Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تشوه الجسم

ما هي أسباب اضطراب تشوه الجسم وكيف يتم علاجه ؟

قد يبدو الأمر في البداية اهتماماً زائداً بالشكل، إلا أن الأعراض ما تلبث وأن تتفاقم بشكل كبير، فحين يعاني الشخص من اضطراب تشوه الجسم يرى في جسمه عيوباً لا أساس لها في الكثير من الأحيان، لذلك لا بد من معرفة الأسباب وراء هذا الاضطراب وكيفية علاج الأمر.

 

أسباب اضطراب تشوه الجسم

على الرغم من عدم التوصل إلى السبب الأساسي وراء الإصابة باضطراب تشوه الجسم، إلا أن بعض العوامل لها الدور الفعّال في ذلك، ومن هذه العوامل:(المرجع 1) (المرجع 2)

      • العامل الوراثي: يمكن لهذا الاضطراب أن ينتقل بالوراثة في حال إصابة أحد أفراد العائلة به أو الإصابة باضطراب الوسواس القهري أو الاكتئاب.

      • كيميائية الدماغ: يسبب عدم التوازن في كيميائية الدماغ على الإصابة باضطراب تشوه الجسم.

      • هيكلية الدماغ: يمكن أن يعود السبب إلى اختلاف حجم أو وظائف مناطق معينة بالدماغ تقوم بمعالجة المعلومات المتعلقة بشكل الجسم.

      • التجارب المؤلمة: مثل التعرض لإساءة المعاملة أو التنمر بما يخص شكل الجسم أو التعرض للمضايقة.

      • الاضطرابات النفسية: إذا كان الشخص ذاته يعاني من اضطراب القلق المعمم أو إحدى أنواع اضطرابات الأكل أو الوسواس القهري.

      • النظرة الذاتية للنفس: حيث أن قلة احترام الشخص لذاته تساعد في اختلال نظرته لجسمه، بالإضافة إلى امتلاك الشخص لبعض السمات مثل الرغبة في الوصول إلى الكمال.(المرجع 3)

      • التأثير البيئي: غالباً ما يؤثر الأقران أو وسائل الإعلان على نظرة الشخص لجسمه فيما يتعلق بمقاييس الجمال والمظهر الجسدي.

      • تناول بعض الأدوية: تعمل بعض الأدوية على ظهور أعراض جانبية مماثلة لأعراض اضطراب تشوه الجسم، مثل دواء الإكستاسي (ecstasy).(المرجع 4)

    عوامل محددة لعلاج اضطراب تشوه الجسم

    لا يمكن أن تكون الخطة العلاجية المتبعة في العلاج عشوائية، بل أنها تعتمد على مجموعة من العوامل التي من خلالها يتخذ الأخصائي النفسي قرار العلاج، ومن هذه العوامل:(المرجع 6)

        • مدى صعوبة الحالة.

        • المرحلة العمرية للشخص وتاريخه الطبي، بالإضافة إلى حالته الصحية بشكل عام.

        • مدى قدرة الشخص على تحمل الأدوية العلاجية أو الإجراءات المتبعة.

        • رأي الأخصائي النفسي وطرق المتبعة في العلاج.

        • رأي الشخص المريض أو تفضيلاته العلاجية بشكل عام.

      طرق علاج اضطراب تشوه الجسم

      عند اللجوء إلى علاج اضطراب تشوه الجسم، فقد تتضمن الخطة العلاجية إحدى الخيارات التالية أو مجموعة منها:

      العلاج النفسي

      يعمل المعالج النفسي على الجانب الفكري من خلال تغيير الأفكار التي يمتلكها الشخص، وعلى الجانب السلوكي للتقليل من السلوكيات التي يقوم بها الشخص لمواكبة أفكاره، وغالباً ما يتم اتباع الأساليب العلاجية التالية:(المرجع 2) (المرجع 5)

          • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): والذي يهدف إلى تخليص المريض من الأفكار السلبية المتعلقة بجسمه وتعليمه طرقاً أكثر فاعلية للتعامل مع المحفزات أو المواقف المزعجة.

          • العلاج العائلي: والذي يشمل أفراد الأسرة بالإضافة إلى الشخص المصاب بهذا الاضطراب بذاته.

        العلاج الدوائي

        يمكن علاج هذه الحالة من خلال تناول الأدوية النفسية المتعلقة بالمشكلات النفسية الأخرى، حيث تم ملاحظة تأثيرها الكبير في الحد من الأعراض، ومن ضمن هذه الأدوية:(المرجع 1) (المرجع 2)

        مضادات الاكتئاب

        غالباً ما يتم استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج اضطراب تشوه الجسم وبشكل خاص مثبطات امتصاص السيروتونين (مثل الفلوكستين  Fluoxetine)، حيث تبدأ النتائج الإيجابية بالظهور في غضون 12 أسبوع من الالتزام بالدواء.

