ما ستجده في هذا المقال:
يمكن للانخراط بالأفكار والمشاعر السلبية أو الخوف من الأحداث القادمة أن تؤثر بشكل سيء على الحياة اليومية للشخص، كما أنها قد تسبب بعض المشكلات النفسية مع استمرار هذه الأفكار، إلا أن اليقظة الذهنية قادرة على زيادة ارتباط الشخص بوقته الحاضر وتخليصه من عبء الأفكار المزعجة.
ما هي اليقظة الذهنية؟
تعرف اليقظة الذهنية (Mindfulness) على أنها تركيز وعي الشخص على اللحظة الحالية بشكل مستمر فيصبح أكثر إدراكاً لجسده وعقله ومحيطه، بحيث يبقى الشخص حاضراً ذهنياً في اللحظة الحالية دون الإنخراط بالتفكير السلبي، ويمكن من خلال ممارسة تمارين اليقظة الذهنية طوال اليوم أثناء القيام بالنشاطات الحياتية تحقيق هذا الأمر، فبدلاً من تحكم العقل بالشخص يصبح الشخص أكثر تحكماً بعقله.
اعرف المزيد: تمارين اليقظة الذهنية لتعزيز الصحة النفسية
الهدف من زيادة اليقظة الذهنية
عند ممارسة اليقظة الذهنية فإن الشخص غالباً ما يكون لديه مجموعة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها، ومن هذه الأهداف:
- زيادة وعي الشخص بذاته.
- تهدئة النفس والتقليل من التوتر والإجهاد النفسي.
- التحكم بطريقة الاستجابة للأفكار والمشاعر.
- التمكن من التعامل والسيطرة على الأفكار والمشاعر غير الصحية.
- زيادة اللطف الذاتي لدى الشخص.
آلية عمل اليقظة الذهنية
تعمل اليقظة الذهنية على زيادة تركيز الشخص على اللحظة الحالية والابتعاد قدر الإمكان عن الأفكار المتعلقة بالماضي أو المستقبل، مما يعمل على:
- معرفة الشخص أن الأفكار التي يمتلكها لا تمثل هويته أو تجربته الحياتية، وبالتالي مُساعدته في التخلص منها بسهولة.
- ملاحظة الشخص لطريقة تعبير جسده عن القلق والتعب، من خلال تسارع ضربات القلب والشد العضلي، وبالتالي التمكن من تحديد المحفزات.
- تمكين الشخص من امتلاك ردود فعل أكثر إيجابية اتجاه المواقف المختلفة، وذلك من خلال الفصل ما بين الأفكار وذات الشخص.
- مساعدة الشخص على قبول مشاعره وتجاربه المؤلمة والتعامل معها بأساليب أكثر فاعلية من تجنبها أو الهروب منها.
طرق ممارسة اليقظة الذهنية
من أقدم الطرق المستخدمة لزيادة اليقظة الذهنية لدى الشخص التركيز على عملية التنفس بحد ذاته، كما يوجد طرق أخرى يمكن أن تساعد في بقاء الشخص أكثر يقظة خلال اليوم، حيث يمكنه تجربة:
- الأكل اليقظ: من خلال الانتباه إلى طريقة إعداد الطعام وتمازج المكونات معاً، أو الانتباه إلى حرارة كوب الشاي أو المذاق الحلو للعصير.
- المشي اليقظ: ويكون ذلك بالتركيز أثناء التجول أو المشي على إحساس الجسم بما حوله من تدفق الهواء حول الجسد أو الإحساس بضربات القدمين على الأرض أو شم الروائح المحيطة.
- تفحص الجسد: وهنا يتم التركيز على جميع أجزاء الجسم بدءاً من الرأس وانتهاءً بالقدمين، فيركز الشخص على جميع الأحاسيس التي يمكن أن يشعر بها بحواسه المختلفة.
- التلوين أو الرسم اليقظ: لا يحتاج الأمر إلى الإبداع، حيث يكفي الشعور بالتناغم بين الألوان أو ملامسة قلم الرصاص على الورق، كما يمكن تنزيل بعض صور التلوين الذهنية من الإنترنت للمساعدة في هذا الأمر.
- تأمل اليقظة الذهنية: بممارسة التأمل الذهني يمكن للشخص الحصول على الكثير من الفوائد الجسدية والنفسية على حد سواء.
- التعامل مع الرغبات: إن معرفة أن الرغبة في القيام بالأمور القهرية أو الإدمانية ما هي إلا رغبة تمضي في حال سبيلها إن لم نمارسها يساعد في الحد من السلوكيات القهرية بشكل كبير.
