ما ستجده في هذا المقال:
وسواس النظافة من أحد أشكال الوسواس القهري التي تجعل الشخص يميل إلى تكرار سلوك التنظيف حتى عند عدم الحاجة لذلك، ويجب الحصول على علاج وسواس النظافة تجنبًا للآثار السلبية المترتبة عليه.
علاج وسواس النظافة
يمكن علاج وسواس النظافة بأحد الطرق التالية:
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
يعتبر من العلاجات الفعالة في شفاء وسواس النظافة، ويتم من خلال التعاون بين المريض والمعالج النفسي على تحديد الأفكار المشوهة في عقل الشخص وتجعله مهووسًا بالنظافة. ومن ثم إعادة هيكلة هذه الأفكار بطرق فعالة، بالإضافة لكون العلاج المعرفي السلوكي يقوي الاتصالات في جميع أنحاء الدماغ، وبشكل خاص في المناطق التي تعمل على التحكم في توازن التفكير أو المشاعر.
منع التعرض والاستجابة (ERP)
يتم تحديد المحفزات الداخلية أو الخارجية لوسواس النظافة بمساعدة المعالج؛ حيث يطلب من الشخص أن يصف أفكاره أو سلوكياته القهرية. ومن ثم يتم التدرب تدريجيًا على مواجهتها فيما يضمن التقليل أو علاج وسواس النظافة.
التحفيز العميق للدماغ (DBS)
في الحالات الشديدة التي لم تساعد العلاجات الأبسط في علاجها قد ينصح الطبيب في التحفيز العميق للدماغ. والذي يتم من خلال زرع أقطاب كهربائية في مناطق معينة من الدماغ، والتي بدورها تنتج نبضات كهربائية تساعد في تغيير الأفكار والسلوكيات.
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)
وهو جهاز يتم تثبيته فوق الرأس، يقوم بالحث على إنتاج مجال مغناطيسي يستهدف أجزاء محددة من الدماغ، ويقوم بالسيطرة على أعراض الوسواس القهري بشكل عام.
الأدوية
تستخدم بعض أنواع الأدوية في علاج أعراض الاضطرابات النفسية، وتستغرق من 2-4 أشهر حتى يبدأ مفعولها، وذلك مثل مثبطات السيروتونين الانتقائية التي تساهم في علاج وسواس النظافة.
التنويم المغناطيسي
غالبًا ما ينفصل الشخص عن ما يحيط به عندما يبدأ في سلوكيات وسواس النظافة، ويوجه كل تركيزه حول ما يفعله، وقد يعاني الشخص من تشويه زمني بسبب ذلك أيضًا، والتنويم المغناطيسي يعمل على مساعدة الشخص للتركيز على الأمور المحيطة به حتى لا ينفصل عن الواقع أثناء سلوكيات الوسواس.
العلاج الأسري
في أكثر الأحيان وسواس النظافة يؤثر على الأسرة كاملة وليس على الشخص لوحده، لذا قد يفضل المعالج انخراط أفراد الأسرة في بعض جلسات علاج وسواس النظافة؛ لتعزيز فهم الاضطراب، وتقليل النزاعات العائلية، وتعلم الطرق الصحيحة لدعم أو مساعدة المريض.
العلاج الجماعي
يوفر العلاج الجماعي الكثير من الدعم والتشجيع من أشخاص يعانون من نفس الاضطراب أو مرّوا في نفس التجربة، كما أن التفاعل مع مرضى آخرين في وسواس النظافة أو الوسواس القهري يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
لست وحدك في معاناتك مع الوسواس القهري، ويمكن أن تكون المشاركة في مجموعة دعم تذكيرًا فعال بذلك.
تقنية الفصل
من الأمور التي تساعد في العلاج هي فصل وسواس النظافة عن هوية الشخص العادية، ومعاملتها بصفتها شيء منفصل؛ كأنها طفيلي يُفسد حياة الشخص ويجعلها أكثر الصعوبة، وكلما كانت الحالة الذهنية منفصلة عن هوية الشخص كلما كان من الأسهل علاجها.
إعادة توجيه النمط
السلوكيات القهرية مثل وسواس النظافة تتبع نمطًا معينًا، والذي يُمكن معرفته بالمراقبة، وإعادة توجيه هذا النمط أو كسر النمط تساعد في العلاج، على سبيل المثال إذا كان الشخص يغسل يديه 100 مرة بعد أن يلمس شيئاً، يُمكن إعادة توجيه النمط بالطريقة التالية:
- الانتظار 30 ثانية قبل البدء بغسل اليدين.
- غسل اليدين 90 مرة فقط ومن ثم التوقف.
- قراءة الحروف الأبجدية، ومن ثم غسل اليدين 10 مرات.