        لا بد من الانتباه للأشخاص البالغين الذين يتناولون هذا العلاجات، حيث تزيد احتمالية توارد الأفكار الانتحارية لديهم بشكل كبير.

        الأدوية المضادة للذهان

        يمكن الاعتماد على هذه الأدوية بشكل منفرد أو بالإضافة إلى مثبطات امتصاص السيروتونين، ومن ضمن هذه الأدوية:

            • البيموزيد (Pimozide).

          العلاج بالمستشفى

          في بعض الأحيان تكون الأعراض التي يعاني منها الشخص شديدة بشكل كبير، مما يحتم عليه الإقامة في المستشفى، خاصة إذا كانت الأعراض تمنع الشخص من القيام بالمسؤوليات اليومية أو عندما يمتلك أفكاراً لإيذاء ذاته.(المرجع 7)

          صعوبة تشخيص هذا الاضطراب

          غالباً ما يكون تشخيص الإصابة باضطراب تشوه الجسم أمراً صعباً نوعاً ما وذلك للأسباب التالية:(المرجع 4)

              • يلجأ المصاب بهذا الاضطراب إلى الطبيب التجميل أو طبيب الجلدية أكثر بكثير من زيارة الطبيب النفسي.

              • يعاني هذا الشخص الكثير من مشاعر الخجل اتجاه ما يملكه من أفكار أو مشاعر نحو جسمه.

              • قد لا يعلم الشخص أنه مصاباً باضطراب نفسي.

            اضطراب تشوه الجسم والعمليات التجميلية

            قد يسعى بعض المصابين باضطراب تشوه الجسم إلى القيام بالعديد من العمليات التجميلية في محاولة للشعور بالرضا، إلا أنه غالباً ما تكون النتائج عكسية، حيث يترتب على الأمر تفاقم الأعراض التي يعاني منها الشخص.(المرجع 4)

            هل يمكن الوقاية من الإصابة بهذا الاضطراب؟

            تتفاقم الأعراض التي يعاني منها الشخص في هذا الاضطراب مع التقدم بالعمر، لذلك فإن الاكتشاف المبكر لمدى اهتمام الشخص بمظهر جسمه وقلقه المستمر وحاجته الدائمة لأخذ آراء الآخرين ما هي إلا دلالات يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار قبل تفاقم الأمر، وعندها الحصول على الاستشارة النفسية اللازمة.(المرجع 6)

            كيفية الاعتناء الشخص بنفسه

            في حال كان الشخص يعاني من هذا الاضطراب، فإن هناك مجموعة من الأمور التي يمكنه القيام بها للتقليل من حدة الأعراض التي يعاني منها، مثل:(المرجع 1) (المرجع 5)

                • المشاركة في مجموعات الدعم المتوفرة في المنطقة أو عبر الإنترنت، بحيث يمكن للشخص الحصول على الكثير من النصائح المتعلقة بالأمر.

                • ممارسة تمارين الاسترخاء المتنوعة للتقليل من التوتر في حال كان الشخص يتعرض للتنمر أو التعليقات غير المرغوبة.

                • الابتعاد عن العمليات الجراحية التجميلية، حيث أن الشخص في هذه الحالة يدخل في سلسلة لا تنتهي من العمليات في سبيل الحصول على الرضا الذاتي المرجو دون جدوى.

                • المواظبة على الجلسات العلاجية النفسية بالتزامن مع الأدوية الموصوفة للحد أو التقليل من الأعراض قدر الإمكان إلى أن تختفي في نهاية الأمر.

                • في بعض الأحيان قد يعاني الشخص من الانتكاسات بعد الشعور بالتحسن، لذلك يجب أن يبقى الشخص حذراً ومتيقاً للأعراض المحتملة.(المرجع 7)

                • الابتعاد عن الكحول والمخدرات في محاولته للتأقلم مع الأعراض.(المرجع 7)

                • ممارسة النشاطات المفضلة والتي تبقي الجسم في حركة مستمرة، الأمر الذي يقلل من الأعراض المرافقة لهذا الاضطراب.(المرجع 7)

                • التواصل بشكل أكبر من الأصدقاء والمقربين، ومحاولة التقليل من البقاء وحيداً قدر الإمكان.(المرجع 2)

              • الحد من استخدام وسائل التواصل، حيث أنها تثير المشاعر السلبية اتجاه النفس بشكل كبير.(المرجع 2)

              نصيحة عرب ثيرابي

              يمكن للشخص التعرف على الأسباب الكامنة وراء إصابته باضطراب تشوه الجسم، حيث ننصح في عرب ثيرابي أن يمارس الشخص كتابة اليوميات الخاصة به، بحيث يبقى على اطلاع بالمحفزات التي قد تثير الأعراض لديه وبالتالي محاولة الابتعاد عنها قدر الإمكان.