Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الفصام والاكتئاب

الفصام والاكتئاب: تعرّف على أوجه الاختلاف والتشابه بينهما

يمكن أن يحدث خلط ما بين الفصام والاكتئاب، حيث أن ما نسبته 40% من المصابين بالفصام يعانون من الاكتئاب أيضاً، كما يمكن أن يحدث كل منهما لوحده أو قد يعاني المريض من حالة واحدة منهما ثم يصاب بالأخرى، ولكن كيف يمكن التفريق بين الحالتين؟

 

ما هو الفرق بين الفصام والاكتئاب؟

على الرغم من إمكانية حدوث كل من الفصام والاكتئاب معاً، الأمر الذي قد يجعل من التشخيص مهمة صعبة، إلا أن الفروق بين الحالتين تساعد في التمييز بينهما، ومن هذه الفروق:

تعريف 

من تعريف كل من الفصام والاكتئاب يظهر أنهما حالتين تفسيتين مختلفتين عن بعضهما البعض، حيث يعرف كل منهما على أنه:

    • الفصام: حالة نفسية خطيرة يقوم فيها الشخص بتفسير الواقع بطريقة غير طبيعية.
    • الاكتئاب: حالة نفسية خطيرة قد يمتلك فيها الشخص مشاعر الحزن أو يعاني من فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يهتم بها سابقاً.

    انتشار الحالة

    يعتبر الفصام من الحالات النفسية غير المنتشرة بشكل كبير كما ينتشر الاكتئاب، والذي يُعد أكثر الحالات النفسية انتشاراً.

    حوالي 10% من البالغين يعانون من نوع ما من الاضطرابات الاكتئابية.

    العوامل المسببة للحالة

    في كلا الحالتين تلعب الوراثة وعدم التوازن في المواد الكيميائية داخل الدماغ دوراً أساسياً في تطور الحالة لدى المريض، بالإضافة إلى:

      • العوامل البيئية المختلفة التي يتعرض لها الشخص مما يؤدي إلى حدوث مرض الفصام.
      • الاختلافات البيولوجية بما في ذلك اختلاف بنية الدماغ لدى الشخص تزيد من احتمالية تعرضه للاكتئاب.

      الأعراض الواضحة

      تختلف الأعراض المرافقة لكل من الحالتين بشكل واضح، بحيث تمكن الأخصائي النفسي من معرفة التشخيص المحدد، ومن هذه الأعراض:

      أعراض الفصام

      يتميز الفصام بأعراض أساسية تتمثل بالأوهام والهلاوس الحسية وعدم القدرة على التفكير أو الكلام بطريقة منظّمة.

      حوالي 25% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالفصام يستوفون معايير الاكتئاب.

      أعراض الاكتئاب

      الشعور بالحزن أو بالكآبة من أهم الأعراض المميزة للاكتئاب، بالإضافة إلى:

        • تغيرات في الشهية والوزن.
        • تغييرات في نمط النوم.
        • فقدان الطاقة أو الشعور التعب.
        • الشعور بعدم القيمة أو الذنب.
        • صعوبة التفكير.
        • توارد أفكار الموت أو الانتحار.
        • يمكن للأعراض الذهانية أن تظهر في حالة الاكتئاب الذهاني.

        طريقة التشخيص

        بعد الفحص البدني الذي يقوم به الطبيب، يلجأ إلى دليل الاضطرابات النفسية لمطابقة الأعراض مع المعايير، كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى:

          • التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية للحصول على معلومات تساعد في تشخيص الفصام.
          • إجراء بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد أي أمراض جسدية يمكن أن تسبب خلط عند تشخيص الاكتئاب.

          التعبير عن المشاعر

          تعتبر القدرة على التعبير عن المشاعر من الأمور المهمة للتفريغ عن الكبت الداخلي، بالإضافة إلى التمكن من التواصل مع الآخرين، حيث أن:

            • الشخص المصاب بالفصام لا يمتلك القدرة على إظهار مشاعره أو التحكم بتعابير الوجه، حيث أنه يبدو بتعابير محايدة غالباً
            • يمتلك الشخص المصاب بالاكتئاب القدرة على التعبير عن مشاعره السلبية التي يمتلكها، كما تظهر هذه المشاعر من خلال تعابيره.

            الحالة المزاجية

            لا يعتبر الفصام من الاضطرابات المزاجية، لذلك لا تعكس أعراضه (الأوهام والهلاوس) أي علاقة بحالته المزاجية، على عكس الاكتئاب، إذ أنه اضطراباً مزاجياً تظهر في الحالة المزاجية للمصاب بشكل واضح للغاية.

