بسبب الإصابة بنوبة من نوبات الهلع أمام الآخرين، يصبح الشخص محط الأنظار.
- الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب: يرتبط كلاً منهما بالقلق الاجتماعي، حيث يتجنب الشخص التواصل مع الآخرين قدر الإمكان.
- اضطرابات الأكل واضطراب تشوه الجسم: حيث يخشى الشخص نظر الآخرين إليه للتدقيق في جسمه وشكله.
- اضطراب ما بعد الصدمة: تعمل المواقف المؤلمة التي يمر بها الشخص، مثل التنمر أو الرفض، إلى الخوف من التعرض لمواقف مشابهة.
أعراض فوبيا التحديق
ليتمكن الأخصائي النفسي من تشخيص الخوف من التحديق، لا بد من استمرار الأعراض المؤثرة على حياة للشخص مدة لا تقل عن 6 أشهر، بالإضافة إلى عدم القدرة على تشخيصها باضطراب آخر، ومن هذه الأعراض:(المرجع 2) (المرجع 4)
-
- قلق الشخص الشديد من التواصل البصري.
- اعتقاد الشخص أن الآخرين يراقبونه أو ينظرون إليه باستمرار.
- القلق الشديد من التواجد في الأماكن العامة أو اللقاءات الاجتماعية.
- الاجترار أو التفكير المفرط قبل وبعد أو أثناء اللقاءات الاجتماعية.
- وعي شديد بالذات عند نظر الآخرين للشخص.
- يحاول الشخص تجنب اللقاءات الاجتماعية، والشعور بالقلق والتوتر عند اضطراره للأمر.
- بسبب الأفكار المتتالية إلى الدماغ، قد يبدو الشخص غير حاضراً بعقله، كما أنه لا يتفاعل مع الموجودين.
- الخوف من احمرار الوجه خجلاً أو قلقاً.
- تجنب الشخص من النظر بشكل مباشر إلى عيون الآخرين.
- عدم القدرة على فهم تعابير وجوه الآخرين بطريقة صحيحة.
- البحث بشكل مستمر عن دليل على عدم محبة الآخرين للشخص.
- محاولة عدم جذب انتباه الآخرين قدر الإمكان.
- الأعراض الجسدية للإصابة بنوبة هلع.
مضاعفات الخوف من التحديق
يظن الشخص الذي يعاني من هذا الرهاب أنه يفتقر إلى الذكاء والجاذبية والثقة، لذلك فقد يعاني من مواقف الرفض، فيحاول الابتعاد عن الآخرين قدر الإمكان ويتجنب المواقف الاجتماعية، وقد تشتمل على:(المرجع 3)
-
- عدم انجاز المهام الموكلة للشخص، سواء كانت دراسية أو مهنية، وعدم التمكن من تحقيق الأهداف.
- ضعف في العلاقات الاجتماعية والشخصية، أو عدم التمكن من المحافظة عليها.
- يجد الشخص صعوبة في الذهاب لتلبية الاحتياجات التسويقية، أو القيام بالأمور الخاصة.
- عدم التمكن من الإلتزام بالمواعيد الصحية، أو المشاركة بالأندية الرياضية.
- عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية.
التعامل مع فوبيا من التحديق
على الرغم من ارتباط جميع الاستراتيجيات المتبعة بالتخلص من الخوف من التحديق بمواجهة الخوف، إلا أن الأساليب التالية قد تكون ذات فائدة:(المرجع 2) (المرجع 4)
-
- تثقيف النفس: يمكن من خلال القراءة عن الموضوع أن يحصل الشخص على طرق لم يكون يدركها للتخلص من المشكلة، أو ملاحظة المحفزات والأسباب.
- اليقظة الذهنية: تساعد اليقظة الذهنية الشخص على التركيز على اللحظة الحالية والتقليل من القلق والمخاوف المترتبة من المواقف المختلفة.
- تدوين الملاحظات: يساعد تدوين الملاحظة في تحقيق الأهداف التي يطمح الشخص إلى إنجازها.
- التقدم ببطء: حيث يمكن للخطوات البسيطة والبطيئة أن تكون أكثر فاعلية واستمرارية من الانتقال بشكل مفاجئ للانفتاح على الآخرين.
- مكافأة النفس: عند تحقيق أي خطوة إيجابية على هذا الصعيد مهما كانت صغيرة، يجب مكافأة الشخص لنفسه وتشجيعها.
- طلب الدعم: يمكن للمساعدة التي يقدمها الأصدقاء أو المقربين أن تعود بالفائدة الكبيرة، حيث يمكن مرافقة الشخص لإتمام إحدى المهام.
- تقبل الانعكاسات: يجب عدم لوم النفس عند التعرض للانكاسات، بل إن الأمر يبدو طبيعياً في الكثير من المواقف.
- تقنيات الاسترخاء: تعمل تقنيات الاسترخاء المتنوعة على تقليل الشعور بالتوتر، حيث أن منها ما يمكن المواظبة عليه، وبعضها الآخر يمكن ممارسته عند الشعور بالتوتر في المواقف المحفزة.(المرجع 6)
علاج الخوف من التحديق
عند عدم تمكن الشخص من التغلب على مخاوفه عند مقابلة الآخرين، يعمل العلاج النفسي على تقديم الحل الأمثل هذه الأمور، حيث يمكن أن يلجأ الأخصائي النفسي إلى:(المرجع 4) (المرجع 5)
-
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): والذي يعمل على استبدال الأفكار السلبية التي يمتلكها الشخص حول الآخرين، واحلال الأفكار الأكثر إيجابية مكانها، بالإضافة إلى التخلص من المواقف الانطوائية.
- العلاج بالتعرض (Exposure Therapy): يمكن من خلال مواجهة الشخص لمخاوفه بشكل تدريجي أن يساعد في القضاء عليها، أو تعود الشخص عليها لدرجة أن لا يعيرها أهمية.
- العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Therapy): ويركز هذا العلاج على معرفة الأسباب الكامنة وراء هذه المخاوف، والعمل على تغييرها.
- العلاج بالكلام (Talk Therapy): يعتبر هذا العلاج المكان المناسب لفضفضة الشخص عن مخاوفه، وجميع ما ينتابه ويجول بداخله، حيث يمكن تعلم تقنيات جديدة للتأقلم.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي(Hypnotherapy): وهو من العلاجات البديلة للعلاج النفسي، والتي يمكن من خلالها الغوص إلى أعماق المريض.
- العلاج الدوائي: في الحالات التي يجب فيها التحكم بالأعراض، يمكن للطبيب النفسي وصف مضادات الاكتئاب ومضادات القلق.(المرجع 6)