على الرغم من أن العلاج الفعّال لاضطراب الشخصية الحدية هو العلاج النفسي، ولكن الاعتماد على بعض الأدوية لعلاج الأعراض المرافقة لهذا الاضطراب يأتي بفوائد كثيرة في التقليل من حدة الانفعالات والأعراض التي يعاني منها الشخص، وخلال السطور التالية نتعرف على أفضل الأدوية المناسبة للشخصية الحدية.
أدوية لعلاج اضطراب الشخصية الحدية
على الرغم من أن اضطراب الشخصية الحدية من المشكلات النفسية المنتشرة، إلا أن هيئة الدواء والغذاء الأمريكية لم تعتمد على علاج دوائي محدد لتحسين الأعراض، ومع ذلك يمكن أن تكون الأدوية التالية ذات فاعلية لعلاج ما يعاني منه الشخص في هذا الاضطراب:
مضادات الاكتئاب
أثبتت الدراسات أن أدوية الاكتئاب من أكثر الأدوية المستخدمة في هذه الحالة، وعلى الرغم من أنها تحسن الحالة المزاجية بشكل ملحوظ، فإن تأثيرها على نوبات الغضب والانفعال قليل جداً، حيث أن ما يقارب 80% من المصابين بهذا الاضطراب يتناولون مضادات الاكتئاب سواء كانت:)
مثبطات امتصاص السيروتونين SSRIs
والتي تعمل على تحسين مستويات هذا الهرمون الدماغي في الدماغ، وتعتبر هذه الفئة العلاجية من الأدوية الفعالة بالنسبة للأعراض الاكتئابية، بالإضافة إلى سرعة اختفاء الآثار الجانبية المرافقة لاستخدامها، ومن ضمن هذه الأدوية:
- بروزاك (فلوكستين): ذو فائدة للرجال الذين يعانون من العدوانية الانفعالية، ولكن تأثيره على الأعراض العاطفية غالباً ما يكون محدوداً.
- لوفوكس (فلوفوكسامين): وهو من الأدوية الموصوفة لعلاج الحالة العاطفية،حيث أن نتيجته غالباً ما تكون جيدة في الشعور بالاستقرار العاطفي.
- باكسيل (باروكستين): يعمل هذا الدواء على تقليل احتمالية توارد الأفكار الانتحارية لهذا المريض.
مثبطات أكسيداز أحادي أمين MAOIs
وتساعد في منع مجموعة من النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين النوربينفرين، ولكن لهذه الفئة العلاجية الكثير من الآثار الجانبية، بالإضافة إلى التسبب بردود فعل سلبية، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:
- نارديل (فينيلزين): ويحسن الأعراض الاكتئابية المصاحبة للاضطراب، بالإضافة إلى التقليل من العدوانية.
- بارنات (ترانيلسيبرومين): ويساعد في تحسين الأعراض العاطفية والتقليل من الحساسية المفرطة التي يمتاز بها المريض.
مثبتات الحالة المزاجية ومضادات الاختلاج
تعمل هذه الأدوية على إدارة نوبات الهوس والتقليل من نوبات الغضب والانفعالات وتقلب المزاج السريع والتحكم العاطفي بشكل كبير، ومن هذه الأدوية:
- تجريتول (كاربامازيبين): له دور واضح في تحسين الردود الانفعالية، ولكن أيضاً يعمل على تفاقم الحالة الاكتئابية.
- ديباكوت: والذي يقلل من الانفعال والعدوانية الحساسية المفرطة لدى المريض، وبالتالي التقليل من حدة الأعراض.
- لاميكتال (لاموتريجين): يؤثر هذا الدواء بشكل فعّال واضح على الأعراض المصاحبة للاضطراب، ولكن قد يسبب طفحاً جلدياً خطيراً ومهدداً للحياة.
- اسكاليث (كربونات الليثيوم): أثبتت الإحصائيات أن لدواء اسكاليث دوراً إيجابياً في الاستقرار العاطفي وتحسين أداء المريض للنشاطات اليومية.
- توباماكس (توبيراميت): يقلل كل من الغضب والقلق الذي يشعر به المريض، بالإضافة إلى تحسين العلاقات الشخصية وجودة الحياة بشكل عام.
يعتمد ما نسبته 36% من مرضى اضطراب الشخصية الحدية على مثبتات المزاج ومضادات الاختلاج.
مضادات الذهان
تعتبر الأدوية المضادة للذهان من الأدوية الفعالة في الحالات التي ترافقها الجنون العظمة والغضب والقلق والانفعال، ولكن الآثار الجانبية غالباً ما تكون طويلة الأمد، ومن هذه الأدوية:
أدوية مضادات الذهان النمطية
- ديكانوات الفلانهول: تظهر نتائجه على السلوكيات المضرة بالنفس، أو التقليل من الانتحار.
- هالدول (هالوبيريدول): يحسن من مشاعر جنون العظمة والغضب، وبالرغم من تقليله الأعراض العاطفية، ولكن يمكن أن يزيد من الشعور بالخدر والاكتئاب.
