فيروس كورونا

تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية

بعد الانتهاء من وباء فيروس كورونا، فإن اكتشاف مدى تأثيره الكبير على جميع الأصعدة أصبح أكثر تحديداً، فمن ضمن الأمور التي كان تأثير هذا الوباء فيها كبير هي الصحة النفسية، حيث لعبت الكثير من العوامل دوراً أساسياً في ذلك، ومن خلال السطور التالية نوضح ذلك.

تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية

أثّر فيروس كورونا على المجال الصحي والاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي انعكس سلباً على الصحة النفسية لفئة كبيرة من الأشخاص، فمن كان يعاني من اضطراباً نفسياً تعرض لاحتمالية تفاقم الأعراض، ومن كان سليماً فقد كان عرضة للإصابة باضطراباً نفسياً لما واجهه.(المرجع 1)

أكثر الأعراض النفسية ملاحظة أثناء وباء فيروس كورونا

بسبب ما واجهه الجميع من ظروف حياتية قاسية واغلاقات عالمية، فإن الكثير من الأشخاص أبلغوا عن تعرضهم لأعراض نفسية شخّصت على أنها:(المرجع 1) (المرجع 2)

الأسباب وراء تأثر الحالة النفسية بفيروس كورونا 

كان لبعض الأسباب الدور الكبير في ظهور الأعراض النفسية أو تفاقمها لدى بعض الأشخاص أكثر من غيرهم، ومن هذه الأسباب: 

أمور متعلقة بالقطاع الصحي

تسببت المشكلات التي واجهها القطاع الصحي العالمي أثناء انتشار فيروس كورونا في التأثير بشكل مباشر على الحالة النفسية لدى الأشخاص، وذلك من خلال:(المرجع 1)

  • التعرض للكثير من الحالات الصحية الصعبة والمتعلقة بفيروس كورونا، وهذا بشكل خاص للعاملين في الجهات الصحي.
  • عدم توفر المعلومات الكافية عن المرض، مما ترك الغالبية العظمى من الأشخاص متخبطين وفي حالة ذعر وضغط نفسي، وقد زاد الأمر سوءاً عدم الذهاب إلى مواعيد الجلسات النفسية لدى بعض الأشخاص خوفاً من انتقال العدوى.
  • نقل مجموعة كبيرة من العاملين في الصحة النفسية إلى المساعدة في عمل القطاع الصحي لتغطية الحاجة المتزايدة إلى الدعم المهني، مما ترك القطاع النفسي دون مقدمي الخدمة.

الوضع المالي

أصبح الكثير من الأشخاص عاطلين عن العمل، مما تسبب بالمزيد من الضغوط الحياتية، كما أن ذلك حرم فئة كبيرة من الحصول على الأدوية اللازمة بسبب عدم توفر المدخول المالي.(المرجع 1)

الحياة اليومية والاجتماعية

تغييرات الأنماط الحياتية التي يعيشها جميع أفراد الأسرة خلال جائحة فيروس كورونا، الأمر الذي ترك تأثيرات سلبية عليها على أصعدة مختلفة، حيث عمل على:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • ابتعاد الأطفال والمراهقين عن التفاعل الاجتماعي في المدارس بسبب الإغلاقات الطويلة للمدارس والجامعات.
  • تعرض الأطفال إلى سوء المعاملة والإجهاد النفسي بسبب البقاء في المنزل لفترات طويلة، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية وسلوكية.
  • تعرض النساء إلى أشكال العنف المتنوعة خلال الجائحة، الأمر الذي أثّر على عاطفتها ونفسيتها بشكل كبير.
  • تغيير نمط الحياة الشخصية للشخص، حيث اضطر إلى التخلي عن الكثير من الأمور التي كانت تعد أمور بديهية أو أساسي.
  • لجوء بعض الأشخاص إلى أساليب غير صحية للتأقلم من الوضع المستحدث، حيث تم الاعتماد على الكحول أو المخدرات أو زاد التدخين بشكل كبير.
  • تعرض بعض الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا إلى التجنب وابتعاد الآخرين عنهم في كثير من الحالات، مما تركهم يشعرون بالمزيد من الوحدة أو الذنب للإصابة بالمرض.
  • تحمل النساء للمزيد من الأعباء الملقاة على عاتقها.(المرجع 3)

التأثير الإيجابي لفيروس كورونا على الصحة النفسية

وجدت بعض الدراسات أن فيروس كورونا كان له بعض التأثيرات الإيجابية على الحياة اليومية لبعض الأشخاص، حيث عمل على:(المرجع 3)

  • إعادة التوازن بين الحياة اليومية والعمل.
  • زاد من الترابط الأسري لدى بعض العائلة، وعمل على تطوير الديناميكية في العائلة الواحدة.
  • قرب بين بعض الأزواج.

