ما ستجده في هذا المقال:
تعرف السادية بأنها الرغبة والنية في إيذاء الآخرين لفظيًا أو جسديًا من أجل المتعة الذاتية. وتتطلب معظم حالات السادية العلاج أو الاستشارة النفسية لتعديل السلوك. وقد يكون العلاج طويل الأمد للتخلص منها بشكل كامل.
أنواع السادية
تشمل السادية ما يأتي من الأنواع:
السادية الضعيفة (التجنبية)
يظهر هؤلاء الأفراد سمات تجنبية في سلوكهم. وعادة ما يفتقرون إلى الشجاعة، ويستخدمون أوجه القصور في شخصيتهم لتغذية تبجحهم الزائف. كما أنهم يميلون إلى البحث عن ضحايا لا حول لهم ولا قوة لإلحاق الألم بهم.
السادية المتفجرة (الحدية)
يعد هؤلاء الأفراد متفجرين في إظهارهم للسلوك السادي، ويوجهون غضبهم لمن حولهم . ويبدو الأمر كما لو أنهم ظلوا يحتفظون بمشاعر الإذلال لوقت طويل، وفي لحظة ما ينفجرون. وقد لوحظ أن الساديين المتفجرين يعانون من مشاعر الندم بعد غضبهم.
بينما يشعر الكثير منا بالخوف والقلق والرعب من قصص السادية الشديدة وتعذيب الآخرين، فإن الساديين يستمتعون بها.
السادية المسيطرة (الوسواسية)
من أبرز ما يمكن ذكره ما يأتي:
- يُظهر هؤلاء الأفراد سمات تابعة للسادية ويجدون طرقًا لإلحاق الألم بالآخرين.
- يعبّرون عن معاناتهم في الجهود المبذولة للحفاظ على النظام من خلال مهن مثل تطبيق القانون والإدارة.
- يأخذون أدوارًا تمنحهم القدرة على السيطرة على الآخرين بالإضافة إلى البحث عن ومعاقبة أولئك الذين لا يتبعون القواعد.
- قد تشير هذه القواعد إلى القوانين أو الممارسات التنظيمية.
السادية الإجرامية (العدوانية)
يظهر هؤلاء الأفراد سمات سلبية، ويستخدمون تهديد الآخرين ويعاملونهم بوحشية. ويتوقون إلى السلطة على الآخرين ويسيؤون استخدامها، كما يستخدمون الكلمات لإجبار الآخرين على الخضوع لهم.
تظهر سمات الاضطراب السادي عادة في مرحلة المراهقة وقبل سن البلوغ، ولكن قد تظهر بعض العلامات في وقت أبكر.
لا يوجد سبب محدد واحد للسادية، لكن الأحداث المزعجة خلال المراحل المبكرة من سن البلوغ قد تكون مسؤولة. ويمكنك التعرف أكثر في الفقرة التالية.
أسباب السادية
تشمل أبرز أسباب السادية المحتملة ما يأتي:
- سوء مقدم الرعاية: إن تعرض الأطفال للإيذاء من مقدمي يمكن أن يؤدي إلى ظهور السادية.
- الاعتداء الجسدي من قبل الآخرين: إذا كان الطفل ضحية لسوء المعاملة، فإنه يدرك أن التسبب في الألم لشخص آخر يعطي القوة للمسيء. ولهذا قد يمارسون العنف كوسيلة لاستعادة السلطة التي سلبها منهم الآخرون.
- التعرض للعنف: يمكن أن يكون التعلم الاجتماعي أداة قوية، إذ عندما يتعلم الأطفال أن الألم يؤدي إلى متعة شخص آخر، فقد يصممون سلوكهم على ذلك.
- الخلل الكيميائي العصبي في الدماغ: قد تتضرر كيمياء الدماغ في الطريقة التي تستجيب بها للسلوكيات السادية، حيث تشعر الناقلات العصبية بالرضا عند رؤية معاناة الآخرين.
في حين أن العنف واضطراب السادية ليسا نفس الشيء، إلا أن هناك علاقة قوية بين الاثنين.
- الانخراط في العنف غير المباشر: إذا سُمح للأطفال بالمشاركة في ألعاب فيديو عنيفة أو مشاهدة آخرين يرتكبون أعمال عنف أو يعذبون الآخرين، فقد يساهم ذلك في الاستعداد للسلوك السادي.
- الفقر الشديد: عندما يعاني الطفل من ندرة شديدة في الغذاء الكافي أو الموارد الأخرى، فإن ذلك قد يساهم في الإذلال الداخلي. وللتعامل مع هذا الظلم، قد يختارون ممارسة الاستمتاع بمعاناة الآخرين.
- الإخفاقات الشخصية المتكررة: عندما يكون الأطفال والمراهقون غير قادرين على الشعور بالكفاية الشخصية أو الكفاءة الذاتية، فقد يبدأون في ملء الفراغ من خلال إذلال الآخرين.
