يُعتبر تدني احترام الذات أمرًا سيئًا نظرًا لأن احترام الذات يعبّر عن رأي الشخص في نفسه، وإذا لم يكن الشخص يرى نفسه بصورة جيدة سوف يُصاب بالتعاسة وعدم الرضا عن النفس.[مرجع3]
ما هو تدني احترام الذات؟
إذا ما كان الشخص يميل في أغلب الأوقات للتفكير بشكل سيء في نفسه، ويحكُم على نفسه بطريقة سلبية ربما يكون يواجه نقص في احترام الذات، وقد ترتبط بمجموعة من المشاكل مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، والرهاب الاجتماعي، ونقص الانتباه، وتعاطي المخدرات.[مرجع4]
أسباب تدني احترام الذات
هناك أسباب عديدة تؤدي لأن يتدنى احترام الشخص لنفسه، وأبرزها:
الانتقاد المبالغ به
يُعتقد أن التعرض خلال الطفولة للانتقاد بطريقة مُبالغ بها يمنع الشخص من تكوين صورة إيجابية عن نفسه، وبالتالي يقل احترام الشخص لنفسه، وثقته بنفسه.[مرجع2]
قلة الاهتمام
في مرحلة الطفولة إذا لم يشعر الطفل بالكثير من الاهتمام والرعاية من الوالدين أو مقدمي الرعاية لن يشعر الطفل بأهميته وقيمته، وهو ما يبقى معه حتى يُصبح كبيرًا.[مرجع2]
بيئة المنزل
لسوء الحظ قد ينشأ الشخص في منزل مليء بالصراعات والنزاعات التي جميع مشاعرها السلبية تنتقل إلى الأطفال، وقد يشعر الطفل أنه السبب في ذلك، ويشعر بالتهديد والخوف، وللأسف إنّ هذه المشاعر السلبية تبقى مع الشخص حتى يكبر.[مرجع2]
التنمر
التعرّض للتنمر سواء كان في المنزل، أو في البيئات الخارجية يؤثر بشكل كبير على تدني احترام الذات، ويُسبب مشاعر الضياع، واليأس، والاشمئزاز من النفس، كما أنه قد يجعل الشخص يشعر أنه غير مستعد لمواجهة العالم الخارجي لوحده.[مرجع2]
التحديات الأكاديمية
لا شيء أسوأ من تدني التحصيل الأكاديمي ومواجهة التحديات الأكاديمية دون الحصول على المساعدة أو الدعم؛ حيث أنه يسبب:[مرجع2]
- الاعتقاد النفسي بأن الشخص غبي أو به عيب ما.
- التشكيك بشكل مفرط في الذكاء.
- الخجل حول مشاركة الآراء.
الصدمة النفسية
مواجهة الإساءة الجسدية، أو الجنسية، أو العاطفية من أكثر الأسباب خلف تدني احترام الذات؛ لأن الشخص يُجبر على اتخاذ موقف جسدي وعاطفي ضد إرادته يجعل من الصعب عليه أن يثق بنفسه أو بالآخرين.[مرجع2]
علامات تدني احترام الذات
على الرغم من أن ضعف احترام الذات ليس اضطرًابا نفسيًا إلا أن له بعض الأعراض والعلامات التي تميزه، ومنها:
قلة الثقة بالنفس
يميل الشخص الذي لا يحترم نفسه جيدًا لأن يطور ضعف في احترام الذات، والعكس صحيح؛ حيث أن الثقة بالنفس تجعل الشخص يعرف قدراته وقوته، والتي تساهم في تكوين احترامه لذاته.[مرجع1]
عدم السيطرة
من أحد علامات تدني احترام الذات هي عدم قدرة الشخص على السيطرة أو التحكم في حياته بسبب شعوره أنه لا يملك القدرة الكافية لذلك، ويكون دائمًا بحاجة لمساعدة من الآخرين في حل المشاكل.[مرجع1]
المقارنات الاجتماعية
مقارنة النفس بالآخرين غالبًا ما تكون نتائجها سلبية؛ حيث يميل الشخص الذي لديه احترام متدني لنفسه لمقارنة نفسه مع الأشخاص ممن هم أعلى مرحلة منه أو يعتقد أنهم أفضل منه، وبالتالي يشعر بعدم الكفاءة، واليأس.[مرجع1]
مواجهة صعوبة في طلب الاحتياجات
عندما يكون لدى الشخص تدني في احترام الذات سوف يواجه مشكلة في طلب الأمور التي يحتاجها من الآخرين، ومن المُرجح أن يكون ذلك بسبب شعوره بالحرج لحاجته للمساعدة والدعم.[مرجع1]
الشك الذاتي والقلق
حتى بعد اتخاذ القرارات الصحيحة غالبًا ما يشعر الشخص أنه اتخذ القرار الخاطئ، ويُكثر من الشك في آرائه، وفي أغلب الأحيان سوف يستجيب لما يعتقده الآخرون بدلًا من التمسك بقراراته.[مرجع1]
رفض التعليقات الإيجابية
