هل كثرة التفكير مرض نفسي؟

هل كثرة التفكير مرض نفسي؟

كثرة التفكير (Overthinking) أو الإفراط في التفكير حالة توصف كثرة تفكير الشخص، وإعادة التفكير في الأشياء التي تزعجه مرارًا وتكرارًا دون الوصول إلى حل، ولكن هل هي مرض نفسي؟[مرجع1]

هل كثرة التفكير مرض نفسي؟

الإجابة المختصرة هي لا، لا تُعتبر كثرة التفكير مرض نفسي مُعترف به، إلا أنها قد تكون من أعراض الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، إذ يعتمد ذلك على الأعراض الأخرى المصاحبة لها.[مرجع1]

ما هو الإفراط في التفكير؟

يُعرف الإفراط في التفكير أو كثرة التفكير على أنه التعلق بشيء ما والهوس به، بالإضافة للقلق، والتوتر، والخوف عند التفكير في نفس الشيء، والتي تؤثر على الشخص عقليًا وعاطفيًا، وعلى قدرته على العمل في حياته.[مرجع2]

علامات كثرة التفكير

يوجد مجموعة من العلامات التي تدل على أن الشخص مُصاب يُعاني من الإفراط في التفكير، ومنها:[مرجع2][مرجع4]

  • صعوبة متابعة المحادثات بسبب الانشغال بالتفكير في الردود المحتملة.
  • مقارنة النفس بالأشخاص الآخرين الذين حوله.
  • التركيز على أسوأ السيناريوهات والأفكار حول النفس والآخرين.
  • تذكر إخفاقات الماضي مرارًا وتكرارًا، وعدم القدرة على تجاوزها.
  • القلق المستمر حول المهام والأهداف المستقبلية حتى الشعور بأنه من المستحيل أن تتحقق.
  • استعادة التجارب القديمة الصعبة مثل التعرض للإساءة أو فقدان شخص عزيز، وعدم القدرة على التعامل معها.
  • عدم القدرة على إبطاء تدفق الأفكار، أو الهموم، أو العواطف.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • التغيب العاطفي.
  • الأرق والاستياء.
  • الميل للسلوك العدواني.
  • عدم تفهم وجهات نظر الآخرين بسهولة.
  • الإحساس بالوحدة.
  • مشاكل في التركيز.
  • الإجهاد والضغط العصبي.

مخاطر كثرة التفكير 

يترتب على الإفراط في التفكير الكثير من المخاطر والتغيرات في حياة الشخص، وذلك على النحو الآتي:[مرجع3][مرجع4]

  • الميل للتسويف.
  • التشاؤم الذي قد يؤدي للاكتئاب.
  • مواجهة مشاكل القلق.
  • قلة الإنتاجية ومشاكل في الآداء.
  • مشاكل في العلاقات الشخصية.
  • قلة الإبداع.
  • عدم تقدير الذات كما يجب.
  • زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية مثل التوتر، والقلق، والاكتئاب.
  • فقدان القدرة على حل المشكلات.
  • التأثير سلبًا على الأنشطة الروتينية اليومية.
  • مشكلات النوم، واضطرابات الشهية.
  • إرهاق خلايا الدماغ.

أسباب كثرة التفكير

من أبرز أسباب كثرة التفكير:

السلوك والعوامل البيئية

السلوك هو طريقة تفكير الشخص وتصرفه، وفي السبب الرئيسي للإفراط في التفكير، ويتأثر السلوك في البيئة التي نشأ بها الشخص، وأنماط الوالدين، وبعض التصرفات التي يفعلها الشخص وتزيد من التفكير، ومن أبرز السلوكيات والعوامل البيئية التي تسبب الإفراط في التفكير:[مرجع3]

  • امتلاك شخصية تحليلية بصورة مبالغ بها، وشخصية كثيرة القلق.
  • معدل ذكاء أقل من المتوسط.
  • التربية على يد والدين كثيري الانتقاد.
  • التعرض لحوادث صادمة في عمر كبير.
  • الإساءة العاطفية، أو الجسدية، أو النفسية في أعمار كبيرة.
  • النشوء في عائلة فقيرة للغاية.
  • إفراط الوالدين في حمايته وهو طفل، ومنحه كل شيء يريده.
  • امتلاك مشاكل مع احترام الذات.
  • يكون الشخص مثالي بشكل عام.
  • الخوف من ارتكاب الأخطاء أو حصول شيء خطأ.
  • الخوف من رفض الآخرين.

الضغط العصبي

الضغط العصبي أو الإجهاد يؤثر سلبًا على وظائف المخ والتفكير النقدي، كما أنه يزيد من التوتر، والخوف في الدماغ، ولذا يُعتبر الضغط العصبي من أسباب كثرة التفكير.[مرجع3]

الاضطرابات النفسية

كثرة التفكير تكون أحيانًا من الأعراض الجانبية المصاحبة للاضطرابات النفسية، وذلك مثل الآتي:[مرجع4]

  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • اضطراب الهلع.
  • اضطرابات القلق الاجتماعي.
  • الرهاب.

