ما ستجده في هذا المقال:
إنّ إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر بشكل مباشر على حياتهم الاجتماعية، والعملية، والدراسية؛ حيث أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر اضطراب سلوكي.
خطر إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي
تكمن مخاطر إدمان الشباب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأنها تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل القلق أو الاكتئاب، وضعف صورة الجسد. وقد تؤدي لتعاطي المخدرات، ومع مرور الوقت قد يزيد الإدمان بسبب ضغط الأقران أو الحاجة للشعور بالتوافق معهم.
كيف يؤثر إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي على الدماغ؟
يُمكن أن تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على العمليات الكيميائية في الدماغ، حيث أنها تعزز اندفاع هرمون الدوبامين في الدماغ عندما يتلقى الشاب إعجابًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تخلق شعورًا بالانتشاء والسعادة، وهو ما يؤدي بشكل أساسي للإدمان.
تأثير إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي
من أبرز تأثيرات ومخاطر الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب:
الحرمان من النوم
تشير الدراسات إلى أن العديد من الشباب ينامون مع الهواتف، ويتحققون من الإشعارات طوال الليل مما يسبب لهم نوم متقطع، أو حتى الحرمان من النوم، والتي ترتبط بمشاكل عديدة منها:
- الاكتئاب أو القلق.
- الميل للانتحار.
- عدم الراحة النفسية.
- فرط النشاط أو العصبية.
- العدوانية.
- تعاطي المخدرات.
- الاضطرابات النفسية المزمنة.
إهمال العلاقات الاجتماعية
يؤدي إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي إلى منحهم الأولوية للعلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من العلاقات الواقعية، كما أن الحاجة للتحقق من الاشعارات باستمرار يؤدي لتشتيت الانتباه وإعاقة مجرى الحياة اليومية. والتي تؤدي لزيادة الشعور بالوحدة أو العزلة الاجتماعية، وخسارة الصداقات، وفقدان المهارات الاجتماعية.
يقول 77% من الآباء أن أبنائهم المراهقين ينشغلون بالأجهزة عندما يكونون معًا.
تراجُع التحصيل الأكاديمي
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي عند الشباب تؤدي لانخفاض كبير في التحصيل الأكاديمي لديهم، وربما يعود ذلك لإهمال الدراسة بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومن تأثيرات الحرمان من النوم.
تعاطي المخدرات
ترتفع احتمالية تعاطي المخدرات واستخدام المواد المخدرة عند الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الشعور بنفس الطريقة التي شعر بها الشخص عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأول مرة.
الصحة البدنية السيئة
غالبًا ما يؤثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بإفراط بشكل سلبي على الصحة البدنية للشباب؛ حيث تساعد على تفاقم أي مشكلة صحية يواجهونها من قبل، كما تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكري أو السرطانات.
خطر إيذاء النفس
من المحتمل أن يؤدي إدمان الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي لمخاطر إيذاء النفس أو التفكير بالانتحار للأسباب التالية:
- التعرض للإساءة والتنمر الإلكتروني.
- بسبب اضطرابات النوم أو الحرمان من النوم.
- الاستخدام المبالغ به لوسائل التواصل الاجتماعي.
- مشاهدة المحتوى الذي يتعلق بإيذاء النفس أو الانتحار.
- المقارنات الاجتماعية السلبية.
- انعدام الثقة بالنفس أو التظاهر بهوية زائفة.
- عدم تلبية الاحتياجات من التواصل الاجتماعي.
تأثير إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
يؤدي الإدمان على مواقع التواصل لظهور عدد من الاضطرابات النفسية، ومنها:
تدني احترام الذات
واحدة من مخاطر إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي هي تدني احترام الذات بسبب التلاعب بالهوية الشخصية للانتماء إلى فئة معينة من المجتمع، والتي بدورها تزيد من شعور الشباب بالتميز، حتى لو كان ذلك باستخدام هوية شخصية زائفة.
قضايا صورة الجسم
غالبًا ما يُنظَر إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي على أنهم أكثر جاذبية، وعندما ينظر إليهم الشباب أو المراهقين قد يجعلهم ذلك يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم أو أجسامهم.
قلة الرضا
كلما ازداد استخدام المراهق لمواقع التواصل الاجتماعي قل رضّاه عن حياته، كما يزيد تركيزه على نفسه، ويتباهى بأفضل ما لديه.