إذا ما كان الشخص يعاني من تدني احترام الذات لن يتمكن من قبول المجاملات والتعليقات الإيجابية من الآخرين؛ لأنه ليس لديه رأي إيجابي عن نفسه.[مرجع1]
الحديث الذاتي السلبي
يُكثر من لا يحترم نفسه من الحديث الذاتي السلبي؛ حيث أنه يركز على عيوبه بدلًا من نقاط قوته، ودائمًا يكون لديه شيء سلبي حتى يُخبر نفسه به، كما يلجأ إلى لوم نفسه في حال حصل أي أمر سيء.[مرجع1]
الخوف من الفشل
لأن الشخص يفتقر إلى الثقة في قدراته فإنه يشك في قدرته على تحقيق النجاح، والذي بدوره يجعل الشخص يتجنب التحديات الصعبة، أو الاستسلام بسرعة دون المحاولة، كما أنه يكون يائسًا ولا يتوقع أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر.[مرجع1]
عدم وجود حدود
يُمكن لأي شخص يواجه ضعف احترام الذات أن لا يتمكن من وضع حدود مع الآخرين؛ خوفًا من أن يتوقف الناس عن الإعجاب به، أو لشعوره بالذنب لوضع هذه الحدود.[مرجع1]
إرضاء الآخرين
أحد علامات تدني احترام الذات الشائعة هي المحاولة المستميتة لإرضاء الآخرين، وعدم قول لا لأي شخص أو أي شيء يُطلب منه.[مرجع1]
تأثير تدني احترام الذات على حياة الشخص
يؤثر ضعف احترام الذات على حياة الشخص بشكل سلبي كبير، وذلك على النحو الآتي:[مرجع3]
- استمرار الشعور بالحزن، والاكتئاب، والقلق، والغضب، والخجل، أو الذنب.
- التسامُح مع أنواع السلوك غير المعقول من الشركاء؛ للاعتقاد أنه يجب كسب علاقات الصداقة والحب.
- الخوف من المحاولة؛ بسبب التشكيك للقدرات والقيمة الذاتية.
- السعي للكمالية والبحث عن المثالية من خلال الإفراط بالإنجاز للتعويض عن الشعور بالدونية.
- الذعر من أن يتم إطلاق الأحكام السلبية عليه من الأشخاص المحيطين والمجتمع.
- مواجهة صعوبة في التعامل مع أحداث الحياة الصعبة.
- قلة الاهتمام في النفس أو رعاية النفس.
- زيادة مخاطر إيذاء النفس.
التخلص من تدني احترام الذات
مجموعة من الطرق التي تساعد في التخلص من احترام الذات:
تحييد الأفكار
ليس من الضروري أن تكون أفكار الشخص عن نفسه صحيحة، وبشكل خاص إذا ما كان يعاني من تدني احترام الذات، ولذلك من المهم للغاية أن يكون حياديًا في أفكاره، وأن لا يسمح للأفكار السلبية بالسيطرة على أفكاره.[مرجع5]
تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية
أسلوب آخر يساعد في التخلص من ضعف احترام الذات هو تحويل الأفكار السلبية لإيجابية، وذلك مثل:[مرجع5]
- بدلًا من القول “أنا لا أستحق الحب” قول ” أحبائي يقدروني”.
- القول “أنا أبذل قصارى جهدي” أفضل من القول “أنا شخص سيء”.
الابتعاد عن المقارنة
مقارنة النفس بالآخرين باستمرار وبشكل خاص منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير سلبي للغاية على احترام الذات، لذا يُنصح أن لا يقوم الشخص بمقارنة نفسه بالآخرين أبدًا.[مرجع5]
كيفية تحسين احترام الذات
من الممكن أن يقوم الشخص بتعزيز احترامه لذاته من خلال الآتي:[مرجع4]
- التفكير في الأشياء التي يجيدها وفي نقاط قوته.
- الاحتفال في الانجازات الصغيرة التي يقوم بها في حياته.
- تجنب التفكير السلبي، والبحث عن تفسيرات بديلة ووضع الأمور في نصابها.
- التوقف عن التفكير في الأمور التي لا يُمكن للشخص تغييرها، والتفكير في الأشياء التي يمكن للشخص تغييرها.
- تجنب محاولة القيام بالأشياء على أكمل وجه؛ لأن الكمال غير ممكن.
- التوقف عن لوم النفس إذا ما قام بارتكاب الأخطاء؛ لأن ارتكاب الأخطاء شيء طبيعي.
- فعل الأمور التي يستمتع بها الشخص عادةً.
- التواجد مع الأشخاص الإيجابيين والذين لديهم تأثير إيجابي على الشخص.
- ممارسة التمارين الرياضية؛ لأنها تحسن المزاج.