هل يمكن أن يبقى تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية مستمراً؟

على الرغم من أن بعض الدراسات تقلل من مدى تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية، إلا أن هذه التأثيرات لا يمكن إهمالها، حيث أنها لا تظهر أي تراجع أو قلة في الحدة، الأمر الذي يساهم في تكوين تراكمات نفسية على الأمد البعيد.(المرجع 3)

الفئات الأكثر تضرراً نفسياً بسبب فيروس كورونا

واجهت بعض الفئات المجتمعية أضرار نفسية أكثر حدة من غيرها، ومن هذه الفئات:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • النساء، حيث أن الأعباء المتزايدة الملقاة على كاهلة واختلاف الجو العام في المنزل وتعرضها للمزيد من العنف في بعض الحالات ساهم في تطور الحالة النفسية لديها، كما أن الأمر يتناسب مع حقيقة أن المرأة أكثر عرضة للاكتئاب والقلق من الرجل في الحالات الطبيعية.
  • المراهقين والشباب أكثر تضرراً من الأطفال وكبار السن، حيث أن التغييرات السلوكية والاجتماعية غير المرغوبة أثرت بشكل كبير عليهم، حيث اضطروا إلى البقاء بشكل أطول مع عائلاتهم والابتعاد عن علاقاتهم الاجتماعية الخاصة.
  • الأسر ذات المدخول المالي المنخفض.
  • الأشخاص المصابين بأمراض عضوية مزمنة قبل انتشار فيروس كورونا.
  • الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية بشكل مسبق، حيث كانوا أكثر تفكيراً بكيفية تأثير الأمر على حياتهم المستقبلية، وهذا ما يثبت تأثر هذه المشكلات بالعامل البيئي.
  • العاملين في القطاع الصحي، وذلك بسبب التغييرات الكبيرة في مسؤوليات العمل، بالإضافة إلى القلق من نقلهم للعدوى إلى مختلف أفراد العائلة.

كما هو الحال في جميع الاضطرابات النفسية، فإن الحالة المعيشية المتدنية لها تأثير كبير في ظهور هذه الاضطرابات أو تفاقم أعراضها.

الأعراض النفسية لفيروس كورونا على الأفراد المصابين

قد يظهر بعض الأعراض النفسية والإدراكية المرافقة للإصابة بفيروس كورونا لدى الأشخاص، ومن هذه الأعراض:(المرجع 3) (المرجع 5)

  • اضطراب في النوم.
  • ضعف التركيز.
  • فقدان قصير الأمد للذاكرة أو ضعف الذاكرة بشكل عام.
  • صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة عند الحديث.
  • صعوبة حل المشكلات اليومية أو ضبابية الدماغ.
  • الهذيان خاصة للأشخاص التي تستدعي حالتهم الصحية الإقامة في المستشفى.
  • القلق أو الاكتئاب.
  • الاضطرابات الذهانية وجنون العظمة، خاصة بعد التعافي من الإصابة بالفيروس.
  • حدوث الهلاوس الحسية المتكررة.

تأثير جائحة كورونا على المصاب باضطراب نفسي

عملت جائحة كورونا على التأثير بشكل خاص على المصابين باضطراب نفسي، حيث عاني هؤلاء من مشكلات التأقلم ومواجهة الوضع الراهن، حيث يتمثل هذا التأثير بما يلي:(المرجع 2) (المرجع 4)

  • القيام ببعض السلوكيات الخطيرة، مثل إيذاء النفس في سبيل التأقلم.
  • التقليل من الضغوط الاجتماعية التي يعاني منها بعض المصابين بأنواع مختلفة من الاضطرابات النفسية.
  • عدم تمكن فئة كبيرة من المصابين باضطرابات نفسية من تلقي العلاج لعدم توفر الكادر المؤهل أو بسبب الخوف من العدوى.

آلية تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية

ترتبط الحالة النفسية بشكل مباشر بالالتهابات الحاصلة في الجسم وانخفاض المناعة لديه، حيث أن هذه الالتهابات تسبب انخفاضاً في إنتاج النواقل العصبية الدماغية المهمة، بالإضافة إلى موت بعض الخلايا العصبية في الدماغ، وبالتالي حدوث تغييرات نفسية وعاطفية وسلوكية للشخص.(المرجع 5)