Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هل نحن وحدنا

هل نحن وحدنا من يعاني من اكتئاب ما بعد الولادة أم الرجل أيضاً؟

تعاني نسبة لا بأس بها من الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة، حيث أن هناك الكثير من العوامل التي تحفز ظهور هذا الاكتئاب لديهن. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل تحت وحدنا معرضات لهذا الاكتئاب؟ أم أن الآباء هم أيضاً عرضة للاكتئاب بعد ولادة الطفل؟

تعرفي على اكتئاب ما بعد الولادة عدن الآباء، واكتشفي أنك لست وحدك من ينتابها هذه المشاعر المزعجة.

 

هل نحن الأمهات وحدنا نعاني من اكتئاب ما بعد الولادة؟

نعم نحن لسنا وحدنا في ذلك. تشير الدراسات إلى أن واحدًا من كل 10 آباء يعاني من اكتئاب ما بعد الولادة والقلق أيضاً. يتم التعرف على أعراضهم وتشخيصها وعلاجها ببطء. حيث أظهرت الأبحاث أن الاكتئاب لدى الآباء في هذه المرحلة يرتبط بما يلي:

  • اهتمام أقل بصحة الطفل وزيارات الفحص.
  • ارتفاع خطر حدوث مشاكل سلوكية لدى الأطفال في سن مبكر.
  • الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية جسدية ونفسية.
  • سوء العلاقات الزوجية والأسرية.
  • العمر، حيث أن الآباء الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بنظرائهم الأكبر سناً.

 

متى يعاني الرجال من الاكتئاب المتعلقة بالولادة؟

كما هو الحال لدى الكثير منا نحن النساء، يمكن أن يعاني الرجال من الاكتئاب في أي وقت، بما في ذلك قبل ولادة الطفل أو بعدها.

ففي حين أنه في معظم الحالات تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة على النساء في غضون (4 – 6) أسابيع بعد الولادة، أما العلامات فقد تظهر بعد ثلاثة أشهر من الولادة. فإن أعلى نسبة إصابة الرجال باكتئاب ما بعد الولادة كان خلال (3 – 6) من عمر الطفل.

قد يعاني الرجل من الاكتئاب خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل بسبب المسؤوليات المتوقعة.

حيث أن هناك الكثير من العوامل التي تلعب دوراً أساسياً في إصابة الرجال بالاكتئاب المتعلق بالولادة، ومنها:

  • الهرمونات: على الرغم من أن الحمل يحدث لدى المرأة وتصبح معرضة للتغير في هرموناتها. إلا أن الأبحاث أظهرت أن الآباء أيضاً يتعرضون لتغيرات هرمونية أثناء وبعد حمل زوجاتهم، وخاصة انخفاض هرمون التستوستيرون.
  • الشعور بالابتعاد عن الأم والطفل: كما ترغب الأم بالبقاء حول الطفل والاعتناء به، فإن الرجل أيضاً قد يشعر بالأمر ذاته، لكن هذا الامر قد تستطيع المرأة فهمه بالشكل الدقيق. حيث أنها تبقى منشغلة بالطفل وبعيدة عن الرجل لتستطيع ملاحظة ذلك.
  • التاريخ الشخصي أو العائلي للاكتئاب: أي تاريخ للاكتئاب أو أي حالة نفسية أخرى يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب قبل الولادة أو بعد الولادة.
  • التكيف النفسي مع الأبوة: أن تصبح أباً يتطلب مهارات كبيرة في التكيف النفسي والمادي. فغالباً ما يكون هذا أمراً مربكاً لكلا الوالدين في الوقت ذاته.
  • الحرمان من النوم: من الطبيعي أن يصبح الحرمان من النوم من الأمور الحياتية، على الرغم من تأثير ذلك الكبير في ظهور أعراض القلق والاكتئاب. بكاء الطفل ليلاً لا يمنع الأم فقط من النوم، لكن الأب أيضاً هو عرضة لذلك.

يصاب ما يقرب من نصف أزواج النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة من الاكتئاب أيضاً.