كيفية التعامل مع كثرة التفكير

من أكثر الطرق شيوعًا للتعامل مع كثرة التفكير:

فهم نمط التفكير

أحيانًا يواجه الشخص مشكلة في إنهاء أفكاره المتكررة في موقف ما، إلا أنه عندما يعرف ما هي أنماط تفكيره يُمكنه الخروج من الموقف والتوقف عن التفكير بشكل أفضل.[مرجع4]

إلهاء النفس

يُمكن إلهاء النفس عن التفكير الزائد من خلال الانشغال في أنشطة مهمة يستمتع بها الشخص تكسر حلقة الأفكار، مثل الخروج في نزهة صغيرة، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو التحدث مع أحد الأصدقاء.[مرجع4]

التنفس العميق

الإفراط في التفكير يمتلك تأثير كبير على الصحة الجسدية والعاطفية للشخص، والتنفس العميق يُساعد على تغيير أفكار الشخص حول موقف معين، حتى يُصبح مرتاحًا في نفس الموقف، ويتوقف عن التفكير.[مرجع4]

عدم السعي للكمال

الكثير من الأشخاص لديهم حاجة لفعل كل شيء على أكمل وجه بطريقة مثالية، ولكن السعي للكمال يؤدي للإفراط في التفكير، والتي بدورها تصنع حلقة من لوم الذات، وتدني احترام الذات، والتي تعزز الإفراط بالتفكير، وهكذا.[مرجع4]

كتابة اليوميات

كتابة اليوميات تُساعد في التقليل من المخاوف التي يشعر بها الشخص، والتي بدورها تُقلل من الإفراط في التفكير، وذلك من خلال كتابة الأفكار، والمشاعر، واستخدامها لمعرفة جذور المشكلة.[مرجع4]

طرق التوقف عن كثرة التفكير

كثرة التفكير تُصبح متعبة في مرحلة ما من حياة الشخص، ولذلك يجب التوقف عنها، ومن أبرز الطرق التي تُحقق ذلك:

البحث عن الأسباب

من أهم طرق التوقف عن كثرة التفكير هي البحث عن الأسباب، وبشكل خاص أن الإفراط في التفكير كثيرًا ما يحصل للشخص دون أن يدرك ذلك، ولذا لا بأس من الابتعاد قليلًا عن المشتتات، واكتشاف أسباب التفكير الزائد.[مرجع5]

ممارسة تمارين اليقظة

تُساعد تمارين اليقظة على زيادة تركيز الشخص على الوقت الحاضر، وعلى تنظيم نفسه ومشاعره عندما تُسيطر عليه مشاعر قوية، بالإضافة لأنها تُساعده على التعامل بهدوء مع حل النزاعات، وذلك مثل تمارين اليقظة، والتأمل، والأنفاس العميقة.[مرجع5]

التفكير بإيجابية

التفكير بطريقة إيجابية يزيد من قدرة الشخص على تخطي التفكير الزائد، ويُساعد في التخلص من الأفكار السلبية أيضًا، وتقليل مستويات الاكتئاب والتوتر، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي:[مرجع2]

  • التمسك بأي أفكار إيجابية تخطر على البال.
  • كتابة أي أفكار أو ملاحظات إيجابية يلاحظها الشخص.
  • التفكير في الأوقات التي قام خلالها الشخص بتقديم المساعدة لأشخاص آخرين.
  • تذكر اللحظات والتصرفات التي جعلت الشخص يشعر بالرضا عن نفسه.
  • التخلص من أي أفكار تجعل الشخص يظن أنه شخص سيء.
  • الابتعاد عن أي مصدر للطاقة السلبية مثل الأشخاص السلبيين، والأخبار السلبية.

تقوية العقل

كلما كان عقل الشخص أقوى، كلما ازدادت قدرته على التخلص من التفكير الزائد، ولتقوية العقل يُنصح بالآتي:[مرجع2]

  • الالتزام بالتمارين الرياضية مهما كانت بسيطة.
  • المحافظة على التواصل مع الأصدقاء والمقربين.
  • التعرف على أشخاص جدد وتكوين صداقات جيدة.
  • التخلص من أي عادات سلبية واستبدالها بعادات أكثر صحة وإيجابية.
  • تجربة هوايات جديدة، وتعلم أشياء جديدة.

السيطرة على التوتر

التوتر يزيد من الإفراط في التفكير بشكل كبير، ولذلك يجب العمل على السيطرة على التوتر حسب الآتي:[مرجع2]

  • كتابة المشكلات من الأصعب إلى الأسهل، والبدء بحل المشكلات من السهلة حتى الصعبة.
  • مشاهدة البرامج التلفازية، أو أخذ قسط من الراحة، أو فعل أي شيء يساعد الشخص على الاسترخاء.
  • الابتعاد عن تناول المخدرات أو الكحول.
  • زيارة طبيب نفسي أو مستشار للحصول على المساعدة.

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة

عن تسنيم شلبي

مرحبا، أنا تسنيم شلبي، كاتبة محتوى طبي، ولدي رغبة كبير في طمس بصمة العار حول الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي في المجتمعات العربية. تذكر دائمًا: الحذاء الذي يناسب شخصًا يؤلم الآخر؛ لا توجد طريقة واحدة للعيش تناسب جميع الأشخاص.♥