Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هلاوس مريض الفصام

هلاوس مريض الفصام: خيال أم واقع؟

تعتبر هلاوس مريض الفصام واحدة من الأعراض التي تظهر بشكل جلي على مريض الفصام، ومن أشد الأعراض أيضًا، وغالبًا ما تكون على هيئة هلاوس سمعية، ولكن يمكن الإصابة بالفصام دون هلاوس.

 

ما هي هلاوس مريض الفصام؟ 

هلاوس مريض الفصام أو ما يعرف باسم الهلوسة الفصامية هي التجارب الحسية التي يشعر بها مريض الفصام، والتي تكون في داخل عقله فقط ولا وجود لها في الحقيقة، ولا يمكن لأحد غيره الإحساس بها.

 

أنواع هلاوس مريض الفصام

هناك 5 أنواع أساسية من الهلاوس التي يعاني منها المصاب بالفصام بدرجات مختلفة، وكل منها يعتمد على حاسة من الحواس الخمسة، وهي:

السمعية

الهلوسة السمعية تتضمن سماع أصوات لا يمكن لأحد غير مريض الفصام سماعها، وقد تكون أصوات وديّة خفيفة أو شديدة ومزعجة. ومن الممكن أن تصدر هذه الأصوات من أي مكان مثل التلفاز، ويشعر مريض الفصام أن هذه الأصوات تتحدث معه، أو تصف له الأحداث، وفي بعض الأحيان توجه له التعليمات.

وفقًا لأبحاث عام 2021، فإن ما بين (60 – 80)% من الأشخاص المصابين بالفصام يسمعون أصواتًا لا يستطيع الآخرون سماعها.

البصرية

تنطوي الهلاوس البصرية على رؤية المريض أشياء لا يمكن لأحد غيره مشاهدتها، وذلك مثل رؤية حشرات تزحف في المكان، أو أشياء جامدة تتحرك على الرغم من أنها لا تتحرك في العادة.

الشميّة

واحدة من أنواع الهلوسة الفصامية هي شم روائح غير موجودة، ولا يمكن لأحد غيره أن يشمها، وأحيانًا يعتقد الشخص أن هذه الرائحة صادرة عنه أو من شيء حوله.

التذوقية

بالاعتماد على حاسة التذوق قد يتذوق مريض الفصام نكهة غريبة أو مختلفة غير موجودة في الحقيقة في الطعام، والهلاوس التذوقية تجعل المريض يشعر في نكهة غريبة في الطعام غالبًا.

الجسدية أو اللمسية

تتضمن الشعور بأشياء على الجسد غير موجودة في الحقيقة؛ مثل الشعور كأن العناكب تزحف على جسده، أو أن شخصًا ما يلمسه ويدغدغه. أو في بعض الأحيان قد يشعر في تيارات من الهواء البارد تُنفث عليه.

 

أسباب هلاوس مريض الفصام

الأسباب الدقيقة والحتمية خلف مرض الفصام والهلاوس الفصامية لا زالت غير معروفة، ولكن هناك بعض العوامل التي يعتقد أنها السبب، مثل:

العوامل الوراثية

الاختلاف في الجينات يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة في مرض الفصام أو مواجهة الهلاوس الفصامية. والتي تزداد فرصها عند إصابة أحد الوالدين أو الإخوة بالفصام.

لدى الشخص فرصة بنسبة 10% – 15% للإصابة بالفصام إذا كان أحد والديه مصابًا به.

كيمياء الدماغ

تلعب كيمياء الدماغ دورًا في ظهور الهلاوس الفصامية والإصابة في فصام الشخصية؛ حيث يكون لدى الشخص خلل في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي قد تكون موروثة.

الضغوطات

أحيانًا يكون للضغوطات البيئية أو ضغوط الحياة التي تواجه الشخص دورًا في الإصابة بالفصام وظهور أعراضه.

 

تقديم الدعم للتخلص من هلاوس مريض الفصام

بالإمكان تقديم المساعدة لمريض الفصام للتخلص من الهلاوس بالطرق التالية:

الانفتاح

أغلب الهلاوس التي يواجهها مريض الفصام يشعر بالخجل منها ولا يرغب بالتحدث عنها لأحد، أو يكون خائفًا من التحدث عنها مع آخرين. ويستحسن وجود أشخاص حوله لتشجيعه على الانفتاح أو التحدث.

التعاطف

من المهم للغاية أن يتعاطف الشخص مع مريض الفصام عند محاولته التخلص من الهلاوس؛ لأنها تجربة صعبة للغاية، ولن يكون من السهل عليه تخطيها.

المواساة

عند التخلص من الهلاوس الفصامية لا يجب التجادل معه كثيرًا حول الهلاوس، بل يجب التواجد معه ومواساته من خلال الآتي:

    • الامتناع عن إصدار الأحكام.
    • البقاء متفاعلًا ومستمعًا للمريض.
    • التحدث معه بصوت هادئ وحنون.
    • محاولة فهم ما يشرحه مريض الفصام ويتحدث عنه حول الهلاوس.
    • عدم التركيز على محاولة تصحيح أفكاره وتصوراته.
    • تجنب تشجيع مريض الفصام على واقعه المشوه.
    • تقديم الدعم الكامل له، والمساعدة عند الحاجة لها.

