
بشكل عام يعتمد الأطباء العلاج النفسي لنوبات الهلع أو الأدوية، أو كلاهما؛ بناءً على الحالة الصحية وحالة نوبات الهلع التي يواجهها الشخص، ويجب التحلي بالصبر كثيرًا عند العلاج.[مرجع1]
الاستشارة النفسية والطبية
قبل البدء في العلاج النفسي لنوبات الهلع يجب التوجه للطبيب النفسي والحصول على استشارة نفسية؛ حيث توضح الاستشارة الآثار الجسدية والنفسية لنوبات الهلع، وكيفية التعامل معها.[مرجع1]
تشخيص نوبات الهلع
يتم تشخيص الإصابة في نوبات الهلع أو اضطراب هلع بالطريقة التالية:[مرجع3]
- فحص بدني كامل.
- اختبارات الدم؛ للتحقق من صحة الغدة الدرقية.
- التقييم النفسي، والتحدث عن الأعراض، والمخاوف، والعلاقات.
- التحقق من التاريخ الطبي كاملًا للمريض.
- تعبئة بعض الاستبيانات والنماذج لتقييم الصحة النفسية للمريض.
طرق العلاج النفسي لنوبات الهلع
هناك طرق عديدة ومتنوعة لعلاج نوبات الهلع، ومنها:
العلاج الكلام
يبدأ العلاج بالكلام بالتحدث مع مستشار أو طبيب لمساعدة المريض على فهم نوبات الهلع وكيف يُمكنه التعامل معها، ومع التقدم بالعلاج يعرف المريض الأفكار، والمشاعر، والمواقف التي تسبب له نوبات الهلع.[مرجع1]
علاج سلوكي معرفي (CBT)
يركز العلاج السلوكي المعرفي على فهم السلوكيات غير المنطقية التي تؤثر على عمليات التفكير غير العقلانية، والتي تساهم في ظهور الأعراض أو استمرارها عند التعرض لنوبة هلع، وكيفية السيطرة عليها وتجنب المواقف التي تحفزها.[مرجع2]
تعديل السلوك المعرفي
تم تطوير تعديل السلوك المعرفي من العلاج السلوكي المعرفي والذي يركز على تحديد الكلام الذاتي السلبي أو الذي يسبب خلل؛ لتغيير السلوكيات غير المرغوب بها لسلوكيات مقبولة.[مرجع2]
العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني (REBT)
هو أسلوب سلوكي معرفي يعتمد على معرفة الأفكار السلبية التي تسبب نوبات الهلع، والتخلص منها، وهو من أحد طرق العلاج النفسي لنوبات الهلع المعتمدة.[مرجع2]
علاج جماعي
تكمُن فائدة العلاج الجماعي في الأمور التالية:[مرجع2]
- تقليل الشعور بالخجل والعار من التعرض لنوبات الهلع.
- تبادل التجارب والخبرات بين أفراد المجموعة.
- توفير الفرص للنمذجة والإلهام من الآخرين في المجموعة.
- توفير بيئة تعرّض آمنة للمرضى، وبشكل خاص من يخافون من أعراض الهلع في المواقف الاجتماعية.
علاجات الأزواج والأسرة
يُمكن أن تؤثر أعراض نوبات الهلع واضطراب الهلع على العلاقات الأسرية والزوجية في حياة المريض، لذا يُنصح في العلاج الأسري أو علاج الأزواج للتخلص من تأثير النوبات على الأشخاص من حوله، وتعزيز الدعم ما بينهم.[مرجع2]
العِلَاج النفسي الديناميكي المرتكز على الهلع (PFPP)
يُعتقد أن نوبات الهلع تكون أحيانًا بسبب بعض التجارب المؤلمة التي خاضها الشخص في مراحل مبكرة من حياته وتم تخزينها في العقل اللاواعي؛ كآلية تأقلم ودفاع، وهذا العلاج يهدف إلى:[مرجع2]
- تحليل نفسية المريض.
- البحث عن أي أفكار أو تجارب مؤلمة في العقل اللاواعي.
- جلبها إلى منطقة العقل الواعي؛ حتى يكون من السهل التعامل معها.
- اختيار طريقة العلاج الأنسب للتعامل مع هذه الأفكار والتخلص منها.
هل العلاج النفسي لنوبات الهلع يحتاج وقت طويل؟
في العلاجات النفسية تحديدًا لن يشعُر الشخص بالتحسّن بشكل مباشر أو في وقت قصير؛ بل عملية العلاج تأخذ وقتًا طويلًا، ويبدأ الشعور بالتحسن خلال عدة أسابيع، وتبدأ الأعراض بالاختفاء خلال عدة أشهر، وغالبًا ما يتم تحديد مواعيد زيارات مع الطبيب بشكل دوري للتأكد من أن نوبات الهلع مُسيطر عليها.[مرجع3]
تقنيات الاسترخاء والعلاج النفسي لنوبات الهلع
تساعد تقنيات الاسترخاء في علاج نوبات الهلع بشكل كبير، وذلك من خلال التقنيات التالية:
التأريض
تقنيات التأريض تهدف إلى التأكيد الإيجابي على الأمور الحقيقية في محيط الشخص؛ لمساعدته على التحكم في أفكاره والسيطرة عليها،[مرجع4] ومن الأمثلة عليها:[مرجع6]
- تسمية 5 أشياء يُمكن رؤيتها في محيط الشخص.
