الخرف الجبهي الصدغي

الخرف الجبهي الصدغي

يوجد أنواع متنوعة من مرض الخرف، والتي يؤثر كل منها بطريقة مختلفة عن الأخرى بناءً على المنطقة المتضررة من الدماغ، ففي حالة الخرف الجبهي الصدغي يعاني الشخص من تغيرات سلوكية وكلامية واضحة، فما هو هذا النوع من الخرف وكيف يؤثر على المصاب به؟

ما هو الخرف الجبهي الصدغي؟

الخرف الجبهي الصدغي (FTD) أو التنكس الجبهي الصدغي هو مجموعة من الاضطرابات الناتجة عن فقدان الشخص للخلايا العصبية الموجودة في الفص الجبهي أو الفص الصدغي بشكل متدرج، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الدماغ لوظائفه المتعلقة بهذه المناطق  وحدوث بعض المشكلات مثل مشاكل في السلوك واللغة.(المرجع 1)

أسباب الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي

يمكن للشخص أن يصاب بالخرف الجبهي الصدغي نتيجة للإصابة ببعض الأمراض من أبرزها:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • الاضطرابات الدماغية التي تتعلق ببروتين تاو (Tau).
  • الاضطرابات الدماغية التي تتعلق ببروتين يسمى (TDP43).

كما أنه في معظم الحالات يصاب الشخص بهذا النوع من الخرف بسبب العامل الوراثي، حيث أن التاريخ الجيني للشخص يظهر أن المرض متناقلاً عبر الأجيال في العائلة ذاتها.

أنواع الخرف الجبهي الصدغي

هناك نوعان محددان من الخرف الجبهي الصدغي وهما:(المرجع 4)

  • متغير السلوك (Behavioural variant FTD): وهو النوع المرتبط بتلف المنطقة الموجودة في الفصوص الأمامية في الدماغ والتي تقع خلف الجبهة، والمرتبطة بشكل مباشر بالعواطف والسلوكيات وحل المشكلات والتخطيط والقدرة على التركيز.
  • الحبسة التقدمية الأولية (PPA): ويحدث هذا النوع عند تلف الفصوص الجانبية من الدماغ والواقعة خلف الأذنين، وترتبط هذه المناطق الدماغية بالمشكلات الكلامية، حيث أن المنطقة اليسرى مسؤولة عن تخزين الكلمات وأسماء الأشياء، أما المنطقة اليمنى فهي مرتبطة بالتعرف على الوجوه والأشياء المألوفة.

أعراض الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي

بسبب الأماكن التي يتأثر بها الدماغ في هذا المرض فإن الأعراض التي يعاني منها المريض تتضمن:

التغيرات السلوكية والشخصية

يبدأ المريض بالتصرف بشكل غير المعتاد عليه، حيث تظهر التغيرات السلوكية التي تحدث له على النحو التالي:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • الانفعال المفرط.
  • التصرف بشكل غير لائقاً اجتماعياً.
  • الأنانية وعدم التعاطف وفقدان مهارات التواصل مع الآخرين.
  • السلوكيات القهرية المتكررة، مثل قراءة الكتاب ذاته عدة مرات أو مشاهدة نفس الفيلم بشكل إلزامي أو القيام باكتناز الأشياء.(المرجع 5) 
  • القيام ببعض الحركات التكرارية مثل التصفيق أو النقر بالأصابع.
  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • الإفراط في تناول الطعام، أو تغير التفضيلات الغذائية بشكل كبير.
  • تناول أشياء غير صالحة للأكل (أو ما يسمى بيكا pica)، بالإضافة إلى الرغبة الشديدة على وضع الأشياء المختلفة في الفم في محاولة الشخص للشعور بالأشياء كما يقوم به الأطفال لاكتشاف الأشياء.(المرجع 5) 
  • فقدان الدافعية والتحفيز، والتي غالباً ما يتم الخلط بينها وبين الاكتئاب.
  • العزلة الاجتماعية.(المرجع 5)

المشكلات الكلامية

يمكن للشخص المصاب بالخرف الجبهي الصدغي أن يعاني من مجموعة من المشكلات عند تحدثه، حيث أنه:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • يتحدث ببطء أو يتردد قبل النطق بالكلمات.
  • يصدر أصوات خاطئة عند النطق بالكلمات.
  • غير قادر على ترتيب الكلمات بالشكل الصحيح في الجملة عند الحديث.
  • يستخدم الكلمات في غير موضعها، أو تسميات غير صحيحة للأشياء ومع مرور الوقت لا يعرف معاني الكلمات.
  • لا يستطيع فهم ما يتم قراءته بشكل جيد.