     

    هل يُمكن الإصابة بالهلاوس دون الفصام؟

    ترتبط الهلاوس بشكل عام في التغييرات الكيميائية في الدماغ وبُنية الدماغ، والتي من الممكن أن تحدث لأحد الأسباب التالية:

      • الاكتئاب الشديد ذو السمات الذهانية (الاكتئاب الذهاني).
      • الاضطراب ثنائي القطب.
      • ذهان ما بعد الولادة.
      • الضغوط الشديدة أو الحزن.
      • الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون والزهايمر.
      • الحمى وارتفاع درجات الحرارة الشديدة.
      • الصداع النصفي.
      • النوبات.
      • فقدان السمع أو البصر.
      • الحرمان من النوم.
      • أعراض الانسحاب من الكحول أو المخدرات.
      • تأثير جانبي لبعض الأدوية التي تعالج الصرع، والذهان، والاكتئاب، ومرض الشلل الرعاش.

       

      أسباب الهلوسة المؤقتة

      قد تسبب الحالات والمواقف الآتية الهلاوس لأوقات قليلة ومؤقتة وليس مزمنة، وأبرزها:

        • النوم أو الاستيقاظ.
        • تأثير الكحول أو المخدرات مثل الماريجوانا والمهلوسات، والكوكايين، والأمفيتامينات.
        • ارتفاع درجة الحرارة وبشكل خاص عند الأطفال وكبار السن.
        • الجفاف الشديد.
        • التعرض لصدمة قوية.
        • التهابات مثل عدوى المسالك البولية.
        • التعافي من التخدير بعد إجراء جراحي أو عملية جراحية.

         

        تشخيص هلاوس مريض الفصام

        يتم تشخيصها بالطريقة التالية:

          • التأكد من أن السبب بالهلاوس هو الفصام وليس أي مرض آخر.
          • مراجعة التاريخ الطبي كاملًا للمريض، والتدقيق في الأعراض.
          • إجراء بعض الاختبارات مثل مخطط كهرباء الدماغ، والنشاط الكهربائي، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
          • الحصول على تشخيص طبي رسمي ووضع خطة علاج.
          العديد من الأشخاص المصابين بالفصام يميلون إلى تجربة الهلاوس بأنواع متعددة في نفس الوقت.

           

          علاج هلاوس مريض الفصام

          من الممكن علاج الهلاوس عند مريض الفصام بأكثر من طريقة، ومنها:

          الأدوية

          عادةً ما يصف الطبيب مضادات الذهان لعلاج الهلاوس الفصامية والتخلص منها، ومن أعراض الفصام الأخرى؛ حيث تساعد مضادات الذهان على تعديل اختلالات الدوبامين في الدماغ من خلال منع مستقبلات الدوبامين، كما توصل الأدوية التالية:

            • أدوية الخَرَف أو الزهايمر.
            • مضادات الاختلاج لعلاج الصرع.
            • حاصرات بيتا أو مضادات الاختلاج.

            العلاج النفسي

            يساعد العلاج النفسي في علاج هلاوس مريض الفصام من خلال تعلم استراتيجيات التأقلم المختلفة، وأساليب الإلهاء عن الهلاوس، وزيادة الشعور بالسيطرة أو التحكم بالنفس، والتي تكون من خلال:

            التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS)

            يعمل التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة على علاج الهلاوس السمعية والتقليل منها في حال لم تنجح مضادات الذهان في علاجها أو التخلص منها.

            اختبار الواقع

            يُمكن للمريض تعلّم اختبار الهلاوس التي يراها في البيئة المحيطة به والتحقق منها إذا ما كانت حقيقية أم مجرد هلاوس، مثل رؤيتهم للعناكب والخوف لوحدهم في الغرفة تعني أنها هلوسة.

             

            الوقاية من هلاوس مريض الفصام 

            على الرغم من أنه لا يمكن منع التعرض للهلاوس بشكل كامل ولكن يمكن تقليل تواترها وتأثيرها على المريض، وذلك مثل:

              • تحسين الإضاءة الجيدة والمشاركة في الأنشطة المحفزة في المساء.
              • التحقق من الأصوات التي يسمعها الشخص ويظنها هلاوس؛ قد تكون ضوضاء صادرة من التلفاز، أو جهاز إلكتروني.
              • إصلاح والبحث في الإضاءة التي لها انعكاسات وظلال تجعل الشخص يظن نفسه يهلوس.
              • تغطية المرايا بالقماش أو إزالتها من الغرفة إذا ما كان الشخص يظن أن يرى شخص غريب عند النظر في المرآة.

               

              كلمة من عرب ثيرابي

              من خلال بعض السلوكيات التي يقوم بها الشخص المصاب بالفصام يتمكن التغلب على الهلاوس التي يعاني منها، حيث إن اتباع النقاط التالية له الأثر الكبير:

              • المشاركة الفعالة بالعلاج وتقديم المساعدة الذاتية من خلال تكوين العلاقات الجيدة مع المعالج وقبول التشخيص.
              • البقاء نشيطاً قدر الإمكان، حيث إن التمارين الرياضية تساعد في الحد من الأعراض الذهانية.
              • البحث عن الجلسات العلاجية سواء كانت الوجاهية أو عبر الإنترنت مع مراعاة أن تكون من خلال مكالمات الفيديو كالتي تقدمها منصة عرب ثيرابي.