خطوات علاج وسواس النظافة
يمكن اتباع الخطوات التالية في العلاج:
الاسترخاء
جميع أشكال اضطراب الوسواس القهري تتغذى على القلق والتوتر، ولا يمكن علاج وسواس النظافة دون تعلم كيفية الاسترخاء والهدوء في البداية، وذلك من خلال تعلم الراحة وتقنيات الاسترخاء قبل البدء بالتنظيف.
كسر روتين الوسواس
يشبه التوقف عن وسواس النظافة التوقف عن تعاطي المخدرات، لذا يجب التوقف عنه شيئًا فشيئًا، والانسحاب من بعض المهام، ومن الأمثلة على ذلك:
- تأخير بدء التنظيف لمدة 20 دقيقة عن الموعد المعتاد.
- تغيير الترتيب الذي يتم اتباعه في التنظيف عادة.
- تجاهل تنظيف شيء ما في كل يوم حسب الجدول، ومن ثم تنظيفه في النهاية.
- التوقف عن تنظيف بعض الأشياء تدريجيًا.
تحسين جوانب الحياة الأخرى
إصابة الشخص في وسواس النظافة تجعله لا يركز على شيء في حياته غير النظافة والتنظيف، وقد يكون هناك جوانب أخرى بحياته بحاجة للانتباه والاهتمام مثل امتلاك شريك، أو شخص آخر بحاجة له، ومن خطوات علاج وسواس النظافة هي إبعاد التركيز قليلًا عن النظافة، والاهتمام في جوانب الحياة الأخرى.
التركيز على الأسباب
ما هي الأمور والأسباب التي جعلت الشخص مهووسًا بالنظافة يجب معرفتها وتحديدها لتسهيل العلاج، فقد يكون القلق من تراكم الأوساخ هو المسبب، أو غيره.
متوسط العمر لبدء الوسواس القهري هو 19 عامًا. ولكن يبدأ عادةً بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الفرد 30 عامًا.
الانشغال في أمور أخرى
إذا كان الشخص يمتلك الكثير من وقت الفراغ سوف يواجه مشكلة في علاج وسواس النظافة؛ لأنه سيقضي أغلب وقت فراغه في التنظيف، ولكن عندما يمتلك الكثير من الأشغال أو المسؤوليات لن يكون لديه الكثير من الوقت للتركيز على التنظيف الذي لا داعي له، وبالتالي يقلل من وسواس النظافة.
تغيير نمط الحياة لعلاج وسواس النظافة
يلعب نمط الحياة الصحي دورًا كبيرًا في تخفيف القلق والمخاوف، وعلاج اضطرابات الوسواس القهري بشكل عام، وذلك على النحو التالي:
التمارين الرياضية
من المهم للغاية الالتزام في ممارسة التمارين الرياضية لعلاج القلق، والسيطرة على أعراض الوسواس القهري، وذلك من خلال تعزيز إعادة التركيز عند ظهور الأفكار القهرية، ويُنصح في لعب التمارين الهوائية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في معظم الأيام.
النوم المنتظم
من الأمور التي تساعد في علاج وسواس النظافة هو الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتجنب الأرق أو اضطرابات النوم التي تزيد من القلق، وتمنع تحقيق التوازن العاطفي، الذي يحرّض أعراض الوسواس.
تجنب الكحول والنيكوتين
على الرغم من أن الكحول يقلل من القلق والتوتر بشكل مؤقت ولكن بعد أن ينتهي مفعولها تزيد أعراض القلق والوسواس، وكذلك الأمر بالنسبة للنيكوتين، في حين أنه يبدو مهدئاً إلا أنه منبه قوي، ويرفع من القلق.
نصائح للمساعدة في علاج وسواس النظافة
من أهم النصائح المفيدة التي تساعد في علاج وسواس النظافة، وعلاج اضطرابات الوسواس القهري:
- توقع ظهور أعراض الوسواس والرغبة في التنظيف في أي لحظة أو موقف.
- الحرص على إخبار المُعالج أو الطبيب أي مستجدات أو تغييرات، أو أفكار جديدة.
- الاستعداد لقبول المخاطرة والحصول على العلاج حتى لو كانت الرحلة صعبة وطويلة نوعًا ما.
- عدم الاعتماد على الطمأنينة سواء من النفس أو من الآخرين، وتوقع حصول بعض الأمور السيئة.
- تقبل الأفكار القهرية دون محاولة تحليلها، أو إضاعة الوقت في إلغائها أو تغييرها.
- تحمل مسؤولية علاج الوسواس وتحمل أعراضه.
- الإصرار على العلاج والتحسن، والصبر على ذلك أيضًا.
- الحرص على تنفيذ جميع الواجبات والأمور المتعلقة في العلاج.
نصيحة عرب ثيرابي
يؤثر الوسواس القهري على جميع جوانب الحياة اليومية للشخص، لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الوقاية منه من خلال ملاحظة الأعراض أو الدلالات الأولية لدى الطفل والتي تشير بشكل كبير إلى احتمالية إصابته بهذا الاضطراب، والعمل على معالجتها بشكل مبكر قدر الإمكان.