- لوكستتان (لوكسابين): أثبت فاعليته في التحكم بالاكتئاب والقلق، مما ينتج عنه التقليل من حدة الاضطراب.
- نافاني (ثيوثيكسين): ويستخدم لتحسين الأعراض الإدراكية والمعرفية، بالإضافة إلى التقليل من أعراض الذهان.
مضادات الذهان غير النمطية
- أبيليفاي (اريبيبرازول): ويستخدم لعلاج أعراض جنون العظمة والقلق والأعراض العاطفي، كما يعمل على تحسين الأداء العام لدى المريض.
- زيبريكسا (اولانزابين): على الرغم من زيادة الوزن بشكل كبير عند استخدامه، ولكن له تأثيراً كبيراً في التقليل من شدة الاضطراب بشكل عام.
مضادات للقلق
القلق من الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية، وغالباً ما يتم علاجه من خلال:
- البنزوديازيبينات
وتعتبر من الأدوية سريعة المفعول، ولكن لها مخاطر إدمانية، ومن الأمثلة عليها ألبرازولام أو الديازيبام أو اللورازيبام أو كلونازيبام.
- بوسبيرون
وعلى عكس البنزوديازيبينات فهو دواء بطيء نوعاً ما ويحتاج إلى (3 – 4) أسابيع ليبدأ بالتأثير، غالباً ما يستخدم لعلاج القلق طويل الأمد.
أدوية أخرى
في بعض الأحيان تحتاج الحالة المرضية والأعراض الخاصة بكل مريض بعض الأدوية الأخرى التي تساعد في تحسين الحالة، مثل:
- أدوية الخرف.
- أدوية لعلاج الشلل.
- مضادات الأفيون.
- مضادات الفازوبريسين.
- مثبطات هيستون ديستيلاز.
وجدت مراجعة أجريت عام 2018 أن حوالي 71 ٪ من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية (BPD) يأخذون شكلاً من أشكال الأدوية للعلاج لمدة 6 سنوات على الأقل.
مكملات غذائية وأعشاب مفيدة لعلاج اضطراب الشخصية الحدية
يمكن لمجموعة من المكملات الغذائية والأعشاب أن تأتي بالفائدة عند علاج اضطراب الشخصية الحدية، ومن ضمنها ما يلي:
- عشبة الكافا كافا (Kava Kava)
وهو من الأعشاب المهدئة للأعصاب، وبالتالي يساعد في تحسين الحالة العاطفية للمريض.
- عشبة الناردين (Valerian)
تعمل على تقليل أعراض الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى تقليل الاستجابة للمحفزات المتعلقة بالاضطراب.
- نبتة القديس يوحنا (St. John’s Wort)
تحتوي هذه النبتة على خصائص كيميائية مهدئة، وبالتالي تساعد في تحسين الحالة المزاجية بشكل كبير.
- نبتة يوكو كانسان (Yokukansan)
من الأعشاب اليابانية الفعّالة في التقليل من الانفعال والتقلبات المزاجية المتتالية، التي يشتهر بها اضطراب الشخصية الحدية.
- عشبة المتة (Yerbamate)
تعتبر هذه العشبة من مضادات القلق الطبيعية، والتي تساعد في استقرار الحالة المزاجية وتحسين أعراض اضطراب الشخصية الحدية.
- أحماض الأوميغا 3
تعمل هذه الأحماض الدهنية على التقليل من الاكتئاب والعدوانية المرافقة للاضطراب، مما يضمن التقليل من الأعراض.
- فيتامين C
لما له من نتائج إيجابية على الصحة النفسية بشكل عام، وبالتالي التأثير على أعراض الاضطراب.
- أملاح إبسوم (Epsom Salts)
يمكن من خلال الاستحمام بهذه الأملاح التقليل من القلق والأرق، بالإضافة إلى الحد من أعراض الاكتئاب والصداع النصفي، وبالتالي التقليل من أعراض الاضطراب بشكل عام.
كلمة من عرب ثيرابي
عند البدء باستخدام الأدوية لعلاج حالات اضطراب الشخصية الحدية، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي غالباً ما يلفتون انتباه المرضى إلى عدة نقاط مهمة، منها:
- تسبب الأدوية المضادة للقلق، مثل البنزوديازيبينات الإدمان إن لم تستخدم بالشكل الصحيح، لذلك لا بد من استخدامها كما يصفها الطبيب.
- بعض الأدوية المضادة للاكتئاب تزيد من خطر الانتحار لدى الفئة الشبابية، وبالتالي يجب الانتباه إلى أي أعراض تشير لذلك.
- لا بد من التركيز على الحالات النفسية المتزامنة مع هذا الاضطراب قبل وصف الأدوية حيث يمكن أن تتعارض معاً، فإن تم تناول الأدوية المضادة للاكتئاب في حالة اضطراب ثنائي القطب يزيد من نوبات الهوس.
- احصل على خصم 50% على الجلسة الأولى، و10% على باقي الجلسات. عبر استخدام كوبون blog10 في المكان المخصص في صفحة الاشتراك في منصة عرب ثيرابي.