الساعة البيولوجية

الساعة البيولوجية

يمكن للشخص سماع دقات الساعة على الحائط، إلا أن الساعة البيولوجية لا يمكن سماع إيقاعاتها، ومع ذلك يرى الشخص تأثيرات انتظامها أو اختلال توازنها على حياته اليومية، فكيف يمكن إعادة ضبطها وما العوامل المؤثرة عليها.

الساعة البيولوجية

الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm) هي نمط النوم والاستيقاظ اليومي للشخص، ويتأثر بشكل مباشر بالضوء والظلام، بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى.(المرجع 1)

كيف تعمل الساعة البيولوجية

عندما يلتقط الدماغ المؤشرات المختلفة من البيئة المحيطة، مثل الضوء أو الظلام من خلال العين، فإن الدماغ يعمل على:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • إرسال الإشارات إلى الخلايا المختلفة لتنظيم الأمور للشعور إما بالنعاس أو اليقظة.
  • قيام الدماغ بالوظائف الداعمة لإحدى الحالتين، مثل تنظيم الهرمونات وتغيير درجة حرارة الجسم وتنظيم عملية التمثيل الغذائي.

دور الهرمونات في الساعة البيولوجية

تلعب الهرمونات دوراً أساسياً في تنظيم إيقاع الساعة الشخص البيولوجية، حيث أن الميلاتونين يفرز بالليل ويجعل الشخص يشعر بالنعاس، أما الكورتيزول يفرز في النهار ويعطي المزيد من اليقظة، بالإضافة إلى الهرمونات التالية:(المرجع 1)

      • فازوبريسين (vasopressin).
      • اسيتيل كولين (acetylcholine).
      • الأنسولين (insulin).
      • اللبتين (leptin).

    العوامل المؤثرة في الساعة البيولوجية

    بالإضافة إلى الضوء، هنالك الكثير من العوامل التي تؤثر على إيقاع ساعة الشخص البيولوجية، ومن هذه العوامل:(المرجع 1)

        • ساعات العمل المسائية، حيث تتعارض مع ضوء النهار، أو العمل بساعات غير منتظمة أو دون وجود روتين محدد.
        • السفر الطويل، أو ضمن منطقة زمنية مختلفة.
        • العمر، حيث أن لكل فئة عمرية ساعة بيولوجية تختلف عن الأخرى، فيميل الطفل إلى النمو كثيراً، بينما يحاول المراهق السهر.
        • النشاط البدني للشخص.
        • الشعور بالقلق والتوتر.
        • اختيارات نمط الحياة المختلفة والعادات الإضافية التي يفضلها الشخص، مثل السهر لساعات متأخرة أو الاستيقاظ بشكل مبكر جداً.
        • تناول الشخص بعض الأدوية العلاجية التي تغيير في أنماط النوم.
        • بعض الاضطرابات النفسية.
        • الحالات الصحية المتعلقة بالدماغ أو الرأس بشكل عام، مثل تلف الدماغ أو الخرف.
        • اتباع أنماط نوم غير صحية، مثل تناول الطعام في وقت متأخر أو الأجواء غير الملائمة للنوم.
        • الضوء الاصطناعي، بما في ذلك الضوء الصادر عن شاشة الهاتف أو إضاءات الردهة في البيت.(المرجع 3)
        • الدورة الشهرية لدى النساء، حيث قد يكون بعض النساء غير قادرات على النمو بشكل كافي في الفترة السابقة للدورة الشهرية.(المرجع 3)
        • تعديل الوقت من التوقيت الصيفي إلى الشتوي أو بالعكس، على الرغم من التغيير يكون ساعة واحدة، إلا أن تأثيرها على بعض الأشخاص قد يكون كبير.(المرجع 4)

      أصناف الأشخاص بناءً على الساعة البيولوجية

      على الرغم من اختلاف هذه الساعة من شخص إلى آخر، إلا أنها تميل إلى أن تكون متوارثة في العائلة الواحدة، ويمكن تقسيم الأشخاص إلى صنفين بالاعتماد على الساعة البيولوجية كما يلي:

      الطيور المبكرة

      وهو الشخص الصباحي، حيث يمتلك أكبر طاقة في الفترة الصباحية، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن:(المرجع 3) (المرجع 5)

          • الساعة البيولوجية لهذا الصنف من الأشخاص تكون سابقة لنظام بحوالي 24 ساعة.
          • يكون الأشخاص المنتمون إلى هذه الفئة أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية وأكثر تحملاً للضغوطات النفسية.

        البوم الليلي

        وهو الشخص المسائي، حيث أنه يمتلك أكبر قدر من الطاقة في الفترة المسائية، غالباً بعد الساعة 11 مساءً، بالإضافة إلى أن:(المرجع 3) (المرجع 5)

            • الساعة البيولوجية لهذا الصنف تكون أبطأ من نظام 24 ساعة.
            • يكون الأشخاص المنتمون إلى هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية وأقل تحملاً للضغوطات النفسية.

