ما ستجده في هذا المقال:
يوجد الكثير من الطرق العلاجية التي يمكن أن يتبعها الأخصائي النفسي عند علاج المريض، ولكن من أكثر هذه الطرق فاعلية هي العلاج بالتعرض، حيث يخضع المريض لمواجهة مخاوفه للتقليل من ردود فعله.
العلاج بالتعرض
العلاج بالتعرض (Exposure Therapy) هو علاج يتم فيه مساعدة الأشخاص للتغلب على الخوف أو القلق لديهم. من خلال تعريضهم للمواقف أو الأشياء التي تسبب هذه المخاوف بدلاً من تجنب المواقف. بحيث تتم هذه المواقف في بيئة آمنة وتحت تحكم الأخصائي النفسي.
فاعلية العلاج بالتعرض
يمكن أن تتضح فاعلية العلاج بالتعرض بطريقة من الطرق التالية:
المعالجة العاطفية
حيث إن التعرض المستمر للموقف المخيف يؤدي إلى تكوين معتقدات أو مشاعر جديدة أكثر واقعية عنه.
الاختفاء
يعمل التعرض التدريجي على تقليل الارتباط بين الموقف والمشاعر، ومع مرور الوقت يتم التخلص من هذه المشاعر القديمة المرتبطة بالموقف المخيف.
التعود
يساعد التعرض المتكرر للموقف المخيف إلى التكيّف معه أو التعود عليه، فيصبح من الأمور الطبيعية التي يمر بها الشخص دون وجود أية ردة فعل مبالغ بها.
القدرات الذاتية
يمكن التعرض بشكل دائم للموقف المخيف أن يجعل الشخص يتحكم بقلقه أو انفعالاته. ومن ثم مواجهة مخاوفه.
(60 – 90) % من المصابين باضطرابات القلق إما لا تظهر عليهم أعراض أو تظهر عليهم أعراض خفيفة جدًا بعد العلاج بالتعرض.
أنواع العلاج بالتعرض
يمكن أن يختار الأخصائي النفسي نوعاً من أنواع العلاج بالتعرض المناسب مع وضع المريض، حيث ينقسم هذا العلاج إلى الأنواع التالية:
التعرض الواقعي In Vivo Exposure
يتم في هذا النوع تعريض المريض لمواقف حقيقية وواقعية لمخاوفه، بحيث يجربها في الحقيقة وليست عمليات محاكاة، فمثلاً عند خوف الشخص من الثعبان، يمكن علاجه كما يلي:
- تعريض المريض لمشاهدة الثعبان.
- الاقتراب من الصندوق المحتوي على الثعبان.
- حمل صندوقاً مغلقاً فيه ثعبان.
التعرض الخيالي Imaginal Exposure
يعمل الأخصائي النفسي على تحفيز المريض لتخيل موقف ينطوي على مخاوفه، من خلال حث المعالج بالكلام المريض على التخيل، يبدأ المريض بإظهار ردود فعله تجاه ما يخيفه.
التعرض الداخلي Interoceptive Exposure
يهدف هذا النوع إلى إدراك المريض أن ما يشعر به من أحاسيس داخلية لن تؤثر عليه سلباً، فمثلاُ في نوبة الهلع يتعرض المريض لتسارع نبضات القلب، يتم العلاج كما يلي:
- يطلب المعالج من المريض القفز.
- يلاحظ المريض أن ضربات قلبه بدأت في الزيادة.
- يدرك أن هذه الزيادة في النبضات لن تؤثر عليه.
التعرض الافتراضي Virtual Reality Exposure
توفر التقنية الجديدة تجارب يمكن محاكاة الواقع فيها، دون التعرض للموقف الحقيقي، ومثال ذلك تجربة ركوب سفينة أو طائرة، ومن فوائدها:
- توفير بيئة تعرض مناسبة في حال عدم التمكن من توفير البيئة حقيقية.
- التقليل من خطر التعرض الحقيقي للموقف.
التعريض المطول Prolonged Exposure
قد يستخدم الأخصائي النفسي العلاج بالتعرض المطول، حيث إنه ينطوي على مجموعة من الفوائد منها:
-
- تعريف المريض بالأعراض المختلفة التي يتعرض لها.
- تعليم المريض أساليب للتقليل من مشاعر الضيق التي يعاني منها، مثل التنفس العميق أو التأمل.
- عند تعريض المريض المواقف الواقعية، تزيد قدرته على إدارة قلقه أو خوفه.
- أثناء الحوار مع الأخصائي النفسي، يقوم المريض بتذكر الذكريات المؤلمة، ويتمكن من التفكير بها بطريقة أخرى ويتخلص من الأفكار السلبية.