- البحث عن 4 أمور يُمكن لمسها أو الإحساس بها جسديًا.
- سماع 3 أصوات، وتمييزها وتسميتها.
- تسمية رائحتين يُمكن شمها.
- البحث عن شيء واحد يُمكن تذوقه.
تمارين التنفس
أساليب وتمارين التنفس العميق المختلفة هي الأفضل للتحكم في الحالة النفسية من خلال الجسد، والتي تساعد في العلاج النفسي لنوبات الهلع من خلال تحقيق الاسترخاء والراحة للجسم، ويجب تطبيقها يوميًا عند الشعور بالحاجة لذلك؛ قبل التعرض لنوبة هلع، أو أثناء التعرض لنوبة هلع، أو حتى بمجرد الشعور بالتوتر.[مرجع4]
التأمل
يُعتبر التأمل من تقنيات الاسترخاء الشائعة في العلاج النفسي لنوبات الهلع، والذي يساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر من خلال:[مرجع4]
- الجلوس في مكان مريح وهادئ، وفي وضعية جلوس مريحة.
- إغلاق العينين والاسترخاء.
- التنفس بعمق وبطء حتى الشعور بالراحة والهدوء.
- الاستمرار في تمارين التأمل لمدة لا تقل عن 15 دقيقة؛ لتحقيق أفضل النتائج منها.
طريقة التعامل مع نوبة هلع
حتى مع العلاج النفسي لنوبات الهلع لا يزال الشخص معرضًا للإصابة بها، وعند التعرض لنوبة هلع يُنصح بفعل الآتي:[مرجع4]
- التوقف والثبات في المكان، وعدم التحرك لأماكن أخرى.
- الاعتراف بالتعرض لنوبة هلع وقبولها.
- التركيز على أهمية السيطرة على نوبة الهلع والتحكم بها.
- البقاء في مكان آمن ويُحقق شعور الهدوء والأمان للمريض.
- ممارسة تمارين التنفس لتهدئة الدماغ، وتقليل الإحساس المتصاعد بنوبة الهلع.
- طمأنة النفس والتأكيد عليها أن كل شيء سيكون بخير ولا حاجة للقلق أو الخوف.
كيفية التعامل مع شخص يتعرض لنوبة هلع
إذا ما صادف الشخص أحداً يتعرّض لنوبة هلع يجب عليه فعل الآتي:[مرجع1]
- سؤال الشخص عما يُمكن فعله والمساعدة به.
- طمأنة الشخص الآخر خلال نوبة الهلع بأن كل شيء سيمر بخير.
- تشجيعه على التنفس ببطء والهدوء.
- عدم التقليل من شدة الأعراض التي يمر بها أو من شعوره.
- الحصول على المساعدة إذا لم يتمكن من تهدئة الشخص الآخر.
أهمية الدعم في العلاج النفسي لنوبات الهلع
من المهم للغاية وجود أشخاص داعمين عند تلقي أي نوع من أنواع علاج نوبات الهلع؛ للحصول على التشجيع والقوة للاستمرار في العلاج، ويُمكن الحصول عليه من الأصدقاء، والعائلة، والشركاء، ومجموعات الدعم في جلسات العلاج الجماعي.[مرجع1]
دور نمط الحياة في علاج نوبات الهلع
بجانب العلاج النفسي لنوبات الهلع يجب اتباع نمط حياة صحي لتحقيق أعلى استفادة من العلاج، وذلك من خلال:[مرجع3]
- الالتزام في خطة العلاج كاملة حسب توصيات الطبيب.
- الانضمام لمجموعات الدعم ومقابلة أشخاص يواجهون نفس المشكلة.
- الابتعاد عن تناول الكافيين، والكحول، والتدخين، والمواد المخدرة.
- ممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية بانتظام.
- النوم لأوقات كافية خلال الليل؛ لتجنب النعاس أثناء النهار.
- تناول المكملات الغذائية والمنتجات العشبية بعد استشارة الطبيب.
نصائح حول العلاج النفسي لنوبات الهلع
يوجد مجموعة من النصائح المهمة والمفيدة التي تدعم العلاح النفسي لنوبة الهلع، وأبرزها:[مرجع5]
- تجنب الحديث الذاتي الذي يركز على الانتباه على الأعراض.
- تذكير النفس بأن أعراض نوبة الهلع مزعجة ومخيفة إلا أنها لا تهدد الحياة.
- محاولة تذكر المرات السابقة التي تعرض بها الشخص لنوبة هلع، ومرّت بسلام.
- التركيز على أمور أخرى في محيط الشخص بدلًا من التركيز على النفس والأعراض.
- إلهاء وتشتيت النفس عن طريق العد التنازلي، أو التركيز على الأصوات المحيطة.
- الثبات في نفس المكان وتحمل نوبة الهلع بدلًا من مقاومتها ومحاولة الهروب منها؛ لأن الهروب والمقاومة يزيد من الأعراض سوءًا.