            التأثير على الحياة اليومية

            لا تؤثر جميع الاضطرابات النفسية بالشكل ذاته على الحياة اليومية للشخص المصاب، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال:

              • في حالة الفصام لا يستطيع الشخص الالتزام بالعمل، أو القيام بأعمال العناية الذاتية، بل قد يعتمد على غير في ذلك.
              • يمكن للمصاب بالاكتئاب العمل بشكل روتيني والالتزام بالمهام المتنوعة الموكلة للشخص.

              طرق العلاج

              تختلف الطرق العلاجية المتبعة في كلا الحالتين، ويتضح ذلك من خلال:

              علاج الفصام

              يمكن علاج حالة الفصام التي يعاني منها المريض بالطرق التالية:

                • الأدوية: الأدوية النمطية من مضادات الذهان مثل كلوربرومازين، الأدوية غير النمطية من مضادات الذهان مثل أريبيبرازول أو أسينابين، ومضادات الذهان طويلة الأمد مثل ديكانوات الفلوفينازين.
                • العلاجات النفسية والاجتماعية: العلاج النفسي الفردي أو العائلي، والتدريب على المهارات الاجتماعية، وإعادة التأهيل المهني، وفي بعض الحالات يلزم إدخال المريض إلى الإقامة في المستشفى.
                • العلاجات الأخرى: يمكن استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية في بعض الحالات.

                علاج الاكتئاب

                أما في حالة الاكتئاب فتختلف الأدوية المستخدمة والطرق المتبعة في العلاج النفسي على النحو التالي:

                  • الأدوية: غالباً ما يتم استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب المتنوعة، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مثبطات امتصاص النورإبينفرين الانتقائية، بالإضافة إلى مثبتات المزاج ومضادات الذهان ومضادات القلق.
                  • العلاج النفسي: حيث يمكن استخدام أي أسلوب من أساليب العلاج النفسي التي تتناسب مع المريض.
                  • العلاجات الأخرى: وتشتمل على العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS).

                  أغلب الحالات يمكن تحسين أعراضها باستخدام العلاج النفسي والأدوية.

                  الانتحار

                  قد يكون الانتحار من الأمور الشائعة أو الواردة في كلا الحالتين، إلا أن الأسباب الكامنة وراء الأمر تختلف بينهما، حيث أن:

                    • لا تشكل أعراض الفصام سواء الإيجابية أو السلبية سبباً للتفكير بالانتحار، وإنما إصابة الشخص بالاكتئاب المرافق للفصام هو السبب وراء ذلك.
                    • في حال كان الشخص يعاني من الاكتئاب، فإن زيادة احتمالية تفكيره بالانتحار أو الأمور المتعلقة بالموت تزيد بشكل كبير.

                     

                    الإصابة بالفصام والاكتئاب معاً

                    يعد كل من الفصام والاكتئاب من الاضطرابات النفسية المعقدة والتي قد يتعايش معها المريض بمسارات مختلفة، حيث يمكن أن:

                      • تُصاب ما نسبته 80% من حالات الفصام بنوبة واحدة من الاكتئاب في مرحلة مبكرة من الاضطراب.
                      • ما نسبته 40% من الأشخاص المصابين بالفصام، يعانون من الاكتئاب في الوقت ذاته وبشكل متزامن.
                      • تتشابه الأعراض السلبية التي يعاني منها الشخص في حالة الفصام مع الأعراض المرافقة للاكتئاب، مما يسبب الخلط الكبير بين الحالتين.
                      • في الكثير من الحالات يعاني فيها الشخص من الأعراض الذهانية بشكل مستمر والاضطرابات المزاجية، وعندها يتم تشخيصه بالفصام العاطفي.
                      • عند الإصابة بالاكتئاب الذهاني، فإن الشخص المصاب بالاكتئاب الشديد يعاني من الأعراض الذهانية المشابهة للأعراض الإيجابية في الفصام.
                      • يصبح الشخص المصاب بالفصام أكثر عرضة لتلقي العلاج داخل المستشفيات والإقامة بها في حال كان يعاني من الاكتئاب أيضاً.
                      • تسبب بعض السلوكيات غير اللائقة أو عدم القدرة على التواصل الاجتماعي الصحيح في حدوث الانسحاب العاطفي أو العزلة لمريض الفصام، مما ينتج عنه تشابه مع الاكتئاب.

                       

                      كلمة من عرب ثيرابي

                      بسبب بعض الأعراض المتشابهة فقد يلتبس على بعض المرضى الأمر، لذلك لا بد من الحصول على التشخيص النفسي الصحيح والذي يضمن التعامل الصائب مع الحالة. حيث يوضح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أهمية التشخيص بما يلي:

                      • فهم الأعراض بشكل أفضل.
                      • عدم لوم النفس والتقليل من نظرة المحيطين بشأن الأعراض.
                      • التمكن من الحصول على المساعدة النفسية اللازمة.
                      • الاشتراك بمجموعات الدعم المناسبة.