مقارنة النفس بالآخرين
واحدة من مخاطر إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي هي مقارنة النفس بالآخرين عبر الإنترنت، والذي يؤدي لقلة الثقة بالنفس، وتعاطي المواد المخدرة أو إيذاء النفس.
اضطرابات الأكل
قد يؤدي إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي إلى زيادة الضغط على الشباب حول حاجتهم للنحافة، والتي تؤدي إلى:
- فقدان الشهية.
- الشره المرضي.
- اتباع نظام غذائي قاسي.
الخوف من الضياع (FOMO)
وهي الخوف الشديد من أن يتم نسيان الشخص وعدم دعوته إلى حدث اجتماعي ما، أو أن يقوم بتفويته. وعند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو رؤية المناسبات والأحداث الاجتماعية التي لم تُتاح للشاب فرصة حضورها لن يكون سعيدًا بذلك أبدًا.
أعراض الاكتئاب والقلق
بالإمكان أن يؤدي إدمان الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة مخاطر مواجهة أعراض الاكتئاب أو القلق، وبشكلٍ خاص عند استخدامها بشكل أكبر خلال الليل.
تشير الدراسات إلى أن المراهقين الذين يعانون من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر عرضة للإصابة بأنواع إدمان أخرى.
الآثار السلبية لاستخدام الشباب مواقع التواصل الاجتماعي
يُمكن أن تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي سلبًا على حياة الشباب والمراهقين ومستقبلهم، وذلك مثل:
- سهولة الوصول إلى المواد الإباحية.
- قلة التركيز أو التشتت باستمرار.
- حب الشهرة وفعل أي شيء يتطلبه الأمر للحصول على المزيد من الإعجاب.
- العلاقات غير الواقعية.
- التعرض للتنمر.
- إرسال واستقبال صور غير أخلاقية.
- الشعور بالضغط من أجل التوافق للتعامل مع مشاكل الحياة.
علامات إدمان الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي
إذا ظهرت العلامات التالية على الشباب غالبًا ما يكون مُدمن على مواقع التواصل الاجتماعي:
- قضاء الكثير من الوقت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- الانشغال بالتفكير بمواقع التواصل الاجتماعي.
- مواجهة مشكلة في التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى التقليل من وقت استخدامها.
- الكذب حول الوقت الذي يقضيه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- ظهور علامات القلق أو الاكتئاب بعد قضاء الوقت على الإنترنت.
- الشعور بالحاجة لاستخدامها أكثر، وعدم الاكتفاء.
- محاولات مستمرة وغير ناجحة لتقليل وقت استخدامها أو التوقف عنه.
- الاضطراب أو العصبية عند عدم التمكن من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
- الاستمرار في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من تأثيرها السلبي على حياتهم.
قد يقضي المراهق وقتًا أطول في التقاط صور لـ “نشاطه الممتع” أكثر من الوقت الذي يقضيه في المشاركة والاستمتاع به.
كيفية مساعدة شاب مدمن على مواقع التواصل الاجتماعي
بالإمكان تقديم المساعدة للشباب أو المراهقين للتخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي بالطرق التالية:
- التحدث إليه بصراحة وصدق حول مواقع التواصل الاجتماعي.
- تخصيص أوقات في المنزل خالية من الشاشات مثل وقت تناول الطعام.
- القدوة الحسنة للشاب أو المراهق في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام.
- مراقبة حسابات التواصل الاجتماعي للمراهق؛ للتأكد من كل ما يقوم بنشره، وما يتصفحه.
- وضع حدود لاستخدام الشاب لمواقع التواصل الاجتماعي.
- تشجيع التواصل وجهًا لوجه مع الأصدقاء.
متى يصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إدمانًا؟
يصبح الخطر حقيقيًا عندما يستخدم المراهق مواقع التواصل الاجتماعي للتعامل مع المشاعر السيئة التي يشعر بها مثل القلق، والاكتئاب، ولكن سوف تزيد من شعوره بالسوء تجاه نفسه ومشاعره، وبالتالي تعد إدمانًا، ويجب البحث عن المساعدة.
نصيحة عرب ثيرابي
على الرغم من عدم الاعتراف بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي على أنه اضطراب نفسي بشكل رسمي، إلا أن هناك الكثير من الأساليب العلاجية النفسية المفيدة في هذه الحالة. حيث أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون بعدم التردد في طلب المساعدة المناسبة، والتي غالباً ما تتضمن واحدة من الأساليب النفسية التالية:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
- العلاج الجدلي السلوكي (DBT).
- المقابلات التحفيزية.
- جلسات الإرشاد الجماعية.