ما ستجده في هذا المقال:
في مرحلة المراهقة يكون الشخص مشتتًا بسبب المرحلة المعقدة التي يمر بها، والتي تؤثر على الصحة النفسية للمراهق، في حين يجب مراعاة المراهقين في هذه المرحلة، والتعامل معهم بأفضل طرق ممكنة.
الصحة النفسية للمراهق
يعيش المراهق في فترة انتقال ما بين الطفولة والبلوغ، وتكون هذه المرحلة مليئة بالتطور أو اكتشاف النفس. ويصاحبها الكثير من التغييرات التي قد تؤثر على نفسية المراهق، ويجب مراعاة نفسيته جيدًا في هذه المرحلة، ورعايته.
أهمية الصحة النفسية للمراهق
الشخص في مرحلة المراهقة يتعرض للكثير من القلق الذي بسبب مواجهة صعوبة في تنمية الإحساس الذاتي، وبناء العلاقات، والهوية الجنسية، وضغط الأقران، أو حتى الخيارات الأكاديمية. وجميعها تعرض المراهق للضغط النفسي، وما لم يتم الاهتمام في الصحة النفسية للمراهق تزيد مخاطر إصابته في الاضطرابات النفسية الخطيرة في مرحلة المراهقة.
كيف تتغير الصحة النفسية للمراهق؟
العديد من الاضطرابات النفسية تبدأ الظهور في مرحلة المراهقة، ومن الشائع بين المراهقين المعاناة من القلق أو الاكتئاب. والتي من المحتمل أن لا تستمر معهم لمراحل النضج، ولذلك قد يواجه الأهل صعوبة في معرفة إذا ما كان المراهق بحاجة للعلاج النفسي أم لا. وفي هذه الحالة ينصح بطلب المساعدة من مستشار أو معالج نفسي مع تحديد العلامات التي أثارت القلق.
الاختلافات في مرحلة المراهقة
التغييرات التي قد تؤثر على الصحة النفسية للمراهق:
التغيرات الجسدية
التغيير الجسدي أو الجنسي الذي يتعرض له المراهق له تأثيرًا كبيرًا على نفسيته؛ حيث يبدأ شكل جسمه في الاختلاف، وينمو الشعر في أماكن مختلفة من الجسم، ويتغير الصوت، وغيرها.
التطور المعرفي
يطور المراهق طرق جديدة للتفكير؛ حيث يتطور بشكل كبير في مرحلة المراهقة الخيال أو التفكير المعقد، والتطور المعرفي يحصل في مراحل على النحو الآتي:
- في مرحلة المراهقة المبكرة يبدأ التعبير عن الآراء حول الأنشطة أو اختيار الأهداف الخاصة.
- رؤية العواقب على المدى القصير وليس البعيد.
- تطوير القدرة على الحُكم على الأشياء بأنفسهم.
- في مرحلة المراهقة المتوسطة يبدأ التفكير يُصبح أكثر تعقيدًا.
- يبدأ المراهق في تخيل شكل مستقبله.
- مواجهة صعوبة في تطبيق الأفكار على عملية صنع القرار.
- التشكيك في الكثير من الأشياء.
- في أواخر مرحلة المراهقة يبدأ التفكير بطرق جديدة.
- التفكير حول الأمور الخارجية مثل ما يحدث في العالم، والتحديات التي تواجه المجتمع.
- الاهتمام بالخيارات الوظيفية أو المستقبل.
التطور العاطفي
على المستوى العاطفي غالبًا ما يُعاني المراهق في الحصول على الدعم العاطفي، وهي من أكثر الأمور التي تؤثر على الصحة النفسية للمراهق، والتطور العاطفي الطبيعي يتم على النحو الآتي:
- خوض الكثير من النزاعات مع الوالدين منذ مرحلة المراهقة المبكرة.
- الحاجة للكثير من الخصوصية أو المطالبة بها.
- القلق حول الطريقة التي يظهرون بها، وقد يمتلك المراهق مشاكل في صورة الجسد.
- مع مرحلة المراهقة المتأخرة يبدأ المراهق في بناء علاقة جيدة ووطيدة مع الوالدين.
- زيادة الثقة بالنفس، وامتلاك معتقدات ثابتة.
- التحكم في العواطف أو إدارتها بشكل أفضل.
شجعه على مشاركة مشاعره لتخفيف العبء العاطفي، حتى لو لم يكن معك.
النمو الأخلاقي
يطور الشخص الحس الأخلاقي في مرحلة المراهقة، وينتقل من مرحلة السلطة للتنمية؛ حيث يبدأ في التركيز على القواعد الثابتة، وعند النضج يبدأ الشخص في تحليل العلاقات الاجتماعية، ويتطور لديه مفهوم “الصح” و “الخطأ”.
اضطرابات الصحة النفسية للمراهق
من أبرز اضطرابات الصحة النفسية للمراهق:
الاضطرابات العاطفية
من الشائع إصابة المراهقين في الاضطراباات العاطفية مثل القلق أو الاكتئاب، والتي تنتشر بشكل أكبر بين المراهقين في المراحل المتأخرة، ومن تأثيرها على المراهقين:
- التغيرات السريعة أو غير المتوقعة في الحالة المزاجية.