 

لسنا وحدنا نحن من نعاني من أعراض الاكتئاب بعد الولادة

يمكن ملاحظة أعراض الاكتئاب بعد الولادة لدى الرجال بشكل مختلف عما تظهره النساء. حيث تشتمل الأعراض الشائعة لدى الرجال في هذه الحالة:

  • حدوث نوبات مفاجئة من الغضب أو السلوك العنيف أو العدواني.
  • زيادة السلوك المندفع أو المتهور، بما في ذلك اللجوء إلى مواد مثل الكحول أو المخدرات.
  • سرعة التهيج والانفعال.
  • فقدان الدافعية والحافز للقيام بأي شيء.
  • الشكوى من أعراض جسدية مثل الصداع، وآلام العضلات، والمعدة، أو مشكلات في الهضم.
  • فقدان القدرة على التركيز.
  • امتلاك أفكاراً انتحارية.
  • الانسحاب من الاجتماعي، وحتى الابتعاد عن الجلوس مع الزوجة.
  • تغير في نمط العمل، فقد يقضي وقت أقل أو أكثر من المعتاد في العمل.
  • الشعور بالخوف والارتباك والعجز وعدم اليقين بشأن المستقبل.
  • ازدياد وتيرة المشكلات الزوجية بشكل ملحوظ.

ففي الوقت الذي يظهر الرجال أعراض تقليدية للاكتئاب مثل التعب والتغيرات في النوم أو الشهية، تكون المرأة أكثر عاطفية وبكاءً.

 

كيفية تخلص الرجل المكتئب من أعراض الاكتئاب المتعلق بالولادة

يعتبر ملاحظة التغير الحاصل في شخصية الأب المنتظر طفلاً أو من لديه طفل حديث الولادة أمراً في غاية الأهمية. فمن خلال هذه الطريقة يمكن تشجيعها على التحدث مع أخصائي نفسي يستطيع تفهمه، وبالتالي الحصول على المساعدة المتخصصة التي تمكنه من تجاوز المشاعر السلبية. ففي هذه الأثناء قد يحتاج الرجل إلى واحد أو أكثر من العلاجات التالية:

  • العلاج النفسي للمساعدة في التعرف على أبعاد المشكلة وتعلم كيفية التعامل مع الحالة.
  • علاج الأزواج، خاصة إذا كان كلا الوالدين يعاني من الاكتئاب أو كان هناك مشكلات حقيقية في العلاقة الزوجية.
  • تناول الأدوية النفسية التي من شأنها تحسين الحالة المزاجية، وبالتالي التقليل من الأعراض.
  • العلاجات التكميلية أو البديلة، مثل التمارين الرياضية أو التدليك أو الوخز بالإبر.

بعد ذلك كوني على يقين أننا نحن لسنا وحدنا من نحتاج إلى الدعم والمساندة، بل أن الرجال أيضاً قد يكون أكثر حاجة لذلك منا. وفي سبيل ذلك، حاولي أن تساعدي من خلال:

  • تشجيع الرجل على الاهتمام بالطفل ليشعر بمدى علاقته به. فمثلاً اقترحي عليه القيام بحمام الطفل أو تغيير ملابسه أو إطعامه كلما أمكن ذلك.
  • التناوب في رعاية الطفل حتى يحصل كل منكما على قسط كافٍ من النوم. أو في بعض الأحيان يمكن طلب المساعدة من قبل أحد الأشخاص الموثوقين أو المقربين.
  • القيام بأقصى ما يمكنك فعله لقضاء المزيد من الوقت معاً. 

يجب على كلا الزوجين تفهم أن العلاقة الجنسية بعد الإنجاب غالباً ما تتغير أو تتأثر وتيرتها.

 

كلمة عرب ثيرابي

بغض النظر عن الوقت الذي يظهر به الرجل أعراض الاكتئاب لديه، فإن ذلك لا يؤثر عليه لوحده، بل يؤثر على زوجته حيث أنها تحمل المزيد من المسؤوليات الموكلة له في الأساس. مما يجعلها تحت عبء إضافي وقد يؤثر سلباً أيضاً على حالتها النفسية.

لذلك، إن كانت أنت أو أنتِ تعانون من أعراض الاكتئاب، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن الحصول على المساعدة النفسية المتخصصة يعمل على التقليل من التأثيرات السلبية المترتبة على مرض أحد أفراد العائلة نفسياً.