يمكن للشخص أن يركز على عواطفه دون الحكم عليها سواء بالسلبية أو الإيجابية، فقط يكفي أن يشعر بها الشخص وأن يسميها بمسمياتها ويسمح لها بالمرور دون التوقف عليها
الحالات النفسية التي تفيدها اليقظة الذهنية
يمكن من خلال اختيار تمارين اليقظة المناسبة أن يستفيد الشخص إن كان يعاني من إحدى الحالات النفسية التالية:
- الاكتئاب.
- القلق.
- مرض فصام الشخصية.
- اضطراب ثنائي القطب.
على الرغم من الفائدة المرجوة من اليقظة الذهنية على صعيد الحالة النفسية، إلا أنها لا تعتبر علاجاً، لذلك لا بد من المتابعة مع الأخصائي النفسي المتمرس للتمكن من التخلص مما يعاني منه الشخص.
العلاج النفسي اليقظ
في الآونة الأخير تم ربط اليقظة الذهنية لدى الشخص بمجموعة من العلاجات النفسية، بحيث يتم الاعتماد على قدرة الشخص في زيادة يقظته الذهنية للوصول إلى النتائج المرجوة، ومن ضمن هذه العلاجات:
العلاج الشامل
هو أسلوب علاجي يأخذ بعين الاعتبار الشخص بشكل كامل عند وضع الخطة العلاجية، حيث يتضمن مجموعة من النقاط مثل التاريخ المرضي للشخص والمعتقدات والثقافة، كما أنه يستخدم علاجات تكميلية مثل الريكي والتنويم المغناطيسي وتمارين التنفس.
العلاج المعرفي السلوكي
يركز هذا العلاج على مدى ترابط الأفكار والمشاعر والسلوكيات الخاصة بالشخص، حيث أن إدراك الشخص لهذه الأمور وكيفية تأثيرها في وقته الحاضر يساعده في تغييرها إلى ما هو أفضل.
اعرف المزيد: تقنيات العلاج المعرفي السلوكي
العلاج السلوكي الجدلي
كخطوة أولى في هذا العلاج يقوم الشخص بقبول أفكاره ومشاعره والتمكن من مسامحة مشاعر الضيق التي يشعر بها الشخص، ومن ثم استخدام مجموعة من المهارات للتمكن من تغيير هذه العواطف.
من ضمن المهارات المستخدمة التنظيم العاطفي، والتعامل مع الآخرين أو التواصل الاجتماعي.
العلاج البيئي
يعتمد العلاج البيئي على مدى ارتباط الشخص بالبيئة المحيطة، من خلال إدراكه لمحيطه الطبيعي واستخدام الحواس في ذلك، مما يترك الشخص أكثر ارتباطاً باللحظة الحالية.
الفرق بين التأمل واليقظة الذهنية
قد يُلاحظ بعض الخلط ما بين المصطلحين، ولكن هناك بعض الفروقات الأساسية التي يمكن الاعتماد عليها، حيث:
- يعتبر التأمل هو المكان المناسب لممارسة أو التدريب على اليقظة الذهنية فيه.
- يتم ممارسة التأمل لوقت محدد، بينما يُطمح التحلي باليقظة الذهنية طوال الوقت للتمكن من التعامل مع المواقف بمرونة نفسية.
نصائح عرب ثيرابي لزيادة اليقظة الذهنية
إن المواظبة على اليقظة وجعلها من أساسيات الحياة لدى الشخص ليس بالأمر السهل، إلا أنه باتباع بعض النصائح يمكن للشخص إعطاء المزيد من التركيز على اللحظة الحالية، ومن ضمن هذه النصائح:
- الاعتماد على التطبيقات الإلكترونية التي تساعد في تعلم هذه الممارسة بشكل أفضل خاصة في المرحلة الأولية من الأمر.
- التدرب على التركيز على أمر واحد لكل مرة، حيث أن تنوع التركيز في البدايات يساهم في تشتت الشخص بشكل كبير.
- الذهاب للمشي في نزهة بالطبيعة، ومراقبة الشخص للأمور من حوله وملاحظة مشاعره اتجاه ما يلاحظه.
- اليقظة الذهنية تعني مراقبة الشخص لنفسه دون القسوة عليها بل معاملتها برأفة ولطف وتقبل التشتت في بعض الأحيان.
- الحصول على الدعم النفسي اللازم من أطباء عرب ثيرابي.