- قلة الاهتمام في الدراسة أو الأعمال المدرسية.
- الانسحاب الاجتماعي، وزيادة الرغبة في العزلة أو الوحدة.
- زيادة مخاطر الأفكار الانتحارية.
الاضطرابات السلوكية
اضطرابات الصحة النفسية للمراهق تزيد من مخاطر إصابته في الاضطرابات السلوكية، وبشكل خاص في المراحل المبكرة من مرحلة المراهقة، وذلك مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو اضطراب السلوك.
اضطرابات الأكل
تظهر اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي في مرحلة المراهقة، والتي تتضمن:
- سلوكيات غير طبيعية في الأكل.
- الانشغال الكبير في الطعام.
- مخاوف حول وزن أو شكل الجسم.
الذهان
أعراض الذهان تبدأ في الظهور في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ، وذلك مثل الأوهام والهلوسة، ويجب الانتباه لها كثيرًا والحصول على العلاج المناسب لها.
كيفية دعم الصحة النفسية للمراهق
يجب الاهتمام في الصحة النفسية جيدًا في مرحلة المراهقة، ويُنصح بالآتي:
- تشجيع المراهق في التعبير عن أفكاره أو مشاعره.
- المحافظة على التواصل مع المراهق، والاهتمام في أحداث وتفاصيل يومه.
- تفهم المشاعر التي يمر بها المراهق، وإظهار الاهتمام بها.
- منح المراهق بعض الاستقلالية والوقت الخاص.
- تشجيع المهارات أو الهوايات التي يحبها ويبدع بها.
- الاستماع إلى آراء المراهق، وتسوية الخلافات معه بعقلانية.
- تجنب مناقشة أي مشكلات أثناء الغضب.
- التعامل بصراحة وشفافية معه.
يمكنك التدرب على إظهار حبك وتعاطفك مع المراهق عندما يرتكب الأخطاء لتعليمه أن الفشل لا بأس به.
دعم العلاج النفسي للمراهقين
مشاكل أو اضطرابات الصحة النفسية من المحتمل التعرض لها بشكل كبير بمرحلة المراهقة، ويجب تقديم الدعم الكبير للمراهق في رحلة علاجه، وذلك من خلال:
الثقة
أهم جزء في المرحلة العلاجية هو الثقة التي تنشأ بين المراهق والمُعالج الخاص به، ولذلك يجب أن يختار المراهق مُعالج بإمكانه الثقة به حتى يجتاز العلاج بأمان.
الخصوصية والسرية
الكثير من الآباء يرغب في معرفة ما يحدث في جلسات العلاج الخاصة في ابنهم المراهق، ولكن لا يجب الضغط على المراهق حتى يتحدث عنها أو يقول ما حصل بها أبدًا. ومنحه الخصوصية أو السرية التي يرغب بها حتى يكون مستعدًا للتكلم لوحده.
مراعاة مسؤوليات المعالج
المُعالج يكون مسؤولًا عن التبليغ عن أي حالة إساءة يتعرض لها المراهق حتى لو لم تكن تؤثر على الصحة النفسية للمراهق. كما يجب عليه تبليغ الجهات المسؤولة في حالة كان المراهق يخطط للانتحار أو إيذاء شخص آخر. ولذلك يفضل عقد جلسة علاج مشتركة بين المراهق، والوالدين، والمعالج في بداية العلاج، وتحديد المعلومات التي يجب مشاركتها أو حظرها عن الوالدين.
تقديم المساندة والدعم
يقع على عاتق الأسرة والوالدين تقديم كل الدعم والمساندة للمراهق في حال حاجته لعلاج نفسي، واضطرابات الصحة النفسية للمراهق لا تعكس أبدًا إهمال الوالدين أو فشلهم في التربية؛ أسبابها عديدة ومتنوعة.
الحصول على التوجيه المناسب في أسرع وقت ممكن يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة ابنك المراهق وتحسين نوعية حياته.
كلمة من عرب ثيرابي
في حال لاحظت أن ابنك المراهق لديه بعض السلوكيات أو الأفكار أو المشاعر الغريبة لا تتردد في طلب الاستشارة النفسية من الطبيب النفسي أو المُعالج. حيث يعمل على دراسة وتقييم المشكلات التي يعاني منها المراهق، وتحديد إذا ما كانت بحاجة لعلاج أم لا، وذلك مثل:
- معالجة المشاكل النفسية أو المعرفية، والعاطفية، والسلوكية عند المراهق.
- تحديد نقاط الضعف البيولوجية.
- مشاكل العجز المعرفي.
- التعرض للصدمات أو الخسارة.
- المشاكل التي تتعلق في الصحة الجسدية أو النفسية، والسلوكية، والعائلية.
- الإجهاد والتعامل مع التغيير التنموي الذي يتعرض له المراهق.
- المشاكل الاجتماعية.
وفي حال حاجة المراهق للعلاج النفسي، يمكن طلب المساعدة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي على يد مجموعة من أمهر المعالجين النفسيين المتمرسين في علاج المراهقين، والمستعدين على مدار الساعة لتقديم النصائح والإرشادات التي تساعد في تحسين حالته النفسية.