تراجع القدرات العقلية

حيث أن الشخص غير قادر على التركيز بل يغلب عليه التشتت السريع، بالإضافة إلى عدم القدرة على التخطيط أو تنظيم الأمور.(المرجع 2)

فقدان الذاكرة

غالباً ما تحدث هذه المشكلة مع تفاقم الخرف لدى الشخص، حيث أن هذا العارض لا يظهر في بدايات المرض، لكن مع تقدم الحالة قد يفقد الشخص ذاكرته.(المرجع 2)

المشكلات الجسدية

ترافق الأعراض السابقة مجموعة من المشكلات الجسدية والتي تظهر بأوقات مختلفة من الخرف، فغالباً ما تتشابه مع أعراض مرض الباركنسون، ومن هذه المشكلات الجسدية:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • التحرك ببطء وعدم تناسق الحركات.
  • فقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة.
  • ضعف العضلات بشكل عام وصعوبة البلع.
  • الرعشة.
  • تشنجات العضلات.
  • الضحك والبكاء في المواقف غير المناسبة.
  • السقوط المتكرر أو مواجهة مشكلات في المشي.

الاختلاف بين الخرف الجبهي الصدغي وألزهايمر

على الرغم من أن كلا حالتين تعتبران أنواع للخرف، إلا أن الفرق بينهما يتضح على النحو التالي:(المرجع 1)

عمر التشخيص

غالباً ما يتم تشخيص التنكس الجبهي الصدغي ما بين عمر الأربعينات وأوائل الستينات، أما في ألزهايمر فهو مرض يتطور مع التقدم بالسن.

فقدان الذاكرة

يفقد الشخص المصاب بألزهايمر ذاكرته في وقت مبكر من المرض، أما في التنكس الجبهي الصدغي فإن فقدان الذاكرة يأتي في مراحل متأخرة نوعاً ما.

التغيرات السلوكية

يعتبر تغير السلوك من أولى الأعراض التي يعاني منها الشخص في أكثر حالات التنكس الجبهي الصدغي، لكن في ألزهايمر يعد هذا العارض عارضاً متقدماً في المرض.

الضياع المكاني

من أكثر الأمور التي تميز المصاب بألزهايمر هو الضياع المكاني أثناء تواجده في الأماكن المألوفة، حيث يعتبر الأمر أكثر شيوعاً مما يحدث في الخرف الجبهي الصدغي.

مشاكل الكلام

يصعب على المصاب بألزهايمر إيجاد الكلمات التي تعكس ما يريد الحديث عنه، إلا أنه يفهم ما يقرأه أو ما يقوله الآخرين بشكل أفضل من المصاب بالخرف الجبهي الصدغي.

الهلاوس والأوهام

يعتبر حدوث الهلاوس الحسية والأوهام من الأمور الشائعة لدى المصاب بألزهايمر لكن غالباً لا يصاب الشخص بالتنكس الجبهي الصدغي.

كيف يتم تشخيص الخرف الجبهي الصدغي

عند شك الطبيب المعالج بإصابة الشخص بهذه الحالة فإنه يقوم بإجراء مجموعة من الفحوصات العصبية والتصويرات الدماغية التي من شأنها إظهار مدى تضرر المناطق الدماغية المصابة، بالإضافة إلى القيام بتقييم عصبي معرفي لمعرفة كيفية أداء المريض والتحقق من مطابقة الأعراض مع الحالة، ومن ضمن التصويرات والفحوصات المخبرية ما يلي:(المرجع 5) 

  • التصوير المقطعي CT scan.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI scan.
  • التصوير المقطعي البوزيتروني PET scan.
  • البزل الشوكي وهو إبرة تدخل من الظهر لتأخذ من السائل المحيط للنخاع الشوكي.
  • فحوصات شاملة للدم.
  • مخطط كهربية الدماغ Electroencephalography.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بهذا النوع من الخرف؟

لا يمكن الوقاية من التنكس الجبهي الصدغي، إلا أن تجنب الإصابات المباشرة على الرأس من شأنها أن تقلل من احتمالية حدوث الخرف لدى الشخص.(المرجع 5) 

أسماء أخرى للخرف الجبهي الصدغي

لهذا النوع من الخرف مجموعة من الأسماء الأخرى، مثل:(المرجع 2)

  • مرض بيك Pick’s disease.
  • الخرف الجبهي Frontal dementia.
  • تنكس الفص الجبهي الصدغي Frontotemporal lobar degeneration.
  • الخرف السلوكي المتغير الجبهي الصدغي Behavioural variant frontotemporal dementia.
  • الحبسة التقدمية الأولية Primary progressive aphasia.
  • الخرف الدلالي Semantic dementia.
  • الحبسة التقدمية غير المنطلقة Progressive non-fluent aphasia.