          إعادة ضبط الساعة البيولوجية

          على الرغم من عدم قدرة الشخص من التحكم بساعته البيولوجية، إلا أنه يمكنه اتباع بعض الاستراتيجيات لإعادة الضبط لنظامه الداخلي من جديد في حال مواجهة بعض الاضطرابات، ويكون ذلك من خلال:(المرجع 1) (المرجع 2)

              • محاولة الشخص الالتزام بروتين معين للنوم بشكل يومي.
              • قضاء وقت أكثر في ضوء النهار لتعزيز اليقظة لدى الشخص.
              • ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق لمدة لا تقل عن 20 دقيقة بشكل يومي.
              • توفير بيئة نوم مريحة للشخص تتناسب مع تفضيلاته.
              • يجب على الشخص تجنب الكحول أو المخدرات والنيكوتين.
              • تجنب النظر إلى الشاشات الإلكترونية قبل فترة النوم.
              • ممارسة بعض الأنشطة التي تساعد الشخص على الشعور بالنعاس، مثل التأمل أو قراءة كتاب.
              • تجنب أخذ القيلولة في وقت متأخر.

            تأثيرات الساعة البيولوجية

            بالإضافة إلى دورة النوم والاستيقاظ، فإن للساعة البيولوجية دوراً مهماً في معظم أنظمة الجسم الداخلية، حيث أن تؤثر على:(المرجع 1)

                • عملية الأيض والتحكم بالوزن، من خلال تنظيمها لنسبة السكر والكوليسترول في الدم.
                • الصحة النفسية للشخص، إذ قد تكون سبباً في إصابة الشخص ببعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
                • الجهاز المناعي ومدى إصابة الشخص بالأمراض.
                • الوقاية من الأمراض السرطانية، من خلال إصلاح الحمض النووي لدى الشخص، بالإضافة إلى تحسين إستجابة الشخص للأدوية السرطانية.

              الساعة البيولوجية والحالة النفسية

              تُعد الحالة النفسية من أهم الأمور المتأثرة بعدم انتظام الساعة البيولوجية للشخص، حيث يمكن أن يعاني الشخص من عدة اضطرابات نفسية نتيجة لذلك، ومن هذه الاضطرابات:

              الاكتئاب

              يرتبط كل من الاكتئاب والخلل بالساعة البيولوجية بشكل متبادل، حيث أن الدراسات أثبتت أنه:(المرجع 5)

                  • في حال عدم انتظام ساعة الشخص البيولوجية تكون احتمالية الإصابة بالاكتئاب أكثر عند الشخص، فمثلاً الأشخاص العاملين من المناوبات الليلية تكون احتمالية إصابتهم للاكتئاب 40% أكثر من العاملين في الصباح.
                  • تم ملاحظة عدم انتظام الساعة البيولوجية لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
                  • ترتبط حدة الاكتئاب مع درجة الاختلال في هذه الساعة بشكل طردي.
                  • غالباً ما تكون أعراض الاكتئاب أكثر حدة في ساعات الصباح.
                  • تساعد العلاجات المستخدمة للاكتئاب في تحسين إيقاع الساعة البيولوجية، مثل العلاج بالضوء وعلاج اليقظة.

                القلق

                يساهم الاختلال في الساعة البيولوجية على زيادة القلق الذي يشعر به الشخص، حيث أن:(المرجع 5)

                    • عدم قدرة الشخص على النوم أو الاستمرار في النوم تزيد من قلقه أو الإصابة بالأرق.
                    • عند اضطراب الساعة البيولوجية وعدم تمكن الشخص من الحصول على القدر الكافي من النوم ليلاً، يزيد شعوره بالضيق لعدم تمكنه من إنجاز ما عليه من مهام، بالإضافة إلى شعوره المستمر بالنعاس أثناء ساعات النهار.

                  الاضطراب العاطفي الموسمي

                  بسبب قلة التعرض لضوء النهار في فصل الشتاء، وبالتالي عدم التوازن في إيقاعات ساعة الشخص البيولوجية، قد يصاب البعض بالاضطراب العاطفي الموسمي، والذي غالباً ما يفيده اللجوء إلى العلاج بالضوء.(المرجع 5)

                  اضطراب ثنائي القطب

                  نتيجة للخلل في نمط النوم الحاصل بسبب إيقاعات الساعة البيولوجية غير المنتظمة، فإن الشخص يصبح أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب، حيث أن هذا الاضطراب على علاقة وثيقة بتحولات الأنماط النومية والنشاط.(المرجع 6)

                  ابدأ العلاج
                  بسرية وخصوصية تامة