تقنيات العلاج بالتعرض
من تقنيات العلاج بالتعرض التي يمكن للأخصائي النفسي الاختيار من ضمنها ما يلي:
التعرض بالتدريج
الغمر
التعرض ومنع الاستجابة
من أفضل التقنيات المتبعة مع الوسواس القهري، حيث إنه يتم تعريض المريض للمواقف المحفزة لديه مع منعه من إبداء أي ردود فعل على المواقف.
الحالات التي يعالجها العلاج بالتعرض
غالباً ما يستخدم الأخصائي النفسي العلاج بالتعرض لعلاج حالات اضطرابات القلق المتنوعة، ومنها:
- اضطراب القلق المعمم.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- اضطراب الهلع أو نوبات الهلع.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي.
- بعض أنواع من الصدمات النفسية.
- أنواع الفوبيا المختلفة.
أظهرت مراجعة بحثية أن العلاج بالتعرض هو أحد أكثر العلاجات المدعومة بالبحوث لاضطراب ما بعد الصدمة.
استراتيجية العلاج بالتعرض
يتبع الأخصائي النفسي استراتيجية محددة عند علاجه المريض بالتعرض، حيث تتضمن هذه الاستراتيجية:
- يحاول الأخصائي النفسي معرفة مخاوف المريض بالتفصيل، ومن ثم معرفة الأسباب الكامنة خلف هذه المخاوف.
- من خلال إدراك هذه المخاوف، يقوم الأخصائي النفسي بتأمين بيئة مناسبة لتعريض المريض لعينة خفيفة من مخاوفه.
- يتم زيادة مقدر المحفز بشكل تدريجي يتناسب مع الوضع، مع استمرار تحكم الأخصائي النفسي بشكل كامل على المواقف.
- يعتمد استمرار جلسات التعريض على مدى التحسن على حالة المريض أو تأقلمه مع مخاوفه دون ردود فعل حادة.
العلاج بالتعرض الذاتي
يفضل في معظم الحالات تجربة العلاج بالتعرض تحت إشراف الأخصائي النفسي، حيث إن تجربة هذا العلاج ذاتياً قد يؤدي إلى إحدى النتائج التالية:
- نجاح التجربة مع أنواع بسيطة من الفوبيا، فعند الخوف من الحياة الاجتماعية يمكن أن يبدأ الشخص بالاندماج مع التجمعات الخفيفة قبل الانتقال إلى المواقف الاجتماعية الحاشدة.
- عدم التمكن من التجربة، في حالات مثل اضطراب الوسواس القهري، حيث إن الشخص غالباً ما يحاول تجنب المواقف التي تثير قلقه بشكل لا إرادي.
- نتائج سلبية في بعض الحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يمكن أن تزيد الأمور سوءاً في حالة التعرض للموقف بطريقة خاطئة.
الفرق بين العلاج بالتعرض وعلاج إزالة التحسس الممنهج
يتشابه العلاج بالتعريض وعلاج إزالة التحسس الممنهج في طريقة العلاج، ولكن في علاج إزالة التحسس يتم تدريب المريض على تقنيات الاسترخاء قبل تطبيق العلاج. ليتمكن من ممارستها أثناء شعوره بالتوتر أو القلق خلال العلاج.
عيوب العلاج بالتعرض
على الرغم من تحقيق هذا النوع من العلاج للكثير من الفوائد، ولكن ينطوي على بعض العيوب، مثل:
- عودة الأعراض: بعد مرور الكثير من الوقت، قد يجد الشخص أن الأعراض التي كان يعاني منها أو مخاوفه قد عادت. خاصة إذا لم يكتمل العلاج بشكل الصحيح، أو انتهى قبل أوانه.
- عدم الواقعية: في المواقف التي يتم فيها المحاكاة، قد لا يعكس العلاج الواقع بالشكل الحقيقي.
- عدم السيطرة على ردود الأفعال: يستطيع المريض التعامل مع المواقف أثناء الجلسة، أما بعيداً عن الجلسات فلا يستطيع التحكم بردود أفعاله.
- طويل الأمد: غالباً ما يحتاج العلاج بالتعريض لفترة ليست بسيطة للعلاج مقارنة مع أنواع أخرى من العلاجات النفسية.
- صعب مع الصدمات: قد يصعب تطبيق العلاج بالتعريض مع أنواع من الصدمات النفسية.
- غير مناسب للجميع: قد لا يشعر المريض بالراحة أثناء تطبيق هذا العلاج لما يتم مواجهته خلال التعرض.
كلمة من عرب ثيرابي
للعلاج بالتعرض الكثير من الفوائد والتي يلخصها الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بما يلي:
- تقليل الحساسية اتجاه المواقف المسببة للحزن.
- تراجع القلق بشأن التعرض للمحفزات.
- زيادة قدرة الشخص على تحمل الخوف.
- قدرة الشخص على التغلب على التحديات.
- التقليل من القلق العام.
- تحسين أداء الشخص.
- تحسين مهارات التواصل.
- التوازن والاستقرار العقلي أو النفسي.