- التعرض للتنمر: إذا تعرض الطفل للتنمر بالمدرسة أو غيرها باستمرار من قبل الآخرين جسديًا أو نفسيًا، فقد يبدأ بإلحاق الأذى بالآخرين لأن هذا سيمنحهم القوة التي كانوا يفتقرون إليها عندما كانوا أصغر سناً.
لا تعد السادية اضطرابًا معترفًا به في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.
تختلف سمات السادية عادة حسب النوع الذي يعاني منه الشخص، ولكن توجد سمات شخصية مشتركة بينهم. فما هي أبرزها؟ تعرف عليها في الفقرة القادمة.
سمات الشخصية السادية
تشمل السمات الشائعة ما يلي:
- العداء: يصف مشاعر السلبية أو سوء النية أو العدوان تجاه الآخر.
- عدم القدرة على الشعور بالتعاطف: يدرك الأفراد الساديون أن الناس يعانون، لكنهم يستمتعون بألم الآخرين.
- عدم القدرة على الشعور بالندم: لا يشعر الساديون بالذنب أو السوء تجاه الأذى الذي يرتكبونه ضد الآخرين.
- الاستمتاع بألعاب الفيديو العنيفة: يستمتع الساديون بألعاب الفيديو التي تسمح لهم بإيذاء الآخرين جسديًا أو بمشاهدة العنف في الأفلام والرياضة بشكل كبير.
- انعدام المسؤولية: لا يتحمل الساديون مسؤولية الأذى الذي يلحقونه بالآخرين.
تعد السادية الجنسية اضطرابًا معترفًا به في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية وتسمى اضطراب البارافيليا.
تختلف المعايير المستخدمة لتشخيص هذا الاضطراب عن الاضطرابات المماثلة التي تعكس القسوة أو العدوان. ويمكنك التعرف على هذه المعايير في الفقرة التالية.
معايير تشخيص السادية
يتطلب تشخيص اضطراب السادية وجود نمط ثابت من أربعة على الأقل من العلامات والسلوكيات التالية:
- استخدام القسوة الجسدية أو العنف للسيطرة على الآخرين.
- تعمد إذلال الآخرين أو تحقيرهم علنًا.
- إجبار الآخرين على الانضباط الشديد تحت سيطرتهم.
- إيجاد المتعة في مشاهدة ألم الآخرين، سواء من البشر أو الحيوانات.
- استخدام الأكاذيب لإلحاق الألم بالآخرين.
- إرهاب الآخرين أو إخافتهم لحملهم على فعل ما يريدون منهم أن يفعلوه.
- الحد من استقلالية الآخرين من خلال ممارسة السيطرة القصوى.
- الانبهار والهوس بالأذى الجسدي أو العنف.
يمكن لفهم السادية ثم تعلم كيفية التعامل معها أن يساعد في الحد من السلوك العدواني والعنف.
قد يكون العلاج صعبًا نظرًا لصعوبة إقناع المريض بحاجته إلى العلاج ومع ذلك فهو ممكن من خلال طرق مختلفة للعلاج. فما هي أبرز هذه الطرق؟
علاج السادية
يمكن علاج السادية كما يأتي:
العلاج النفسي
هناك عدة أشكال من العلاج النفسي مثل:
- العلاج السلوكي (BT): يعد مفيدًا لأنه يساعد على التعرف على الطريقة التي يؤذي بها السلوك السادي الآخرين ثم يساعدهم على إعادة تشكيل سلوكهم الإشكالي.
- العلاج المعرفي السلوكي: يوصى به لأنه يشجع العميل على استكشاف كيفية ارتباط أفكاره وردود أفعاله بسلوكه.
- العلاج الجدلي السلوكي (DBT): يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا من خلال تركيزه على اليقظة الذهنية ثم تعلم كيفية تنظيم الأفكار.
الأدوية
لا يوجد علاج دوائي نفسي محدد يعاجل هذا الاضطراب بحد ذاته. ولكن تناول الأدوية التي تساعد في علاج الاكتئاب أو القلق قد يفيد الذين يعانون من الاضطراب والذين لديهم أيضًا الاكتئاب وأعراضه أو أعراض القلق.
عندما يتم تحديد اضطراب السادية فإن طرق العلاج الأكثر فعالية تشمل الأدوية العقلية والعلاج النفسي طويل الأمد.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا ظهرت عليك أو على أي شخص تعرفه أعراض هذا الاضطراب؛ فإن العثور على مساعدة يمكن أن يكون مفيدًا. لذلك تحدث إلى شخص متخصص في اضطرابات الشخصية لطلب المساعدة المهنية. وننصحك هنا بطلب هذه المساعدة من الأخصائيين في عرب ثيرابي الموجودين على مدار الساعة.
